[center][font=traditional arabic][size=5][color=#ff1493]القصة الأولى
ادم علية السلام
آدم في القرآن
[/color][/size][/font][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]قال الله تعالى :{ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى ءادَمَ وَنُوحًا وَءالَ إِبْرَاهِيمَ وَءالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (سورة ءال عمران/33).
سيدنا ءادم عليه السلام هو أبو البشر وأول إنسان خلقه الله.
وقد قيل سمي ءادم بهذا الاسم لأنه من أديم الأرض أي من وجه الأرض.
[/color][color=#ff0000]خلق آدم[/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]وكان خلقه عليه السلام في الجنة ءاخر ساعة من يوم الجمعة من الأيام الست التي خلق اللهُ فيها السموات والأرض كما جاء في حديث مسلم، وروى مسلم وغيره أيضًا
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :"خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم".
شاء اللهُ سبحانه وتعالى بمشيئته الأزلية التي لا تتبدل ولا تتغير وجود آدم عليه السلام فأبرزه بقدرته من العدم إلى الوجود.
فقد أمر الله تعالى ملَكًا من ملائكته الكرام أن يأخذ من جميع أنواع تراب الأرض التي نعيش عليها ليخلق منه آدم عليه السلام،
فأخذ هذا الملَك من جميع أنواع تراب الأرضِ من أبيضها وأسودها وما بين ذلك،
ومن سهلها وحَزْنها أي قاسيها وما بين ذلك،
ومن طيبها ورديئها ومما هو بين ذلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ قبض قبضةً من الأرضِ من أبيضِها وأسودها وما بين ذلك، ومن طيبها ورديئها وما بين ذلك فجاء ذرية آدم على قدر ذلك" رواه ابن حبان وغيره
، وعند أحمد: "فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك،
والسهل والحزن وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك.
أي جاءت أحوال وألوان ذرية آدم عليه السلام مختلفة بسبب هذا التراب المختلف الذي خُلق منه آدم عليه الصلاة والسلام.
[/color][color=#ff0000]خلق حواء[/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]خلق الله تعالى سيدتنا حواء من ضلع ءادم الأيسر الأقصر كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخان:
"ولأمّ مكانه لحمًا" قيل لذلكَ سميت حواء بهذا الاسم لأنها خلقت من شىء حيّ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإنَّ أعوجَ شىء في الضّلع أعلاه، فإن ذَهبتَ تقيمه كسرته
، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" الحديث.
ولم يخلق الله تبارك وتعالى حواء طفلة صغيرة ثم طورها إلى الكبر، بل خلقها على هيئتها التي عاشت عليها كبيرة طويلة مناسبة لطول ءادم عليه السلام،
قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً} (سورة النساء/1).
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} (سورة الأعراف/189)
وقد زوَّج الله تعالى ءادم حواء وجعلها له حلالاً في الجنةِ ثم كانا كذلك في الأرض.
[/color][color=#ff0000]خروج ادم من الجنه[/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]السبب في ذلك أن ءادم خالف النهي الذي نهاه الله لأنه أعلمه بالمنع من أكل شجرة
واحدة من أشجار الجنة وأباح له ما سواها فوسوس الشيطان له ولحواء أن
يأكلا منها فقال لهما ما أخبر الله تعالى في القرءان: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} (سورة الأعراف/20)
فأكلا منها فأخرجهما الله تعالى من الجنة،
وكان ذلك قبل أن تنزل عليه النبوة والرسالة لأنه إنما نبّىء بعد أن خرج من الجنة فتابا من تلك المعصية،
ولا تعد تلك المعصية معصيةً كبيرة
قال الله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (سورة طه/122).
ثم بعد خروجهما من الجنة تناسلا فعلّم ءادم أولاده أمور الإسلام فكل ذريته كانوا على الإسلام،
ثم نبىء بعد ءادم ابنه شيث، ثم بعد وفاة شيث نبىء إدريس ثم كفر بعض البشر بعبادة الأصنام فبعث الله الأنبياء
بالتبشير لمن أطاعهم بالجنة والإنذار بالنار لمن خالفهم بعبادة غير الله وتكذيبهم.
مما ابتلي به ءادم وحواء بعد أكل الشجرة أنه نزع عنهما لباسهما وانكشف لهما سوءاتهما فطفقا يلصقان عليهما من ورق الجنة
وكان لباسهما الذي كان عليهما من نور، وقد دل القرءان العظيم على أنه كان عليهما لباس
في قوله تعالى: {يَا بَنِي ءادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} (سورة الأعراف/27)
، ثم بعد أن نزلا إلى الأرض علمه الله تعالى أسباب المعيشة فأنزل له القمح وعلمه كيف يبذر
وكيف يحصد وكيف يعمل للأكل، وعلمه النقدين الذهب والفضة فعمل الدراهم والدنانير.
فآدم عليه السلام له فضل كبير على البشر لما له عليهم من حق الأبوة وتعليم أصول المعيشة
فلا يجوز تنقيصه، فمن نقصه أو أنكر رسالته فهو كافر.
فائدة: قال الله تعالى: {فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (سورة البقرة/37)
، وروي عن مجاهد قال: "الكلمات: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم"
، وروى البيهقيّ بإسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
لما اقترف سيدنا ءادم الخطيئة قال: "يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي، فقال الله:
فكيف عرفت محمدًا ولم أخلقه بعد؟ فقال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيَّ من روحِك (أي الروح المشرف عندك)
رفعتُ رأسي فرأيتُ على قوائم العرش مكتوبًا لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله،
فعلمتُ أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحبُّ الخلق إليك" قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف، ورواه الحاكم وصححه
تتلخص قصة هابيل وقابيل أن حواء عليها السلام ولدت أربعين بطنًا وكانت تلد في كل بطن ذكرًا وأنثى
، وكان سيدنا ءادم عليه السلام يُزوج ذكر كل بطن بأنثى من بطن ءاخر،
ويقال إن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل التي كانت أجمل من أخت هابيل
لكن قابيل أراد أن يستأثر بها
، فأمره ءادم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قربانًا وهو ما يتقرب به إلى الله تعالى وذهب ءادم إلى مكة ليحجّ،
وقرّب كل واحد منهما قربانه بعد ذهاب أبيهم ءادم عليه السلام، فقرَّب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم، وأما قابيل فقرب حزمة من زرع رديء وكان صاحب زرع،
فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب قابيل غضبًا شديدًا وقال لأخيه هابيل لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال له: إنما يتقبل الله من المتقين.
وذات ليلة أبطأ هابيل في المرعى فبعث سيدنا ءادم عليه السلام (وكان قد رجع من الحج)
أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذ هو به، فقال له: تقبل منك ولم يتقبل مني،
فقال له هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين، فغضب عندئذ قابيل،
ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه، وقيل خنقه خنقًا شديدًا.
وأما قول هابيل لقابيل: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ (29)} (سورة المائدة)
فمعناه أريد ترك مقاتلتك وإن كنت أشد منك واقوى فتتحملُ إثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك.
وقيل: لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله،
وكره أن يأتي به ءادم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر،
فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، فقال عندها قابيل: {يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي} (سورة المائدة/31)
ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب.
