[CENTER][SIZE=6][B][I][U][FONT=Comic Sans MS][COLOR=darkorange][IMG]http://img516.imageshack.us/img516/4876/smon8nbafad83245rb3.gif[/IMG][/COLOR][/FONT][/U][/I][/B][/SIZE]
[U][I][B][SIZE=6][FONT=Comic Sans MS][COLOR=darkorange]لا اله الا الله محمد رسول الله [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/I][/U][/CENTER]
[CENTER][I][U][COLOR=red][B][COLOR=#0c345a][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]غزوة بدر: المؤشرات[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/COLOR][/U][/I]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]يجمع العلماء وأهل التفسير أن غزوة بدر الكبرى دبرت العناية الإلهية أسبابها ورتبت نتائجها، وسيق المسلمون لها سوقا؛ ولأن الله تعالى أقام الكون على سنن وأسباب بدت وكأنها نتيجة طبيعية لمجموعة من الأحداث سبقتها وأنبأت بها، تدل على حتمية المواجهة بين الحق والباطل، بين الإيمان بالله تعالى والشرك، ومن هذه المؤشرات: [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]1. تهديد قريش المسلمين باستئصالهم في المدينة، لتنامي قوة الكيان الإسلامي الذي غدا يشكل خطرا استراتيجيا على قريش ويضعف هيبتها في شبه الجزيرة العربية، لذا أرسلت إلى المسلمين تقول لهم: "لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم". [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]وقد أخذ المسلمون الوعيد مأخذ الجد، و شددوا الحراسة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نزل قول الله تعالى: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ والله يعصمك من الناس﴾[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]2. تهديد سعد بن معاذ أبا جهل بمنع قوافل قريش التجارية من عبور مجال المدينة المنورة في اتجاه الشام، ذلك أن سعدا بن معاذ انطلق إلى مكة معتمرا فنزل على أمية بن خلف فقال لأمية: "انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت". فخرج به في الظهيرة، فلقيهما أبو جهل فقال: "يا أبا صفوان، من معك؟" فقال: "هذا سعد". فقال أبو جهل: " ألا أراك تطوف آمنا وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما." فقال له سعد ورفع عليه صوته: "أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما أشد عليك منه: طريقك على أهل المدينة". [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]3. الإذن بالقتال: بعد سنوات [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]تربية للنفوس واستكمالا للبناء الداخلي جاء الإذن بالقتال، ونزل قول الله تعالى: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]وتوالى القرآن في موضوع القتال تعليما لكيفيته: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق، فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]وموضحا لغايته: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور﴾[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]4. تقليص دائرة نفوذ قريش بين القبائل بعقد أحلاف ومعاهدات عدم الاعتداء مع القبائل المجاورة للمدينة أو مجاورة لطريق القوافل التجارية من مكة إلى الشام. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]5. تنظيم مجموعة من السرايا أشبه ما تكون بالمناورات العسكرية كما تسمى بلغة العصر ليكتسب المسلمون خبرة ميدانية ويتعرفوا على طبيعة المجال المحيط بالمدينة ويشعروا القبائل عموما وقريش خاصة أن المسلمين غدوا قوة جديدة في المنطقة يجب الاحتراس منها. و قد نفذ المسلمون مجموعة من السرايا خلال سنة كاملة بمعدل سرية في كل شهر ونصف، أربكت قريشا وأزعجتهم وازدادت مخاوفهم على مصالحهم الاقتصادية، كيف لا والمسلمون يستطيعون الزحف إلى ثلاثمائة ميل. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]6. تحويل القبلة: في هذه الظروف المتسارعة أحداثها نزل الأمر القرآني بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى البيت الحرام في شعبان 2هـ / فبر***634م. وقد يتساءل متسائل: ما علاقة هذا الأمر بالتصعيد العسكري في المنطقة؟ [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]والجواب هو أن تحويل القبلة له علاقة كبيرة بالمواجهة المرتقبة من جهتين: [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]أولاهما أن في تحويل القبلة تمحيص لصف المسلمين اختبارا لصدق الإيمان، ولا عجب فقد تساقط المنافقون وضعاف الإيمان من اليهود، وبقاؤهم في الصف كان سيثير البلبلة أو يكون مصدر خيانة، وقد أبان القرآن هذه الحقيقة في قوله تعالى: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله﴾[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]ثانيهما أن في تحويل القبلة إشارة إلى عهد جديد يقتضي تحرير قبلة المسلمين وتطهيرها من الأوثان، وفي هذا رسالة واضحة لقريش عن نوايا المسلمين كما يصطلح عليه بلسان العصر. