قناة العربية: 'أخطاء' أم خطوط حمراء؟



في معرض رده على سؤال حول خبر استقالة مدير عام قناة "العربية"، عبد الرحمن الراشد، أقر رئيس مجلس إدارة "مجموعة الأم بي سي وقناة العربية"، الشيخ وليد بن ابراهيم آل ابراهيم، أن القناة ارتكبت "بعض الأخطاء"، تتمثل في بث برنامج يسيء للأسرة المالكة وللمذهب الديني الرسمي للدولة وللأوساط الإسلامية في المملكة.

وقال الشيخ وليد إن "عبدالرحمن الراشد بالفعل اختار الاستقالة وذلك رغبة منه في تحمل مسؤولية بعض الأخطاء التي ظهرت على شاشة القناة خلال الفترة القصيرة الماضية، ومن جانبي أوضح أنني لم أقبل استقالته بعد، وسأنهي الموضوع عند عودتي من الولايات المتحدة".

وأضاف: "إننا نتحمل معاً كل ما قد يرد من أخطاء. وما ظهر على الشاشة من أخطاء وقعت غير مقصودة على الإطلاق ولا نقبلها".


"تطاول على الدين والوطن"...

وكان برنامج "الإسلام والغرب" الذي بث الخميس 23 رمضان قد تطرق إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعلاقته مع محمد آل سعود، فوصف دعوة الشيخ بـ"الوهابية"، وبأن "الوهابيين فريق متزمت ومتعصب أثار الفتن في الجزيرة والتخريب في المدينة المنورة، وسرقوا ممتلكات القبر النبوي وهدموا بقية القبور بحركات فوضوية، وأنهم يزعمون أنهم يمثلون الإسلام".


كما قال أحد الضيوف أن "الغرب وصم الإسلام بالإرهاب والتطرف والعنف بسبب الوهابيين" وأن "آل سعود هم السبب في نشر هذا الشيء في أرجاء العالم".


ويتداول في مواقع الانترنت على نطاق واسع أن البرنامج تضمن "تطاولاً على الدين والوطن" و"هجوماً صارخاً على أصحاب القرار السياسي"، "بما يكفي لإثارة غضب الأمير سلمان بن عبد العزيز"، أمير منطقة الرياض، الذي حذر في مقال نشر في 28 ابريل/نيسان الماضي في "الحياة" الكُتّاب والباحثين من الانسياق وراء من ينادي بالوقوع في فخ مصطلح "الوهابية".

فقد أكد الأمير سلمان أن "أساس تلك التسمية في الغالب انطلق لأجل التشويه والإساءة"، بينما "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (...) هي دعوة للعودة إلى مبادئ الدين الإسلامي كما جاءت في الكتاب والسنة النبوية الشريفة".


...من قناة تدعمها الدولة

وتساءل أحد رواد الانترنت "كيف يحدث هذا التطاول على رموز من أركان الدولة، مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن سار على نهجه من العلماء، ومحمد بن سعود رحمه الله، من قناة تدعمها الدولة ؟".

وعلق آخر قائلاً "كان البرنامج هجوماً صارخاً على أسرة آل سعود، حتى يظن المرء أنها قناة معارضة، وليست قناة تملكها السعودية وبأموال سعودية!".


وتساءل ثالث: "ما الفرق بين ما قيل في البرنامج وما جاء على لسان الكاتب المصري إبراهيم عيسى؟".

وكان رئيس تحرير صحيفة الدستور قد شن هجوماً عنيفاً على الأمير سلمان في أبريل/نيسان الماضي في مقال بعنوان "وهابية سمو الأمير"، قال فيه بأن "الحركة الوهابية نشأت على المجازر والمذابح" وأن "الوهابية الممولة سعودياً تجاوزت حدود العالم العربي إلي الكون الإسلامي والغربي، وجعلت نفسها حكماً في الدين وحكماً على دين الآخرين".

وكان الإعلامي السعودي محمد التركي قد حذر في تصريح لموقع "الوئام" مما أسماه "تشييع" تقارير الحضارة الإسلامية التي تبث على قناة "العربية" في شهر رمضان، قائلاً أن "ثمة أمراً يدور في الخفاء بين أوساط شيعية، هي التي تستغل نفوذها في القناة على الطريقة الماسونية في ارتداء أي قبعة في سبيل تمرير آراءها المتطرفة".


سياسة تقليم الأظافر

وبمجرد إعلان "توقف" عبدالرحمن الراشد عن الكتابة في "الشرق الأوسط"، ثم "استقالته" من إدارة قناة "العربية"، عمت الفرحة أوساط "الإسلاميين" الذين عبروا في بعض مواقع الانترنت، مثل "لجينيات"، عن نشوتهم بهذا "التوقيف" وهذه "الإقالة".


وجاء في التعليقات "وأخيرا، كبح جماح الليبراليين!"..."بيت العنكبوت الليبرالي بدأ في التزعزع"..."إنها القشة التي قصمت ظهر البعير!".

وعلق أحدهم بالقول "عندما يتطاول هؤلاء الشرذمة على الدين لا احد يستطيع منعهم ولا محاسبتهم ولكن، عندما تصل بهم الوقاحة إلى مواجهة الدولة، وعلى رأسهم الأمير سلمان بن عبد العزيز، ويتطاولون على الحكام، يتم إقالتهم".

أما "أبو عمر"، فله "قراءة سياسية للحدث": قرار إقالة الراشد جاء بعد قرار حصر الفتوى، وإيقاف قناة "الأسرة"، وحجب المواقع الإسلامية.

فالدولة تكشر عن أنيابها عندما يتطاول أحد من الأطراف المتخاصمة، أي الإسلاميين والليبراليين، على الحكام أو يريد إشعال نار الفتنة، فيتم تقليم أظافرهم بين الحين والآخر.