ينتظر نشامى المنتخب الوطني لكرة القدم مواجهة سورية غدا في النهائيات الاسيوية التي تجري في الدوحة على امل ان تفتح لهم ابواب الدور الثاني، فتنقلهم الى تسجيل مشاركة تاريخية جديدة للكرة الاردنية.
هي مجرد نقطة التي يحتاجها المنتخب الوطني من نظيره السوري في اللقاء الذي سيجمعهما عند الثالثة والربع عصر غد بتوقيت عمان وعلى ستاد نادي قطر، لكنها في الوقت ذاته، ستكون بقدر صعوبة ما كان اجتهد المنتخب لتحصيله امام اليابان 1-1 والسعودية 1-0.
المنتخب الوطني يدخل المواجهة بحسابات الفوز او التعادل وكذلك الخسارة على اعتبار ان فوز السعودية على اليابان وبفارق من الاهداف وهو ما يتمنى الجهاز الفني عدم اللجوء اليه اصلا، قد يصل بالاهداف الى ارض الواقع، بينما لا يملك المنتخب السوري سوى خيار الفوز لخطف احدى بطاقتي الترشح، وهو يعني انتظار مباراة مفصلية يمني النشامى النفس ان تكون محطة عبور فعلية وفرصة لابراز الكرة الاردنية بصورة اكثر ايجابية.
تباين الحسابات وتوافق المخططات امر يدركه الجهاز الفني جيدا وفقا لما اشار اليه في اكثر من مناسبة واكده ايضا على هامش التدريب الذي شهده ستاد نادي العربي والذي يسبق التمرين الرئيسي على الملعب ذاته اليوم.
هذه المعطيات التي افرزها واقع الحسابات، تفرض على المنتخب الوطني عدم الاعتماد على نتيجة التعادل فحسب، لان في ذلك خطورة كبيرة قد يجد فيها المنتخب ما لا تحمد عقباه، الامر الذي بات المنتخب الوطني وجهازه الفني على دراية تامة به، فباشر لاجله اعداد العدة ووضع ملامح الخطة المنتظر ان يصار للاعتماد عليها والمعول ان تتحقق منها الغاية المرجوة.. فكيف كان شكل الاعداد؟
الاجابة كانت حاضرة عند الطريقة التي سار بها التدريب الاخير امس، حيث ركز الجهاز الفني على اساليب ليست جديدة انما ظهرت لاول مرة في الدوحة، فبعدما كانت تحضيرات اليابان ومن بعدها السعودية قد عكست مؤشرات صريحة بان المنتخب سينتهج طريقة دفاعية، فان الحال تغير نسبيا في الامس، حيث نوع الجهاز الفني من تعليماته الفنية وظهر على ارض الواقع خيارات تكتيكية تمثلت على شكل واجبات هجومية، منها مضادة واخرى مدروسة ركزت على مبدأ محاولة امتلاك الكرة قدر الامكان في وسط الميدان والتنويع في كيفية انهائها سواء من تجريب العرضيات وكذلك اختراقات عمق الميدان، وايضا التشديد على مسألة استغلال الكرات الثابتة من الركنيات او من اي محور .
كما بدا خلال التمرين ان الجهاز الفني وسع خياراته على اكثر من جانب، فبينما كان الدفاع يدخل تحت اجواء الضغط فان لاعبي الوسط والهجوم حاولوا تنفيذ التعليمات الموجهة اليهم وتجريب اكثر من طريقة، في حين واصل الثلاثي عامر شفيع ولؤي العمايرة ومعتز ياسين مسلسل تدريباتهم الجدية في حراسة المرمى باشراف المدرب احمد جاسم الذي لم يترك شاردة او واردة الا ووضع الحراس في صورتها وكيفية التعامل معها.
وكان الجهاز الفني وجه للاعبين مباشرة عبر لقاء قصير سبق التدريب ومن خلال اكثر من محاضرة في مقر الاقامة، تعليماته بطريقة نظرية اعتمدت على دراسة المنافس اولا وطرح الامور الفنية التي سيعمل اللاعبون على تطبيقها في التدريب قبل التأكيد عليها عمليا على ارض الميدان وتثبيت واحبات كل لاعب في مركزه.

