المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معجزات الرسل



محمد طلال هديب
07-03-2009, 01:11 PM
معجزات الرسل



إذا جاء أحد من الناس وادعى أن الله اختاره واجتباه وارتضاه لأن يكون رسولاً من عند الله تعالى إلى الناس ، فإن الناس لا يمكن أن يقبلوا قوله في بادئ الأمر ، مهما كان حميد السيرة مرضي الخلق حسن العشرة بين قومه - إلا إذا جاء بدليل قاطع يثبت أنه حقاً رسول الله إليهم .

هذا الدليل الذي يثبت رسالة الرسول وأنه موفد من عند الله هو ( المعجزة ) .


تعريف المعجزة

هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد نبي مرسل ليقيم به الدليل على صدق نبوته.
* فالأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه كل منهم قد أوتي من الحجج والمعجزات والدلائل على صدق وصحة ما جاء به عن ربه ما فيه كفاية وحجة لقومه من أولي البصائر والنهى لا من أهل العناد والشقاء ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم [ ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيه وحياً أوحاه الله إليَّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ] (متفق عليه) وقوله صلى الله عليه وسلم [ وإنما كان الذي أوتيته ] أي جله وأعظمه القرآن الذي أوحاه الله إليَّ فإنه باقٍ لا يبيد ولا يذهب كما ذهبت معجزات الانبياء وانقضت بانقضاء أيامهم فلا تشاهد بل يخبر عنها ، بخلاف القرآن العظيم فإنه معجزة متواترة عنه مستمرة دائمة البقاء بعده ، مسموعة لكل من ألقى السمع وهو شهيد ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم .. [ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ] أي لاستمرار معجزة القرآن إلى يوم الدين فلهذا يكون يوم القيامة أكثر الأنبياء تبعاً .





معجزات الرسل من جنس ما شاع في أزمانهم

اعلم أن من حكمة الله تعالى البالغة أنه يؤيد رسله بمعجزات من نوع ما فاق وأبدع فيه القوم المرسل إليهم حتى تنقطع حجتهم عن رسولهم ، لأن الرسول لو جاء بمعجزة من نوع يجهلونه وطالبهم أن يأتوا بمثلها لكان لهم أن يقولوا: إن هذا شيء نجهله ولو علمناه لعارضناه، أما إذا تحداهم الرسول بمعجزته في أمر قد برعوا فيه وأجادوه ثم لم يستطيعوا معارضته فإن ذلك يفحمهم ويلزمهم الحجة، فمثلاً عندما أرسل الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام كان فن السحر شائعاً في القبط قوم فرعون، ولهم فيه المهارة التامة، ويعلمون ما هو ممكن للبشر معرفته وصنعه منه وما ليس ممكنا له، فلما سحر السحرة منهم الحبال والعصى بأمر فرعون، وصارت تُرى حيات تسعى ألقى سيدنا موسى عليه السلام عصاه بأمر الله تعالى فقلبها الله ثعباناً عظيماً فابتعلت تلك الحيات الكثيرة، ثم لما أخذها بيده عادت عصا كما كانت، فخر السحرة لله ساجدين، وآمنوا برسالة موسى، وصبروا على تعذيب فرعون لهم، وما ذلك إلا لأنهم بسبب معرفتهم فن السحر وعلمهم بمقدار ما يدخل منه في طوق البشر وما لا يدخل، أيقنوا أن تلك الخارقة: وهي انقلاب العصى ثعباناً ابتلع حبالهم وعصيهم المسحورة على صورة الحيات، ثم عودتها كما كانت ـ مع تلاشي حبال السحرة وعصيهم ـ دليل على أن ما حصل على يد موسى ليس سحراً، وإنما هو آية ومعجزة من عند الله تعالى .

ولما بعث الله تعالى سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام كان فن الطب شائعاً في بني إسرائيل ، فكان من حكمته تعالى أن جعل كثيراً من معجزاته عليه السلام من قبيل أعمال أهل الطب ، فأبرأ الله على يديه الأبرص والأكمه ( الذي ولد أعمى ) وأحيا الموتى ، فأهل المعرفة في علم الطب لا يحتاجون في تصديق رسالته إلى أمر صعب ، بل من الواضح لديهم أن يقولوا : إننا نعلم فن الطب ومقدار ما يمكن للإنسان أن يبلغه فيه من الأعمال وما لا يمكنه - فيدخل في طاقة الأطباء الحذاق أن يشفوا الأبرص ، ولكن ذلك يحدث بمعالجة مخصوصة مع مرور زمان مخصوص ، وأما شفاؤه في الحال بمجرد لمسه أو الدعاء له فهذا ليس في طوقهم . ويمكنهم أن يشفوا مرض العمى الذي يكون عرضياً ليس مخلاً بجوهر البصر، وأما شفاء الأكمه عديم البصر فهذا ليس في طوقهم ، وكذلك إحياء الموتى.



وحيث إن عيسى قد أتى بهذه الخوارق التي لا يستطيعها حذاق الأطباء ، فإن ذلك دليل على صدق دعواه الرسالة .



