الإعجاز التشريعي في تخصيص مكة المكرمة بالقبلة

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#800000]الإعجاز التشريعي في تخصيص مكة المكرمة بالقبلة[/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT][/B]

[B][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]مقدمة:[/SIZE][/FONT][/FONT][/B]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://www.jameataleman.org/agas/Geologist/Geologist11.files/image001.jpg[/IMG]مكة المكرمة هي أشرف البلدان وخير الأماكن, والبلد الحرام هو اختيار الله سبحانه وتعالى, اختاره لنبيه عليه الصلاة والسلام, وجعل فيه العديد من المناسك لعباده, فكانت الكعبة المشرفة قبلة الصلاة لكل المسلمين, قال تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][البقرة: 144]. [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]وأوجب على عباده المؤمنين الإتيان إلى بيته الحرام من كل فج عميق, فيدخلوه متواضعين خاشعين متذللين, كاشفين رؤوسهم متجردين عن كل لباس إلا من لباس واحد هو لباس المحرم الأبيض فقيراً كان أو غنياً. [/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]وجعلها الله تعالى حرماً آمنا لا يسفك فيه دم ولا تعضد به شجرة ولا[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]ينفر صيده ولا يختلى خلاه ولا تلتقط لقطته للتمليك بل للتعريف ليس إلا, وجعل قصده مكفراً لما سلف من الذنوب, ماحياً للأوزار, حاطاً للخطايا, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]"من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه"[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff](1)[/COLOR][/FONT][/FONT][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic], ولم يرض لقاصده من الثواب دون الجنة, فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما, والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][FONT=Times New Roman](2)[/FONT][/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]وفي اختصاص مكة المكرمة بهذه الأحكام العديد من الحِكم التشريعية, ولعل منها ما كشف عنه العلم الحديث وهو أن مكة المكرمة تتوسط العالم, وهي مسألة تتناسب مع اختيار مكة من بين كل البلدان لتكون مبعث خاتم الأنبياء والمرسلين, والمكان الذي تنطلق منه الدعوة المحمدية إلى كل العالم, يقول تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][الأنعام: 92], ويقول تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][الشورى: 7], وقد تم اختيار مكة المكرمة لتكون المكان الذي يتجمع فيه المسلمون لأداء فريضة الحج, وجعلت الكعبة المشرفة بها قبلة لجميع المصلين على وجه الأرض. [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]وفي بحثنا هذا سنتطرق للحديث عن توسط مكة للعالم, من خلال أقوال العلماء قديماً, ولن نهمل الاكتشافات العلمية الحديثة التي توصلت إلى هذه الحقيقة, وبهذا كله تتجلى إحدى الحِكم التشريعية من اختصاص مكة المكرمة بتلك الأحكام العديدة من بين سائر البلدان.[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[B][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]مكة المكرمة تتوسط العالم عند علماء المسلمين: [/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR][/B]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://www.jameataleman.org/agas/Geologist/Geologist11.files/image002.jpg[/IMG]ذهب عدد من علماء اللغة إلى أن سبب تسمية مكة بهذا الاسم هو أنها وسط الأرض, يقول ال**يدي: «وقيل: إِنَّ مكة مأَخوذة من المُكاكَةِ وهي اللّبُّ والمُخُّ الذي في وَسَطِ العَظْمِ, سمِّيَتْ بها لأنَّها وَسَطُ الدُّنْيا ولُبُّها وخالِصُها»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](3)[/FONT][/COLOR], ويقول في موضع آخر مبيناً سبب تسمية مكة بأم القرى: «وأم القرى مكة -زيدت شرفاً-؛ لأنها توسطت الأرض فيما زعموا, قاله ابن دريد, أو لأنها قبلة جميع الناس يؤمونها أي يقصدونها, أو لأنها أعظم القرى شأناً, وقال نفطويه سميت بذلك لأنها أصل الأرض منها دحيت, وفسر قوله تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][القصص: 59], على وجهين أحدهما أنه أراد أعظمها وأكثرها أهلاً, والآخر أراد مكة, وقيل سميت لأنها أقدم القرى التي في جزيرة العرب وأعظمها خطراً فجعلت لها أماً لاجتماع أهل تلك القرى كل سنة