بين الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ

[center]
[font=arial][size=4][center][center][center][center][center][center][center][center][center][center][size=7][b][u][color=red][font=andalus]بين
[/font][/color][/u][/b][/size]
[size=7][b][u][color=red][font=andalus]الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ[/font][/color][/u][/b][/size][/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[size=5][b][color=blue][font=&quot]
أيُّ شهرٍ ذاك الذى حباه الله من الخصائصِ والمزايا ما لو
حبا معشارَ فضلِه [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]لأيِّ شهرٍ لكانَ خليقاً أن يكونَ غُرَّةً بينَ
الشهورِ ..؟[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]!![/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]أيُّ سؤدَدٍ حواه شهرُ رمضانَ وأيُّ فخارٍ حازَهُ حتى يُذكرَ
وحدَهُ دونَ ســـــــــــائرِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]الشهورِ في الكتابِ العزيزِ ؟[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]!![/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]نعم لقد ذُكر فيهِ باسمِهِ ، وأشادَ بأيامِهِ ولياليهِ ،
بل وذُكِرَتْ ليلةٌ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] منهُ ثلاثَ مراتٍ
بأنها خيرٌ من ألفِ شهرٍ تلك ليلةُ القدرِ؛
كيف لا ؟وهو[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]الشهرُ الذي أُنزلَ فيه القرآنُ
وهــــــــــــــــــــــــــــــو أعظمُ الكتبِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]علــــــــــــــــى قلبِ سيدنا محمدٍ
صلــــــــــى الله عليه وسلم
وهــــــو أشـــرفُ الرسلِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]لينذرَ أمــــــــــــــــــــةً
هي خيرُ أمةٍ أخرجَتْ للناس[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]إن الكريمَ ليُرجى نوالُه على الدوامِ
فــــــإذا خصَّ يـــــــــوماً أو زمَناً لسائليه
ألا يـــــــــــــــــرد [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]فيه طالباً فجُد وأنعم به يوماً ،
فكيف إذا كـــــان الباذلُ مَنْ يداه مبسوطتان
ينفقُ [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]كيف يشاءُ وهو أكرمُ الأكرمينَ ،
وقد خصَّصَ بدلَ اليومِ شهراً
لفيضِ كرمِهِ وعظيمِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] جودِهِ ،
حتى انسحبَ هذا الكرمُ الفيَّاضُ
علــــــــى على نبيِّه ومصطفاهُ محمد
صلى الله [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]عليه وسلم فلهو عليه الصلاة والسلام
أجودُ بالخيرِ في رمضانَ من الريحِ المــــــــــــــرسلةِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]ولذلك يعجبُ صلى الله عليه وسلم أشدَّ العجبِ ممن أدركه
شهرُ الكرمِ ، ومرَّت [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]عليه ليالي الفضلِ ،
وأقبلتْ عليه أيـــــــــــــــامُ السعدِ
فلم يغتنمها ولم يغفرْ له ،
فمتى[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]بربِّكم يُغفَرُ لَهُ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]إذا لم تطبْ في طيبةٍ عند طيب[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]***[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]به طابتِ الدُنيا فأينَ
تطيبُ[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]إن الله عزَّ وجلَّ ليستنفرُ في هذا الشهرِ جميعَ كوامنِ الخيرِ
، ويستثير طِيبَ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] القلوبِ لينهضَ بالأخلاقِ الإنسانيةِ إلى
مستوىً تتذوقُ فيه لذَّةَ الأمنِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] والطمأنينةِ من خلالِ
التكافلِ والتراحمِ ، وترفُلَ البشريةُ فيهِ بثوب
الافتقارِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]إليهِ من خــــــــــــــــــلالِ الصيامِ ،
والعــــــــــــــزِّ به من خلال الطاعاتِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]إن آخرَ ما توصلَ إليهِ العلمُ الحديثُ
اليومَ في منهجيةِ التعليمِ أنَّه :
لا[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]تقدُّمَ بلا إبداعٍ ولا إبداعَ بلا تخصُّصٍ ،
وما دام التخصُّص شرطٌ ضروريٌ للإبداع
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]فتخصيصُ شهرٍ واحدٍ في السَّنة ليكونَ دورةً تأهيليةً للقيمِ
والأخلاقِ الإنسانيةِ [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]بين أفرادِ المجتمعِ مـــــن ناحيةٍ ،
وخطوةً هامةً لإصلاحِ ما انهدمَ ورتقِ ما انفتقَ
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]وترميمِ ما تداعى من العلاقةِ بين العبدِ وربِّهِ من ناحيةٍ
أخرى،هذا التخصيصُ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] المباركُ يأتي نَقلةً بل وقفزةً نوعيةً
في حياةِ الفردِ والأمَّةِ على السواءِ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]ولا يكتفي الشارعُ الحكيمُ سبحانه بتخصيصِ شهر على
العموم فحسب،بل ويقسم هذا[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]الشهر ثلاثة أقسام زيادةً
في أهمية التخصص ، لينعُم العبد لحظة بلحظةٍ
مستشعراً [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]كلَّ يوم بالجزء الرمضاني الذي يحياه ويعيشه،
وكثيراً ما تبادر في ذهنــــــــــــــــــــي
تُــــرى لم[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]كانة الرحمة في العشر الأوائل
والمغفـــرة فـــــــــــــــــــــــــــــــــــي الأواسط