ولما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - وكان أمياً لا يعرف القراءة والكتابة ـ ولم يجتمع مع أهل القراءة والكتابة اجتماعاً يمكنه من التعلم منهم ويؤهله لاكتساب جملة معارف الأمم وشرائع الأقدمين ، وقوانين المماليك ، ولم يعلم عنه في تلك المدة أنه كان يدرس شيئاً مما ذكر ، وكذلك لم يحصل له في تلك المدة - مدة حياته قبل البعثة - أن مارس صناعة الفصاحة والبلاغة ، فلم يكن له عناية بالأشعار والخطب والرسائل العربية ، لا قولاً ولا رواية ، ولم يكن مولعاً بمحاورة الفصحاء ، ومغالبة البلغاء حتى تقوى فيه ملة الفصحاة والبلاغة ، وحتى يصبح أهلاً لبلوغ الدرجة القصوى فيها ( مع العلم بأنه مع عدم التعلم والممارسة كان أفصح العرب ، وأوتي جوامع الكلم بما وهبه الله وعلمه ) فلما أرسل بين جماهير العالم من عرب وعجم مع فقر في المال ، وفقد للناصر والمعين ، فادعى أن الله تعالى أرسله إلى الناس كافة ليبلغهم شرعه ودينه ، وليبشر من اتبعه بالفلاح في الدنيا والآخرة ، ولينذر من تولى وأعرض بالخزي والشقاء فيها ، وأعلن فيهم الدعوة إلى توحيد الله تعالى ، وهدم كل ما ورثوه من شرك وكفر ، وأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويحل لهم الطيبات ، ويحرم عليهم الخبائث ، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم .



عندما فعل ذلك وسمع منه الجماهير هذه الدعوة العظيمة نفروا منه ، وعادوه أشد المعاداة ، وهجره الأهل والخلان ، وكذبه الشيوخ والشبان ، ثم أخذوا في مجادلته ومخاصمته ، وطلبوا الحجة على صدق دعواه الرسالة ، فجاءهم صلى الله عليه وسلم بمعجزات كثيرة سنذكر بعضها فيما يأتي ، غير أن المعجزة الخالدة التي استند إليها في إثبات رسالته وجعلها الأساس في ذلك ، وتحداهم بها ثلاثة عشرين عاما هي المعجزة العقلية المعنوية العظمى ( القرآن الكريم ) فقد تحداهم أن يأتوا بمثله فعجزوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه فعجزوا ، ثم أعلمهم بأنه لو اجتمع البشر كلهم ، وتظاهرت الجن معهم على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ما استطاعوا أن يأتوا بسورة مثله ولو كأقصر سورة منه . قال تعالى : ( أم يقولون افتراه ، قل فأتوا بعشر سورٍ مثله مفترياتٍ وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) (هود/ 13) .


وقال تعالى : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله ، وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) (يونس/ 38)

وإنما كان القرآن هو المعجزة الأساسية التي تحدي بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم قومه ، لأنه كان في الأمة العربية أمراء الفصاحة والبلاغة وكان العرب أكثر الناس شاعراً وخطيباً ، وفيهم العالمون بأساليب الفصاحة والبلاغة ، والمحيطون بأسرارها ، وبما هو في طوق البشر من مراتبها وبما ليس في طوقهم .



لذلك لما عرض عليهم القرآن ، وأخذ يتحداهم كما سبق - وهو يسفه أحلامهم ويعيب أخلاقهم ، ويندد بآثامهم - نظر فيه علماء البلاغة والفصاحة منهم ثم أيقنوا بعد المكابرة أنهم أعجز من أن يأتوا بآية واحدة مثل آياته.



ولا يزال القرآن ـ وسيظل ـ يتحدى العالم كله في كل زمان ومكان ، ولن يستطيع العالم ـ مهما أوتي من علوم الفصاحة والبلاغة وغيرهم ـ أن يعارض آية من كتاب الله ، وصدق الله إذ يقول: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا) (الإسراء/ 88) .

محمد طلال هديب
07-03-2009, 01:56 PM
من واجبي
والف شكر لك

Raed Saadeh
07-03-2009, 02:17 PM
http://www.merkaz.net/up/uploads/46825.gif (http://www.merkaz.net/up/46825.html)

الاسطورة
05-07-2009, 02:48 PM
كل الشكر اخي

رائد عبيد
05-07-2009, 03:23 PM
بارك الله فيك يا غالي

رائد حسن صويص
07-07-2009, 02:06 AM
باختصار احبكم بالله

رائد حسن صويص
07-07-2009, 02:09 AM
اللهم اصلح لنا عملنا فى الدنيا والاخره وارضى عنا ياالله قولو امين

رائد حسن صويص
07-07-2009, 02:14 AM
معكم اشهد اننى اجتمع فى خيرة الشباب بارك الله فيكم

رائد حسن صويص
07-07-2009, 02:20 AM
انتم متميزين دائما كما الاردن متميز بعطاءه

rahaal
19-07-2009, 05:24 PM
موضوع مميز بارك الله فيـك

دمت في حفظ الرحمن