وانكفائهم إليها وتعويلهم على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى, وقال الحيقطان: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]غزاكم أبو يكسوم في أم داركم * وأنتم كفيض الرمل أو هو أكثر[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]يعنى صاحب الفيل, وقيل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة عليها»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](4)[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]وقال صاحب معجم البلدان: «وقال ابن دريد سميت مكة أم القرى لأنها توسطت الأرض والله أعلم, وقال غيره لأن مجمع القرى إليها, وقيل بل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة عليها»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](5)[/FONT][/COLOR].[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]وفي ثنايا حديث العلماء المسلمين قديماً عن فضل مكة على سائر البلدان جاءت الإشارة إلى أن مكة المكرمة تقع في وسط العالم, يقول القرطبي: «قوله تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][البقرة: 143][COLOR=black], المعنى: وكما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم, والوسط: العدل, وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](6)[/FONT][/COLOR], ويقول ابن عطية في تفسيره: «وأم القرى مكة سميت بذلك لوجوه أربعة، منها أنها منشأ الدين والشرع, ومنها ما روي أن الأرض منها دحيت, ومنها أنها وسط الأرض وكالنقطة للقرى,[/COLOR][/FONT][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic] ومنه ما لحق عن الشرع من أنها قبلة كل قرية, فهي لهذا كله أم وسائر القرى بنات[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](7)[/FONT][/COLOR].[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]ومن ذلك أيضاً ما قاله أبو حيان في تفسيره: «[/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][الأنعام: 92] أم القرى مكة وسميت بذلك لأنها منشأ الدين, ودحو الأرض منها, ولأنها وسط الأرض, ولكونها قبلة وموضع الحج ومكان أول بيت وضع للناس»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](8)[/FONT][/COLOR], ويقول النسفي في تفسيره: «[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic]وسميت أم القرى لأنها سرة الأرض وقبلة أهل القرى وأعظمها شأناً»[FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff](9)[/COLOR][/FONT].[/FONT][/SIZE][/FONT]
[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]وقال بهذا القول عدد من المفسرين كالشوكاني[COLOR=black][FONT=Times New Roman](10)[/FONT][/COLOR], والرازي[COLOR=black][FONT=Times New Roman](11)[/FONT][/COLOR], والنيسابوري[COLOR=black][FONT=Times New Roman](12)[/FONT][/COLOR], وغيرهم, وجاء في تفسير حقي: «وأما الكعبة فهي وسط الأرض المسكونة»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](13)[/FONT][/COLOR], وفي تفسير اطفيش: «ويقال وسط الأَرض مكة لو بسط خيط إِلى الجهات منها لتساوت إِليها»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](14)[/FONT][/COLOR].[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]والمسجد الحرام بمكة المكرمة هو أول مسجد وضع للعبادة على وجه الأرض, قال تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][آل عمران: 96], يقول ابن كثير: «يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس أي لعموم الناس لعبادتهم ونسكهم يطوفون به ويصلون إليه ويعتكفون عنده [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]يعني الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل عليه السلام الذي يزعم كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجه ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه ولهذا قال تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿مُبَارَكاً﴾ [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]أي وضع مباركاً [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]»[COLOR=black][FONT=Times New Roman](15)[/FONT][/COLOR].