المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة الصاحبي الجليل أبا هريرة رضي آلله عنه وأرضاه



حازم حتاملة
07-07-2009, 02:47 PM
سيرة الصاحبي الجليل أبا هريرة رضي آلله عنه وأرضاه






..




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سيرة الصـــــــحابي آلجلـــيل


"سيد الحفاظ "

أبو هريرة

إنه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه-، كان اسمه قبل إسلامه عبد شمس، فلما شرح الله صدره للإسلام سماه الرسول ( عبد الرحمن، وكناه الصحابة بأبي هريرة، ولهذه الكنية سبب طريف، حيث كان عبد الرحمن يعرف بعطفه الكبير على الحيوان، وكانت له هرة (قطة) يحنو عليها، ويطعمها، ويرعاها، فكانت تلازمه وتذهب معه في كل مكان، فسمي بذلك أبا هريرة، وكان رسول الله ( يدعوه أبا هريرة، فيقول له: (خذ يا أبا هريرة) [البخاري].
وقد ولد أبو هريرة في قبيلة دوس (إحدى قبائل الجزيرة)، وأسلم عام فتح خيبر (سنة 7هـ)، ومنذ إسلامه كان يصاحب النبي ( ويجلس معه وقتًا كبيرًا؛ لينهل من علمه وفقهه، وحاول أبو هريرة أن يدعو أمه إلى الإسلام كثيرًا، فكانت ترفض، وذات يوم عرض عليها الإسلام فأبت، وقالت في رسول الله ( كلامًا سيِّئًا، فذهب أبو هريرة إلى الرسول (، وهو يبكي من شدة الحزن، ويقول: يا رسول الله، إنى كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهى مشركة، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة.
فقال رسول الله (: (اللهم اهد أم أبي هريرة)، فخرج أبو هريرة من عند الرسول ( فرحًا مستبشرًا بدعوة نبي الله (، وذهب إلى أمه ليبشرها، فوجد الباب مغلقًا، وسمع صوت الماء من الداخل، فنادت عليه أمه، وقالت: مكانك يا أبا هريرة، وطلبت ألا يدخل حتى ترتدي خمارها، ثم فتحت لابنها الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.
فرجع أبو هريرة إلى الرسول ( يبكي من الفرح، ويقول: يا رسول الله أبشر، قد استجاب الله دعوتك، وهدى أم أبي هريرة، فحمد الرسول ( ربه، وأثنى عليه وقال خيرًا، ثم قال أبو هريرة: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، فقال رسول الله (: (اللهم حبّبْ عُبَيْدَك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين)، قال أبو هريرة: فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.
[مسلم].
وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يحب الجهاد في سبيل الله، فكان يخرج مع المسلمين في الغزوات، وكان يواظب على جلسات العلم ويلازم النبي (، فكان أكثر الصحابة ملازمة للنبي ( وأكثرهم رواية للأحاديث عنه (، حتى قال عنه الصحابة: إن أبا هريرة قد أكثر الحديث، وإن المهاجرين والأنصار لم يتحدثوا بمثل أحاديثه، فكان يرد عليهم ويقول: إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أراضيهم، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق (التجارة)، وكنت ألزم رسول الله ( على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا.
ولقد قال رسول الله ( يومًا: (من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني، فبسطت ثوبي حتى قضى من حديثه، ثم ضممتها إليَّ، فما نسيت شيئًا سمعته منه) [مسلم]، ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئًا أبدًا {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } [البقرة: 159- 160].
وكان لأبي هريرة -رضي الله عنه- ذاكرة قوية قادرة على الحفظ السريع وعدم النسيان، قال عنه الإمام الشافعي -رحمه الله- : إنه أحفظ من روى الحديث في دهره. وقال هو عن نفسه: ما من أحد من أصحاب رسول الله ( أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب ولا أكتب.
وكان يحب العلم، فكان طلابه يقبلون عليه، حتى يملئوا بيته، كما كان مقدرًا للعلم، فذات يوم كان ممددًا قدميه فقبضهما ثم قال: دخلنا على رسول الله ( حتى ملأنا البيت وهو مضطجع لجنبه، فلما رآنا قبض رجليه ثم قال: (إنه سيأتيكم أقوام من بعدي يطلبون العلم، فرحبوا بهم وحيُّوهم وعلموهم) [ابن ماجه].
