هذه سلسلة من عدة مواضيع نُشاهد من خلالها مشهد من مشاهد أهل النار والعياذ بالله ، وهذا المشهد لايكون إلا بفعلٍ فعلوه وماتوا عليه فاستحقوا عليه العذاب.
فهذه المواضيع هي مخوفةً لنا ومنذرة قبل أن يفوت الفوت وتبقى الحسرة والندامة.
وسبق وطرح مشهدين
المشهد الثالث:
من خبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الرؤيا التي رأها عندما أتاه أتيان فأخذه إلى أن قال: ((فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه - قال : وربما قال أبو رجاء : فيشق - قال : ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول ، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل مل فعل المرة الأولى ، قال : قلت : سبحان الله ما هذان ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقنا )) حتى بينا له من هم الذين يعذبون فقالا: ((وأما الرجل الذي أتيت عليه ، يشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، فإنه الرجل يغدو من بيته ، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق))
&&&
الكذب هي من صفات المنافقين وهي الصفة التي رفض الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتصف بها المؤمن حين سأله صفوان بن سليم رضي الله عنه فقال : ((يا رسول الله المؤمن يكون جبانا قال نعم قلنا أيكون بخيلا قال نعم قلنا أيكون كذابا قال لا))
فالكذب صفة مذمومة مُنقصة لصاحبها عند الله أولاً ومن ثم عند الناس.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا))
الكذب وانتشاره أحبتي من علامات الساعة الصغرى
وقول الرجولان للرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك الرجل الذي رأه يُعذب "فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق" هذا يعني أن الكذبة تنتشر بين الناس وأنها تبلغ الآفاق أي كأنها تكون في أعلى السماء ويراها كل الناس.
لو لاحظنا الآن أن هناك وسائل اتصال تُعين على انتشار الكذب ووصوله إلى كثير من الناس ومن ذلك الجوال ووسائل الإعلام والأنترنت.
وسأُركز على مانستخدمه نحن الآن هنا وهو الأنترنت:
النت عالم كبير ويجذب السواد الأعظم من شبابه نسائه والعكس صحيح فتجد أحدهم لايتورع من الكذب حتى يُجمل صورته أمام الجنس الآخر حتى يصل إلى هدفه ومبتغاه.
كذلك لاتكاد تدخل منتدى وتشترك فيه إلا وتجد قد خُصص منتدى للأخبار وفيه أنواع الأخبار غير المثبته والتي لانعلم لها أساساً من الصحة.
فليس كل مايُقال يُنقل ولا كل ماينقل صحيح
وهذا ديدن كثير من المنتديات النقل دون تثبت لا مانع من نقل المواضيع المفيدة في الدنيا والآخرة ولكن الحذر الحذر من المواضيع التي نبدأها "بقال"
وأخطرها وأعظمها جرماً وأسوؤها مآلاً التي تُنسب إلى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقد كثر الكذب عليه وهذا والله مصداق ماقاله بأبي هو وأمي : ((يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لاَ يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ))
فمن ينقل أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم دون تثبت فهو داخل ضمن هذا الحديث وهو من الكذابين عليه الصلاة والسلام.
ومن الكذب الذي ينتشر ويبلغ ليس كثير من الناس فقط بل كثير من البلاد مايُسمى بـ "النكت أو الطرائف"
وللأسف هذا النوع هو أكثر الكذب المنتشر وبشكل يومي فلا تجد حافظة إنسان خالية من النكت ولا جوال خالي من النكت ولا وسيلة إعلام خالية من النكت ولا منتدى خالي من النكت
وهؤلاء قد توعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بويل وهو واد في جهنم فقال: ((ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ، ويل له ، ويل له))
إذا أحبتي الحذر الحذر من الكذب
لله در الفاروق-رضي الله عنه- حين قال: لأن يضعني الصدق -وقلما يضع- أحب إلي من أن يرفعني الكذب-وقلما يفعل-.
صدق والله إن الصدق حتى وإن كان يدين صاحبه إلا أنه يبقى عند الله ثم الناس صادقاً ويرفعه الله بصدقه والكذب مهما نجى صاحبه به يبقى وضيعاً عند الله ومن ثم الناس ولن تطول نجاته.
&&&&
كتبت ماكتبت فما صح منه فمن الله وحده ومازللت به واخطأت فمن نفسي والشيطان
وترقبوا القادم "المشهد الرابع من مشاهد أهل النار"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