[CENTER][SIZE=6][FONT=Times New Roman][COLOR=red]هل حاسبت نفسك يوما ????[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Times New Roman][SIZE=6][COLOR=red]وكيـف تحاسب نفسـك ؟؟؟؟[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=red][FONT=Times New Roman][SIZE=6]اذن تعالوا نحاسب انفسنا!![/SIZE][/FONT]
[/COLOR]
[SIZE=6][FONT=Times New Roman][COLOR=red][/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]الحمد لله الذي أمرَ بمحاسبةِ النفوس ، وجعلَ عملها للصالحاتِ خيراً من الجلوس ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ، الذي رفعَ بالمحاسبةِ الرؤوس ، وأعلى بها النفوس ، وأشهدُ أنّ سيدنا محمداً عبده ورسولُـه ، طبيبُ النفوس ، أمر بمحاسبةِ النفس ، قبلَ اليومِ العَبوس ، صلى الله عليه وسلمَ كلما حوسبت نفسٌ وأُزيلَ رجس ، وعلى آله وصحبه ومن سارَ على نهجهِ إلى يوم الدين ، أما بعد : إن من أعظمِ الأمانات أمانةُ النفس ، فهي أعظمُ من أمانةِ الأموالِ والأولاد ، أقسمَ الله بها في كتابه ، ولا يقسمُ الله إلا بعظيم ، قال تعالى : ) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ( وقد جعلَ الله لهذهِ النفس طريقين : طريقُ تقوىً وبه تفوزُ وتُفلح ، وطريقُ فجورٍ وبه تَخسر وتَخيب .
والناظرُ في حالِ الناسِ اليوم ، يرى رُخص النفوسِ عند أهلِـها ، ويرى الخسارةَ في حياتِـها لعدمِ مُحاسبتِها ، والذين فقدوا أو تركوا محاسبةَ نفوسِهم سيتحسرون في وقتٍ لا ينفعُ فيه التحسر ، يقول جل شأنه : } أنْ تَقولَ نَفسٌ يا حَسْرتى عَلى ما ! فَرطتُ في جَنْبِ اللهِ وإنْ كُنْتُ لَمِنَ الساخِرين { .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]وبتركِ محاسبة النفس تسلط الشيطانُ الذي دعا إلى المعصية ، وحذّر من الطاعة ، وزينَ الباطل ، وثبطّ عن العَملِ الصالح وصدّ عنه . وبتركِ محاسبة النفس تمكنت الغفلةُ من الناسِ ، فأصبحَ لهم قلوبٌ لا يفقهونَ بها ولهم أعينٌ لا يبصرونَ بها ، ولهم آذانٌ لا يسمعونَ بها ، أولئكَ كالأنعامِ بل هم أضل ، أولئكَ هم الغافلون .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]يقولُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله – في تفسيرِ قولِه تعالى : { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } : (( أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم وعرضِـكم على ربِكم ، واعلموا أنه عالمٌ بجميعِ أعمالِكم وأحوالِكم ، لا تخفى عليهِ منكم خافيه )) انتهى كلامه رحمه الله . [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]* ويترتبُ – كذلكَ – على ترك محاسبة النفس أمرٌ هامٌ جداً ، ألا وهو هلاكُ القلب ، هـلاكُ القلب ! يقولُ ابنُ القيّم – رحمه الله - : " وهلاكُ القلب من إهمالِ النفسِ ومن موافقتها وإتباع هواها " .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]وقالَ رحمه الله في إغاثةِ اللهفان : " وتركُ المحاسبة والاسترسالُ وتسهيلُ الأمورِ وتمشيتُـها ، فإنَّ هذا يقولُ بهِ إلى الهلاكِ ، وهذه حالُ أهلِ الغرور ، يُغْمضُ عينيهِ عن العواقبِ ويُمَشّي الحال ، ويتكلُ على العفو ، فيهملُ محاسبة نفسهِ والنظرُ في العاقبة ، وإذا فعلَ ذلكَ سَهُلَ عليه مواقعةُ الذنوبِ وأنِسَ بها وعَسُرَ عليه فِطامُها ولو حَضَرَه رُشْدَه لعلِم أنّ الحميةَ أسهلُ من الفِطام وتركُ المألوف والمعتاد " انتهى كلامه رحمه الله . وكتبَ عمرُ بن الخطابِ t إلى بعضِ عمُّالِهِ :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080](( حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة )) .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]وكان الأحنفُ بن قيسٍ يجيءُ إلى المصباحِ فيضعُ إصبَعهُ فيه ثم [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]يقول : يا حُنيف ، ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟ ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟ [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُمـاً لا يعاتبُ نفسَه " .