حِكاية تُهدى إِلى الأَحبَّه ** عَن رَجل قَد صاحَبتهُ دبَّه

وَاشترطت عَلَيهِ أَن يُقيما ** في بَيتها منعمّا مَخدوما

وَهِي عَلَيها الصَيد وَالمَعونه ** تَأتيه بِلَوازم المؤونه

فَطابَ وَاعتادَ عَلَيها الرجُلُ ** وَلَم يَكُن لَدَيهِ مِنها وَجلُ

بَل جاءَت الدبَّة ذات يَوم ** فَوَجَدَت صاحِبها في النَوم

فَجَلَست وَاتجهت لِجبهتِه ** وَرَأَت الذُباب فَوقَ جَبهَته

ذَبَّتهُ أَولا فَطارَ وَرَجَع ** فَاِغتاظَت الدُبَّةُ مِما قَد وَقَع

وَقبضت بِيدِها مِن الزَلط ** وَضَرَبت هَذا الذُباب فَسَقَط

وَفعل الضربُ بِوَجه النائم ** ما تَفعل اللصُوص بِالعَمائم

وَكانَ هَذا سَبباً لِمَوته ** مِن ذَلِكَ الضَرب قَضى لِوَقته

وَلَم تَكُن تَنفَعُ تِلكَ الصُحبه ** بَل رُبَّ مَوت جاءَ مِن مَحبَه

وَغالِباً كُلٌّ عَدوٍّ عاقل ** في الناس خَيرٌ مِن صَديقٍ جاهل