[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]وعن أبي ذر[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Times New Roman]t[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic] قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟, قال: [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]"المسجد الحرام"[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic], قال: قلت: ثم أي؟, قال: [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]"المسجد الأقصى"[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic], قلت: كم كان بينهما؟, قال: [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]"أربعون سنة, ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه"[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][FONT=Times New Roman](16)[/FONT][/COLOR]. [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[B][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]موقع مكة المكرمة من العالم في ضوء الدراسات العلمية الحديثة: [/SIZE][/FONT][/FONT][/B]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]منذ ما يقارب ربع بليون سنة كانت اليابسة قارة واحدة جمعت كل القارات يحيط بها بحر واحد محيط, سميت أم القارات [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]Pangea[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]؛ هذا ما انتهى إليه ألفرد فيجنر [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]Alfred Wegener[/FONT][/COLOR] وأعلنه عام 1915م استناداً إلى جملة شواهد تأكدت لاحقاً ضمن نظرية انزياح القارات[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]Continental Drift[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic], وخلاصتها أن القارة الأم قد تصدعت مع الزمن إلى قطع متجاورات، وتنزاح حتى اليوم عن بعضها البعض ببطء شديد نتيجة لتيارات الصهير، وموران الباطن تحت القشرة، فانزاحت قطع جهة الشرق، وأخرى جهة الغرب، وتميزت سبعة أبحر, وكان موقع المنطقة العربية في الوسط كما هو اليوم.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]وتلتقي تلك[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]المعلومات الحديثة مع جملة آيات في القرآن الكريم كقوله تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][الملك: 16], وقوله تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿وَفِي الأرْضِ قِطَعٌ مّتَجَاوِرَاتٌ﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][الرعد: 4]، وأما الحركة البطيئة للقارات التي تحملها تيارات الباطن إذا ميزناها بحركة الجبال، ومثلناها[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]بحركة السحاب تحمله تيارات الهواء فإنها تلتقي تماماً مع الدلالة العلمية المكنونة[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]في قوله تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][النمل: 88]؛ لأن حركة قطع الغلاف الصخري المميز بالجبال بالنسبة لما دونها تماثل تماماً حركة السحاب بالنسبة للجبال في البطء النسبي، وطبيعة الحركة حيث أن كليهما محمول.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]ومن هنا ذهب قوم إلى القول بوسطية مكة المكرمة لأمة العرب التي تتوسط بقية الأمم، وأن الكعبة التي تتوسط البيت الحرام هي (مركز الأرض)؛ أو بالأحرى التماساً لدقة التعبير منعاً للالتباس يمكن القول أنها (وسط المعمورة)؛ لأن مركز الجسم الكروي نقطة تقع في اللب والمعلوم أن كوكب الأرض جسم كروي، لذا لا يليق هندسياً وصف منطقة على سطحه بأنها مركز الكوكب.[COLOR=black][COLOR=black][FONT=Times New Roman](17)[/FONT][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]كما يقول [/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic]الدكتور محمد عوض[COLOR=black] في بحثه في مجلة الهلال -أغسطس 1953م-: إن الكعبة مركز الأرض بمفهوم القارات، أي: اليابسة، لأن المحيط الهادي وهو أكبر المحيطات يشكل انقطاعاً كبيراً جداً بين القارات بمساحته الكبيرة التي تصل اليابسة، لذلك ترسم مصورات العالم بدءاً من استراليا واليابان والصين شرقاً، وانتهاء بأمريكا غرباً لتمثل كل اليابسة، ولو مسحنا هذه القارات بما فيها القارة القطبية الجنوبية والشمالية، وكتبنا عليها مساحاتها، ورحنا نفتش عن مركز يتوسطها، أو عن مركز ثقلها بدقة تامة، لوجدناه في الكعبة المشرفة بالذات، لهذا يقول تعالى لنبيه الكريم: [/COLOR][/FONT][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][الشورى: 