وليعلم أن ابن ءادم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلمًا مؤمنًا ولم يكن كافرًا،
وإنما ارتكب معصية كبيرة بقتله أخاه هابيل ظلمًا وعدوانًا.
فائدة: روى الجماعة سوى أبي داود وأحمدُ في مسنده عن ابن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن ءادم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل" أي ظلمًا.
فعلم من ذلك ان قابيل ما تاب من قتله لهابيل.
وبجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، ذُكر بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها، والله أعلم بصحة ذلك[/color][/size][/font][/center]
[/font][font=traditional arabic][color=#008080]نبي كريم من أنبياء الله -عز وجل- ذكره الله في القرآن الكريم مرتين
دون أن يحكي لنا قصته أو قصة القوم الذين أُرسل إليهم، [/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال تعالى:
{وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين} [الأنبياء: 85]
وقال تعالى:
{واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًّا . ورفعناه مكانًا عليًّا} [مريم: 56-57]. [/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008080]وقد مرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإدريس ليلة الإسراء والمعراج،
وهو في السماء الرابعة، فسلَّم عليه فقال: (.. فأتيتُ على إدريس فسلمتُ، فقال: مرحبًا بك من أخ ونبي) [البخاري].
ويروى أن
نبي الله إدريس -عليه السلام- كان خياطًا، فكان لا يغرز إبرة
إلا قال: سبحان الله! فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل منه عملاً،
وذكر بعض العلماء أن زمن إدريس كان قبل نوح -عليه السلام-
والبعض الآخر ذكر أنه جاء بعده، واختلف في موته فقيل إنه لم يمت بل
رفع حيًّا، كما رفع عيسى -عليه السلام- وقيل: إنه مات كما مات غيره من
الرسل، والله أعلم.[/color]
__________________[/font][/size][/color][/size][/center]
[/color][/size][/font][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]كان ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر رجالا صالحين أحبهم الناس،
فلما ماتوا حزنوا عليهم حزنًا شديداً،
واستغل الشيطان هذه الفرصة فوسوس للناس أن يصنعوا لهم تماثيل تخليداً لذكراهم،
ففعلوا، ومرت السنوات، ومات الذين صنعوا تلك التماثيل،
وجاء أحفادهم، فأغواهم الشيطان وجعلهم يظنون أن تلك التماثيل
هي آلهتهم فعبدوها من دون الله، وانتشر الكفر بينهم، فبعث الله إليهم رجلا منهم،
[/color][color=#ff1493]هو نوح -عليه السلام[/color][/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080] فاختاره الله
واصطفاه من بين خلقه،
ليكون نبيًّا ورسولا، وأوحى إليه أن يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
وظل نوح -عليه السلام- يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك
عبادة الأصنام،
[/color][color=#ff1493]فقال لهم: {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} [الأعراف:59][/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]فاستجاب لدعوته عدد من الفقراء والضعفاء، أما الأغنياء والأقوياء فقد رفضوا دعوته،
كما أن زوجته وأحد أبنائه كفرا بالله ولم يؤمنا به، وظل الكفار يعاندونه،
[/color][color=#ff1493]وقالوا له: {ما نراك إلا بشرًا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} [هود:27].[/color]
[color=#ff1493]ولم ييأس نوح -عليه السلام- [/color][/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=#800080]من عدم استجابتهم له، بل ظل يدعوهم بالليل والنهار،
وينصحهم في السر والعلن،
ويشرح لهم برفق وهدوء حقيقة دعوته التي جاء بها،
إلا أنهم أصرُّوا على كفرهم،
واستمروا في استكبارهم وطغيانهم، وظلوا يجادلونه مدة طويلة،
وأخذوا يؤذونه ويسخرون منه، ويحاربون دعوته.
وذات يوم ذهب بعض الأغنياء إلى نوح -عليه السلام- وطلبوا منه أن يطرد الفقراء الذين آمنوا به؛
حتى يرضى عنه الأغنياء ويجلسوا معه ويؤمنوا بدعوته فقال لهم نوح:
[/color][/size][/font][color=#ff1493][color=#ff1493][font=traditional arabic][size=5]{ما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قومًا تجهلون ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون}
[هود:29-30][/size][/font][/color]
[/color][font=traditional arabic][size=5][color=#800080]فغضب قومه واتهموه بالضلال، وقالوا: {إنا لنراك في ضلال
مبين } [الأعراف:60].
[/color][/size][/font][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقال لهم: {يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين .
أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} [الأعراف:61-62][/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]واستمر نوح -عليه السلام- يدعو قومه يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام،
دون أن يزيد عدد المؤمنين، وكان إذا ذهب إلى بعضهم يدعوهم إلى عبادة الله،
ويحدثهم عن الإيمان به، وضعوا أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا كلامه
، وإذا ذهب إلى آخرين يحدثهم عن نعم الله عليهم وعن حسابهم يوم القيامة،
وضعوا ثيابهم على وجوههم حتى لا يروه، واستمر هذا الأمر طويلا حتى قال الكفار له:
[/color][color=#ff1493]{يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين} [هود:32]. [/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]فقال لهم نوح:
[/color][color=#ff1493]{إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين . ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون} [هود: 33-34][/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]وحزن نوح -عليه السلام- لعدم استجابة قومه وطلبهم للعذاب، لكنه لم ييأس،
وظل لديه أمل في أن يؤمنوا بالله -تعالى- ومرت الأيام والسنون دون نتيجة أو ثمرة لدعوته،
واتَّجه نوح -عليه السلام- إلى ربه يدعوه، ويشكو له ظلم قومه لأنفسهم،
[/color][color=#ff1493]فأوحى الله إليه: {إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} [هود:36]. [/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]وظل نوح -عليه السلام- يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين (950 سنة) دون أن يجد منهم استجابة
[/color][color=#ff1493]، فقال: {رب إن قومي كذَّبونِ . فافتح بيني وبينهم فتحًا ونجني ومن معي من المؤمنين} [الشعراء:117-118][/color][/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]
ودعا عليهم بالهلاك،[/color][color=#ff1493] فقال: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا} [نوح: 26-27] [/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]فأمره الله
أن يصنع سفينة، وعلَّمه كيف يتقن صنعها، وبدأ نوح -عليه السلام- والمؤمنون معه في صنع السفينة،
وكلما مر الكفار عليهم سخروا منهم واستهزءوا بهم؛ إذ كيف يصنعون سفينة وهم يعيشون في صحراء جرداء لا بحر فيها ولا نهر،
وزاد استهزاؤهم حينما عرفوا أن هذه السفينة هي التي سوف ينجو بها نوح ومن معه من المؤمنين حينما ينزل عذاب الله.