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]فيجبُ أن يكونَ المؤمنُ محاسباً لنفسهِ مهتماً بها ، لائماً على تقصيرِها قال الإمامُ ابنُ القيمِ رحمه الله تعالى : (( ومن تأملَ أحوالَ الصحابةِ رضي الله عنهُم وجدَهم في غايةِ العملِ معَ غايةِ الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير ، بل بين التفريطِ والأمن )) .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]هكذا يقولُ الإمامُ ابن القيمِ عن نفسه وعصره ![/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]فماذا نقولُ نحنُ عن أنفسِـنا وعصرِنا ؟![/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][CENTER][COLOR=#000080]* * *[/COLOR]
[COLOR=#000080]· ولمحاسبةِ النفس نوعـان : نوعٌ قَبلَ العمل ، ونوعٌ بعدَه .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]§ النوعُ الأول : محاسبة النفس قبل العمل :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]وهو أن ينظرَ العبدُ في هذا العمل ، هل هوَ مقدورٌ عليهِ فيعملَه ، مثل الصيام والقيام . أو غيرَ مقدورٍ عليهِ فيتركَه . ثم ينظر هل في فعله خيرٌ في الدنيا والآخرة فيعملَه ، أو في عملِه شرٌ في الدنيا والآخرة فيتركَه . ثم ينظر هل هذا العمل للهِ تعالى أم هو للبشر ، فإن كان سيعملُه لله فعلَه ، وإن كانت نيتَهُ لغيرهِ ترَكه .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]§ النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل :[/COLOR][COLOR=#000080] وهو ثلاثة أنواع : [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#800000]* النوعُ الأول : محاسبة النفس على طاعاتٍ قصَّرتْ فيها .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]كتركها للإخلاصِ أو للمتابعة ، أو تركِ العمل المطلوب كترك الذكر اليومي ، أو تركِ قراءةِ القرآن ، أو تركِ الدعوة أو ترك صلاةِ الجماعة أو ترك السننِ الرواتب . ومحاسبة النفس في هذا النوعِ يكون بإكمالِ النقص وإصلاح الخطأ ، والمسارعةِ في الخيرات وترك النواهي والمنكرات ، والتوبةِ منها ، والإكثارُ من الاستغفار ، ومراقبةُ اللهِ عز وجل ومحاسبة القلب والعمل على سلامتِه ومحاسبةُ اللسان فيمـا قالَه ، وإشغالِه إما بالخيرِ أو بالصمت ، وكذلك يكونُ بمحاسبة العين فيما نظرت ، فيطلقها في الحلالِ ويَغُضُّها عن الحرام ، وبمحاسبة الأُذن ما الذي سَمِعته ، وهكذا جميعِ الجوارح .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#800000]* النوعُ الثاني من أنواع محاسبة النفس بعد العمل : [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]أن يحاسبَ نفسَهُ على كلِّ عملٍ كانَ تركُهُ خيراً من فعله ؛ لأنهُ أطاعَ فيه الهوى والنفس ، وهو نافذةٌ على المعاصي ، ولأنهُ من المتشابه ، [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]يقولُ صلى الله عليه وسلم : (( إن الحلال بَيِّن ! وإن الحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقعَ في الشبهات وقع في الحرام )) . ويقولُ عليه الصلاة والسلام : (( دع ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )) .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#800000]* والنوع الثالث : [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]أن يُحاسبَ الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد : لـمَ فعله ؟ وهل أرادَ به الله والدارَ الآخرة فيربح ، أم أرادَ به الناسَ والدنيا فيخسر ذلك الربح ويفوتَهُ الظَفَرُ به .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][CENTER][COLOR=#000080]* * *[/COLOR]