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]هذه مجموعة أحداث تسارعت فيما لا يتجاوز السنة ونصف تؤكد أن مواجهة عسكرية بين الطرفين باتت وشيكة. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]7. رؤيا عاتكة: روى الواقدي في المغازي: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]"ولقد كانت عاتكة بنت عبد المطلب رأت رؤيا أفزعتها، وعظمت في صدرها، فأرسلت إلى أخيها العباس فقالت: يا أخي والله لقد رأيت رؤيا أفزعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة، فاكتم عليَّ ما أحدثك منها. رأيت راكباً أقبل على بعير حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته: يا آل غدر انفروا إلى مصارعكم في ثلاث، فصرخ بها ثلاث مرات، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، إذ مثل به بعيره على ظهر الكعبة، فصرخ مثلها ثلاثاً، ثم مثل به بعيره على ظهر أبي قبيس فصرخ بمثلها ثلاثاً، ثم أخذ صخرة من أبي قبيس فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت في أسفل الجبل ارفضَّت، فما بقي بيت من بيوت مكة، ولا دار من دورها إلا دخلته فِلِزَّة منها، فقال العباس: إنها لرؤيا. ثم خرج مغتماً، فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة - وكان له صديقاً - فذكرها له واستكتمه، ففشا الحديث في الناس، فقال أبو جهل: يا بني عبد المطلب أما رضيتم بأن تنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم؟! زعمت عاتكة أنها رأت في المنام كذا وكذا؟ فسنتربص بكم ثلاثاً فإن يكن ما قالت حقاً فسيكون، وإن مضت الثلاث ولم يكن، نكتب عليكم أنكم أكذب أهل بيت في العرب. فما مضت الثلاث حتى سمع صوت ضمضم بن عمرو - مبعوث أبي سفيان إلى قريش، وهو في بطن الوادي وقد جدع أذني بعيره، وشق قميصه قبلاً ودبراً، وحوّل رحله - يصرخ وينادي: يا معشر قريش، يا آل لؤي بن غالب، اللطيمة اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد وأصحابه... الغوث الغوث، والله ما أرى أن تدركوها... وأشفقت قريش لرؤيا عاتكة، وسرّ بنو هاشم وقال قائلهم: زعمتم أنا كذبنا وكذبت عاتكة؟"[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent].[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[U][I][B][COLOR=#0c345a][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]خروج المسلمين لاعتراض قافلة أبي سفيان[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/I][/U]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]نستمع إلى رواية ابن إسحاق موجزة وجامعة، يقول رحمه الله تعالى: [B]"لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم وقال: " هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها". فانتدب الناس، فخف بعضهم، وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا، وكان أبو سفيان قد قد استنفر حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار، ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمرالناس، حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا (نقول صلى الله عليه وسلم) قد استنفر أصحابه لك ولعيرك، فحذر عند ذلك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري، فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمدا (نقول صلى الله عليه وسلم) قد عرض لها في أصحابه..."[/B][/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]وبفطنته عرف أبو سفيان مكان عسكرة المسلمين فغير اتجاه القافلة بعيدا عن بدر حيث كمن المسلمون لعير قريش. وفي الحدثين - خروج المسلمين لاعتراض القافلة وانفلات هذه الأخيرة - عبر منها: [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]1- الخروج بنية اعتراض القافلة أمر سهل تحبه النفوس، بل لم يتردد في الاستجابة ما دام الهدف غنيمة ميسرة ودون مشقة إلا من يطاوعه ظرف الإعلان عن ذلك. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]2- سهولة الهدف والمهمة كانت وراء قلة العدد والعدة، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمهل ساكني ضواحي المدينة. ليشاركوا في العملية. