دراسة : عمان أجمل عاصمة بالمنطقة

صنفت عمان في دراسة علمية بعنوان (التخطيط لهندسي المقارن) كأجمل عاصمة في منطقة الشرق الأوسط حيث تميزت بالجمال الفني والمعماري والتفوق التخطيطي والتنظيمي ونظافة الاجواء مقارنة مع عواصم الاقليم.

وكشفت الدراسة التي اعدها رئيس قسم التصميم الجرافيكي بجامعة البلقاء المهندس المعماري محمد الصمادي ان عمان من أجمل عواصم العالم لاشتمالها على اغلب المدارس الفنية المعمارية التي تركت بصمات واضحة في بناء العديد من مناطقها وأحيائها ونظافة شوارعها وأجوائها .

وعزا تنوع الفن المعماري لانتساب مهندسيها المعماريين الى مدارس عالمية بعد ان درسوا الفن المعماري من دول العالم المختلفه حيث انعكس ذلك على مشاريعهم الهندسية وتوجهاتهم الفكرية ليسكبوا ابداعهم في الفن المعماري الذي تميزت به عمان اضافة الى تأثرها بالفن المعماري للحضارات التي تركت بصماتها المعمارية على مر العصور .

وتوقع الصمادي أن تكون عمان قريبا مركزا جاذبا للسياحة الإقليمية والعالمية بفضل ما اكتسبته على مر العصور من تداول الحضارات الإنسانية وتقلبها خاصة وانها عاصمة لدولة صنفت فيها مدينة البترا ثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة ولانها تشتمل على عناصر الابداع المستمد من الفن الذي استند الى الاصالة وامتد الى المعاصرة والحداثة .

وتكشف لوحات الفنان التشكيلي شادي غوانمه جماليات عمان بآثارها وتنوع الطبيعة مبينا ان عمان تشكل له مصدر الهام وابداع وتمده بينبوع لا ينضب من سحر الطبيعة وعظمة المكان الذي هو شاهد على عراقة التاريخ الماضي وتجلي الابداع المعاصر .

ووصف غوانمه التنوع الجغرافي لعمان مصدر الهام وخلق للعديد من الفنانين الاردنيين والعرب والفنانين الدوليين الذين زاروا الاردن وتمتعوا باجوائها ،مؤكدا ما جاء في دراسة الصمادي .

ويشير باحث الآثار الدكتور خالد الجبور بان تاريخ المدينة يعود إلى أكثر من 7 الاف سنة قبل الميلاد، ومرت عليها حضارات عديدة دلت عليها الآثار المنتشرة بأرجاء المدينة فالمدرج الروماني أحد ما تبقى من الرومان وجبل القلعة بآثاره المختلفة يدل على الحضارات الإغريقية والرومانية والعمونية والأموية والرجم الملفوف في جبل عمان المطل على وادي صقرة أحد ما تبقى من الحضارات ما قبل التاريخ لعبادة الطبيعة كالشمس والقمر والنجوم.

ويضيف عمان التي قدم إليها الحيثيون والهكسوس ثم قبائل العماليق الأقدمين تلتهم قبائل بني عمون العمونيين ، الذين أعطوا المدينة اسمهم فأطلقوا عليها في البداية اسم ربة عمون، والربة تعني العاصمة أو دار الملك ثم سقطت مع مرور الزمن كلمة ربة وبقيت عمون حتى أطلق عليها الأمويون اسم عمان.

ويوضح الجبور أن اسم فيلادلفيا جاء لعمان عندما سيطر البطالسة على المنطقة بما فيها ربة عمون التي أبدل اسمها بطليموس الثاني عام 285 ق.

م إلى اسم فيلادلفيا- ويعني مدينة الحب الأخوي .

ويبين الجبور انه عندما انقسمت عمان لتصبح جزءاً من الدولتين النبطية والسولوسيدية توحدت عندما استولى عليها الملك الروماني هيرود في العام 30 ق.

م الى أن جاء الفتح الإسلامي ليعود اسمها القديم ثانية، ومتحف الآثار الأردني به نماذج من أثار هذه الحضارات كلها عبر عصورها المتتالية.

وتكشف أستاذة التاريخ الدكتورة فاطمة الطراونة ان عمان تميزت على مدى التاريخ بمواقعها الأثرية التي تعتبر ثروة من المعالم الأثرية الشهيرة ما زالت شاهدة على حضارات قديمة استوطنت عمان.

وتقول ان الزائر لجبل القلعة الذي يعلو المدينة القديمة يستطيع مشاهدة كل معالم المدينة من جانب هيكل هرقل الذي لا زال يرتفع شاهقا منذ ان بناه الرومان في القرن الثاني لميلادي على بقايا معبد عموني قديم، إلى جانب متحف الآثار الذي يحتوي معروضات عديدة من مختلف الحضارات وأدوات تمثل حياة الإنسان في هذه العهود القديمة.

ويستطيع زائر عمان أن يتمتع بمشاهد جميلة في وسط المدينة حيث يقع سبيل الحوريات، الذي يجاور المدرج الروماني الذي يعتبر تحفة فنية لا تزال شاهدة على حضارة عظيمة تتمتع بالثقافة العريقة والذي يتسع لخمسة آلاف متفرج