قضية (التشويش)..يتحدثون عن تقارير ومعلومات ..فأين الادلة؟

[center][size="4"][color="black"]ردت قناة الجزيرة الرياضية على طلب الحكومة الاردنية بتسليمها الادلة التي تدّعي إمتلاكها ، والتي إستندت اليها في توجيه إدعاءاتها واتهاماتها بأن مصدر التشويش على بثها لمباريات كأس العالم لكرة القدم 2010، والتي أقيمت في جنوب أفريقيا الصيف الماضي، كان من الاراضي الاردنية، الرد تناول شقين:
الاول: إستعدادها لتقديم التقارير والمعلومات ذات الصلة بالتشويش على بثها لفعاليات كأس العالم لكرة القدم إلى لجنة تحقيق مستقلة.
الثاني:إشتراطها أن تتشكل هذه اللجنة من الأطراف المعنية, وعدد من الخبراء الدوليين, ومندوب من الاتحاد العالمي لكرة القدم (الفيفا).
في هذه القضية، تواصل القناة ذات النهج في «المماطلة» و «ذر الرماد في العيون» من خلال الحديث عن إمتلاكها الادلة،دون أية اثباتات عملية ملموسة لإتهاماتها، كما تحاول «تدويل» القضية و «إملاء الشروط»، من أجل كسب المزيد من الوقت وتضييع الحقائق، لإستدرار عطف وكسب تأييد الجمهور العربي ،التواق لمتابعة مباريات كأس العالم التي ينتظرها العالم كل أربع سنوات.
الاردن لديه من الشفافية والثقة بالنفس ،لابداء استعداده للتعاون مع اي فريق من «الخبراء المحايدين» لفحص الحقائق، وهو يستغرب استمرار القناة بالحديث عن «تقارير ومعلومات» لا يُعرف ما هي مصدرها وما هي الغاية منها أصلا، دون الحديث عن «أدلة» دامغة ومثبتة علميا وتكنولوجيا لتلك الادعاءات، ومن الواضح ان القناة لم تستطع تحديد سبب التشويش الحقيقي على بثها،وكانت الاتهامات للآخرين هي أسهل الطرق للخروج من هذا المأزق الذي وقعت فيه القناة امام الرأي العام العربي ومشتركيها والجهات الدولية المعنية.
يقول الخبراء أن أي عملية تشويش على البث الفضائي «هي عملية غاية في التعقيد» حاليا، ويحتاج رصد مكان التشويش الى «صنع قمر ثان الى جانب القمر الاصطناعي الذي يتم التشويش عليه» ،كما يستلزم الامر وفقا للخبراء التصرف الفوري وبشكل مواز لوقوع التشويش ، هذه الطريقة هي السيبل الوحيد للوصول الى مصدر التشويش.
ويؤكد ذات الخبراء أن القنوات الاذاعية والتلفزيونية الفضائية ستكون معرضة مستقبلاَ الى التشويش الفضائي، فـ «الجزيرة الرياضية» لن تكون هي الضحية الوحيدة أو الاخيرة،فقد سبقتها قنوات فضائية عالمية في منطقة الشرق الاوسط ،وذلك بسبب التطور التكنولوجي المتسارع في هذا المجال، لأن الاقمار الاصطناعية تعتمد على الموجات الهوائية في إرسال وإستقبال اشارات البث الفضائي ،وتكون عملية التشويش من خلال ارسال موجات لتغيير تردداتها.
هذا الامر يتطلب من الفضائيات التي تواجه المشكلة ومن بينها «الجزيرة الرياضية» إتخاذ إجراءات فنية وتكنولوجية مستقبلية وقد تكون باهظة التكلفة، من خلال الاعتماد على عدة اقمار إصطناعية ،تمكنّها من السيطرة على أية محاولات في هذا الاتجاه،وبغير ذلك لن تتمكن أية جهة من وقف التشويش الذي سيصبح في وقت قريب متاحاً ومنتشرا ويمكن الحصول عليه بسهولة.
الاردن رد على الإتهامات التي وردت في صحيفة الغارديان بتاريخ 30 ايلول الماضي، كما طلب من القناة إثبات إدعاءاتها بشكل قطعي وبلا مماطلة أو تسويف، وهو مصر على حقه في أن يقوم فور تسلمه التقارير والأدلة التي تمتلكها الجزيرة بشأن مصدر التشويش بدراستها وتفحصها ومراجعتها وفق الأصول وتحديد الإجراءات اللاحقة. وعدا ذلك فالاردن يحتفظ بحقه الكامل في اتخاذ أي إجراءات يراها لازمة لحماية مصالحه وسمعته ومكانته في المجتمع الدولي، «فكَلِمَ اللسان أشد فتكا من كَلِمِ الِسنان». [/color][/size][/center]