أجملُ ما في هذه الحياة..
لسانٌ ناطقٌ..
وقلمٌ كاتبٌ..
وعقلٌ مدركٌ..
وقلبٌ نابضٌ بالحياةِ..
ولقد حباني اللهُ عزَ وجلَّ ببعضِ من هذه الأشياءَ..
بقلبٍ ينبض..
لكنهُ فارغٌ لم يُشغلَ حتىَ الآنَ..
بقلمٍ كاتبٍ..ينقصهُ الحبرُ والفكرُ..
بعقلٍ مدرك..لكنه في فلاهٍ..
أما عنِ اللسانِ فَحَدِثْ ولا حَرَجْ،
لَقَدِ اِخْتَصْنِيِ اللهَ بِلسانٍ أحَدَ ِمنَ السَيْفِ البَاتِرْ،
تَنْصَبُ مِنهُ الكَلِمَاتُ وكأنَهَا المَوُجُ الَهِادِرُ.
إِذَنْ أنَا اَمْتَلِكُ المَادّةَ الخَاَمْ،
وَيَنْقُصُنِيِ المَاَدّةَ الحَيّةَ،
وَهُنَاَكَ هُوْةٌ كَبِيّرَةٌ بَيّنَ المَادَتَيّنِ،
فَرُبَمَا اِسْتَطَعّنَاَ أنْ نَحْصُلَ عَلْىَ مَا نُرِيّدُ،
أَقْصِدُ عَلْىَ بَعْضِ مَا نُرِيّدُ،
فَمِنَ اَلمُمْكِنِ أنْ تَشْتَرِيِ لِقَلَمِكَ حِبَرًا،
ولَكِنَكَ لا تستطيعَ أنْ تَشْتَرِيِ لَهُ فِكْرًا،
وَمِنَ اَلْمُمكِنِ أنْ تَضَعَ عَقَلَكَ فيِ مَحَكِ ألأحَّدَاَثِ،
وَلَكِنَكَ لَنْ تَسْتَطِيّعُ أنْ تَجَعَلَهُ يُدِرِك،
أَمّاَ القَلبُ فَهوَ فِي وَادٍ وكلُ مَا قُلْنَاهُ فيِ وَادٍ آخرَ،
فإنكَ إنْ اِسْتَطَعْتَ أنْ تَمْلَئَهُ
بِمَا يُتَصَورُ لَكَ أنهُ يَمَلئَهُ،
فَأبَداً لَنّ وَلَمّ تَسَتَطِيِعُ أنْ تَجَعَلهُ يَنْبِضُ بِمَا فَرَضْتَهُ عَلَيْهِ،
وبِمَاَ"حَشَرتَهُ"فِيهِ بِالقوةِ الجَبْرِيَةِ.
فَالقَلبُ لا يَعِرفُ لغةَ القوةَ.
فَهوَ يُؤمنُ بِماَ يَعتَقدُ،
ولا يَعتَقِدُ ألا بِمَا يَرَى،
ولأن القلبَ لاَ يَرىَ، فَأِنَهُ يُدِرِكِ،
ولِكن لا يدركُ لُغَةَ العَقلُ،
وَبَينَ العَقل والَقلبُ إشَارَاتٍ،
و إشِاَرةُ العَقِلِ إلى القَلبِ.
مِنَ الإِدِرَاكِ إلى الحِسِ.
والحِسُ وظِيفَةُ الجلدِ،
والجلدُ منَ الجسمِ،
وقائدُ الجِسمِ هو العَقلُ،
ورَاِئِدُهُ هو القلبُ.
إذَنّ القَلبُ والعَقلُ والعَينُ والحِسُ كلِ أولئِكَ،يُؤدْوُنَ فِي النهِايةِ إلى مَا يُسَمَىَ
...(اَلحُبُ)...
فالحُبُ قَلبٌ يَشعُر،
ثُمَ عَقلٌ يُدركُ،
ثُمَ عَينٌ تَلَحَظ،وَجلدٌ يُحس،
وسَقَطَ سَهواً اللسان،
لأنَ اللسان برأيي هو أخر شيء تعتمد عليه إن كنتَ في حالةِ حب.
فرُبَ إيماءة،أدت ما تريد،
ورُبَ نظرةٌ قطعة منكَ الوريد،
ورُبَ لمسة كانت أشدَ من الحديد،
ولان اللسان كما قالوا عنهُ أنهُ"مر"
ووصفتهُ الأسطورة الشعبية بأن الدود لا يستطيع أن يأكلهُ في القبر،
فأنهُ من ثَمّ يعجز عند التعبير عن الحب،
وذلك و ببساطة لأنهُ مر
فأنهُ لا يحبُ ولا يحبّذ إلا طبيعتهُ المُرّة.
وفي المقابل من الممكن أن تعتمد عليهِ في شيء آخر،
لأنهُ من طبيعتهِ.
جرب لسانك في معركة لسانية،
فستراهُ ينجزها أيما إنجاز !!
أو إذا أردت أن تصف أحداً بأنك تكرههُ،
لن تجد غضاضة في هذا،
أما إذا أردت العكس،
وأردت أن تُعبر عن إعجابك وحبك بشخصٌ ما،
فإنك تخجل،
وهذا ببساطةلأنك مخجل.
ومهما نبض القلب،
فاللسان يمسكهُ
وأحياناً يغلقهُ،
ومهما أدرك العقلُ
فاللسان يخذله
وأحياناً يعزلهُ،
ومهما تحرك القلم
فاللسان ينذرهُ
وأحياناً يكسرهُ،
وما يضيرنا لواصبحنا بلا اللسنة؟؟
سنتحول إلى حيوانات،
ولكن وأيُ حيوانات؟!
حيوانات وديعة..
حيواناتٌ محبة..
تعيش وتتعايش..
صامتةُ إلى الابد..
وهذا هو المطلوب إثباته.
* * *
مما راق لي
altayeb