[center][size=5][color=darkorchid]يقول سبحانه: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون - مايأتيهم من ذكر [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون - لاهية قلوبهم([/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح, وإذا أصبحت فلاتنتظر [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]المساء, وخذ لصحتك لمرضك, ومن حياتك لموتك".[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]من الأماني الغفلة عن الزمن، وما يحمل في طيّاته من مفاجآت؛ ومن أكبر هذه المفاجآت [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]الأجل الذي يترصّد الإنسان في كلّ منعطف، وفي كلّ لحظة، ولو أن الإنسان حسب حساب [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]الأجل وما يحمله لـه من مفاجآت بعده لاعتدل في أمانيه، وحدّد أمله واتجه اتجاهاً [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]كلّياً الى العمل الصادق.[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]قال ابن القيم رحمه الله : "ما مضى من الدنيا أحلام ، وما بقي منها أماني ، والوقت [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]ضائع بينهما "[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]" الأمل يلهي ، والمطامع تغر ، والعمر يمضي ، والفرصة تضيع والأمل البراق ما يزال [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]يخايل لهذا الإنسان وهو يجري وراءه ، وحتى يغفل عن الله ،وعن القدر ، وعن الأجل [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وحتى ينسى أن هنالك واجبا ، وأن هنالك محظورا ، بل حتى لينسى أن هنالك إلها ، وأن [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]هنالك موتا ، وأن هنالك نشورا،[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وهذا هو الأمل القاتل "[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]فبصحيح البخاري[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]من حديث ابن مسعود-رضي الله عنه- قال :" خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا ، [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]في الوسط وقال: هذا الإنسان وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]هذا "[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]" والمراد بالأعراض : الآفات العارضة له ، فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا ، وإن سلم [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]من الجميع ولم يصبه آفة من مرض ، أو فقد مال ، أو غير ذلك بغته الأجل . والحاصل أن [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]الأجل له مسببات.[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وفي الحديث إشارة إلى الحض على قصرالأمل ، والاستعداد لبغتة الأجل ، وعبر بالنهش [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وهو لدغ ذات السم مبالغة في الإصابةوالإهلاك[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]والشاهد أن الإنسان تتجاوز آماله حدود أجله ، و يخترمه أجله دون أمله ، وقد أوضح [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]وطول الأمل له سببان :[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]أحدهم :حب الدنيا،[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]والآخر : الجهل[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]أما حب الدنيا : فهو أن الإنسان إذا أنس بها وبشهواتها ولذاتها و علائقها ، ثقل على [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]قلبه مفارقتها ، فامتنع قلبه من الفكر[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]في الموت الذي هو سبب مفارقتها ، وكل من كره شيئا دفعه[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]عن نفسه ، والإنسان مشغول بالأماني الباطلة ، فيمني نفسه أبدا بما يوافق مراده[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]فيصير قلبه عاكفا على هذا الفكر موقوفا عليه ،فيلهو عن ذكر الموت ، فلا يقدر قربه ، [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]فإن خطر له في بعض الأحوال أمر الموت ،والحاجة إلى الاستعداد له سوف ، ووعد نفسه ، [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وقال : الأيام بين يديك[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]أغلب الناس لو سألتهم عن سبب انهماكهم في الحياة الدنيا لقالوا : نؤمن مستقبل [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]أولادنا . ومن يؤمن مستقبلهم هم ؟! الإنسان تنتظره مخاوف عدة : من سكرات الموت ، [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وضمة قبر ، وسؤال ملكين ، و عرض مقعد ، وطول انتظار في أرض محشر ، ودنو شمس ، وإلجام [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]عرق ، وزفرة نار، وغضب جبار ، وتطاير صحف ، وميزان ، وصراط.....[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وآخر ذلك إما إلى الجنة ، وإما إلى النار .[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]فلا يزال يسوف و يؤخر،إلى أن تخطفه المنية في وقت لم يحسبه فتطول عند ذلك حسرته، [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وأكثر أهل النار وصياحهم من (سوف) ، والمسكين لا يدري أن الذي يدعوه إلى التسويف [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]اليوم هو معه غدا .