حاجتنا إلى الدماء الجديدة

[center][font=comic sans ms][size=5][color=purple]حاجتنا إلى الدماء الجديدة

في الأيام التي يتطاول فيها أهل الباطل ويعلو فيها شأنهم أضحت أمة الإسلام بحاجة إلى دماء جديدة , لها لون آخر , ومذاق متميز , وطعم يتذوقه من له إحساس رائق .
إن الدماء الجديدة كفيلة بأن توقظ النائمين , وتزيل الغبار عن الساكتين والخانعين .
إن تاريخ الإسلام دون بين صفحاته سير الأبطال , وعشاق العزائم ورواد السهر والسفر .
أفٍ لزمن تغيب فيه الهمم ويغلب فيه الكسل وينتشر بين رجاله محبة الوسادة .
آه آه , من رجال لايطمحون إلى تغيير في دمائهم لعل الأمة أن تستنشق هواء العز , ورحيق الحياة .
آن الأوان لكي نرى في الأمة أمثال خالد وطارق بن زياد وصلاح الدين, يالها من أسماء , عفواً , يالها من دماء تغلي في أجساد حامليها .
إن صناعة الهمم في المجتمعات من أوجب الواجبات؛ لأن الهمم هي غذاء الأرواح .
لقد كان من مهمات سيد الخلق عليه الصلاة والسلام بث روح العزيمة والطموح في نفوس أصحابه , ولقد نجح في صناعة جيل يملك القدرات الكبيرة في نقل الإسلام عبر القارات مع ضعف الإمكانات .
عجباً لك يا تاريخ , كيف كان شعورك وأنت تضع بين سطورك تلك الدماء التي غيرت مجرى التاريخ .
إن الدماء الجديدة تضع بصمة في حياة الأمة ومستقبلها بإذن الله تعالى , وستكون في مهمة كبيرة بمواجهتها للأوباش من المنافقين وعشاق الفساد والإفساد .
إن الفتور الذي بدأ يداعب بعض الدعاة وطلاب العلم في زمننا له أثر كبير في سيطرة الفتور على مستوى الأمة بأكملها؛ لأن القاعدة " الدعوة لا تتكاثر إلا بحامليها " فإن كان الحامل لها مصاب بالهزيمة النفسية , ويتناول أدوية للكسل والجبن والضعف وتأصيل الضعف فكيف تسير قافلة الدعوة ؟
نريد الدماء الجديدة ؟.
1. نريد دماء جديدة في عالم الإعلام المرئي, يجيد الإبداع ويخوض سلم المجد عبر التطوير والتجديد والابتكار والاختراع في البرامج والتغطيات والعناوين وطريقة العرض وجمال الخلفيات وقوة التأثير في الإلقاء ممزوجة بجمال في اللفظ والأداء .
2. نريد دماء جديدة في عالم الخطباء الذين يخاطبون الملايين في يوم فاضل تواترت في فضله النصوص .
أين الخطيب الذي يثير الحماس , ويرفع الصوت ويخفضه , ويداعب القلوب , ويجعل العيون تجري بالدموع ؟
أين الخطيب الذي يبث في الأمة روح العزة , ويشعل القوة في نفوس الجالسين ؟
يا ترى : أين الرجل الذي يرتقي على المنبر الأسبوعي الذي نرى في حروفه الجمال , ونسمع في صوته البلاغة والبيان , ونتأمل في عينيه فنرى الثقة والطموح والاعتزاز ؟
إن الخطيب عنده استطاعة أن يداوي الجروح ويرقع ما مزقته يد الغفلة .
3. نريد دماء جديدة في الوظائف الشرعية التي ملأت بلاد المسلمين بحمد الله تعالى , فهناك " المحاكم – الجامعات – وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف – وزارة العدل – الشؤون الدينية في القطاعات العسكرية " وغيرها كثير , يا ترى هل فيها دماء جديدة تحمل الهم وتغيث الملهوف وتنشر الحق وتظهره في أرض الحياة .