وكان أبو هريرة شديد الفقر، لدرجة أنه كان يربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع، وذات يوم خرج وهو جائع فمر به أبو بكر -رضي الله عنه-، فقام إليه أبو هريرة وسأله عن تفسير آية من كتاب الله، وكان أبو هريرة يعرف تفسيرها، لكنه أراد أن يصحبه أبو بكر إلى بيته ليطعمه، لكن أبا بكر لم يعرف مقصده، ففسر له الآية وتركه وانصرف، فمر على أبي هريرة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فسأله ففعل معه مثلما فعل أبو بكر.
ثم مر النبي ( فعلم ما يريده أبو هريرة فقال له النبي (: (أبا هريرة)، فقال: لبيك يا رسول الله، فدخلت معه البيت، فوجد لبنًا في قدح، فقال (: (من أين لكم هذا؟) قيل: أرسل به إليك. فقال النبي (: (أبا هريرة، انطلق إلى أهل الصفة (الفقراء الذين يبيتون في المسجد) فادعهم)، فحزن أبو هريرة، وقال في نفسه: كنت أرجو أن أشرب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، ثم قال في نفسه: لابد من تنفيذ أمر الرسول (، وذهب إلى المسجد، ونادى على أهل الصفة، فجاءوا، فقال في نفسه: إذا شرب كل هؤلاء ماذا يبقى لي في القدح، فأتوا معه إلى بيت النبي (، فقال له النبي (: (أبا هر، خذ فأعطهم)، فقام أبو هريرة يدور عليهم بقدح اللبن يشرب الرجل منهم حتى يروى ويشبع، ثم يعطيه لمن بعده فيشرب حتى يشبع، حتى شرب آخرهم، ولم يبق في القدح إلا شيء يسير، فرفع النبي ( رأسه وهو يبتسم وقال: (أبا هر) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت) قلت: صدقت يا رسول الله، فقال الرسول: (فاقعد فاشرب).
قال أبو هريرة: فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال النبي ( يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغًا (مكانًا)، فقال النبي (: (ناولني القدح) فأخذ النبي ( القدح فشرب من الفضلة. [البخاري].
وقد أكرم الله أبا هريرة نتيجة لإيمانه وإخلاصه لله ورسوله (، فتزوج من سيدة كان يعمل عندها أجيرًا قبل إسلامه، وفي هذا يقول: نشأتُ يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا عند بسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدوا إذا ركبوا (أي أمشى أجر ركائبهم)، فزوجنيها الله، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا، وجعل أبا هريرة إمامًا.
وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تولى أبو هريرة إمارة البحرين، وكان نائبًا لمروان بن الحكم على المدينة، فإن غاب مروان كان هو الأمير عليها، وكان يحمل حزمة الحطب على ظهره في السوق ويراه الناس.
وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- ناصحًا للناس؛ يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وبينما كان يمر بسوق المدينة رأى الناس قد اشتغلوا بالدنيا، فوقف في وسط السوق وقال: يا أهل السوق: إن ميراث رسول الله ( يقسم وأنتم هنا، ألا تذهبون فتأخذوا نصيبكم منه! فقالوا: وأين هو؟ قال: في المسجد. فأسرع الناس إلى المسجد ثم رجعوا إلى أبي هريرة فقال لهم: ما لكم رجعتم؟! قالوا: يا أبا هريرة، قد ذهبنا إلى المسجد، فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئًا يقسم! فقال: وماذا رأيتم؟ قالوا: رأينا قومًا يصلون، وقومًا يقرءون القرآن، وقومًا يذكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: فذاك ميراث محمد (.
وعاش أبو هريرة لا يبتغي من الدنيا سوى رضا الله وحب عباده من المسلمين حتى حضرته الوفاة، فبكى شوقًا إلى لقاء ربه، ولما سئل: ما يبكيك؟ قال: من قلة الزاد وشدة المفازة، وقال: اللهم إني أحب لقاءك فأحبب لقائي. وتوفي -رضي الله عنه- بالمدينة سنة (59 هـ)، وقيل سنة (57هـ)، وعمره (78) سنة، ودفن بالبقيع بعدما ملأ الأرض علمًا، وروى أكثر من (5000) حديث.