7][/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic],[COLOR=black]وعبارة: [/COLOR][/FONT][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic] تعطي المركزية لمكة المكرمة، لذلك اقترح أحد علماء باكستان أن تكون مكة المكرمة بداية لخطوط الطول بدلاً من جرينتش، كما أن هذه الوسطية لموقع مكة المكرمة مع حقيقة كروية الأرض تؤديان إلى انحناء الطرق المؤدية لمكة المكرمة عن المستوى الأفقي، نظراً لبعد المسافات بينها وبين الأماكن التي حولها حتى نهاية اليابسة من كل فج، [IMG]http://www.jameataleman.org/agas/Geologist/Geologist11.files/image006.gif[/IMG][/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]أي: من جميع الجهات، لهذا اختار الله سبحانه وتعالى وصفاً قرآنياً معجزاً لهذه النهايات بالتعبير في آية أخرى عن كل فج بلفظ: (عميق) بدلاً من لفظ: (بعيد)، نظراً لكروية الأرض، كما في قوله تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]﴿[/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][الحج: 27].[FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff](18)[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][IMG]http://www.jameataleman.org/agas/Geologist/Geologist11.files/image004.jpg[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقد قام العالم المعاصر الدكتور حسين كمال الدين أحمد إبراهيم أستاذ الهندسة المساحية والفلك الكروي في جامعات القاهرة وأسيوط والملك السعود، منذ أكثر من عشرين عاماً أثناء عمله بجامعة الملك سعود بإثبات أن مكة المكرمة هي مركز الكرة الأرضية[COLOR=black], [/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic]ويروي هذا العالم المصري قصة اكتشافه فيذكر: أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفاً تماماً, حيث كان يجري بحثاً ليعد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان من العالم على معرفة وتحديد مكان القبلة, لأنه شعر في رحلاته العديدة للخارج أن هذه هي مشكلة كل مسلم عندما يكون في مكان ليست فيه مساجد تحدد مكان القبلة, أو يكون في بلاد غريبة, كما يحدث لمئات الآلاف من طلاب البعثات في الخارج, لذلك فكر الدكتور حسين كمال الدين في عمل خريطة جديدة للكرة الأرضية لتحديد اتجاهات القبلة عليها, وبعد أن وضع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة ورسم عليها القارات الخمس, ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته .. فقد وجد أن موقع مكة المكرمة في وسط العالم, وأمسك بيده (فرجاراً) وضع طرفه على مدينة مكة, ومر بالطرف الآخر على أطراف جميع القارات فتأكد له أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة توزيعاً منتظماً, ووجد مكة -في هذه الحالة- هي وسط الأرض اليابسة, وأعد خريطة العالم القديم -قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا- وكرر المحاولة فإذا به يكتشف أن مكة هي أيضاً وسط الأرض اليابسة, حتى بالنسبة للعالم[/FONT][FONT=Traditional Arabic]القديم يوم بدأت الدعوة للإسلام. ويضيف العالم الدكتور حسين كمال الدين: «لقد بدأت بحثي برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض, عن مدينة مكة, ثم وصلت[/FONT][FONT=Traditional Arabic]بين خطوط الطول المتساوية لأعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض بالنسبة لمدينة مكة, وبعد ذلك رسمت حدود القارات وباقي التفاصيل على هذه الشبكة من الخطوط, واحتاج الأمر إلى إجراء عدد من المحاولات والعمليات الرياضية المعقدة بالاستعانة بالحاسب الآلي لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة, وكذلك احتاج الأمر إلى برنامج للحاسب الآلي لرسم خطوط الطول وخطوط العرض لهذا الإسقاط الجديد»[FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff](19)[/COLOR][/FONT][COLOR=#0058fd]. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]ومن تلك الدراسات ما توصل إليه الدكتور المهندس يحيى وزيري في بحثه الموسوم بـ(الكعبة المشرفة دراسة تحليلية للخصائص التصميمية[/FONT][FONT=Traditional Arabic]), وأشار في بحثه إلى عدد من الدراسات التي تثبت أن مكة تتوسط العالم القديم والحديث, ومن تلك الدراسات التي أشار إليها دراسة تم فيها [COLOR=black]اختيار تسع مدن وجزر لتكون هي حدود العالم القديم، وتم تحديد موقعها وبعدها عن مكة المكرمة، وقد وجد أن المسافة القوسية [/COLOR][/FONT][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]The arch distance[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic] بين هذه المدن والجزر وبين مكة المكرمة تقريباً 8039 كم في المتوسط، مما يعنى أن مكة المكرمة تقع في مركز دائرة يمر محيطها بالثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا التي كانت تكوّن وتمثل العالم القديم قبل اكتشاف الأمريكتين.