4. ما أشد حاجتنا إلى الدماء الجديدة في الشبكة العنكبوتية سواء عبر مواقع جديدة لها أهداف عميقة تعمل بطريقة تقنية عالية تحمل في طياتها الإبداع .
5. المؤسسات التربوية تفتقر إلى دماء جديدة في إدارتها لتتخلص من الإدارات الباردة والتي غابت عن واقع الأمة , ولا تعتني إلا بجزئيات يسيرة في التربية.
نعم أين الإدارات التي تسعى للتخطيط ورسم الأهداف ووضع المشاريع الكبرى لصياغة المشاريع التربوية على مستويات كبيرة لتشمل كافة أفراد المجتمع " الرجال – النساء – الشباب – الفتيات – الصغار " .
إنه من العيب أين يبقى المدير التربوي في تلك المؤسسة عشرات السنين ولكنك لن ترى مزيداً من التقدم الفكري والتربوي لديه , وسوف يحتج بأن له سنوات في هذا المجال , نعم سنوات ولكنها هي هي , لم ترتق للأفضل , وما علم صاحبنا أن العبرة بالنتائج لا بعدد السنوات التي استمتع فيها بكرسي الإدارة .
6. مناصب الإدارات الدينية التي تمثل الإفتاء والتعليم تحتاج إلى دماء متميزة , ذات حرارة بالغة , تحرق من يقترب منها بنار الهمة والطموح .
والله لقد مللنا من الدماء المتجمدة التي تترأس على بعض مناصبنا الشرعية , فأنت ترى فيها ضعف التواجد العلمي , ولك أن تبحث عن المُخرجات لها في واقع المسلمين , فهل تجد أثراً ؟ ألم يفكر هؤلاء بتطوير لمكاتب الإفتاء والتعليم وتأهيل مفتين في كل بلد أو محافظة ؟
لم لا يكون هناك مراكز تعليمية تحت مظلة الرئاسة العامة للإفتاء تعتني بالطلاب والطالبات وتربيهم على أسس علمية .
7. وإن نسيت فلن أنسى الحاجة إلى الدماء الجدية في حلقات التحفيظ التي ترنو للمزيد من التقدم التقني والمعرفي وتستفيد من كل وسيلة ممكنة في تعليم القرآن .
ما أحوج حلقات التحفيظ لبرامج جديدة تصنع منهم حفاظاً وعلماء ودعاة ومفكرين ومبدعين , وهذا ليس بمستحيل على من يملك الفكر النير والهمة المتوقدة .
8. في عالم النساء نترقب تلك المرأة المتميزة التي ترجو ربها وتسمو بروحها للرقي بعالم المرأة إلى المزيد من التقدم الشرعي في ظل الهجمات المتكررة على المرأة من هنا وهناك .
إنك يا أختاه تملكين - بإذن الله – القدرات الفكرية والخبرات الجيدة لتضعيها في برامج فاعلة لتساهم في البناء التربوي والشرعي بنساء زماننا .
إننا نرجو نقلة نوعية لإحداث برامج تلفزيونية تخاطب المرأة بطريقة احترافية مع إبداع في الأطروحات والعناوين والأهداف .
عجباً لنساء بلادنا , أين الأدوار المنتظرة لهن؟ ألم يشاهدوا ما يحيط بالنساء من مخططات التغريب والتحرير؟.
9. في صفوف شباب الاستقامة نبحث عمن يحترق بهمة عالية في تبليغ الدين ونشر رسالة السماء في البلاد , ولا يعجبنا أولئك الذين يعرفون فنون الاعتذار عن التواجد , ويتقنون الحيل النفسية عن التفاعل مع الأحداث , فعجباً لهم , أين هم من شباب الصحابة وأحفاد العلماء ؟
ومع شدة رغبتنا لتلك الدماء في الواقع لعلها أن تساهم في الجهاد الدعوي والإصلاحي إلا أننا نرغب في أمر أكبر من ذلك.. إننا نرغب أن تسيل دماؤنا في سبيل الله لتكون مسكاً في أرض المحشر , فيسألنا ربنا , فنقول: " فيك يا رب أسلنا دماءنا وأرواحنا " . [/color][/size][/font][/center]