ـآللهم أنهلنآ من ـآلعلم
كمآ نهل منه أبآ هريرة رضي ـآلله عنه
يآرب آلعآلمين

لكم مني كل الود
دمتم بحفظ الباري ورعايته

abu-yousef
07-07-2009, 02:59 PM
با رك الله فيك

abdulmohsin
13-10-2012, 06:52 AM
الأخ كاتب الموضوع:
يبدو أن صاحبك هذا أفضل من جميع الصحابة الذين صاحبوا النبي صلى الله عليه وآله من بعثته حتى وفاته ( 23 سنة وأكثر ) بالرغم من قصر مدة اسلامه ( 2 سنة أو أقل ) فتأمل إإإ
أخي الكريم أعتقد أنك بحاجة الى اعادة البحث عن هذا الشخص ولكن بكلتا عينيك لا بعين واحدة وقراءة جميع أو على ألأقل معظم كتب التأريخ وكتب السيرة وووووو...وسترى العجائب ,,, وشكرا

abdulmohsin
09-11-2012, 08:48 AM
وكان أبو (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) هريرة (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) شديد الفقر، لدرجة أنه كان يربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع، وذات يوم خرج وهو جائع فمر به أبو بكر -رضي الله عنه-، فقام إليه أبو (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) هريرة (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) وسأله عن تفسير آية من كتاب الله، وكان أبو (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) هريرة (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) يعرف تفسيرها، لكنه أراد أن يصحبه أبو بكر إلى بيته ليطعمه، لكن أبا بكر لم يعرف مقصده، ففسر له الآية وتركه وانصرف، فمر على أبي (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) هريرة (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فسأله ففعل معه مثلما فعل أبو بكر.
ثم مر النبي ( فعلم ما يريده أبو (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) هريرة (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) فقال له النبي (: (أبا هريرة)، فقال: لبيك يا رسول الله، فدخلت معه البيت، فوجد لبنًا في قدح، فقال (: (من أين لكم هذا؟) قيل: أرسل به إليك. فقال النبي (: (أبا هريرة، انطلق إلى أهل الصفة (الفقراء الذين يبيتون في المسجد) فادعهم)، فحزن أبو هريرة، وقال في نفسه: كنت أرجو أن أشرب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، ثم قال في نفسه: لابد من تنفيذ أمر الرسول (، وذهب إلى المسجد، ونادى على أهل الصفة، فجاءوا، فقال في نفسه: إذا شرب كل هؤلاء ماذا يبقى لي في القدح، فأتوا معه إلى بيت النبي (، فقال له النبي (: (أبا هر، خذ فأعطهم)، فقام أبو (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) هريرة (http://www.jo1sat.com/showthread.php?t=80492) يدور عليهم بقدح اللبن يشرب الرجل منهم حتى يروى ويشبع، ثم يعطيه لمن بعده فيشرب حتى يشبع، حتى شرب آخرهم، ولم يبق في القدح إلا شيء يسير، فرفع النبي ( رأسه وهو يبتسم وقال: (أبا هر) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت) قلت: صدقت يا رسول الله، فقال الرسول: (فاقعد فاشرب).
قال أبو هريرة: فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال النبي ( يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغًا (مكانًا)، فقال النبي (: (ناولني القدح) فأخذ النبي ( القدح فشرب من الفضلة. [البخاري].
أخي الكريم : السلام عليكم
أعلاه هو من موضوعك ... وقد تم التدليس فيه كما هو باللون الأحمر , كون الرواية الصحيحة الواردة في صحيح البخاري تختلف عن ماورد أعه في موضوعك
وهذه هي رواية البخاري:
أنَّ أبا هُرَيرَةَ كان يقولُ : آللهِ الذي لا إلهَ إلا هو، إن كنتُ لأعتمِدُ بكَبِدي على الأرضِ منَ الجوعِ، وإن كنتُ لأشُدُّ الحجَرَ على بطني منَ الجوعِ، ولقد قعَدتُ يومًا على طريقِهم الذي يَخرُجونَ منه، فمرَّ أبو بكرٍ، فسأَلتُه عن آيةٍ من كتابِ اللهِ، ما سأَلتُه إلا ليُشبِعَني، فمرَّ ولم يَفعَلْ، ثم مرَّ بي عُمَرُ، فسأَلتُه عن آيةٍ من كتابِ اللهِ، ما سأَلتُه إلا ليُشبِعَني، فمرَّ ولم يَفعَلْ، ثم مرَّ بي أبو القاسمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتبسَّم حين رآني، وعرَف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال : ( يا أبا هِرٍّ ) . قلتُ : لبَّيكَ يا رسولَ اللهِ، قال : ( اِلحَقْ ) . ومَضى فاتَّبَعتُه، فدخَل، فاستَأذَنتُ، فأذِن لي، فدخَل، فوجَد لبنًا في قَدَحٍ، فقال : ( من أين هذا اللبنُ ) . قالوا : أهداه لك فلانٌ أو فلانةٌ، قال : ( أبا هِرٍّ ) . قلتُ : لبَّيكَ يا رسولَ اللهِ، قال : ( اِلحَقْ إلى أهلِ الصُّفَّةِ فادعُهم لي )... الرواية .