وأتمَّ نوح -عليه السلام- صنع السفينة،
وعرف أن الطوفان سوف يبدأ، فطلب من كل المؤمنين أن يركبوا السفينة،
وحمل فيها من كل حيوان وطير وسائر المخلوقات زوجين اثنين، واستقر نوح -عليه السلام- على ظهر السفينة هو ومن معه،
وبدأ الطوفان، فأمطرت السماء مطرًا غزيرًا، وتفجرت عيون الماء من الأرض وخرج الماء منها بقوة،
[/color][color=#ff1493]فقال نوح: {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} [هود:41] .[/color][/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]
وبدأت السفينة تطفو على سطح الماء، ورأى نوح -عليه السلام- ابنه، وكان كافرًا لم يؤمن بالله
،[/color][color=#ff1493] فناداه: {يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين} [هود:42][/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]فامتنع الابن ورفض أن يلبي نداء أبيه،
[/color][color=#ff1493]وقال: {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء} [هود:43][/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]فقد ظن أن الماء لن يصل إلى رءوس الجبال وقممها العالية،
فحذره نوح -عليه السلام- [/color][color=#ff1493]وقال له: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} [هود: 43]. [/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]ورأى المشركون الماء يملأ بيوتهم، ويتدفق بسرعة رهيبة،
فأدركوا أنهم هالكون فتسابقوا في الصعود إلى قمم الجبال، ولكن هيهات .. هيهات،
فقد غطى الماء قمم الجبال، وأهلك الله كلَّ الكافرين والمشركين،
ونجَّى نوحًا -عليه السلام- والمؤمنين؛ فشكروا الله على نجاتهم،
وصدر أمر الله -تعالى- بأن يتوقف
المطر، وأن تبتلع الأرض الماء:
[/color][color=#ff1493]{وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدًا للقوم الظالمين} [هود: 44][/color]
[color=#800080]وابتلعت الأرض الماء، وتوقفت السماء عن المطر، ورست السفينة على [/color][color=#ff0000]جبلٍ يسَمَّى الجودى. [/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]ثم أمر الله نوحًا -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين بالهبوط من السفينة،
[/color][color=#ff1493]قال تعالى: {يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} [هود:48][/color][/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=#800080] وناشد نوح -عليه السلام- ربه في ولده، وسأله عن غرقه استفسارًا واستخبارًا عن الأمر، وقد وعده أن ينجيه وأهله،
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#ff1493]فقال سبحانه: {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} [هود:46]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#800080]وكان ابن نوح من الكافرين فلم يستحق رحمة الله، فامتثل نوح لأمر الله، وهبط من السفينة ومعه المؤمنون،
وأطلق سراح الحيوانات والطيور، لتبدأ دورة جديدة من الحياة على الأرض، وظل نوح يدعو المؤمنين،
ويعلمهم أحكام الدين، ويكثر من طاعة الله من الذكر والصلاة الصيام إلى أن توفي ولقى ربه.
__________________[/color][/size][/font][/center]
18-08-2010, 09:07 AM
Raed Saadeh
القصه الرابعه
[center][color=#800080][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]القصه الرابعه
هود عليه السلام[/color]
نسب هود:أرسل الله هوداً عليه السلام في قبيلة من القبائل العربية البائدة، المتفرعة من أولاد سام بن نوح عليه السلام،
وهي قبيلة عاد، وسميت بذلك نسبةً إلى أحد أجدادها،
وهو: عاد بن عوص بن إرم بن سام.
وهو عليه السلام من هذه القبيلة ويتصل نسبه بعاد.
ويرجح النسابون أن نسبه كما يلي:
فهو: هود (عليه السلام) بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد - جدّ هذه القبيلة - ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح (عليه السلام).
والله أعلم.
مساكن عاد:كانت مساكن عاد في أرض [color=#ff1493]"الأحقاف"[/color]، من جنوب شبه الجزيرة العربية.
والأحقاف تقع في شمال حضرموت، ويقع في شمال الأحقاف الربع الخالي، وفي شرقها عُمان.
وموضع بلادهم اليوم رمال قاحلة، لا أنيس فيها ولا ديار.
حياة هود مع قومه في فقرات:لقد فصل القرآن الكريم قصة سيدنا هود عليه السلام مع قومه عاد في نحو عشر سور، وأبرز ما فيها النقاط التالية:
-1 إثبات نبوته ورسالته إلى عاد.
-2 ذكر أن عاداً كانوا خلفاء في الأرض من بعد قوم نوح.
-3 ذكر أن هؤلاء القوم كانوا:
(أ) أقوياء أشداء، ممن زادهم الله بسطة في الخلق.
(ب) مترفين في الحياة الدنيا، قد أمدهم الله بأنعام وبنين،
وجنات وعيون، وألهمهم أن يتخذوا مصانع لجمع المياه فيها،
وقصوراً فخمة شامخة، إلى غير ذلك من مظاهر النعمة والترف.
(جـ) يبنون على الروابي والمرتفعات مباني شامخة، ليس لهم فيها مصلحة تقصد إلاَّ أن تكون آيةً يتباهون بها،
تُظهر قوتهم وبأسهم في الأرض.
(د) أهل بطش، فإذا بطشوا بطشوا جبارين.
(هـ) أصحاب آلهةٍ من الأوثان، يعبدونها من دون الله.
-4 ذكر أن هوداً عليه السلام دعاهم إلى الله بمثل دعوة الرسل،
وأمرهم بالتقوى، وأنذرهم عقاب الله وعذابه،
فكذبوه واستهزؤوا بدعوته، وأصروا على العناد،
واتبعوا أمر كل جبار عنيد منهم، ولم يؤمن معه إلاَّ قليل منهم،
فاستنصر بالله،[color=#ff1493] فقال الله له: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} [المؤمنون: 40][/color]، فأرسل الله عليهم الريح العقيم،
ريحاً صرصراً عاتية، سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ حسومٍ نحسات، تدمر كلّ شيء بأمر ربها
، فما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم.
فأهلكتهم، وأنجى الله برحمته هوداً والذين آمنوا معه، وتم بذلك أمر الله وقضاؤه.
__________________[/font][/size][/color][/center]
[color=#008000]في منطقة الحِجْر التي تقع بين الحجاز والشام، والتي تسمى الآن [/color][color=#ff1493](بمدائن صالح)[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]كانت تعيش قبيلة مشهورة تسمى ثمود، يرجع أصلها إلى سام بن نوح،
وكانت لهم حضارة عمرانية واضحة المعالم،
فقد نحتوا الجبال واتخذوها بيوتًا، يسكنون فيها في الشتاء؛
لتحميهم من الأمطار والعواصف التي تأتي إليهم من حين لآخر واتخذوا من السهول قصورًا يقيمون فيها في الصيف.[/color]
[color=#ff1493]وأنعم الله [/color]-عز وجل- عليهم بنعم [/font][font=traditional arabic][color=#008000]كثيرة لا تعد ولا تحصى
، فأعطاهم الأرض الخصبة، والماء العذب الغزير،
والحدائق والنخيل، والزروع والثمار، ولكنهم قابلوا النعمة بالجحود والنكران،
فكفروا بالله -سبحانه- ولم يشكروه على نعمه وعبدوا الأصنام،
وجعلوها شريكة لله، وقدَّموا إليها القرابين، وذبحوا لها الذبائح وتضرعوا لها
، وأخذوا يدعونها، فأراد الله هدايتهم، فأرسل إليهم نبيًّا منهم،[/color] [color=#ff1493]هو صالح -عليه السلام[/color]-
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]وكان رجلاً كريمًا تقيًّا محبوبًا لديهم.
