لماذا لا تؤجل انتخابات الفيفا حتي تنتهي التحقيقات وتتضح الحقائق !

[center]استطيع ان أؤكد ان السويسري جوزيف سيب بلاتر الرئيس الحالي للفيفا، يشعر بالرعب والخوف الكبير علي مقعده من القطري العربي المسلم محمد بن همام ، منافسه القوي في انتخابات رئاسة جمهورية الفيفا التي من المقرر ان تقام يوم الاربعاء المقبل الموافق اول يونيو في مقر الفيفا بزيوريخ ، في إطار اليوم الثاني من الجمعية العمومية( الكونجرس) رقم 61، والمخصصة لانتخابات الرئيس والتي خصص بلاتر يومها الاول الافتتاحي لحفل موسيقي وفني كبير يختلط فيه الحابل بالنابل، ويلف رؤوس مندوبي 208 اتحادا وطنيا هم أعضاء الفيفا، الذين سيعايشون أجواء لم يعرفوها أو يألفوها من قبل طوال حياتهم ، حيث تقوم بضيافتهم النجمة المعروفة ميلاني فينجر عارضة الازياء والممثلة السويسرية ، مع عروض غنائية وموسيقية راقصة من عدة فرق سويسرية وعالمية ، من بينهم المغنية و النجمة الامريكية الشهيرة جريسي جونز!!

وبعد هذه الليلة الغريبة ، تبدأ صباح الاربعاء أعمال الكونجرس ، بكلمات افتتاحية إحداها لبلاتر دون منافسه ، وبعد الظهر تبدأ الانتخابات بعد أن يكون بلاتر، وفريقه المحترف الضخم قد وصلوا إلي جميع مندوبي الاتحادات بتأثيرهم الموسيقي في الليلة السابقة، ثم بدعاياتهم واتصالاتهم وتأثيرهم الشخصي يوم الانتخابات !

* ومن خلال التصعيد الممنهج شديد الوطأة الذي يمارسه بلاتر ضد بن همام من هجوم شخصي وسخرية وإساءات متكررة ، وغمز ولمز ضد بلده قطر ، وضده شخصيا ، وصولا إلي التشكيك في استخدام القطريين للرشاوي لنيل ثقة مسئولي الفيفا لتنظيم مونديال 2022 ، واتهام بن همام بالضلوع في رشوة جاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاف ومسئولين آخرين في هذا الاتحاد من أجل نيل أصواتهم ، واستدعاء بن همام الي تحقيق في لجنة القيم او الاخلاق قبل 72 ساعة من الانتخابات ، من خلال ذلك كله ، فلا أتصور أبدا ان تمضي الامور بهذا الشكل ، وأن تتم هذه الانتخابات بعد أن فقدت أجواء الحملة الانتخابية أي نظافة او نزاهة مفترضة ، وإبتعدت تماما عن العدالة او التكافؤ والفرص المتساوية لكلا المرشحين ، بعد أن أحال بلاتر ،حياة منافسه طوال حملته الانتخابية ، وبالذات في أخر أسبوعين إلي جحيم لايطاق ، فقام بتأليب المجتمع الكروي عليه ، مرورا بتصريحات مفرطة في العنصرية عن أن منافسه لا يصلح لرئاسة الفيفا ، وان وصوله إلي كرسي الرئاسة سيكون بداية النهاية لانهيار هذه المؤسسة العالمية ، ومضي في تربيطات شديدة التكتم مع الحرس القديم في الاتحادات القارية ، تعتبر ألاردأ في تاريخ انتخابات الفيفا ، عندما تعلن اللجان التنفيذية لأربعة من أكبر الاتحادات القارية وخاصة اتحاد امريكا الجنوبية ، واتحاد امريكا الوسطي والشمالية والكاريبي (الكونكاف)،والاتحاد الاوروبي ، وأخيرا الاتحاد الافريقي ، تأييدها ومبايعتها للرئيس بلاتر، وكأنها تصادر حق الاتحادات الوطنية الاهلية التابعة لهذه الاتحادات القارية الاربع في الوصول إلي الشخص الذي ستنتخبه خاصة ان التصويت فردي لكل اتحاد وطني وليس تصويتا يقوم به الاتحاد القاري نيابة عن قارته.

