المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزوة بدر الكبرى



محمد طلال هديب
17-02-2009, 07:38 PM
غزوة بدر الكبرى

كان من عادة قريش أن تذهب بتجارتها إلى الشام لتبيع وتشتري فتمر في ذهابها وإيابها بطريق المدينة، ففي شهر جمادى الثانية من السنة الثانية للهجرة بعثت قريش بأعظم تجارة لها إلى الشام في عير كبيرة (وهم يسمون الركب الخارج بالتجارة عيرا) خرج بها أبو سفيان بن حرب في بضعة وثلاثين رجلا من قريش، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم في مائة وخمسين رجلا من المهاجرين فلم يدركهم، وتسمى هذه غزوة (العشيرة)، باسم واد من ناحية بدر.

ولما علم برجوعهم من الشام خرج إليهم في العشر الأوائل من شهر رمضان في ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا من المهاجرين والأنصار، معهم فرسان وسبعون بعيرا، وسار حتى عسكر بالروحاء، وهو موضع على بعد أربعين ميلا في جنوب المدينة.

وكان أبو سفيان حين قرب من الحجاز يسير محترسا، فلما علم بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الطريق المسلوكة وسار بساحل البحر، ثم بعث رجلا إلى مكة ليخبر قريشا ويستنفرهم لحفظ أموالهم، فقام منهم تسعمائة وخمسون رجلا فيهم مائة فارس وسبعمائة بعير، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخروج هذا الجمع استشار أصحابه فأشاروا بالإقدام، فارتحل بهم حتى وصل قريبا من وادي بدر، فبلغه أن أبا سفيان قد نجا بالتجارة وأن قريشا وراء الوادي، لأن أبا جهل أشار عليهم بعد أن علموا بنجاة العير ألا يرجعوا حتى يصلوا بدراً فينحروا ويطعموا الطعام ويسقوا الخمور فتسمع بهم العرب فتهابهم أبدا.

فسار جيش المشركين حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي (أي الشاطئ البعيد للوادي)، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه حتى نزلوا بالعدوة الدنيا من الوادي، ولم يكن بها ماء فأرسل الله تعالى الغيث حتى سال الوادي فشرب المسلمون وملئوا أسقيتهم، وتلبدت لهم الأرض حتى سهل المسير فيها، أما الجهة التي كان بها المشركون فإن المطر أوحلها، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه حتى نزل بأقرب ماء من القوم، وأمر ببناء حوض يملأ ماء لجيشه؛ كما أمر بأن يغوّر ما وراءه من الآبار حتى ينقطع أمل المشركين في الشرب من وراء المسلمين، ثم أذن لأصحابه أن يبنوا له عريشاً يأوى إليه، فبني له فوق تل مشرف على ميدان القتال.

فلما تراءى الجيشان، وكان ذلك في صبيحة يوم الثلاثاء 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة قام النبي صلى الله عليه وسلم بتعديل صفوف جيشه حتى صاروا كأنهم بنيان مرصوص، ونظر لقريش فقال: اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني.

ثم برز ثلاثة من صفوف المشركين، وهم عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة وطلبوا من يخرج إليهم، فبرز لهم ثلاثة من الأنصار، فقال المشركون: إنما نطلب أكفاءنا من بني عمنا (أى القرشيين)، فبرز لهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعليّ بن أبي طالب، فكان حمزة بإزاء شيبة وكان عبيدة بإزاء عتبة وكان عليّ بإزاء الوليد، فأما حمزة وعليّ فقد أجهز كل منهما على مبارزه، وأما عبيدة فقد ضرب صاحبه ضربة لم تمته وضربه صاحبه مثلها، فجاء علي وحمزة فأجهزا على مبارز عبيدة وحملا عبيدة وهو جريح إلى صفوف المسلمين، وقد مات من آثار جراحه رضى الله عنه.

ثم بدأ الهجوم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العريش يشجع الناس ويقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، وأخذ من الحصباء حفنة رمى بها في وجوه المشركين قائلا: شاهت الوجوه ( أي: قبحت)، ثم قال لأصحابه: شدوا عليهم. فحمى الوطيس (أي: اشتد القتال). وأمد الله تعالى المسلمين بملائكة النصر، فلم تك إلا ساعة حتى انهزم المشركون وولوا الأدبار، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، فقتلوا منهم سبعين رجلا وأسروا سبعين، ومن بين القتلى كثيرون من صناديدهم.

ولما انتهت الموقعة أمر عليه الصلاة والسلام بدفن الشهداء من المسلمين، كما أمر بإلقاء قتلى المشركين في قليب بدر، ولم يستشهد من المسلمين سوى أربعة عشر رجلا رضي الله عنهم.