محمد الصمادي
09-11-2012, 10:08 AM
اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

abdulmohsin
13-11-2012, 11:01 AM
كمية حديثه
أجمع أهل الحديث ـ كما في ترجمتة من (الإصابة) (1) وغيرها ـ علىانه اكثر الصحابة حديثاً، وقد ضبط الجهابذة من الحفظة الاثبات حديثه؛ فكان خمسة آلاف وثلاثمائة وسبعين مسنداً. وله في البخاري فقط اربعمائة وستة واربعين حديثاً (2).
وقد نظرنا في مجموع ما روى من الحديث عن الخلفاء الأربعة فوجدناه
____________
(1) راجع السطر الأخير: 4/240 من الاصابة المطبوع في هامشها كتاب الاستعياب.
(2) راجع من إرشاد الساري شرح أول حديث لأبي هريرة أخرجه البخاري في صحيحه وهو باب امور الايمان من كتاب الايمان: 1/212 من الأشاد للشارح القسطلاني تجد النص ثمة على أن أبا هريرة روى عن النبي صلى الله عليه واله: 5374 حديثاً وان له في صحيح البخاري فقط اربعمائة وستة واربعين حديثاً وضبظ ابن حزم ايضا مجموع ما حدث به أبو هريرة فكان كما سمعت: 5374 مسنداً فراجع: 4/138 من فصل ابن حزم أثناء كلامه في وجوه المفاضلة.