وبدأ صالح يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك ما هم فيه من عبادة الأصنام،[/color]
[color=#ff1493]فقال لهم: {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} [الأعراف:73][/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]فرفض قومه ذلك، وقالوا له: يا صالح قد كنت بيننا رجلا فاضلاً كريمًا محبوبًا نستشيرك في جميع أمورنا لعلمك وعقلك وصدقك،
فماذا حدث لك؟!
وقال رجل من القوم: يا صالح ما الذي دعاك لأن تأمرنا أن نترك ديننا الذي وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا، ونتبع دينًا جديدًا ؟!
وقال آخر: يا صالح قد خاب رجاؤنا فيك، وصِرْتَ في رأينا رجلا مختلَّ التفكير.[/color]
كل هذه الاتهامات [color=#ff1493]وجهت لنبي الله صالح -عليه السلام[/color]- فلم يقابل إساءتهم له بإساءة مثلها، ولم ييأس من استهزائهم به وعدم استجابتهم له،
بل ظل يتمسك بدين الله رغم كلامهم، ويدعوهم إلى[color=#ff1493] عبادة الله الواحد الأحد، [/color]ويذكِّرهم بما حدث للأمم التي قبلهم،
وما حلَّ بهم من العذاب بسبب كفرهم وعنادهم،
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقال لهم:
{واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورًا وتنحتون الجبال بيوتًا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين}
[الأعراف: 74] [/color]
[color=#008000]ثم أخذ صالح يذكِّرهم بنعم الله عليهم،[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقال لهم:
{أتتركون في ما هاهنا آمنين . في جنات وعيون . وزروع ونخيل طلعها هضيم} [الشعراء:146-148].[/color]
[color=#008000]ثم أراد أن يبين لهم الطريق الصحيح لعبادة الله، وأنهم لو استغفروا الله وتابوا إليه فإن الله سيقبل توبتهم، [/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقال :
{يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب}
[هود: 61][/color]
[color=#008000]فآمنت به طائفة من الفقراء والمساكين، وكفرت طائفة الأغنياء، واستكبروا وكذبوه،[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#2e8b57]وقالوا:
{أبشرًا منا واحدًا نتبعه إنا إذًا لفي ضلال وسعر . أؤلقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر}
[القمر: 24-25].[/color]
[color=#008000]وحاولت الفئة الكافرة ذات يوم أن تصرف الذين آمنوا بصالح عن دينهم وتجعلهم يشكون في رسالته،[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقالوا لهم:
{أتعلمون أن صالحًا مرسل من ربه}
[الأعراف:75][/color]
[color=#008000]أي: هل تأكدتم أنه رسول من عند الله؟ فأعلنت الفئة المؤمنة تمسكها بما أُنْزِلَ على صالح وبما جاء به من ربه،[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]وقالوا:
{إنا بما أرسل به مؤمنون}
[الأعراف: 75][/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]فأصرَّت الفئة الكافرة على ضلالها
وقالوا معلنين كفرهم وضلالهم:[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]{إنا بالذي آمنتم به كافرون}
[الأعراف: 76] [/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]ولما رأى
صالح -عليه السلام- إصرارهم على الضلال والكفر [/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال لهم:
{يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير}
[هود: 63].[/color]
[color=#ff1493]وكان صالح -عليه السلام-[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]يخاطب قومه بأخلاق الداعي الكريمة، وآدابه الرفيعة ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة تارة، ويجادلهم تارة أخرى في موضع
الجدال،
مؤكدًا على أن عبادة الله هي الحق، والطريق المستقيم.
ولكن
قومه تمادوا في كفرهم، وأخذوا يدبرون له المكائد والحيل حتى لا يؤمن به أكثر الناس،
وذات يوم كان صالح -عليه السلام- يدعوهم إلى عبادة الله،
ويبين لهم نعم الله الكثيرة، وأنه يجب شكره وحمده عليها،[/color]
[color=#ff1493]فقالوا له: يا صالح ما أنت إلا بشر مثلنا، وإذا كنت تدعي أنك رسول الله، فلابد أن تأتينا بمعجزة وآية.[/color]
[color=#ac5668]فسألهم صالح -عليه السلام-[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]عن المعجزة التي يريدونها، فأشاروا على صخرة بجوارهم، وقالوا له: أخْرِجْ لنا من هذه الصخرة ناقة طويلة عُشَراء، وأخذوا يصفون الناقة المطلوبة ويعددون صفاتها، حتى يعجز صالح عن
تحقيق طلبهم[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]، فقال لهم صالح: أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم أتؤمنون بي وتصدقونني وتعبدون الله الذي خلقكم؟
فقالوا له: نعم، وعاهدوه[/color]
[color=#2e8b57]على ذلك، فقام صالح -عليه السلام- وصلى لله -سبحانه- ثم دعا ربه أن يجيبهم إلى ما طلبوا.[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]وبعد لحظات حدثت المعجزة، فخرجت الناقة العظيمة من الصخرة التي أشاروا إليها
، فكانت برهانًا ساطعًا، ودليلاً قويًّا على نبوة صالح،
ولما رأى قوم صالح هذه الناقة بمنظرها الهائل آمن بعض قومه،
واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم، ثم أوحى الله إلى صالح أن يأمر قومه بأن لا يتعرضوا للناقة بسوء،[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقال لهم صالح:
{هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم} [الأعراف: 73].[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]واستمر الحال على هذا وقتًا طويلاً، والناقة تشرب ماء البئر يومًا، ويشربون هم يومًا،
وفي اليوم الذي تشرب ولا يشربون كانوا يحلبونها فتعطيهم لبنًا يكفيهم جميعًا،
لكن الشيطان أغواهم، فزين لهم طريق الشر، وتجاهلوا تحذير صالح لهم فاتفقوا على قتل الناقة،
وكان عدد الذين أجمعوا على قتل الناقة تسعة أفراد،[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال تعالى:
{وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
[النمل: 48] [/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]ثم اتفقوا مع باقي القوم على تنفيذ مؤامرتهم، وقد تولى القيام بهذا الأمر أشقاهم وأكثرهم فسادًا، وقيل اسمه قدار بن سالف..
وفي الصباح، تجمع قوم صالح في مكان فسيح ينتظرون مرور الناقة لتنفيذ مؤامرتهم،
وبعد لحظات مرت الناقة العظيمة فتقدم أحدهم منها، وضربها بسهم حاد أصابها في ساقها،
فوقعت على الأرض، فضربها قدار بن سالف بالسيف
حتى ماتت، وعلم صالح بما فعل قومه الذين أصروا على السخرية منه
والاستهزاء به،
وأوحى الله إليه أن العذاب سوف ينزل بقومه بعد ثلاثة أيام،[/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقال صالح -عليه السلام- لهم:
{تمتعوا في داركم ثلاثة أيام}
[هود:65] [/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#008000]ولكن القوم كذبوه واستمروا في سخريتهم منه والاستهزاء به، ولما دخل الليل اجتمعت الفئة الكافرة من قوم صالح،
وأخذوا يتشاورون في قتل صالح، حتى يتخلصوا منه مثلما تخلصوا من الناقة،
ولكن الله -عز وجل- عَجَّلَ العذاب لهؤلاء المفسدين التسعة، فأرسل عليهم حجارة أصابتهم وأهلكتهم..
