[center][font=arial narrow][size=3][color=darkgreen][b]لطالما سألت نفسي عُقب نظرةٍ شاهدتها في عين رجلٍ صادفته , و لأول مره في حياتي ,, من هذا ؟؟ و لماذا ينظر إلي هكذا ؟؟
و لطالما أعدت عليها نفس السؤال , حين أواجه بقسوة من أحدهم , و بشكل متكرر .. يا ترى هل أخطأت على هذا الرجل يوماً ما و أنا لا أشعر ؟؟
تلك النظرات التي تلاحقني أينما ذهبت .. في الشارع , و في العمل , و في حفل زفاف صديق مقرب .. جميعها أوصلتني لحد الجنون !!
هل هي طبيعة البشر يا ترى , أم هي النظرة السوداويه التي أجتاحت عقولنا , و جعلت البشر من حولنا أعداءً لنا لا أصدقاء .
أم أننا بالفعل نستحق كل هذا الكم من الكراهيه , لما نحمل من صفات بغيضه و بعيدة عن الإنسانيه الجميله , و القيم الإسلاميه السمحه .
إن الحياة المدنيه التي نعيشها اليوم لا تدعو أبداً لمثل هذه التصرفات الغريبه , و النفسيات المضطربه , فالدين يدعوا للتسامح , و القنوات تبث الحب في كل ساعه ,
و الشعراء يمجدون الصداقه و يتغنون بها في كل محفل , و مع هذا .. فالنظره القاسيه تلاحقنا أين ما حل البشر و وجدوا .
إن الأرواح جنود مجنده , ما تعارف منها ائتلف , و ما تناكر منها إختلف .. هذا نص نبوي و لا نجادل فيه , و لكنه من غير المقبول
أن نضعه ذريعة كل ما وجدنا شعور الكراهيه يدب في أنفسنا , تجاه كل من نلقاه ,, أو يحاول التقرب إلينا ..
من الناس من يحاول الإبتعاد عن الجميع , و الإستغناء قدر المستطاع عن الأصدقاء و الأقارب , و ما ذاك إلا لما فيه نفسه من الرهبه و الكراهيه ..
قد يكون صاحب علاقة سيئه في الماضي , و كلنا ذاك الرجل , و لكن من الظلم أن نحكم على الجميع من خلال رجلٍ واحد فقط ..
و نجعل من صديقنا السابق أداةً و مقياساً , فالبشر مختلفون في أطباعهم , و لن تحتاج سوى أن تفتح قلبك لهم و تشاهد هذا بنفسك ..
و أترك عنك الحكم الجاهليه التي تدعو لإجتناب البشر جميعهم , و الدعوه إلى العزله , و الأبيات التي تغنى بها أصحاب النظرة السوداء
و أطلق لنفسك الكشف عن معادن الرجال , فقد تسقط في يدك جوهره ثمينه منهم , تغير ما أعتار عقلك عن صنوف البشر , فالرجال معادن .
إذاً ما السبيل لمعرفة البشر , و متى يجوز لك إطلاق الأحكام عليهم ؟؟ و متى نغفر لك هذا الكره إن وجدناه ؟؟
إنها المعاشره أيها الأخوه , أن تعرفهم و تجالسهم و تخالطهم اليوم تلو اليوم , و السنه تلو السنه , و لك الخيار بعد هذا في محبتهم أو كرههم .