أوروجواي 1930:

مع بلوغه سن المائة، بات الأرجنتيني فرانسيسكو فارايو "بانشو" آخر رجل لا يزال على قيد الحياة ممن شاركوا في النهائي التاريخي لبطولة كأس العالم الأولى عام 1930 ، التي أحرزت فيها أوروجواي اللقب بالفوز على الأرجنتين 4/2 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب "سنتيناريو" بالعاصمة مونتفيديو.
وقال اللاعب السابق في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "أحب أهل أوروجواي كثيرا. أبعث لهم بتحية... عندما عدت من مونتفيديو كنت أصرخ في وجوههم من الغضب لأننا خسرنا، لكن ذلك النهائي نحن من خسرناه".
ويروي أن زملاءه عندما عادوا إلى غرف الملابس بعد نهاية الشوط الأول بتقدم الأرجنتين 2/1 ، قال أحدهم "لو فزنا هنا، سيقتلوننا"، وكان هو من ثار ضد ذلك الموقف الانهزامي.
ويتذكر قائلا "لم يكن أحد يريد اللعب... أما أنا فكنت أريد الموت". لكن موقفه ذلك لم يثمر شيئا حيث قلبت أوروجواي النتيجة في الشوط الثاني وفازت بالمباراة وباللقب.
ويعيش فارايو الآن في مدينة لابلاتا عاصمة مقاطعة بوينس آيرس، حيث وضع له عدد من زملائه القدامى ميدالية تكريما ل"دون بانشو"، في إحدى صور الاحتفاء القليلة التي حصل عليها كبطل لأول مباراة نهائية في بطولات كأس العالم.
ومع ذلك، فإن لحظات الرضا تأتي من جانب آخر. فمنذ بضعة أعوام، حضر فارايو أحد الحفلات. "وجاء فتيان في سن 14 و18 عاما إلى طاولتي ليروني. وسألتهم، لكن كيف تعرفونني؟ فأجابوني: أباؤنا حكوا لنا عن طريقة لعبك وكيف كنت تركل الكرة".
ويضيف بتأثر "أثارني ذلك لأنه كان أمرا رائعا. يبدو كما لو كان غير حقيقي. لكن كم هي جميلة كرة القدم. السبب في ذلك أننا لعبناها بحب، وبرغبة عارمة".
وفي شباط/فبر*** 2010 ، كان هو البطل الرئيسي في حفل التكريم الذي حمل اسم "فرانسيسكو بانشو فارايو ، قرن من المجد"، وأقامته له السلطات المحلية والكروية في الأرجنتين، على أحد المسارح الكبيرة في لابلاتا بمناسبة بلوغه عامه المائة.
ورغم المرارة الكبيرة التي تسبب فيها عدم تتويجه بطلا للعالم في سن العشرين، فإن فارايو لا يتوقف عن تكرار أنه تعلم كيف يحب أبناء أوروجواي.
وهو يبدي إعجابا خاصا بنجم أوروجواي السابق إنزو فرانشيسكولي، الذي كان أحد أبرز نجوم ريفر بليت، المنافس التقليدي لبوكا جونيورز، الفريق الذي عشقه الرجل العجوز إلى جوار خيمناسيا لابلاتا.
ويقول "أتذكر فرانشيسكولي الذي أتى إلى زيارتي في منزلي. حكيت له كل ذكرياتي عن 1930 وعن حياتي... إنه سيد حقيقي. إننا هنا نعشقه كثيرا. زوجتي وابنتي عندما كانتا تسمعانه يتحدث أو تريانه في التلفاز، كانتا تخبراني أن علينا استقباله".
ويجتهد كي يتذكر ثم يقول "كنت أعرف أناسا كثيرين، بما فيهم (مطرب التانجو) كارلوس جارديل... كنا نخرج معا في المساء لتناول القهوة... لكنني لا أتذكر أحدا، إنني الآن أنسى كل شئ".