ومرت الأيام الثلاثة،
وخرج الكافرون في صباح اليوم الثالث ينتظرون ما سيحل عليهم من العذاب والنكال، وفي لحظات جاءتهم صيحة شديدة من
السماء،
وهزة عنيفة من أسفلهم، فزهقت أرواحهم، وأصبحوا في دارهم هالكين مصروعين.. [/color]
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال تعالى:
{فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون . وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون}
[النمل: 52-53][/color]
وهكذا أهلك
الله -عز وجل- قوم صالح بسبب كفرهم وعنادهم وقتلهم لناقة الله، والاستهزاء بنبيهم صالح -عليه السلام- وعدم إيمانهم به، وبعد أن أهلك الله الكافرين من ثمود، وقف صالح -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين ينظرون إليهم،
[/font][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقال صالح -عليه السلام- :
{يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين}
[الأعراف: 79].
ولقد مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على ديار ثمود (المعروفة الآن بمدائن صالح) [/color]
وهو ذاهب إلى تبوك سنة تسع من الهجرة، فأمر أصحابه أن يمروا عليها خاشعين خائفين، كراهة أن يصيبهم ما أصاب أهلها، وأمرهم بعدم دخول القرية الظالمة وعدم الشرب من مائها. [متفق عليه].[/font][/size][/color][/size][/center]
18-08-2010, 09:11 AM
Raed Saadeh
القصه السادسه
[center][font=traditional arabic][size=5][color=#ff1493]القصه السادسه
إبراهيم (عليه السلام)
[/color][/size][/font][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]كان آزر يعيش في أرض بابل بالعراق، يصنع الأصنام ويبيعها للناس ليعبدوها وكان له ولد صغير اسمه
(إبراهيم) وهبه الله الحكمة وآتاه الرشد منذ
الصغر، وذات يوم دخل إبراهيم على أبيه آزر، فرآه يصنع التماثيل، فتعجب إبراهيم من أمر هذه التماثيل،
[/color][color=#ff1493]وقال في نفسه: [/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#4b0082]لماذا يعبدها الناس وهي لا تسمع ولا تنطق، ولا تضر ولا تنفع؟!
وكيف تكون آلهة، والناس هم الذين يصنعونها ؟! [/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]وصارت هذه الأسئلة تراود الفتى الصغير دون إجابة.
ولما كبر إبراهيم وشبَّ أخذ يفكر في هذا الأمر،
ويبحث عن الإله الحق الذي يستحق العبادة، فذهب إلى الصحراء الواسعة،
وجلس ينظر إلى السماء، فرأى الكواكب والنجوم، واستنكر أن تكون هي ربه الذي يبحث عنه
، لأنها مخلوقة مثله تعبد خالقها، فتظهر بإذنه وتغيب بإذنه،
وظل إبراهيم في الصحراء ينظر إلى السماء يفكر ويتدبر عسى أن يهتدي إلى ربه وخالقه،
[/color][color=#ff1493]فهداه الله -سبحانه-[/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]إلى معرفته، وجعله نبيًّا مرسلاً إلى قومه، ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الله رب العالمين.
[/color][color=#ff1493]وأنزل الله -سبحانه- [/color]
[/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=#800080]على إبراهيم صحفًا فيها آداب ومواعظ وأحكام لهداية قومه، وتعليمهم أصول دينهم،
وتوصيتهم بوجوب طاعة الله، وإخلاص العبادة له وحده،
والبعد عن كل ما يتنافى مع مكارم الأخلاق، وعاد إبراهيم إلى بيته،
وقلبه مطمئن، ولما دخل البيت وجد أباه، فتقدم منه إبراهيم وأخذ ينصحه
[/color][/size][/font][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]ويقول له:
{يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطًا سويًّا .
يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيًّا . يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليًّا} [مريم:42-45][/color]
[/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=#800080]فردَّ عليه أبوه غاضبًا،
[/color][/size][/font][size=5][font=traditional arabic][color=#4b0082]وقال:
{أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليًا}
[مريم:46].[/color]
[/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=#800080]لكن إبراهيم لم يقابل تلك القسوة بمثلها، بل صبر على جفاء أبيه، وقابله بالبر والرحمة،
[/color][/size][/font][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]وقال له:
{سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًّا . وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيًّا}
[مريم:47-48][/color]
[/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=#800080]وخرج إبراهيم من عند أبيه متوجهًا إلى المعبد، حتى يدعو قومه إلى عبادة الله،
ولما دخل عليهم وجدهم عاكفين على أصنام كثيرة، يعبدونها ويتضرعون إليها،
ويطلبون منها قضاء حوائجهم، فتقدم منهم إبراهيم،
[/color][/size][/font][size=5][font=traditional arabic][color=#4b0082]وقال لهم:
{ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} [الأنبياء:52] فرد عليه القوم وقالوا: {وجدنا آباءنا لها عابدين}
[الأنبياء:53].[/color]
[/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]فوضح لهم إبراهيم أن عبادة هذه الأصنام ضلال وكفر،
وأن الله -سبحانه- الذي خلق السماوات والأرض هو المستحق للعبادة وحده
فغضب قومه منه، واستكبروا وأصروا على كفرهم وعنادهم،
فلمَّا وجد إبراهيم إصرارهم على عبادة الأصنام، خرج وهو يفكر في نفسه أن يحطم هذه الأصنام
، وكان اليوم التالي يوم عيد، فأقام القوم احتفالا كبيرًا خارجالمدينة،
وذهب إليه جميع الناس، وخرج إبراهيم وحده إلى شوارع المدينة فلم يجد فيها أحدًا،
فانتهز هذه الفرصة وأحضر فأسًا، ثم ذهب إلى المعبد الذي فيه الأصنام دون أن يراه أحد،
فوجد أصنامًا كثيرة، ورأى أمامها طعامًا كثيرًا وضعه قومه قربانًا لها وتقربًا إليها، لكنها لم تأكل.
[/color][color=#ff1493]فأقبل إليها إبراهيم، وتقدم منها، ثم قال لها مستهزئًا: ألا تأكلون؟[/color][/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#800080]!
وانتظر قليلا لعلهم يردون عليه، لكن دون جدوى، فعاد يسأل ويقول:
[/color][color=#ff1493]ما لكم لا تنطقون؟![/color]
[/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=#800080]ثم أخذ يكسر الأصنام واحدًا تلو الآخر، حتى صارت كلها حطامًا إلا صنمًا كبيرًا تركه إبراهيم ولم يحطمه، وعلق في رقبته الفأس، ثم خرج من المعبد، ولما عاد القوم من الاحتفال مرُّوا على المعبد،
ودخلوا فيه ليشكروا الآلهة على عيدهم وفوجئوا بأصنامهم محطمة ما عدا صنمًا واحدًا في رأسه فأس معلق،
فتساءل القوم: من فعل هذا بآلهتنا؟ فقال بعض القوم: سمعنا فتى بالأمس اسمه إبراهيم كان يسخر منها، ويتوعدها بالكيد والتحطيم،
وأجمعوا أمرهم على أن يحضروا إبراهيم ويسألوه، ويحققوا معه فيما حدث.
