تطوير المناهج الجديدة
تعد اكمال عملية تقويم المنهج، بصورة دقيقة وشاملة، وبجهود مشتركة. تجري عملية تقويمالتقويم، لنتأكد من جوانب ضعف المنهج، ونقاط قوته بصورة دقيقة وبعدها مباشرة، يصبحالمجال مهيئاً لبدء عملية التطوير.

·
مفهوم تطوير المنهج:

·
هو عمليةوضع البناء المتكامل للمنهج التربوي التعليمي، ومعالجة نقاط الضعف والقصور، في كلجانب من جوانبه. وهي عملية معقدة تتصف بديناميتها، ولذا فان قياس فعالياتها، لايمكنمعرفته الا بمدى تأثيرها النهائي على المتعلم ومدى ما تعلمه من حيث الكم والنوع، انعملية التطوير تسير وفق معايير وضوابط ومراحل متسلسلة تتناول بالتعديل جميع عناصرالمنهج التي تحتوي على نواقص ومثالب، إذ تجري فيها عمليات الاصلاح والتحسينوالتغيير والاضافة والحذف، وهذا يتم بمساعدة واشراف غرفة عمليات، تقوم بعمليتيالمتابعة والتقويم بصورة مستمرة. والتطوير يشمل عناصر المناهج جميعاً، وحسب الاهدافالتربوية التي يسعى لتحقيقها، إذ يتحدد الاتجاه المطلوب، وتبين ما وصلت اليه عمليةتقويم التقويم وما تحقق منها

·*
امور هامة يجب مراعاتها:

·1-
اذاظهر ان الاهداف غير ملائمة، فحين ذاك يتطلب اعادة صياغتها بالشكل المناسب، لتصبحاكثر وضوحاً ودلالة على السلوك المرغوب. كما يمكن اضافة اهداف اخرى، او استبدالهاباهداف اكثر ملاءمة من الهدف الاول او اضافة اهداف جديدة الى اهداف المنهج، لتصبحاكثر شمولية وتنوعاً.

·2-
عند تعديل الاهداف، لابد من تعديل العناصر الاخرى،مثل المحتوى والطريقة التنظيمية وطرق التدريس.

·3-
يمكن ان تظهر طريقة تقويمالاهداف في المنهج، خللا في حجم وتنظيم محتوى المنهاج، فعلينا ان نجعله مناسباًلطول الفترة الدراسية وعدد الحصص الاسبوعية، فكل منهج يجب ان يحدد بفترة زمنيةتناسبه.

·4-
اذا أظهرت بعض الدراسات خللا في عرض المشكلات الاجتماعية،كالتعاون الاجتماعي والتسامح والايثار، فمن الضروري ادخال تعديلات ملائمة تساعدالطلبة على اكتساب اتساق اعظم في علاقاتهم الاجتماعية واكتساب مهارات اكثر فيترابطهم الاجتماعي.

·5-
من المحتمل ان تكون المعوقات كاملة في طبيعة الانشطةالتعليمية في غرفة الصف او المدرسة، والتي تعود الى اعداد المعلم واساليبهالتعليمية. ولهذا يجب التأكيد على تأهيل المعلم والاستمرار في تدريبه وتنميةمهاراته وقابلياته علمياً ومهنياً.

·

·*
مبادىء تطويرالمنهاج:

·1-
ان اعتماد التخطيط واساليب البحث العلمية ودقة التفكيروالابتعاد عن المزاجية والعشوائية، تعتبر أول مبادىء تطور المنهاج. ولذا يجب انتسبق عملية التطوير عملية التقويم التي بواسطتها نتوصل الى تحديد نقاط ضعف المنهجوجوانب قوته.

·2-
من الضروري ان تس*** عملية تطوير المنهج الاتجاهاتالعالمية، وتضع في حساباتها الانفجار المعرفي، والتغيير المتسارع والتطوراتالتكنولوجية الهائلة لعصر العولمة.

·3-
يجب ان يلبي تطور المنهج احتياجاتالخطط التنموية من الكوادر المعدة اعداداً يساهم في تطوير البلد وتقدمه.

·4-
يجب ان تكون عملية التطوير، شاملة لجميع جوانب المنهج، واسسه وعملياته، وان تكونمتكاملة، إذ تشمل عملية تطوير الكتب المدرسية، والوسائل التعليمية، وطرق التدريس،والامتحانات واعداد المعلمين، والاشراف التربوي، والادارات المدرسية، والابنيةالمدرسية، وان تكون متوازنة مع نمو المتعلمين وبين ما هو نظري وما هو علمي، وبينالاكاديمي والمهني، وأن يؤكد المنهج على ربط التعليم بالعمل المنتج.

·5-
عملية تطوير المناهج، تحتاج الى تعاون عام بين مسؤولي وزارة التربية والمعلمينوالطلبة، واولياء الامور، والتربويين والمفكرين والاعلاميين. وان تستغل كلالامكانيات المادية والبشرية، ومن اجل انجاح هذه المهمة الضخمة.

·6-
الاستمرارية أحد الصفات الملازمة لعملية تطوير المنهج، وبدونها لايستطيع المنهاجمس***ة التغيرات والتطورات الجارية في مجالات العلم، والمعرفة والحياة. ان عمليةتطوير المنهج تتم على مرحلتين. تطوير جزئي حيث يتم سنوياً. وتطوير شامل يتم من ثلاثالى ست سنوات، لاعطاء فترة زمنية كافية لتجربة المنهاج والتأكد مننجاحه.

·7-
لا يمكن ان نقول بان عملية التطوير قد تمت، الا بعد التأكد منجدارة العاملين فيها، واندفاعهم اللازم لتحقيقها باكمل صورة.

·8-
من الضروريان تتم عملية التطوير بوقت قصير، وباقل جهد وبفعالية عالية.

·9-
تبدأ عمليةالتحضير للتطوير، بتشكيل مجلس اعلى للتطوير من عناصر متخصصة في وزارة التربية اومديرية المناهج او مديريات تربية المحافظات، وهذه اللجان تقوم باشراك تربويينمتخصصين ليساهموا في عملية التطوير معهم.

·10-
وبعد تجربة المنهج المطوريتعاون الجميع بوضع التوصيات موضع التنفيذ وتتناول عملية التطوير المضمون والشكل،ويمكن ان تتم دفعة واحدة، او بشكل متدرج. وتأتي بعدها عملية تقييم التطوير للتأكدمن صدق التطوير وثباته.

·
وفي الختام لابد ان نؤكد بان عملية تطوير المناهجاكبر من ان تترك لعدد من الخبراء، لأن تأثيرها يمتد الى مستقبل الاجيال القادمةويتحكم في مصيرها. ولهذا يجب ان نشارك جميعاً في عمليتي تقويم وتطوير المناهجلنساهم في انارة طريق الشبيبة الذين سيشكلون كوادر البلد وقادته في المستقبلالقريب.