وسط المنافسة الشرسة التي يخوضها ليونيل ميسي مع فريقه برشلونة الإسباني في بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، يواجه المهاجم الأرجنتيني منافسة من نوع آخر، ذات طابع خاص مع العديد من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات على لقب شخصية العام، وذلك في استطلاع الرأي الذي تجريه مجلة «تايم» الأميركية لاختيار أبرز 100 شخصية مؤثرة في العالم للعام الحالي. يتنافس ميسي البالغ من العمر 24 عاما مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري رودهام كلينتون ودوقة كمبريدج كيت ميدلتون، زوجة الأمير ويليام نجل ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، وكثيرين آخرين ضمن 200 مرشح في استطلاع الرأي الذي تجريه المجلة لعام 2012 عن أبرز 100 شخصية مؤثرة في العالم على مدار العام. ويظل التصويت في الاستطلاع مفتوحا للجميع حتى يوم غد لاختيار أفضل القادة والفنانين والمبتكرين والأبطال والنجوم في مختلف المجالات.
وتظهر صورة الفائز بالمركز الأول في هذا الاستطلاع والفائز بلقب شخصية العام على غلاف المجلة في عددها المرتقب الثلاثاء الموافق 17 أبريل (نيسان) الحالي. وطرحت المجلة سؤالا عن ميسي ذكرت فيه: «هل ستكون هناك أي نهاية لانطلاقة ميسي في تحطيم الأرقام القياسية؟.. بعيدا عن بيليه، ربما يكون ميسي هو النسخة الجديدة لأفضل لاعب كرة قدم في التاريخ». ليس هناك لاعب كرة قدم ضمن المرشحين المائتين سوى ميسي، ولكن هناك رياضي شهير آخر هو نجم التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول عالميا. وقد سبق لميسي، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم للأعوام الثلاثة الماضية على التوالي، الظهور على غلاف «تايم» في أحد أعدادها خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، في إطار مقابلة أجرتها معه المجلة.
وإذا كان ميسي ما زال في الرابعة والعشرين من عمره، إلا أنه بات يناطح عمالقة كرة القدم الأوروبية ويهدد جميع الأرقام القياسية محليا وأوروبيا. وبعد أيام قليلة من تحطيمه الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في تاريخ نادي برشلونة، واصل النجم الشاب المعروف بلقب «البرغوث» ممارسة هوايته في تحطيم الأرقام القياسية بأن أصبح أول لاعب في التاريخ يسجل 14 هدفا في دوري أبطال أوروبا خلال موسم واحد.
وبعد إحرازه هدفين أمام ميلان في إياب دور الثمانية لدوري الأبطال، أصبح ميسي بذلك أبرز هدافي دوري الأبطال في الموسم الحالي برصيد 14 هدفا، ويستطيع تعزيز هذا الرقم القياسي بمزيد من الأهداف في الدور قبل النهائي وربما في المباراة النهائية إذا واصل الفريق نجاحه في رحلة الدفاع عن لقبه. والأكثر من ذلك أن هذا الرقم القياسي الجديد لميسي رافقه إنجاز آخر؛ حيث أصبح أصغر لاعب في تاريخ البطولة يكسر حاجز الخمسين هدفا، علما بأنه أصبح، قبل أسبوعين فقط، أصغر لاعب يكسر حاجز الـ150 هدفا في الدوري الإسباني.
ورفع ميسي رصيده أمس إلى 51 هدفا ليحتل المركز الثالث في قائمة أفضل الهدافين في مسابقة دوري الأبطال متفوقا بذلك على الأسطورة الإسباني ألفريدو دي ستيفانو الرئيس الفخري لريال مدريد حاليا الذي سبق له أن سجل للريال 49 هدفا في دوري الأبطال. ويتساوى ميسي في هذا الرصيد مع المهاجم الفرنسي المخضرم تييري هنري الذي سجل 51 هدفا في دوري الأبطال خلال مسيرته مع موناكو الفرنسي وآرسنال الإنجليزي وبرشلونة قبل الانتقال للعب في الولايات المتحدة.
وأصبح ميسي على بعد ثلاثة أهداف فقط من معادلة رصيد المهاجم الهولندي الشهير رود فان نيستلروي الذي سجل 54 هدفا في دوري الأبطال وذلك لفرق آيندهوفن الهولندي ومانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني. بينما سيكون الحلم الكبير لميسي في هذا المجال هو تحطيم رقم المهاجم الإسباني المخضرم راؤول غونزاليس الذي سجل 71 هدفا في دوري الأبطال مع ريال مدريد وشالكه الألماني.
ورغم التألق الواضح لراؤول في الموسم الحالي، فإن النجم الإسباني لا يستطيع تعزيز هذا الرقم القياسي هذا الموسم حيث يشارك مع فريقه شالكه الألماني في بطولة الدوري الأوروبي وليس في دوري الأبطال. وظل الرقم القياسي، لعدد الأهداف التي يحرزها أي لاعب في دوري الأبطال خلال موسم واحد، متوقفا عند 12 هدفا منذ أن أحرز فان نيستلروي هذا العدد في موسم 2002 - 2003 وحتى عادله ميسي في موسم 2010 - 2011 قبل أن يحطم ميسي هذا الرقم.