يتبع
__________________[/color][/size][/font][/center]
18-08-2010, 09:13 AM
Raed Saadeh
القصه السابعه
[center][color=#800080][font=traditional arabic][size=5]وفي لحظات ذهب بعض القوم وأتوا بإبراهيم إلى المعبد، ولما وقف أمامهم[/size][/font][/color]
[size=5][font=traditional arabic][color=#800080]سألوه: [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#800080][color=#ff1493]أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟![/color][/color][/font][/size][color=#800080][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#4b0082]فرد إبراهيم:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#4b0082]بل فعله كبيرهم هذا[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، ثم أشار بإصبعه إلى الصنم الكبير المعلق في رقبته الفأس، ثم قال:[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فسألوهم إن كانوا ينطقون، فرد عليه بعض الناس [/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]يا إبراهيم أنت تعلم أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تسمع،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فكيف تأمرنا بسؤالها؟[/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]فانتهز إبراهيم هذه الفرصة [/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئًا ولا يضركم . أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][الأنبياء: 66-67][/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]فسكتوا جميعًا ولم يتكلموا، ونكسوا رءوسهم من الخجل والخزي،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]ومع ذلك أرادوا الانتقام منه، لأنه حطم أصنامهم، [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]وأهان آلهتهم، فقال نفر من الناس:[/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]ما جزاء إبراهيم، وما عقابه الذي يستحقه؟[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقالوا:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين} [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][الأنبياء:68].[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]ثم ذهب جنود المعبد بإبراهيم إلى الصحراء، وجمعوا الحطب والخشب من كل مكان[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، وأشعلوا نارًا عظيمة، وجاءوا بآلة اسمها المنجنيق، ليقذفوا إبراهيم منها في النار، [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]ولما جاء موعد تنفيذ الحكم على إبراهيم، اجتمع الناس من كل مكان ليشهدوا تعذيبه[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، وتصاعد من النار لهب شديد، فوقف الناس بعيدًا يشاهدون النار[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، ومع ذلك لم يستطيعوا تحمل حرارته، وجاءوا بإبراهيم مقيدًا بالحبال ووضعوه في المنجنيق،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]ثم قذفوه في النار، فوقع في وسطها، فقال إبراهيم: حسبي اللَّه ونعم الوكيل.[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فأمر الله النار ألا تحرق إبراهيم ولا تؤذيه، [/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال تعالى:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][الأنبياء:69][/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فأصبحت النار بردًا وسلامًا عليه، ولم تحرق منه شيئًا سوي القيود التي قيدوه بها، وظلت النار مشتعلة عدة أيام، وبعد أن انطفأت خرج منها إبراهيم سالـمًا، لم تؤذه، وتحدث الناس عن تلك المعجزة وعن نجاة إبراهيم من النار، وأراد النمرود ملك البلاد أن يناقش إبراهيم في أمر دعوته، فلما حضر إبراهيم أمام الملك سأله: [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]من ربك؟ [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فقال إبراهيم مجيبًا:[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]{ربي الذي يحيي ويميت}[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][البقرة:258][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]وأمر الملك الجنود أن يحضروا رجلين من المسجونين[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، ثم أمر بقتل رجل وترك الآخر، ثم نظر إلى إبراهيم وقال له: ها أنا ذا أحي وأميت، قتلت رجلا، وتركت آخر!![/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]فلم يرد إبراهيم على غباء هذا الرجل[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، ولم يستمر في جداله في هذا الأمر، بل سأله سؤالاً آخر أعجزه ولم يستطع معه جدالاً،[/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]قال له إبراهيم: [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][البقرة:258] [/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]فبهت النمرود، وسكت عن الكلام اعترافًا بعجزه[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، وقرر إبراهيم الهجرة من هذه المدينة لأنه لم يؤمن به سوى زوجته سارة [/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]وابن أخيه لوط -عليه السلام-[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]وهاجر إبراهيم ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط، وأخذ ينتقل من مكان إلى مكان آخر، [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]حتى استقر به الحال في فلسطين، فظل بها فترة يعبد الله ويدعو الناس إلى عبادة الله، وإلى طريقه المستقيم.[/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]ومرت السنون، ونزل قحط بالبلاد، فاضطر إبراهيم إلى الهجرة بمن معه إلى مصر،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]وكان يحكم مصر آنذاك ملك جبار يحب النساء، وكان له أعوان يساعدونه على ذلك،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فيقفون على أطراف البلاد، ليخبروه بالجميلات اللاتي يأتين إلى مصر[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، فلما رأوا سارة، وكانت بارعة الجمال، أبلغوا عنها الملك وأخبروه أن معها رجلاً،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فأصدر الملك أوامره بإحضار الرجل، وفي لحظات جاء الجنود بإبراهيم إلى الملك،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]ولما رآه سأله عن المرأة التي معه، فقال إبراهيم: إنها أختي. فقال الملك: ائتني بها.[/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]فذهب إبراهيم إلى سارة، وأبلغها بما حدث بينه وبين الملك، وبما ذكره له بأنها أخته،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فذهبت سارة إلى القصر، ولما رآها الملك انبهر من جمالها،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]وقام[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]إليها، فقالت له: أريد أن أتوضأ وأصلي، فأذن لها، فتوضأت سارة وصلَّت، [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]ثم قالت:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493](اللهمَ إن كنت تعلم أني آمنتُ بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط على هذا الكافر)[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][أحمد] [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فاستجاب الله لها، وعصمها وحفظها، فكلما أراد الملك أن يمسك بها قبضت يده،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فسألها أن تدعو الله أن تُبسَـط يده، ولن يمسها بسوء، وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات[/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]فلما علم أنه لن يقدر عليها نادى بعض خدمه، [/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]وقال لهم:[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]إنكم لم تأتوني بإنسان، إنما أتيتموني بشيطان، ثم أمر الخدم أن يعطوها هاجر، لتكون خادمة لها.[البخاري][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]فعادت سارة إلى زوجها دون أن يمسها الملك، فوجدته قائمًا يصلي فلما انتهى نظر إليها، وسألها [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]عما حدث؟ [/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]فقالت: إن الله ردَّ كيده عني وأعطاني جارية تسمى هاجر لتخدمني[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]، وبعد فترة رجع إبراهيم إلى فلسطين مرة أخرى وأثناء الطريق استأذنه ابن أخيه لوط في الذهاب إلى قرية سدوم ليدعو أهلها إلى عبادة الله،[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]فأعطاه إبراهيم بعض الأنعام والأموال، وواصل هو وأهله السير إلى فلسطين، حتى وصلوا إليها واستقروا بها، وظل إبراهيم -عليه السلام- في فلسطين فترة طويلة.[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]وأحب الله إبراهيم -عليه السلام- واتخذه خليلاً من بين خلقه، [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال تعالى: [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{واتخذ الله إبراهيم خليلا}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][النساء:125] [/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic]وذات يوم، أراد إبراهيم أن يرى كيف يحيي الله الموتى، فخرج إلى الصحراء يناجي ربه، ويطلب منه أن يريه ذلك، [/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]قال تعالى:[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا ثم ادعهن يأتينك سعيًّا واعلم أن الله عزيز حكيم}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][البقرة:260].[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]ففعل إبراهيم ما أمره ربه، وذبح أربعة من الطيور ووضع أجزاءها على[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]الجبال، ثم عاد إلى مكانه مرة أخرى، ووقف متجهًا ناحية الجبال، ثم نادى عليهن، فإذا بالحياة تعود لهذه الطيور، وتجيء إلى إبراهيم بإذن ربها، وكانت سارة زوجة إبراهيم عقيمًا لا تلد، وكانت تعلم رغبة إبراهيم وتشوقه لذرية[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]طيبة، فوهبت له خادمتها هاجر ليتزوجها، لعل الله أن يرزقه منها ذرية[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]صالحة، فتزوج إبراهيم هاجر، فأنجبت له إسماعيل فسعد به إبراهيم سعادة كبيرة لأنه جاء له بعد شوق شديد وانتظار طويل.[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]وأمر الله -عز وجل- إبراهيم أن يأخذ زوجته هاجر وولدها إسماعيل ويهاجر بهما إلى مكة، فأخذهما إبراهيم إلى هناك، وتوجه إلى الله[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic]داعيًا[/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][إبراهيم:37][/color][/font][/size][/center]