[COLOR=#ff0000]· ولمحاسبة النفس فوائدٌ جمّةٌ ، منها :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]أولاً :[/COLOR][COLOR=#000080] الإطلاعُ على عيوبِ النفس ، ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنهُ معالجتُه وإزالته .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]ثانيـاً :[/COLOR][COLOR=#000080] التوبةُ والندمُ وتدارك ما فات في زمنِ الإمكان .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]ثالثـاً :[/COLOR][COLOR=#000080] معرفةُ حقُ اللهِ تعالى ، فإن أصلَ محاسبةُ النفس هو محاسبتُـها على تفريطها في حقِ الله تعالى .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]رابعـاً : [/COLOR][COLOR=#000080]انكسارُ العبد وتذلُلَه بين يدي ربه تبارك وتعالى .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]خامساً :[/COLOR][COLOR=#000080] معرفةُ كرَمِ الله سبحانه ومدى عفوهِ ورحمتهِ بعبادهِ في أنه لم يعجل لهم عقوبتَهم معَ ما هم عليه من المعاصي والمخالفات .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]سادسـاً : [/COLOR][COLOR=#000080]الزهد ، ومقتُ النفس ، والتخلصُ من التكبرِ والعُجْب .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]سابعـاً : [/COLOR][COLOR=#000080]تجد أنَّ من يحاسبُ نفسَهُ يجتهدُ في الطاعةِ ويترُكُ المعصية حتى تَسهُلَ عليهِ المحاسبةُ فيما بعد .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]ثامنـاً :[/COLOR][COLOR=#000080] ردُ الحقوقِ إلى أهلِـها ، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]وغيرها من الفوائد العظيمة الجليلة .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]· وهناكَ أسبابٌ تعينُ المسلمَ على محاسبةِ نفسهِ وتُسهِّلُ عليهِ ذلك ، منها ما يلي :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]1.[/COLOR][COLOR=#000080] معرفةُ أنك كلما اجتهدت في محاسبةِ نفسكَ اليوم ، استراحتَ من ذلك غداً ، وكلما أهملتها اليوم اشتدَّ عليكَ الحسابُ غداً .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]2.[/COLOR][COLOR=#000080] معرفةُ أنَّ ربحَ محاسبة النفس هو سُكْنى الفردوس ، والنظرُ إلى وجهِ الربِ سبحانه ، وأنَّ تركها يؤدي بك إلى الهلاكِ ودخولِ [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]النار والحجابِ عن الرب تبارك وتعالى . [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]3.[/COLOR][COLOR=#000080] صحبةُ الأخيار الذينَ يُحاسبونَ أنفسَهُم ، ويُطلِعونَك على عيوبِ نفسِكَ ، وتركُ صحبة من عداهم .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]4.[/COLOR][COLOR=#000080] النظرُ في أخبارِ أهل المحاسبةِ والمراقبة ، من سلفِنا الصالح .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]5.[/COLOR][COLOR=#000080] زيارةُ القبورِ والنظرُ في أحوالِ الموتى الذين لا يستطيعونَ محاسبةَ أنفسِهم أو تدارُكِ ما فاتَـهم .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]6.[/COLOR][COLOR=#000080] حضورُ مجالس العلمِ والذكر فإنها تدعو لمحاسبة النفس .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]7.[/COLOR][COLOR=#000080] البعدُ عن أماكن اللهوِ والغفلة فإنها تُنسيكَ محاسبةَ [COLOR=#000000]نفسك [/COLOR].[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]8.[/COLOR][COLOR=#000080] دعاءُ اللهِ بأن يجعلك من أهلِ المحاسبة وأن يوفقك لذلك .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]· كيفَ أحاسبُ نفسي ؟[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]سؤالٌ يترددُ في ذِهن كل واحدٍ بعدَ قراءةِ ما مضى .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]وللإجابة على هذا التساؤل :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]ذكرَ ابنُ القيم أن محاسبةَ النفس تكون كالتالي :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]أولاً :[/COLOR][COLOR=#000080] البدءُ بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصٌ تداركهُ .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]ثانياً :[/COLOR][COLOR=#000080] النظرُ في المناهي ، فإذا عرَف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبةِ والاستغفارِ والحسناتِ الماحية .