بالنسبة إلى حديث أبي هريرة وحده أقل من السبعة والعشرين في المائة؛ لأن جميع ما روى عن أبي بكر انما هو مائة واثنان واربعون حديثاً (1) وكل ما اسند الى عمر انما هو خمسائة وسبعة وثلاثين حديثاً (2) وكل ما لعثمان مائة وستة واربعين حديثاً (3) وكلما رووه عن على خمسمائة وستة وثمانين مسنداً (4) فهذه الف واربعمائة واحد عشر حديثاً، فاذا نسبتها إلى الحديث أبي هريرة وحده ـ وقد عرفت انه: 5374 ـ تجد الأمر كما قلناه.
فلينظر ناظر بعقله في ابي هريرة، وتأخره في اسلامه، وخموله في حسبه وأميته، وما إلى ذلك مما يوجب اقلاله. ثم لينظر إلى الخلفاء الأربعة وسبقهم واختصاصهم، وحضورهم تشريع الاحكام، وحسن بلائهم في اثنتين وخمسين سنة، ثلاث وعشرين كانت بخدمة رسول الله صلى الله عليه واله وتسعة وعشرين من بعده ساسوا فيها الأمة وسادوا الامم، وفتح الله لهم ملك كسرى وقيصر؛ فمدنوا المدن؛ ومصروا الأمصار، ونشروا دعوة الإسلام وصدعوا بأحكامه،
____________
(1) ضبطها الجهابذة، فكانت بهذا العدد، وممن صرح بعدتها جلال الدين السيوطي في أحوال أبي بكر من كتابه(تاريخ الخلفاء) وقد أوردها ثمة باجمعها في فصل افرده لها. وصبطها أيضاً العلامة النووي في التهذيب وابن حرم الظاهري في: 4/137 من الفصل في الملل والنحل فنص على انها بهذا العدد، والذهبي صرح (في ترجمة ابراهيم بن سعيد الجوهري من ميزان الاعتدال): بانه لايصح لأبي بكر عشرون حديثاً.
(2) قال السيوطي في أوائل ترجمة عمر من تاريخ الخلفاء: وروى له عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسمائة حديث وتسعة وثلاثين حديثا، وضبطها ابن حزم بهذا العدد في: 4/138 من فصله وقال: إنما يصح منها نحو خمسين.
(3) نص على ذلك جلال الدين السيوطي في أوائل أحوال عثمان من تاريخ الخلفاء.
(4) كما نص عليه السيوطي في أوائل ترجمة على من تاريخ الخلفاء وصرح به ابن حزم في: 4/137 من فصله.



وأذاعوا السنن، ينحدر عنهم السيل، ولا يرقى اليهم الطير؛ فكيف يمكن والحال هذه أن يكون المأثور عن أبي هريرة وحده أضعاف المأثور عنهم جميعاً افتونا يا اولي الالباب؟!.
وليس ابو هريرة كأم المؤمنين عائشة وان اكثرت أيضاً؛ فقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل إسلام أبي هريرة بعشر سنين (1) فكانت في مهبط الوحي والتنزيل ومختلف جبرائيل وميكائيل أربعة عشر عاماً، وماتت قبل موت أبي هريرة بيسير (2).
وشتان بين الصحبتين ويبن الفطنتين، اما امر الصحبتين فمعلوم، واما الفطنتان فقد كان فهم عائشة يبارى سمعها. وقلبها يسبق اذنها؛ فلا أرشح منها فؤاداً، ولا أسرع تناولا، ما نزل بها شئ إلا انشدت فيه شعراً، وعن عروة ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وعن مسروق رأيت مشيخة من أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض.
ومع هذا فان جميع ما روى عنها انما هو عشرة
____________
(1) اخرج ابن البر في احوال عائشة من الاستيعاب عن ابن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج عائشة في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين وعرس بها في المدينة في شوال على رأس ثمانية عشر شهراً من مهاجرته إلى المدينة أهـ فيكون زواجها قبل أسلام أبي هريرة بعشر سنين، إذ لاريب في ان اسلامه انما كان سنة سبع.
(2) توقيت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة سبع وخمسين أو ثمان وخمسين قبيل وفاة أبي هريرة بيسير، وهو الذي صلى عليها بامر الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان والياً على المدينة من قبل عمه معاوية اراد كرام أبي هريرة فامره بالصلاة عليها ودفنت بالبقيع.



مسانيد ومائتا مسند والفا مسند (1) فحديثها أقل من نصف حديث أبي هريرة.
ولو ضمت حديثها وحديث أم سلمة مع بقائها الى ما بعد وقعة الطف، وجمعت ذلك كله إلى حديث البقية من أمهات المؤمنين؛ وحديث سيدى شباب أهل الجنة وسيدة نساء العالمين وحديث الأربعة من خلفاء المسلمين ما كان كله إلا دون حديث أبي هريرة وحده! وهذا أمر مهول الفت اليه ارباب العقول.

* * *