وهناك من يعبرون كالنسائم الرقيقة العطرة يمرون سريعاً تاركين ذكرى ناعمة هادئة…
وهناك من يكونون كالحُلم يجعلونك تعيش أحلى اللحظات ويملؤن دنياك بالبهجة والفرح ثم يختفون دون أن يعودوا من جديد ويتركونك في حيرة وترقب وانتظار..
وهناك من يشعلون وهج الحب في قلبك فتضيء الروح على إيقاعات هذا النور الساحر الذي يحول حياتك إلى شلال من الإثارة والجمال والحنان ثم في غفلة من ذلك الزمن السعيد يطفؤون تلك الحياة بأيديهم ويرحلون تاركين وراءهم ظلمة اليأس والخيانة والحزن…
وهناك من يحولون عالمك الكئيب إلى عالم من التفاؤل وينشرون عبير أرواحهم الطاهرة ليعبق بأريج من عطر الإخلاص والمودة والصدق ’هؤلاء من يكون لوجودهم معنى في حياتك وفي غيابهم وجع وألم , إنهم يتركون على جدارية عمرك لوحات فريدة ملونة بأروع ألوان التضحية والإيثار والحب ويحفرون بأنامل المحبة أروع أبجديات الصداقة والوفاء والهيام لتبقى ذكراهم باقية على مدى العمر لاتمحى أو تزول , شوقنا لهم كاتساع البحر وحبنا يطير إليهم مع كل لحظة عشق وخطوة سفر , وأرواحنا تتعانق وتتلاقى رغم امتداد الأميال والمسافات ..
إنهم الحقيقة وسط أمواج الزيف والخداع وهم الأمل الذي يحمل لنا باقات من ورود الصفاء والنقاء الإنساني وهم لؤلؤة الصواب وسط حلقات الأخطاء والأغلاط التي تحيط بنا …
في فراقهم نحتسي كؤوس العذاب والبعد والغياب وفي وجودهم ينثر الشوق عطره على دنيا الوئام والوصال.