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]3- انفلات العير هيأ به الله تعالى أمرا أعظم من أموال القافلة، وأهل المسلمين لأمر جلل، يقول الحق سبحانه: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم، وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]4- انفلات العير أربك صف قريش التي توزع رأيها بين مصر على المواجهة لاستئصال الدعوة وبين من لا يرى سببا للمواجهة ما دامت القافلة قد نجت، وقد سجلت انسحابات في صفوف حلفاء قريش. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]5- انفلات العير رفع معنوية المسلمين الذين أجمعوا على مواجهة قريش في مشهد تعبوي شوري رائع أبان عن حكمة القيادة الربانية المؤيدة بالوحي وعن صدق المهاجرين والأنصار لنصرة دين الله، ختمه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#3c169f][FONT=Arabic Transparent]"سيروا على بركة الله، وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله كأني الآن أنظر إلى مصارع القوم"[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]إنها إرادة الله تعالى ولطفه بعباده انتدبوا لاعتراض القافلة وخرجوا في حوالي ثلاثمائة وأربعة عشر(314) رجلا عدتهم فرسان وسبعون بعيرا يتعقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد، ولم يخرج صلى الله عليه وسلم عن هذه القاعدة، ولنا فيها عبرة بليغة وإشارة لطيفة تلمح لمعنى [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ أولي الأمر منكم﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]فئة مؤمنة قليلة عدة وعددا يهيئها الله تعالى لتواجه جيشا يضاعفها ثلاث مرات(حوالي 1000رجل) ومعه العدة الحربية الكافية لسحق هذه الزمرة واستئصالها ؛لكن العناية الإلهية تسوق المؤمنين للظهور والتمكين وكسر شوكة الباطل فتحا لآفاق واسعة أمام دعوة الإسلام. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[I][U][COLOR=red][B][COLOR=#0c345a][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]ترتيبات المواجهة واقتراب ساعة الصفر[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/COLOR][/U][/I]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]لم تخل هذه المرحلة من مظاهر التأييد الالهي للمسلمين الذين انبنى أمرهم على الشورى بدء من قرار المواجهة ومرورا بمكان عسكرة المسلمين، فقد أشار الحباب بن المنذر بحكم خبرته العسكرية على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعسكر المسلمون قريبا من منبع الماء ليسهل التحكم فيه ومنع قريش منه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الرأي السديد. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]وليلة المعركة أنزل الله تعالى مطرا كان على المسلمين خيرا ورحمة، إذ هدأ النفوس وطهرها من رجز الشيطان، وثبت الأرض الرملية لتخف حركة المسلمين؛ في حين كان وبالا على المشركين إذ منعهم من التقدم وعرقل حركتهم. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]وليلة المعركة، نام المسلمون نوما عميقا تهيؤوا بل هيأهم الله تعالى به نفسيا وجسديا للمعركة، وقد سجل القرآن الكريم هذه التأييدات في سورة الأنفال قال عز من قائل: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان، وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]أما رسول الله صلى الله عليه وسلم القائد والمربي فقد بات قائما بين يدي الله تعالى يصلي ويستمطر رحمة ربه حتى أسفر الصباح، إنها ربانية القيادة تتضرع بين يدي ربها تسأله النصر والتأييد وتتجرد من كل حول بعد أن هيأت ما تطيق من أسباب. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]وعلى النقيض من ذلك قضى المشركون ليلتهم كسابقاتها في المجون شربا للخمر واستماعا لغناء القيان يمنون أنفسهم بنصر كاسح يشهد لهم به عددهم وعدتهم. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]ويوم بدر، وقبل المعركة نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه الثلاثمائة ونيف ونظر إلى المشركين وهم ألف وزيادة فاستقبل القبلة وظل يدعو ربه ويلح في الدعاء ويستغيث، يقول سبحانه مصورا هذا المشهد: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين، وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم، وما النصر إلا من عند الله﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]وتبدأ المعركة وتدور رحاها على المشركين، ويثبت الله جنده بتثبيت الملائكة لهم، وتملأ قلوب المشركين رعبا، فيسقط أغلب صناديد قريش صرعى ويهزم الله تعالى الشرك وح**ه وينصر الحق وجنده، وكانت الحصيلة سبعين قتيلا وسبعين أسيرا في صف قريش وأربعة عشر شهيدا من المسلمين. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[I][U][COLOR=red][B][COLOR=#0c345a][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]دلالات النصر[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/COLOR][/U][/I]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]إن غزوة بدر الكبرى من تدبير إلهي ترتيبا لأسبابها وإدارة لمراحلها، وقد نصر الله تعالى المسلمين وفي ذلك دروس وعبر أهمها أن نصر جند الحق وعد الله الذي لا يخلف الميعاد، وهذا حكم عام متى استوفى المسلمون شروط النصر التي سنختم بها هذا العرض: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ وكان حقا علينا نصر المؤمنين﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. غير أن نصر المسلمين يوم بدر كان مطلوبا لاعتبارين أساسيين: [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]أولهما أن هذه أول مواجهة عسكرية يخوضها المسلمون بعد الإذن بالقتال، والقتال أمر تكرهه النفس، فكان لزاما أن ينتصر المسلمون ليعرفوا قيمة القتال في سبيل الله، إذ هو طريق عزة الأمة وكرامتها، وضحالة المسلمين اليوم وهوانهم على البشرية وهم خمس سكان العالم عددا مرده إلى تعطيل مبدإ الجهاد، وصدق الصديق أبو بكر رضي الله عنه لما قال: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]"وما ترك قوم الجهاد إلا ضربهم الله بالذل"[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]ثاني الاعتبارين هو أن اندحار المشركين مطلوب هو الآخر لتكسر شوكة الشرك وتنفتح آفاق واسعة أمام الدعوة ويقبل الناس على دين الله أفواجا. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][B][I][U][COLOR=#0c345a][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]شروط النصر[/SIZE][/FONT][/COLOR][/U][/I][/B][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]يقول الحق سبحانه: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]، ويقول عز سلطانه: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]شروط النصر تتلخص في تحقيق المسلمين فرادى وجماعة العبودية الحقة لله تعالى ليكونوا [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ أولئك هم المؤمنون حقا﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]، وهذا يتطلب: [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]1. إخلاص النية لله تعالى وابتغاء مرضاته: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورياء الناس﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]2. التقوى والاستقامة ودوام الذكر تطهيرا للقلوب. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]3. ترصيص الصف وتصافي القلوب ومحاربة الشحناء: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ وأصلحوا ذات بينكم﴾[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]4. الدعاء والتضرع: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم..﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]5. الاستجابة والطاعة: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]6. التوكل على الله تعالى والتجرد من كل حول وقوة: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]7. إعداد العدة والأخذ بالأسباب الممكنة: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]8. الشورى وإشراك الجميع في صناعة القرار: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. وعمليا كانت الشورى حاضرة عند اتخاذ القرار بالمواجهة بعد انفلات القافلة في ذلك المشهد الرائع الذي سر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كانت حاضرة عند اختيار مكان عسكرة المسلمين عملا برأي الحباب رضي الله تعالى عنه. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]9. دوام التعبئة والتحريض رفعا للمعنويات: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ يا أيها النبيء حرض المؤمنين على القتال.. ﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]10. الثبات وعدم التولي عند الزحف: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار..﴾[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][COLOR=red][U][B][I][COLOR=#0c345a][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]قيمة مدارسة السيرة النبوية[/SIZE][/FONT][/COLOR][/I][/B][/U][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]ليست السيرة النبوية مجرد وقائع تاريخية ولى زمانها، أو مجموعة من القصص المثيرة تشد الأسماع، بل هي معين تستمد منه الأجيال المسلمة زاد مسيرها وأصول بقائها، وما به تقارن من أجل أن تؤدي وظيفتها التاريخية "الشهادة على الناس"، يقول جل وعلا: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ وكذلكم جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]؛ إذ بالسيرة يقف المسلم على حقيقة الإسلام مجسدة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره المثل الأعلى والقدوة الحسنة لكل مؤمن راغب في لقاء ربه تعالى، يقول عز سلطانه مقررا هذه الحقيقة: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]ثم إن السيرة النبوية بأحداثها ووقائعها تمكن المسلم فردا والمسلمين جماعة من التطبيق العملي الميداني للإسلام بمبادئه وأسسه في شتى مناحي الحياة سلما وحربا اقتصادا واجتماعا سياسة وفكرا. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]إن دراسة السيرة النبوية وسيلة مثلى لتنشئة الأجيال المسلمة وتربيتهم تربية إيمانية تغرس في القلوب الولاء الصحيح لله تعالى ورسوله، وتنمي فيهم الوازع الإيماني فيعتزون بانتمائهم العقدي ويسارعون لخدمة أهدافه وتحقيق غاياته السامية. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]ووعيا بما يمكن أن تضطلع به دراسة السيرة النبوية من دور لانبعاث المسلمين فقد حرص - بل نجح - أعداء الإسلام بواسطة عملائهم من المغربين لإقصاء التاريخ الإسلامي لاسيما العهدين النبوي والراشدي من البرامج التعليمية، ويكتفى بإشارات توظف توظيفا لتبرير واقع المسلمين أو تغليطا للأجيال وإكراهها في دينها وقيمها. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]فسدا للفراغ الكبير في تكويننا، وبعثا للأمل في غد إسلامي نحسب صبحه قريبا إن شاء الله تعالى يأتي إحياؤنا لذكرى غزوة بدر الكبرى التي ينبغي أن يعود إليها المسلمون اليوم لاستلهام الدروس والعبر رفعا للهمم وتسابقا لنصرة دين الله تعالى ومعانقة لقدره سبحانه وبشارة نبيه صلى الله عليه وسلم: [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#3c169f][FONT=Arabic Transparent]" تكون نبوة ما شاء الله أن تكون ثم تنقضي، ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضي، ثم يكون ملكا عضوضا ما شاء الله له أن يكون ثم ينقضي، ثم تكون جبرية ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضي، ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة تعم الأرض"[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]وللحديث رواية أطول للإمام أحمد عن النعمان بن بشير بسند صحيح. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]بشارة نبوية عظيمة لأجيالنا - إخوان رسول الله - تفتح لنا الآفاق وتحررنا من ضحالتنا في الواقع... آفاق واسعة ومستقبل مشرق نتهيأ له بحول من المولى الكريم، ومما به نتهيأ إحياء معاني السيرة النبوية في القلوب المتعطشة لرواء الإيمان عسى أن تحيى بعد موات، وتفيق بعد قرون رقاد، والله غالب على أمره، [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ ويومئذ يفرح المومنون بنصر الله﴾[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
[/FONT][/COLOR][B][COLOR=#0c345a][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]خلاصة[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]إن غزوة بدر الكبرى ليست حدثا تاريخيا ولى زمانه، وإنما هي معلمة ومنار ينير للمسلمين في كل زمان معالم طريق العزة والحياة الطيبة الكريمة متى استوفوا شروط التمكين والنصر التي بها تأهل أهل بدر لتأييد الله تعالى. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=6][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]غزوة بدر الكبرى تبعث في النفوس الصادقة المتحرقة على ما نزل بالمسلمين اليوم من ذل وهوان أمل النصر والتمكين لأمة رسول الله إذا هيأ الله تعالى لها قيادة ربانية مجاهدة، [/FONT][/COLOR][B][COLOR=#155ca0][FONT=Arabic Transparent]﴿ ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله﴾[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent]. [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]غزوة بدر معنى متجدد في الأمة متى قامت لتحق الحق وتبطل الباطل، ولسان حالها يقول: "على أيدينا نسأل الله عز وجل أن ينزل قدره". [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]والحمد لله رب العالمين. [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][COLOR=black][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]أخذت هوامش السيرة من الرحيق المختوم / صفي الدين المباركفوري[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR][/CENTER]