* وفي غضون جولاته الانتخابية ، لم يترك بلاتر منافسه القطري ، دون إساءة خاصة عندما بدأ بن همام ينتقد سياسات وقرارات وتصرفات بلاتر ، والاسوأ لدي السويسري الناعم الكلام ، الشرس في الانقضاض على كل من يخالفه الرأي ، هو تجاوزه في حق الملف القطري ، وإدلائه بتصريحات مفادها ، أنه لو ثبت وجود شبهات حقيقية حول رشاوي لبعض مسئولي اللجنة التنفيذية للفيفا من ناحية المسئولين القطريين ، فإن هناك إعادة محتملة لعملية اختيار الدولة المنظمة لمونديال 2022، وبالطبع نتساءل : لماذا لم تأت سيرة الملف الروسي لتنظيم مونديال 2018 الذي تم إقراره في نفس الجلسة مع الملف القطري والذي لم يسلم أيضا من الهمز واللمز ؟ لانه ليس هناك مرشح روسي يريد بلاتر الضغط علي بلده وحكومته لحثه علي الانسحاب ، ونتساءل أليس بلاتر هو المسئول الاول والاخير في الفيفا في حالة وجود أي تجاوزات وشبهات هنا اوهناك ؟

* أعجبني بن همام أخيرا عندما بدأ يرد ويخرج عن حالة الصمت والدبلوماسية التي لا تليق إزاء منافس يجيد الردح بكافة اللغات الحية في اجواء الصحافة العالمية ، ولم يعجبني تحفظ بن همام كثيرا في عدم الادلاء بتصريحات او حوارات للصحافة او وسائل الاعلام العربية ، حتي يشعر الرأي العام العربي بمعاناته ويتعاطف مع ابن دينه وعروبته الذي يلقي كل هذه القسوة والتهجم من رئيس الفيفا.

ابن همام ومساء اليوم- الخميس – بدأ أخيرا ومتأخرا جدا يرد الصاع صاعين لبلاتر ، حينما طلب تقديم رئيس الفيفا ، هو الآخر الي التحقيق الذي ستجريه لجنة القيم والاخلاقيات بالفيفا ، لانه اذا كان هناك مايمس الشفافية ونظافة اليد والسلوك غير الاخلاقي ، فإن بلاتر هو أول المحاسبين .

** أخيرا ، فإن اقتراحي المهم جدا إلي ابن جلدتي محمد بن همام الذي قد اختلف معه في بعض الاراء او القرارات ، او الاستراتجيات الانتخابية ، ولكني ابدا ، لا اختلف عليه ، اقتراحي ان يسارع بتقديم اقتراح لاجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا الذي سينعقد يوم الاثنين في زيوريخ ، بأن يتم تأجيل الانتخابات لموعد قادم بعد شهر علي الاقل ، حتي يتم حسم التحقيقات مع كل الاطراف وعلي رأسها بلاتر وبن همام وجاك وارنر وتشاك بليزر الامريكي ، الذي لم تمنح بلاده ، تأشيرة الدخول لبن همام لحضور اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الكونكاف بأمريكا ، وهو نفسه – بليرز- صاحب الشكوي التي جرت بن همام للتحقيق ، وموليفي اوليفانت رئيس اتحاد الكرة في جنوب افريقيا الذي عقد اجتماعا لرؤساء ومندوبي 36 اتحادا افريقيا في جوهانسبرج بحضور بلاتر لتأييده واعلان الولاء له في اجتماع مشبوه ، بشكل اكبر بكثير من الاجتماع الذي عقده بن همام في الكاريبي بحضور وارنر وبعض أعضاء اتحاد الكونكاف .. ربما يستخف البعض بإقتراحي الذي يبدو فكرة خيالية ، خاصة في ظل حضور مندوبي الجمعية العمومية للفيفا ووصولهم بالفعل الي زيوريخ ، ولكن لو استطاع معسكر بن همام توصيل وجهة النظر التي تتحدث عن غياب الشفافية والعدالة وروح اللعب النظيف عن اجواء الانتخابات ،إلي الرأي العام العالمي الكروي ، ووسائل الاعلام العالمية بما فيها العربية ، لاستطاع ان يحصل علي قرار بذلك سواء من اللجنة التنفيذية ، او حتي يوم الكونجرس من الجمعية العمومية .. وفي كل الاحوال لا أنصح بن همام بالتهاون في حقوقه او التراجع او الانسحاب ، وحتي اذا خسر هذه الجولة ، فإنه يستطيع ان يواجه بلاتر قضائيا داخل الفيفا وخارجه وصولا الي المحاكم السويسرية ومحكمة الرياضية الدولية .. ومن يدري ، فربما ينجح بن همام في تحقيق ما فشل فيه كثيرون مثل :الراحل الصومالي فرح أدونائب رئيس الاتحاد الافريقي السابق والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي ، والسويدي لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي السابق ، والسويسري اورسي لينزي سكرتير عام الفيفا السابق .. كل هؤلاء أزاحهم بلاتر وقضي عليهم ، لانهم خالفوه الرأي وتجرأوا بالتشكيك في شفافيته وذمته ، فهل ينجح بن همام في مواجهة هولاكو الفيفا ؟! [/center]