[center][font=traditional arabic][size=5][color=#0000ff]ثم تركهما إبراهيم، وعاد إلى زوجته سارة، وذات يوم جاءت إليه ملائكة الله في صورة بشر[/color][/size][/font]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]، فقام إبراهيم سريعًا فذبح لهم عجلاً سمينًا، وشواه ثم وضعه أمامهم ليأكلوا فوجدهم لا يأكلون،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]لأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب، وهنا أخبرت الملائكة إبراهيم بأنهم ليسوا بشرًا،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وإنما هم ملائكة جاءوا ليوقعوا العذاب على قرية سدوم، لأنهم لم يتبعوا نبيهم لوطًا[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]، وبشرت الملائكة إبراهيم بولده إسحاق من سارة، وكانت عجوزًا، فتعجبت حينما سمعت الخبر،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]فهي امرأة عجوز عقيم وزوجها رجل شيخ كبير، فأخبرتها الملائكة أن هذا هو أمر الله، [/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقالت الملائكة:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][هود:73].[/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وذات مرة[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]رأى إبراهيم -عليه السلام- أنه يذبح ابنه في المنام، فأخبر ابنه إسماعيل بذلك،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وكان هذا امتحان من الله لإبراهيم وإسماعيل، فاستجاب إسماعيل لرؤيا أبيه طاعة لله،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]واستعد كل منهما لتنفيذ أمر الله، ووضع إبراهيم ابنه إسماعيل على وجهه، وأمسك بالسكين ليذبحه[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]، فكان الفرج من الله، فقد نزل جبريل-عليه السلام- بكبش فداء لإسماعيل، فكانت سنة الذبح والنحر في العيد، وصدق الله إذ يقول:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{وفديناه بذبح عظيم}[/color][/font][/size]
[font=traditional arabic][size=5][color=#0000ff][الصافات: 107] [/color][/size][/font][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وكان نبي الله إبراهيم يسافر إلى مكة من حين لآخر ليطمئن على هاجر وابنها إسماعيل.[/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وفي إحدى الزيارات، طلب إبراهيم من ابنه أن يساعده في رفع قواعد البيت الحرام الذي أمره ربه ببنائه،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]فوافق إسماعيل، وأخذا ينقلان الحجارة اللازمة لذلك حتى انتهيا من البناء، وعندها أخذا يدعوان ربهما أن يتقبل منهما[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]فقالا:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][البقرة:127-128][/color][/font][/size]
[font=traditional arabic][size=5][color=#0000ff]فاستجاب الله لإبراهيم وإسماعيل، وبارك في الكعبة، وجعلها قبلة للمسلمين جميعًا في كل زمان ومكان.[/color][/size][/font]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قد كان لإبراهيم -عليه السلام- رسالة ودين قويم وشريعة سمحة، أمرنا الله باتباعها، [/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال تعالى: [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{قل صدقوا الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][آل عمران: 59] [/color][/font][/size][/center]
[center][font=traditional arabic][size=5][color=#0000ff]أي اتبعوا الدين الحنيف القويم الثابت الذي لا يتغير، ومرض إبراهيم -عليه السلام- ثم مات، بعد أن أدى رسالة الله وبلغ ما عليه[/color][/size][/font]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]، وفي رحلة الإسراء والمعراج قابل النبي -صلى الله عليه وسلم- خليل الله إبراهيم -عليه السلام- في السماء السابعة بجوار البيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة يتعبدون فيه،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]ويطوفون، ثم يخرجون ولا يعودون إليه إلى يوم القيامة.[/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وذلك كما ذكر في حديث المعراج الذي يقول فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- (... ثم صعد بي جبريل إلى السماء السابعة، فاستفتح جبرائيل، [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قيل: [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]من هذا؟[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قال:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]جبرائيل[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قيل: [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]ومن معك؟[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قال [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]محمد، [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قيل:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وقد بعث إليه؟[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قال:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]نعم،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قيل:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت، فإذا إبراهيم،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قال:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]هذا أبوك فسلم عليه، فسلمتُ عليه فرد السلام،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]ثم قال[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح ...) [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff][البخاري].[/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وقد سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن خير البرية،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]فقال:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff](ذاك إبراهيم)[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff][أحمد][/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]وهو أول من يكْسى يوم القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff](وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم)[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff][متفق عليه][/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]فالناس يحشرون يوم القيامة عراة، فيكسى إبراهيم عليه السلام تكريمًا له ثم الأنبياء، ثم الخلائق، وقد مدح الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم وأثنى عليه،[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال تعالى:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين . شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم .[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][النحل:120-123].[/color][/font][/size]
[font=traditional arabic][size=5][color=#0000ff]وقد فضل الله إبراهيم -عليه السلام- في الدنيا والآخرة، فجعل النبوة فيه وفي ذريته إلى يوم القيامة،[/color][/size][/font][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]قال[/color][/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493] تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][العنكبوت:27].[/color][/font][/size]
[font=traditional arabic][size=5][color=#0000ff]وإبراهيم -عليه السلام- من أولي العزم من الرسل، ووصى الله نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أن يسير على ملته،[/color][/size][/font][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]قال تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينًا قيمًا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين} [/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][الأنعام:61][/color][/font][/size][/center]
[center][size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]وقال:[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][النحل:123][/color][/font][/size]
[font=traditional arabic][size=5][color=#0000ff]ومدح الله إبراهيم بالوفاء والقيام بما عهد إليه،[/color][/size][/font][/center]
[center][font=traditional arabic][size=5][color=#ff1493]قال تعالى:[/color][/size][/font]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493]{وإبراهيم الذي وفى}[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#ff1493][النجم:37][/color][/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=#0000ff]ولأنه أفضل الأنبياء والرسل بعد محمد[/color][/size][/font]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]-صلى الله عليه وسلم- أمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن نصلي عليه في صلاتنا في التشهد أثناء الصلاة[/color][/font][/size]
[size=5][font=traditional arabic][color=#0000ff]__________________[/color][/font][/size][/center]
[/center]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=traditional arabic][COLOR=#008080]هاجر لوط مع عمه إبراهيم -عليه السلام- إلى مصر، ومكثا فيها مدة من الزمن ثم عادا إلى فلسطين،
وفي الطريق، استأذن لوط عمه إبراهيم، ليذهب إلى أرض سدوم [/COLOR][COLOR=#ff1493](بجوار البحر الميت في بلاد الأردن الآن)[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=#008080]حيث اختار الله لوطًا
ليكون نبيًّا إلى أهل هذه الأرض، فأذن له إبراهيم وذهب لوط إلى سدوم
وتزوج هناك.
