المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهم انت العظيم الكريم القائل (ادعوني استجب لكم)



حازم حتاملة
29-09-2009, 08:55 PM
اللهم انت العظيم الكريم القائل (ادعوني استجب لكم)












بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصة لم اسقها للتسلية وليس كل القصص للتسلية بل ينبغي ان لاتكون القصص للتسلية لان حكمة اعتناء القران بالقصص كان للاعتبار والفائده

هذه القصة سمعتها منذ سنين طويلة من احد كبار السن الافاضل ووعيتها وحفظتها وحدثت بها كل من احب لسبب واحد على الاقل وهي انها تريك كيف ان هذا الرب الكريم قريب مجيب وكيف تصل القناعة بالبعض كي يرى المجيب ماثلا في الدعوة المستجابة والحاجة المقضية

موجز القصه

ورد في التراث ان احد العباد الزهاد كان يعيش في بغداد وكان فقيرا وظل متكففا اذ لم تكن الدنيا بالنسبة له سوى بلغة في الطريق القصير في الحياة الدنيا

كانت زوجته حاملا وفي ليلة من ليالي الشتاء البارد اتى زوجته ما ياتي النساء عند الوضع فطلبت من زوجها ان يستدعي جارتها لتكون بجانبها للعناية بها في الولادة

اتت الجارة ودخلت الى الدار واطمأنت على حالة المرأة ثم انثنت تبحث في البيت عما يصلح شان المرأة من بعض الطعام وبعض الكساء للمولود وغير ذلك مما يصلح به شان المرأة في مثل هذا الظرف , كانت المراة تعرف ان الرجل فقير ولكن لابد من التماس شيء

أطلت على الرجل وطلبت منه ان يلتمس ما يصلح به شان المراة في حالة الولادة

كان الرجل من التكفف والتعفف لدرجة لم تبق له من الأصدقاء من يلجأ اليه في حال الشدة سوى حبيب واحد ,

سوى معين واحد

سوى مغيث واحد تعود اللجوء إليه في مثل هذا الظرف وفي كل ظرف

خرج هائما على وجهه في طرقات المدينة وتخيل من يمكن ان يفتح له في هذا الوقت من الليل فضلا عن ان يكون مستعدا لمساعدته

نامت العيون إلا عين من لا تأخذه سنة ولا نوم

توارى الأحباب خلف الأبواب إلا حبيب واحد

أغلقت الأبواب إلا باب واحد

هام الرجل على وجهه إلى أن انتهى إلى مشارف المدينة

التفت يمنة ويسره , ليس من احد , ليس من معين ,

استدار فرأى في مرمى بصره مسجدا قديما قد تهدم ولم يبق به سوى بعض الأجزاء القائمة

لجأ للمكان الظلام دامس والوحشة كاملة وليس من انيس

لكن العابد يعلم أن ثمة من لاينام , ان ثمة رب قريب مجيب لكل داع مخلص مضطر

دخل إلى المكان المظلم وكبر للصلاة وصلى بقلب مخبت خاشع مستحضر لعظمة من يقف أمامه صلى ودعا وألح في الدعاء ومما قال:

اللهم أنت العظيم الكريم القائل : ادعوني استجب لكم

يا من تتنزل من عليائك قائلا هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فاغفر له اللهم غفر لي مغفرة من عندك واكلأني بعنايتك وارحمني برحمتك , اللهم رحم ضعفي وقلة حيلتي إلا بك اللهم أنت القريب المجيب اللهم أنت القريب المجيب واخذ يرددها وقد استحضر قرب الجبار منه فتملكته قشعريرة تغلغلت في كيانه وبدأت دمعة تنحدر مهابة لمن يشعر انه بقربه , فتح الله عليه من الدعاء ما فاضت به مشاعره

الملك القادر الكريم قريب من الداعي اذا دعاه ,في هذه الاثناء كان ثمة هاتف يوقض والي المدينة من منامه

- اغث المستغيث – اغث المستغيث –اغث المستغيث - نهض مفزوعا فليس في نوم بل في يقضه , أجاب وقد تملكه الفرق : أين المستغيث ؟ أين المستغيث ؟ ولا من مجيب , عاد لينام وعاد الصوت وعاد للسؤال وما من مجيب - في المرة الثالثة نهض من فراشه وصاح بمن في القصر

أسرجوا الخيل اسر جو الخيل

نهض كل من في القصر وما هي إلا لحظات حتى صار الوالي وحاشيته خارج القصر في موكب كبير

سال الخدم عن الوجهة فقال لا ادري اتركوا الخيل تسير إلى أن نرى ماذا يقدم الله

سارت الخيل وسارت وسارت إلى أن بلغت أسوار المدينة حيث لا بيوت ولا مساكن أعادوا السؤال للوالي فقال لا ادري انظروا هل من احد في المكان ؟ قالوا لا احد ولا مساكن إلا بقية هذا المسجد المهدم , قال انظروا هل فيه احد , نظروا فإذا الرجل لازال في صلاته وصلته بربه غارقا في تعظيم من يستشعر قربه

عادوا إليه وقالوا ثمة رجل يصلي . قال انتظروه حتى يفرغ واتوني به

سلم من صلاته فناداه الحجاب ان اجب الوالي

نهض وسار لمقابلة الوالي سأله الوالي من أنت وما شانك وماذا أتى بك إلى هذا المكان المهجور ؟

قال عبد مكروب لجأ لربه ليفك كربته وشاني كذا وكذا وذكر من حالة زوجته وقصور حيلته حملوه معهم إلى القصر وأغدق عليه الوالي من الدقيق والزيت وسائر الأرزاق وبعض المال

والرجل غارق في استشعار عظمة من سخر هذا الوالي في هذا الليل البهيم لهذا الفقير المدفوع بالأبواب

وهو في هذا الشعور وهو من منصرف قال له الوالي :

يافلان إن بدا لك حاجة من ليل أو نهار فلا تتردد في المجيء إلي

قال الوالي ذلك والرجل لازال مستغرقا في استشعار قدرة الخالق العظيم

فما كان منه إلا أن تبسم تبسم المتعجب

سبحان الله أألجأ إلى العبد المسخر ذي الاغيار واترك القادر الكريم

التفت إلى الوالي وقال باستغراب شديد

آتيك ؟؟؟؟؟ كيف آتيك ؟؟؟

بل اطرق باب من أيقضك في هذا الليل البهيم . عندها استشعر الوالي من سخره في هذا الليل الشاتي لهذا المنقطع الفقير , ذكر الله وردد الذكر كل من كان حاضرا واستشعروا جميعا عظمة العظيم الكريم

انصرف الرجل وقضى حاجة امراته

سرت قصته في المدينة عبرة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد

انتهت القصه

raad
09-02-2010, 10:45 AM
جزانا واياك ربي خيرا