يريدون من المباراة!
اتفق اللاعبون جميعا وكذلك الجهاز الفني على الاهداف التي يريدون تحقيقها من مواجهة الغد، ولم تختلف تصريحاتهم للموفد الاعلامي وركزت على ان التأهل الثاني هو من يدور في حساباتهم فقط.
عامر ذيب اعتبر المباراة هي الاهم الان للمنتخب في مشواره القاري واكد ان المنتخب وبعدما بات على ابواب التأهل للدور الثاني يركز انظاره على عدم التفريط بهذه الفرصة نهائيا، حيث كشف ان اللاعبين كافة يملكون بهذا الدافع ويسعون الى تحقيقه.
ولم يخرج مؤيد ابو كشك عن هذا الاطار ، اذ قال : تعادلنا مع اليابان وتفوقنا على السعودية ولن نتوقف هنا ولن نجعل اي شيء يمنعنا من طموحنا وارضاء جماهيرنا واسعاد الاردنيين كافة.
وعاد عبدالله ذيب بالذاكرة الى مباراة المنتخبين قبل نحو اربعة اشهر في عمان وتحديدا في الدور الاول لبطولة اتحاد غرب اسيا وقال: في تلك المباراة قدمنا مستوى رائعاً ولكن التوفيق لم يحالفنا ونسعى هذه المرة للتعويض بصورة اكبر واستغلال الفرصة بشكل يضمن وصولنا الى ما جئنا اصلا من اجله.
المدرب احمد عبد القادر كان واقعيا وبرزت تصريحاته في مسألة ان المنتخب مطالب بالتركيز اكثر من اي وقت مضى، منوها ان الظروف قد تكون صعبة على الطرفين دون ان يخفي ثقته باللاعبين وبقدرتهم على تخطي هذه المحطة والوصول الى المحطة القادمة.
واعتبر عبد القادر ان قرب الكرة الاردنية من السورية وتكرار مواجهات المنتخبين على امتداد فترة طويلة من الزمان، قد يشكل جانباً ايجابياً بمعرفة قدرات كل منهما للاخر بحيث تكون الفائدة في النهاية من نصيب الذي يفرض تفوقه ويستغل دراساته السابقة لمكامن القوة والضعف لديه.
كما اشار الى ان اقتصار خيارات المنتخب السوري على الفوز فقط، سيدخل المباراة في منعطفات كثيرة، مؤكدا ان الجهاز الفني يتحسب لهذا الامر وقادر على ايجاد الطريقة الافضل للتعامل مع اية معطيات تظهر اثناء المواجهة.
واثنى عبد القادر على الجهود التي بذلها اللاعبون ولا يزالون يواضبون على تقديمها، موضحا ان سر التفوق الحاصل يكمن في التلاحم القوي بين المجموعة بشكل كامل، اذ تحيط الاجواء الايجابية المنتخب وتسود المعنويات العالية والعزيمة على اللاعبين بشكل لافت.
وتابع: منذ انطلاق مرحلة التحضيرات في عمان وامتدادها في دبي وصولا الى الدوحة وبدء مشوار المنتخب في النهائيات فان المؤشرات التي كانت تظهر على سطح الاحداث ايجابية وانعكست بالفعل على ما يقدمه اللاعبون الذين وثقوا بقدراتهم وحظوظهم ولعبوا عليها بواقعية واستحقوا على اثرها النتائج التي تحققت.
وقال في ختام حديثه أن المنتخب «ما يزال يتمسك بفرصة التأهل والاصرار الموجود لدى اللاعبين يفوق مقدار ما كانوا يتحلون به سابقا»، ومن هذا المنظور اكد ان النشامى سيكونون على الظهور الافضل سواء امام السعودية او اليابان وكذلك سورية».

ميتسو يقلل من اهمية المنافس
قلل المدير الفني للمنتخب القطري برونو ميتسو من اهمية المنتخب الذي سيواجهه العنابي في الدور الثاني حال حصل الاخير على بطاقة الترشح.
ميستو قال في المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة قطر والكويت اليوم: لا تهمني هوية الفريق الذي سأقابله في الدور الثاني اذا تأهل المنتخب القطري سواء كان ذلك المنتخب الياباني او السوري وكذلك الاردني، على اعتبار ان المنتخب القطري يركز فقط على مواصلة المشوار وبغض النظر عن طبيعة الفريق الذي سيقابله.
وعن رأيه حول أداء النشامى في البطولة لغاية الان قال: اعود لاؤكد ان المنتخب الاردني ظهر بصورة طيبة ويملك مجموعة مميزة من اللاعبين ولكن يبقى على هذه المجموعة ان تدار بشكل جيد في كافة المباريات اذا ما اراد الفريق التأهل الى الادوار المتقدمة.

جولة ترويحية
حرص الجهاز الفني صباح امس على اخراج اللاعبين من اجواء التحضيرات عبر السماح لهم باجراء جولة تسويقية حرة في مختلف اسواق الدوحة بهدف الترويح واقتناء احتياجاتهم الشخصية .
قرارات انضباطية واعتراضات على التحكيم
تلقى الاتحاد الآسيوي اعتراضاً من الاتحاد الياباني للعبة بخصوص إيقاف ايجي كاواشيما حارس مرمى الفريق خلال المباراة أمام سوريا، ولكن لن يتم عرض الأمر على لجنة الانضباط لأنه يتعلق بحالة تحكيمية خالصة.
جاء الإعلان عن ذلك من قبل توكواكي سوزوكي مدير البطولة خلال اللقاء الإعلامي اليومي والذي عقد امس.
وفيما يتعلق بالمباريات المقبلة أعلن سوزوكي أن الصيني كيو بو (حصل على إنذارين في مباراتين مختلفتين)، والكويتي مساعد ندا (إيقاف مباراتين)، والبحريني فوزي عايش (حصل على بطاقة حمراء نتيجة الحصول على إنذارين في مباراة واحدة أمام الهند)، لن يكونوا مؤهلين للعب في المباراة المقبلة لمنتخبات بلادهم.
وكشف سوزوكي أن ستيفانو اجريستي مساعد مدرب منتخب اليابان تم إيقافه مباراة واحدة نتيجة حصوله على بطاقة حمراء في المباراة أمام سوريا.
تسليط اعلامي
ركزت معظم وسائل الاعلام العربية والاجنبية على اعداد تقارير خاصة تسبق مواجهة المنتخبين الوطني والسوري غدا.
وتناولت هذه التقارير بشكل عام عرض لتوقعات نتيجة المباراة، ومدى حساسيتها لكلا الجانبين، كما حرص ممثلو هذه الوسائل الاعلامية على اجراء مقابلات صحفية مع اكثر من معني سواء اردني او سوري.