المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الاسلام في حفظ المال العام



خالد الرواضيه
22-10-2009, 11:03 PM
في الإسراف والتبذير والتقتير
ان الشريعة الإسلامية هي خاتمة الشرائع السماوية التي أنزلت من عند الله سبحانه وتعالى خالق الكون بما فيه من البشر وغيرهم ، وهو اعلم بما فيه خيرهم وشرهم ، وهي شريعة صالحة لكل زمان ومكان ، ولذا فيها من التشريعات ما يصلح لحكم البشر .
لذلك نجد أن الشريعة الإسلامية قد حوت من التشريعات والوسائل الكفيلة بالوقاية من حدوث الإسراف والتبذير والتقتير ، فإذا حدثت فان هناك من الوسائل الكفيلة بعلاجها وهذا بخلاف ما عليه من النظم والشرائع الوضعية التي يغلب عليها الطابع العلاجي . أي علاج الظواهر بعد حدوثها وليس قبل ذلك ، وهذه الميزة ذات أهمية وخاصة في المالية العامة ، لأن ذلك معناه تحمل نفقات اكبر من قبل الدولة ، لأن من المتعارف عليه أن نفقات الوقاية اقل من نفقات العلاج وأكثر فائدة ، لأن الوقاية خير من قنطار علاج .
لقد حوي القران والسنة النبوية الشريفة العديد من النصوص المحذرة والمانعة والمحرمة من الإسراف والتبذير والتقتير ، ووصفت مرتكبيها بأوصاف قبيحة وتوعدتهم بأشد العذاب كما ذكرت أنها من الأسباب التي اهلك الله بها الأقوام السابقين حيت يقول تعالى " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا متر فيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا "الاسراء16
وقال" ثم صدقناهم الوعد الحق فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين" والنصوص التي شبهتهم بالشياطين وأيضا النصوص التي بينت أن المسرفين وأمثالهم مفسدون في الأرض قال تعالى"ولا تطيعوا أمر المسرفين"الشعراء 151 ونصوص أخرى كثيرة ، فالإسراف والتبذير والتقتير مذموم ومحرم في كتاب الله عز وجل ولم تخل السنة النبوية من النصوص المحذرة لذلك حيث نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال بشتى صوره والإسراف والتبذير والتقتير فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال " إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات وواد البنات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال" صحيح البخاري
ونقتبس من أقوال أهل العلم والعلماء ذكر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض الآثار السيئة التي قد تصيب المسرف في الأكل والشرب وكيف أنها إذا تجمعت في العبد وتغلبت عليه أنها ستهلكه وتورده بئس المصير فقال أيها الناس ، إياكم والبطنة من الطعام ، فإنها مكسلة عن الصلاة ، مفسدة للجسد ، مورثة للقسم ، وان الله عز وجل يبغض الحبر السمين ، ولكن عليكم بالقصد من قوتكم فانه أدنى من الإصلاح ، وابعد من السرف ، واقوي على عبادة الله خز وجل ، ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه" الجوزي.



خالد الرواضيه