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]ثالثاً :[/COLOR][COLOR=#000080] محاسبةُ النفس على الغفلةِ ، ويَتَدَاركُ ذلِك بالذكرِ والإقبالِ على ربِ السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]رابعاً :[/COLOR][COLOR=#000080] محاسبةُ النفس على حركاتِ الجوارح ، وكلامِ اللسان ، ومشيِ الرجلين ، وبطشِ اليدين ، ونظرِ العينين ، وسماعِ الأذنين ، ماذا أردتُ بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته ؟[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][CENTER][COLOR=#000080]* * *[/COLOR]
[COLOR=#000080]قال ابن قدامة في كتابه : مختصر منهاج القاصدين :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]وتحققَ أربابُ البصائر أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار - الناتجة عن عدمِ محاسبة النفس - إلا لزومُ المحاسبةِ لأنفسِهم وصِدْقُ المراقبة ، فمن حاسبَ نفسهُ في الدنيا خفَّ حسابه في الآخرة ، ومَن أهملَ المحاسبة دامتْ حسراته ، فلما علموا أنهم لا يُنجيهم إلا الطاعة ، وقد أمرَهم بالصبرِ والمرابطةِ فقالَ سبحانه : }يا أيُّها الَذينَ آمَُنواْ اصبِروا وَصابِرواْ ورابِطوا{ فرابطوا أنفسَهم أولاً بالمشارطةِ ثمّ بالمراقبة ، ثم بالمحاسبةِ ثم بالمعاقبة ، ثم بالمجاهدةِ ثم بالمعاتبة ، فكانتْ لهم في المرابطةِ سِتُّ مقاماتٍ أصلُها المحاسبة ، ولكنْ كلّ حسابٍ يكونُ بعدَ مشارطةٍ ومراقبة ، ويتبعهُ عندَ الخُسران المعاتبةُ والمعاقبة . نأخذها الآنَ بشيءٍ منَ التفصيل :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]المقامُ الأول : المشــارطة :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]اعلم أنّ التاجرَ كما يستعينُ بشريكهِ في التجارةِ طلباً للربح ، ويشارطهُ ويحاسبه ، كذلك العقلُ يحتاجُ إلى مشاركةِ النفس وشرطِ الشروطِ عليها وإرشادِها إلى طريقِ الفلاح ، والتضييقِ عليها في حركاتها وسكناتها . فمثلاً : إذا فَرِغَ العبدُ من صلاةِ الصُبْح ، ينبغي أن يُفرغَ قلبَه ساعةً لمشارطةِ نفسهِ [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]فيقولُ للنفس : ماليَ بضاعة إلا العُمُر ، فإذا فَنِيَ مني رأس المال وقعَ اليأسُ من التجارةِ وطلبِ الربح . فليقُل أحدُنا الآنَ قبلَ الموت : يا نفس ، اجتهدي اليومَ في أن تعـمُري خِزانتكِ ولا تدعيها فارغة ، ولا تَميلي إلى اليأسِ والدَعَةِ والاستراحة فيفوتكِ من درجاتِ عليينَ ما يُدْرِكه غيرَكِ [/COLOR][COLOR=#ff0000]المقامُ الثاني : المراقبــة : [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]إذا أوصى الإنسانُ نفسَهُ وشَرَطَ عليها ، لم يبقَ إلا المراقبة لها وملاحظتها وفي الحديثِ الصحيح في تفسيرِ الإحسان ، لما سُئِلَ عنهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : (( أنْ تعبدَ الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراهُ فإنه يراك )) . فمراقبة العبد نفسَه في الطاعة هو أن يكونُ مخلصاً فيه! ا ، ومراقبته في المعصيةِ تكونُ بالتوبةِ والندمِ والإقلاع ، ومراقبته في المباح تكونُ بمراعاةِ الأدب والشكرِ على النعيم ، وكلُّ ذلك لا يخلو من المراقبة .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]المقام الثالث : المحاسبةُ بعدَ العمل :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]اعلم أن العبدَ كما ينبغي أن يكونَ له وقتٌ في أولِ النهار يشارطُ فيهِ نفسه ، كذلك ينبغي أن يكونَ له ساعةٌ يطالبُ فيهِ نفسه في آخرِ النهار ويحاسبُها على جميعِ ما كانَ منها ، كما يفعلُ التُجّار في الدنيا معَ الشُركاءِ في آخرِ كل سنةٍ أو شهرٍ أو يوم .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]المقام الرابع : معاقبةُ النفسِ على تقصيرِها :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]اعلم أن العبدَ إذا حاسبَ نفسهُ فرأى منها تقصيراً ، أو فعلَتْ شيئاً من المعاصي ، فلا ينبغي أن يهملَها ، فإنه يَسْهُلُ عليهِ حينئذٍ مقارفةُ الذنوب ويعسرُ عليه فِطامُها ، بل ينبغي أن يعاقبها عقوبةً مباحة ، كما يعاقبُ أهلَهُ وأولادَه . وكما رويَ عن عمر رضي الله عنه : أنه خَرجَ إلى حائطٍ له ثم رَجعَ وقد صلى الناسُ العصرَ ، فقال : إنما خرجتُ إلى حائطي ورَجعتُ وقد صلى الناسُ العصرَ ، حائطي صدقةٌ على المساكين .