[center][font=arial black][size=6]بسم الله الرحمن الرحيم [/size][/font]
[size=6][font=arial black]المقدمة[/font][/size]
[size=6][font=arial black]استعراض شيء من أنواع العلاجات التي جاءت في هذه الشريعة [/font][/size]
[size=6][font=arial black]أولاً : التسلّح بالإيمان المقرون بالعمل الصالح [/font][/size]
[size=6][font=arial black]ثانياً : النظر فيما يحصل للمسلم من تكفير الذنوب وتمحيص القلب ورفع الدرجة ، إذا أصابته غموم الدنيا وهمومها[/font][/size]
[size=6][font=arial black]ثالثاً : معرفة حقيقة الدنيا [/font][/size]
[size=6][font=arial black]خامساً : أن يجعل العبد الآخرة همه [/font][/size]
[size=6][font=arial black]سادساً : علاج مفيد ومدهش وهو ذكر الموت [/font][/size]
[size=6][font=arial black]سابعاً : دعاء الله تعالى[/font][/size]
[size=6][font=arial black]ثامناً : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم [/font][/size]
[size=6][font=arial black]تاسعاً : التوكل على الله عز وجل وتفويض الأمر إليه [/font][/size]
[size=6][font=arial black]عاشراً : ومما يدفع الهم والقلق الحرص على ما ينفع واجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل ، وعن الحزن على الوقت الماضي[/font][/size]
[size=6][font=arial black]الحادي عشر : ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله [/font][/size]
[size=6][font=arial black]الثاني عشر: اللجوء إلى الصلاة . [/font][/size]
[size=6][font=arial black]الثالث عشر : ومما يفرج الهم أيضا الجهاد في سبيل الله [/font][/size]
[size=6][font=arial black]الرابع عشر : التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة [/font][/size]
[size=6][font=arial black]الخامس عشر : الانشغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة [/font][/size]
[size=6][font=arial black]السادس عشر : النظر إلى الجوانب الإيجابية للأحداث التي يظهر منها بعض ما يُكره [/font][/size]
[size=6][font=arial black]السابع عشر : معرفة القيمة الحقيقية للحياة وأنها قصيرة وأنّ الوقت أغلى من أن يذهب في الهمّ والغمّ [/font][/size]
[size=6][font=arial black]الثامن عشر : ومن الأمور النافعة عدم السماح بتراكم الأعمال والواجبات[/font][/size]
[size=6][font=arial black]التاسع عشر : التوقع المستمر والاستعداد النفسي لجميع الاحتمالات [/font][/size]
[size=6][font=arial black]العشرين : ومن العلاجات أيضا الشكوى إلى أهل العلم والدين وطلب النصح والمشورة منهم[/font][/size]
[size=6][font=arial black]الحادي والعشرون : أن يعلم المهموم والمغموم أن بعد العسر يسراً ، وأن بعد الضيق فرجاً[/font][/size]
[size=6][font=arial black]الثاني والعشرون : ومن علاجات الهموم ما يكون بالأطعمة[/font][/size]
[size=6][font=arial black]وقد لخص ابن القيم هذه الأدوية والعلاجات في خمسة عشر نوعاً من الدواء يذهب الله بها الهم والحزن [/font][/size]
[size=6][font=arial black]وهي :[/font][/size]
[size=6][font=arial black]تذكرة [/font][/size]
[size=6][font=arial black]الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين ، أشهد أن لا إله إلا هو رب الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرضين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على هديه واقتفى أثره إلى يوم الدين، وبعد.. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]فإن من طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار اللأواء والشدة والضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم ولا غم " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين" ، وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاماً " وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد ". فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل ، مغموم في الحال. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]والقلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان فهي على قلبين : قلب هو عرش الرحمن ، ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم والهم . من فوائد ابن القيم. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]والناس يتفاوتون في الهموم بتفاوت بواعثهم وأحوالهم وما يحمله كل واحد منهم من المسئوليات. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]فمن الهموم هموم سامية ، ذات دلالات طيبة ، كهموم العالم في حلّ المعضلات التي يحتاج المسلمون فيها إلى جواب وخصوصا إذا استعصت المسألة واستغلقت ، وكذلك همّ إمام المسلمين بمشكلات رعيته وهذا مما أقلق العمرين وغيرهما فكان الأول يجهّز الجيش في الصلاة وهو معذور في ذلك ويحمل همّ الدواب أن تعثر بأرض العراق ، والثاني كان يعبّر عما يعانيه بقوله : إني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله قد فني عليه الكبير وكبر عليه الصغير وفصح عليه الأعجمي وهاجر عليه الأعرابي حتى حسبوه دينا لا يرون الحقّ غيره.سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص : 37 [/font][/size]
[size=6][font=arial black]وكلما كان القرار أكثر تعلقاً بمصير المسلمين كان الهمّ أعظم ولذلك لما أوكل إلى عبد الرحمن بن عوف اختيار خليفة المسلمين بعد عمر لم يكتحل بنوم ليشاور المسلمين حتى العجائز البخاري الفتح 7207. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]ومن الهموم الشريفة همّ الداعية في نشر الدين وحمل الرسالة والأخذ بيد المدعو إلى طريق الهداية، وهموم العابد في تصحيح عبادته في القصد والأداء، وهم المسلم بما يصيب إخوانه في أقطار الأرض.. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]ومن الهموم ما يكون ناشئاً عن المعاصي ، كالهموم التي تصيب المذنب بعد ذنبه كما يحدث في هم من أصاب دماً حراماً، أو هم الزانية بحملها. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]ومن الغموم ما يكون بسبب ظلم الآخرين كظلم الأقرباء كما قال الشاعر : [/font][/size]
[size=6][font=arial black]وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند [/font][/size]
[size=6][font=arial black]وكذلك الغموم الحاصلة بسبب مصائب الدنيا ، كالأمراض المزمنة والخطيرة ، وعقوق الأبناء وتسلط الزوجة، واعوجاج الزوج. [/font][/size]
[size=6][font=arial black]ومن الهموم ما يكون بسبب الخوف من المستقبل وما يخبئه الزمان كهموم الأب بذريته من بعده وخاصة إذا كانوا ضعفاء وليس لديه ما يخلفه لهم . [/font][/size]
[size=6][font=arial black]وهكذا تتنوع الغموم والهموم، وفيما يلي شيء من البيان والتفصيل : [/font][/size]