[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]وأما الجهل : فهو أن الإنسان قد يعول على شبابه فيستبعد قرب الموت مع الشباب ، وقد [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]يستبعد الموت لصحته ، و يستبعد الموت فجأة ، و لا يدري أنذلك غير بعيد ، فالموت ليس [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]له وقت ونهار ، ولكن الجهل بهذه الأمور ، وحب الدنيا ، وغواه إلى طول الأمل ، و إلى [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]الغفلة عن تقدير الموت القريب وهو مشاهدة موت غيره ،فأما موت نفسه فلم يألفه ، ولم [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]يتصور أن يألفه فإنه لم يقع .[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]وإن عرفت أن سببه حب الدنيا ، و الجهل ،[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]فعلاجه دفع سببه .[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]اما حب الدنيا فعلاجه إخراجه من القلب،[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]وهو الداء العضال الذي أعيا الأولين والآخرين ، ولا علاج له إلا بالإيمان باليوم [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]الآخر،[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]و بما فيه من عظيم العقاب ، و جزيل الثواب ، فإذا حصل اليقين بذلك ارتحل عن قلبه حب [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]الدنيا ، فإن حب الخطير هو الذي يمحو عن القلب حب الحقير .[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]ومن أعظم من هذا وذاك أن يعلم الإنسان أن لو متع من السنين[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]، ثم انقضى ذلك المتاع ، وجاءه العذاب ، أن ذلك المتاع الفائت لا ينفعه ، ولا يغني [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]عنه شيئا بعد انقضائه وحلول العذاب محله ، وقد أوضح الله جل جلاله هذاالمعنى في [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]كتابه العزيزفقال :" أفبعذابنا يستعجلون* أفرايت إنمتعناهم سنين * ثم جاءهم ما [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون"[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]الشعراء 204-207[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]فقصر العمر لا يمنع من دخول الجنة ، كما أن طول العمر لا يمنعمن دخول النار ، وإنما [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]المحك في الأعمال من خير و شر ، و لذا كان الصالحون يقللون من الدنيا ، ولا يبادرون [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]الموت لمعرفتهم ذلك.[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]و يتولد من طول الأمل خمسة أشياء :[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]الكسل عن الطاعة[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]والرغبة في الدنيا،[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]والنسيان للآخرة،والقسوة في القلب .[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]لأن رقة القلب وصفاءه إنما تقع بتذكير الموت والقبر والثوابوالعقاب و أهوال القيامة [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid].[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]يا من بدنياه اشتغل...........وغرّه طول الأمل[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]الموت يأتي فجأة...............والقبر صندوق العمل[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]دقائق العمر تسير بالأيام والسنوات إلى هاوية الانحدار والنهاية ولكن أسفي لما أرى[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]أبناء آدم يلهون ويلعبون وفي الملذات يغرقون .... والنهاية يتناسون وعن الاعمال [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]الصالحة يبتعدون[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]وإلى الآمال والاحلام دائماً يصبون ولكن لا يتذكرون يوماً فيه سيموتون وفي القبر [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]يدفنون وعند الله يحشرون[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]ويقفون ويسألون عن الأيام والسنون ... كيف مرت وكيف كانت عليهم تهون[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]أصاب الناس الغرور بالأمل وغرق الكثيرون في بحار ومحيطات ليس لها نهايةكما يظنون[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]وآه حين يزورهم الموت فجاة ويطرق الأبواب ليطلب الروح ليرتفع بهاإلى السماء ..... [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]ليكرمها أو يهينها[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]آه من الحياة إنها مسرحية الرابح فيها خاسر واألمي لمن نسي أن الحفرة الصغيرة هي [/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]النهاية هي آخر المطاف آخر النقاط التي توضع على حروف الحياة ........[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]تؤمّل في الدنيا طويلا ولا تـدري إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجـر[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وكم من فتى يمسي ويصبح آمنـا وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري[/color][/size]
[size=5][color=darkorchid]وكم من صحيح مات من غير علة وكم من عليل عاش حينا من الدهر[/color][/size][/center]
[center][size=5][color=darkorchid]اللهم إنا نعوذ بك من الضلالة بعد الهدى ،[/color][/size][/center]