والعتق في الأواخر على هذا[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]الترتيب دون غيره[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]ثم رأيت الحكمة والمنطقية مصاحبة
ملازمة لهذا الترتيب لأسرار يعلمها الله ،
ذلك [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]أن شهر رمضان شهر التوبة والإنابة ،
وقد اشترط العلماء لقبول التوبة ثلاثة شروط[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] :
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]الإقلاع عــــــــن المعصية
والندم على ما تقدم من اقترافها
والعزم علــــــــــــــــــــى عدم العود إليها[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]ولنتصوَّرمعاً علاقةً بين ابن وأبيه امتلأت بالجفاء والعقوق
وتقطَّعت بالمخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال فة [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]والعصيان ،
كما هــــــــو حال العباد مع ربـــــــــــــــــــــــــــــــــــهم ،
وفي لحظة إيمانية مفعمة[/font][/color][/b][/size][size=5][b][color=blue][font=&quot] بالمسؤولية والنـــــــــــدم[/font][/color][/b][/size]
[size=5][b][color=blue][font=&quot]جـــــاء الابن إلى أبيه مقرّاً بذنبه معترفاً بجريرته
قــــــــــــــــــــــد ظهرت عليه علامات الانكسار
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]وأمارات الخجل والحياء مما بــــــــدر منه ،
ثم استجمع كل ما أوتيه مـــــــــــــــن قوة
وعزم فرفع طرفه [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]لينظر في عيني أبيه
ليراهما مغرورقتان بدموع الفرح
يشرق فيهما شعاع من الرحمة [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]والشفقة[/font][/color][/b][/size][size=5][b][color=blue][font=&quot] التي ملأت[/font][/color][/b][/size]
[size=5][b][color=blue][font=&quot]فؤاده فانعكست على قلب ولده [/font][/color][/b][/size][size=5][b][color=blue][font=&quot]حتى أحيت فيه بوادر الأمل، [/font][/color][/b][/size]
[size=5][b][color=blue][font=&quot]فما كان[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]من الولد إلا أن طمع في رحمة أبيه ،
وفي الحال أعلن ندمه وتوبته وتوالت عبارات [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]الاعتذار
وألفاظ الندم على لسانه وجوارحه حتى أثَّر ذلك فـــي قلب
أبيه فتاب عليه وغفر[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]له وصفح عنه
وتعانقا فتصافحت القلوب وزالت كل النوازغ[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]فلما كان الغد جاء الولد بزوجه وأولاده وأمواله
ووقف بين يدي أبيه موقف المتفاني[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] فــــي خدمته ،
فتقاطر الأطفال علــــــــــــــــى يدي جدهم وأقدامه
يقبلونه بحُب[/font][/color][/b][/size][size=5][b][color=blue][font=&quot] ووجد ،[/font][/color][/b][/size][size=5][b][color=blue][font=&quot] ووصل إلى سمع[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] الجد
صوت ابنه العائد من شروده قائلاً :
يا أبت أنا طوعُ أمرِكَ ، ورهن إشارتك ،
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]وأطوع لك من بنانك ، هذا مالي فخذ منه ما تشاء ،
وهذه عائلتي التي هي بضعة منك [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]أضعها تحت أقدامك ،
وهذه رقبتـــــــي ملك يمينك ، فهل عساك رضيتَ عني ،
وهــــل عساي أنال[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] دعواتك وبركاتك فلو أفنيت عمري في
برِّك ما وفيتكَ معشار حقك ، فقال الأب : اِذهب[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] يا ولدي
فاعمل ما تشاء فقد رضيت عنك[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]هذه القصة الرمزيةُ هي محاكاة للعلاقة بين المسلم العاصي
وربه الكريم الكافي [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]ونَخلُصُ منها إلى أن :
[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]الاعتراف بالذنب والإقلاع عن المعصية
تقابله عشر[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]الرحمة[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]والندم على ما مضى وإعلان التوبة النصوح
يقابله عشر[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]المغفرة[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]والعزم على عدم العود وابتدار الطاعات على الدوام
يقابله عشر[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]العتق من النار[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]

[center][size=5][b][color=blue][font=&quot]اللهم يا سامع الصوت ويا سابق الفوت
ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت
نسألك [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]بحرمة هذا الشهر العظيم
وما نزل فيه من القــــــــــــــرآن العظيم
أن تخرجنا من ذل معصيتك إلى [/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot]عز طاعتك ،
ومن ظلمات الجهل بك إلى نــــــــــــور معرفتك ،
تقبل منا الصلاة والصيام واجعلنا[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] من عتقاء رمضان
يا قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــديم الإحسان[/font][/color][/b][b][color=blue][font=&quot] .[/font][/color][/b][/size][/center]
[/center]
[size=7][b][color=fuchsia][font=andalus]رعد الزغير
[/font][/color][/b][/size][/center]
[/center]
[/size][/font][/center]