وكانت أخلاق أهل تلك البلدة سيئة، فكانوا لا يتعففون عن فعل المعصية،
ولا يستحيون من المنكر، ويخونون الرفيق
، ويقطعون الطريق، وفوق هذا كانوا يفعلون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين
؛ فكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، وأخذ لوط -عليه السلام- يدعو أهل سدوم إلى الإيمان وترك الفاحشة،
[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=traditional arabic][COLOR=#ff1493]فقال لهم:
{ألا تتقون . إني لكم رسول أمين . فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين . أتأتون الذكران من العالمين . وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون}
[الشعراء: 161-166].[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=#008080]لكن قوم لوط لم يستجيبوا له، وتكبروا عليه، وسخروا منه،
فلم ييأس لوط وظل صابرًا على قومه يدعوهم في حكمة وأدب إلى عبادة الله وحده،
وينهاهم ويحذرهم أشد التحذير من إتيان المحرمات وفعل الفواحش والمنكرات
، ومع هذا لم يؤمن به أحد واستمر الناس في ضلالهم وطغيانهم وفجورهم،
[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=traditional arabic][COLOR=#ff1493]وقالوا له بقلوب قاسية:
{ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين}
[العنكبوت:29] [/COLOR]
[/FONT][/SIZE][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=#008080]وهددوه بطرده من القرية لأنه كان غريبًا في قومه، فغضب لوط من قومه وابتعد عنهم هو ومن آمن به من أهل بيته إلا زوجته،
فقد كفرت وانحازت إلى قومها وشاركتهم في مضايقته والاستهزاء به، وضرب الله بها مثلاً في الكفر
{ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئًا وقيل ادخلا
النار مع الداخلين}
[التحريم:10] [/COLOR]
[/FONT][/SIZE][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=#008080]وخيانة امرأة لوط هي كفرها وعدم إيمانها بالله.
وأرسل الله ثلاثة من الملائكة على صورة ثلاثة رجال هيئتهم حسنة
، فمروا على إبراهيم ، فظن إبراهيم أنهم بشر فقام على الفور وذبح لهم عجلاً سمينًا لكنهم لم يأكلوا منه
، وبشرت الملائكة إبراهيم بأن الله -سبحانه- سوف يرزقه بولد من زوجته سارة هو إسحاق
، ثم أخبرته الملائكة أنهم ذاهبون إلى قرية سدوم لتعذيب أهلها وعقابهم على كفرهم ومعاصيهم
، فأخبرهم إبراهيم بوجود لوط في هذه القرية، فطمأنته الملائكة بأن الله سينجيه وأهله إلا زوجته لأنها كفرت بالله.
وخرجت الملائكة من عند إبراهيم وتوجهوا إلى قرية سدوم، فوصلوا إلى بيت لوط وكانوا في صورة شبان حسان
، فلما رآهم لوط خاف عليهم، ولم يعلم أحد بقدومهم إلا آل لوط، فخرجت امرأته وأخبرت قومها وقالت:
إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاء القوم يسرعون إلى بيت لوط يبغون الفاحشة مع هؤلاء الضيوف،
واجتمع قوم لوط وازدحموا عند باب بيته وهم ينادون بصوت عالٍ يطلبوا من لوط أن يخرج لهم هؤلاء الضيوف،
وكل منهم يمني نفسه بالمتعة والشهوة الحرام مع هؤلاء الرجال، فمنعهم لوط من دخول البيت ومن الهجوم والاعتداء على ضيوفه،
[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=traditional arabic][COLOR=#ff1493]وقال لهم:
{إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون . واتقوا الله ولا تخزون}
[الحجر:68-69] [/COLOR]
[/FONT][/SIZE][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=#008080]وأخذ يذكرهم بأن الله خلق النساء لقضاء شهوة الرجال فهن أزكى لهم وأطيب،
ولكن قوم لوط أصروا على الدخول، ولم يجد لوط من بينهم رجلاً عاقلاً يبين لهم ما هم فيه من الخطأ وأحس لوط بضعفه أمام هؤلاء القوم،
[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=traditional arabic][COLOR=#ff1493]فقال:
{لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد}
[هود:80].[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=#008080]وعندئذ كشف الضيوف عن حقيقتهم، وأخبروا لوطًا بأنهم ليسوا بشرًا وإنما هم ملائكة من السماء جاءوا لتعذيب هؤلاء القوم الفاسقين،
وما هي إلا لحظات حتى اقتحم قوم لوط البيت على الملائكة فأشار أحد الملائكة
، بيده ناحيتهم ففقد القوم أبصارهم وراحوا يتخبطون بين الجدران،
ثم طلبت الملائكة من لوط أن يرحل مع أهله عندما يقبل الليل لأن العذاب سينزل على قومه في الصباح
، ونصحوه ألا يلتفت هو ولا أحد من أهله خلفهم عندما ينزل العذاب حتى لا يصيبهم.
وفي الليل خرج لوط وابنتاه وتركوا القرية، وما إن غادروها حتى انشق الصباح فأرسل الله العذاب الشديد على قرية سدوم،
فاهتزت القرية هزة عنيفة وتزلزلت الأرض، واقتلع مَلَكٌ بطرف جناحه القرية بما فيها وارتفع بها حتى سمع أهل السماء نباح كلابها ثم انقلبت القرية رأسًا على عقب
، وجعل الله عاليها ****ها وأمطر عليهم من السماء حجارة ملتهبة تحرقهم، وأحاط بهم دخان خانق يشوي وجوههم وأجسامهم.
[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=traditional arabic][COLOR=#ff1493]قال تعالى:
{فلما جاءنا أمرنا جعلنا عاليها ****ها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود . مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد}
[هود:82-83] [/COLOR]
[/FONT][/SIZE][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=#008080]ونجَّى الله لوطاً وابنتيه برحمة منه سبحانه، لأنهم حفظوا العهد،
وشكروا النعمة وعبدوا الله الواحد الأحد وكانوا خير مثال للعفة والطهارة،
وأصبحت قرية سدوم عبرة وعظة لكل الأجيال القادمة،