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]وبالنسبة لتوسط مكة المكرمة ليابسة العالم الجديد فقد[COLOR=black] تم حساب المسافة بين مكة المكرمة والمدن الآتية:[/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT]
[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]1- مدينة ويلنجتون تقع في نيوزيلندة بشرق قارة استراليا: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13040 كم.[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]2- كورن هورن أبعد نقطة في أمريكا الجنوبية: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13120 كم.[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]3- شمال ألاسكا أبعد نقطة في شمال أمريكا: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13600 كم.[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]وعلى ذلك فإن المسافة المتوسطة بين أبعد نقاط العالم الجديد وبين مكة المكرمة هي تقريباً 13253 كم، مما يعنى أيضاً أن مكة المكرمة تقع في مركز دائرة تمر بحدود قارات العالم الجديد، وهذه الدائرة تمر أيضاً بالحدود الشرقية والحدود الغربية للقطب الجنوبي.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]إن موقع مكة المكرمة الفريد من نوعه أدى إلى أن يطالب أحد الباحثين الغربيين، واسمه أرنولد كيسرلنج [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]Arnold Keysrling[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]، إلى أن يكون خط طول مكة المكرمة 39 درجة و49 دقيقة شرقاً هو خط الطول الأساسي بدلاً من خط طول جرينتش بانجلترا والذي تم فرضه على العالم سنة 1882م، وقت أن كانت الإمبراطورية البريطانية هي أكبر قوة موجودة في العالم.[COLOR=black][FONT=Times New Roman](20)[/FONT][/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[B][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]وجه الإعجاز:[/SIZE][/FONT][/FONT][/B]
[FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=5]أظهرت الأبحاث والدراسات الحديثة أن الموقع الجغرافي لمكة المكرمة موقع عبقري لا نظير له فهو يقع في مركز اليابسة سواء بالنسبة للعالم القديم (آسيا وأفريقيا وأوروبا) أو العالم الجديد بعد اكتشاف الأمريكتين واستراليا. [/SIZE][/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]فالمسلمون عندما يتجهون في صلاتهم إلى مكة المكرمة فهم يتجهون إلى موقع يتوسط اليابسة, [/FONT][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]وهنا يظهر لنا أن اختيار موقع مكة المكرمة لتكون مبعث خاتم النبيين, ولتكون فيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، ولا يقصد المسلمون غيرها للحج والعمرة, هو اختيار إلهي فيه حكمة كبرى لم تكن لتعرف إلا بعد ظهور الحقائق والاكتشافات العلمية الحديثة، فالمسلمون عندما يتجهون في صلاتهم إلى مكة المكرمة فهم يتجهون إلى موقع يعتبر بمثابة وسط اليابسة، كما أنه لا يخفى دلالة توسط موقع مكة المكرمة على تسهيل الحج والعمرة للمسلمين من مختلف بقاع الأرض، فموقعها متوسط بالنسبة لكافة القارات فهي لا تقع في أقصى الشرق أو الغرب، أو في أقصى الشمال أو الجنوب.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]إن هذا الاختيار [/FONT][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]ليس مبنياً على المصادفة، وإنما هو مبني على العلم بأنها وسط المعمورة[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic], وفي هذا دليل واضح على أن هذه الشريعة الإسلامية التي جاء بها النبي الأمي محمد [/FONT][FONT=AGA Arabesque]r[/FONT][FONT=Traditional Arabic] إنما هي وحي من العليم الخبير, يقول تعالى: [COLOR=red]﴿قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾[/COLOR][الفرقان: 6], ونزل هذا الوحي مشتملاً على علم الله تعالى [COLOR=red]﴿لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً﴾[/COLOR][النساء: 166].[/FONT][/SIZE][/FONT][/CENTER]