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]المقام الخامس : المجــاهدة :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]إذا حاسبَ الإنسانُ نفسَه ، فينبغي إذا رآها قد قارفت معصيةً أن يُعاقبـَها كما سبق ، فإن رآها تتوانى للكسلِ في شيءٍ من الفضائلِ أو وِرد من الأوراد ، فينبغي أن يؤدبـَها بتثقيلِ الأورادِ عليها ، كما وردَ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه ، أنه إذا فاتته صلاةٌ في جماعةٍ فأحيا الليلَ كلَّه! ُ تِلكَ الليلة ، فهوَ هُنا يجاهدُها ويُكرِهُهَا ما استطاع .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]المقام السادس والأخير : معاتبةُ النفسِ وتوبيخُـها :[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]قال أنس رضي الله عنه : سمعتُ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه ، وقد دخلَ حائطاً ، وبيني وبينه جدار ، يقول : عمرُ بن الخطاب أميرُ المؤمنين !! بخٍ بخ ، واللهِ لتتقينَ الله يا ابن الخطاب أو ليُعذبنَّك ! . [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]أخي الحبيب :[/COLOR][COLOR=#000080] اعلم أن أعدى عدوٍ لكَ نفسُكَ التي بين جنبيك ، وقد خُلِقتْ أمارةً بالسوءِ ميالةً إلى الشرورِ ، وقد أُمرتَ بتقويمها وتزيكتها وفطامها عن موارِدِها ، وأن تقودَها بسلاسلِ القهْرِ إلى عبادةِ ربِها ، فإن أنتَ أهملتها ضلّتْ وشَرِدتْ ، وإن لزمتَها بالتوبيخِ رَجونا أن تصيرَ مُطمئنة ، فلا تغفلنّ عن تذكيرِها .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]أخي الحبيب :[/COLOR][COLOR=#000080] كم صلاةٍ أضعتَها ؟ كم جُمُعَةٍ تهاونتَ بها ؟ كم صدقةٍ بَخِلتَ بها ؟ كم معروفٍ تكاسلتَ عنه ؟ كم منكرٍ سكتَّ عليه ؟ كم نظرةٍ محرمةٍ أصبتَها ؟ كم كلمةٍ فاحشةٍ أطلقتها ؟ كم أغضبتَ والديك ولم ترضِهِما ؟ كم قسوتَ على ضعيفٍ ولم ترحمه ؟ كم من الناسِ ظلمتَه ؟ كم وكم ...؟[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][CENTER][COLOR=#000080]إنا لنفـرحُ بالأيـامِ نقطعُـها *** وكـلَّ يومٍ يُدني من الأجـلِ[/COLOR][/CENTER]
[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][CENTER]
[/CENTER]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][CENTER][COLOR=#000080]فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ[/COLOR]
[COLOR=#000080]هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم ، وصلى الله وسلمَ وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعين .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]* * *[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#0000ff]المراجع:[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]1.[/COLOR][COLOR=#000080] كيـف تحاسب نفسـك ؟[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]لفضيلة الشيخ : سعد بن سعيد الحجري .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]2. مختصر منهاج القاصدين .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#000080]للإمـــام : ابن قدامة المقدسي .[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Courier New][SIZE=6][COLOR=#000000][FONT=Times New Roman][COLOR=#ff0000]3.[/COLOR][COLOR=#000080] مطوية " محاسبة النفس "[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
17-06-2010, 11:17 AM
raad
جزانا واياك ربي خيرا
اللهم رطب السنتنا بذكرك ..
اللهم اعنا على حسن شكرك ..
اللهم احسن خاتمتنا وتقبلنا من عبادك الصالحين ..
17-06-2010, 01:24 PM
محمد الصمادي
اشكر لك حسن مرورك اخي رعد
وجعلنا الله هداة مهتدين
وممن يستمعون القول فيتبعون احسنه