بعد أن انتهي القتال في بدر ودفن الشهداء والقتلى؛ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمع الغنائم فجمعت، وأرسل من يبشر أهل المدينة بالنصر، ثم عاد عليه الصلاة والسلام بالغنائم والأسرى إلى المدينة، فقسم الغنائم بين المجاهدين ومن في حكمهم من المخلَّفين لمصلحة، وحفظ لورثة الشهداء أسهمهم، وأما الأسرى فرأى بعد أن استشار أصحابه فيهم أن يستبقيهم ويقبل الفداء من قريش عمَّن تريد فداءه، فبعثت قريش بالمال لفداء أسراهم، فكان فداء الرجل من ألف درهم الى أربعة آلاف درهم بحسب منزلته فيهم، ومن لم يكن معه فداء وهو يحسن القراءة والكتابة أعطوه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم، فكان ذلك فداءه.

وكان من الأسرى العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُعفه من الفداء مع أنه إنما خرج لهذه الحرب مُكْرَها، وقد أسلم العباس عقب غزوة بدر ولكنه لم يظهر إسلامه إلا قبيل فتح مكة.

وكان منهم أيضاً أبو العاص بن الربيع زوج زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد افتدته رضى الله عنها بقلادتها فرُدَّت إليها، واشترط عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يمكّنها من الهجرة إلى المدينة فوفي بشرطه، وقد أسلم قبل فتح مكة، فرد إليه النبي صلى الله عليه وسلم زوجته. ومنهم من منَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم بغير فداء؛ كأبي عزة الجمحي الذي كان يثير بشعره قريشاً ضد المسلمين، فطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفكه من الأسر على ألا يعود لمثل ذلك، فأطلقه على هذا الشرط، ولكنه لم يف بعهده بعد، وقتل بعد غزوة أحد.

ومن قتلى قريش: أبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وحنظلة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة، والجراح والد أبي عبيدة، قتله ابنه أبو عبيدة بعد أن ابتعد عنه فلم يرجع.

وأما شهداء بدر الأربعة عشر فمنهم ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار، فمن المهاجرين: عبيدة بن الحارث وعمير بن أبي وقاص، ومن الأنصار: عوف ومعوّذ ابنا عفراء الخزرجيان، وهما اللذان قتلا أبا جهل، ومنهم سعد بن خيثمة الأوسيّ أحد النقباء في بيعة العقبة.

وصول خبر القافلة


وصل الخبر للمسلمين بأن أبو سفيان بن حرب (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%A8%D 9%88_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7% D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%B 1%D8%A8&action=edit) جاء من الشام في قافلة ضخمة لقريش، تحمل أموال و تجارة لهم، و قُدّر عدد الجال بها ما بين ثلاثين الى أربعين رجلا من قريش، منهم مخرمة بن نوفل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AE%D 8%B1%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D9%86_ %D9%86%D9%88%D9%81%D9%84&action=edit)، وعمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A 8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8% A7%D8%B5).‏‏ فلما وصل الخبر للنبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) (ص) ندب المسلمين إليهم، وقال ‏‏:‏‏ هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله يُنْفِلُكُموها‏‏.‏‏
فبدأ الناس ييستعدون للإنطلاق، البعض جهز سلاحا والبعض الأخر لم يجهز سلاح بل وسيلة نقل من ناقة و خلافة، إذ أنهم لم يعتقدوا بإحتمالية قيام الحرب.‏‏
كان أبو سفيان حينما يقترب من الحجاز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7 %D8%B2) كعادته يتحسس الأخبار ممن كان يلقي من المسافرين و القوافل، تخوفا على أموال قريش من العربان و المسلمين‏‏.‏‏ و وصله من بعض المسافرين‏‏ أن محمد قد استنفر المسلمين للقافلة، فأخذ حذره، و استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B6%D9%85%D 8%B6%D9%85_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A7%D9%8 4%D8%BA%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8 A&action=edit) ، فبعثه إلى مكة ، ليستنفر قريش للدفاع عن أموالهم، وليخبرهم بأن محمدا قد يهاجم القافلة‏‏.‏‏ فإنطلق ضمضم سريعا إلى مكة.
ما أن وصل ضمضم مكة حتى جدع بعيره، وحوّل رحله، وشق قيمصه ، و وقف فوق بعيره ببطن الوادي و هو يصرخ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، اللطيمةَ اللطيمةَ ، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها ، الغوثَ الغوثَ
و قد ذكرت عدة مصادر أن عاتكة بنت عبدالمطلب (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A7%D 8%AA%D9%83%D8%A9_%D8%A8%D9%86% D8%AA_%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7 %D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8&action=edit)، قبل ثلاث أيام من وصول ضمضم، رأت حلما شاهدت فيه صخرة تقع في مكة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B1%D8%A4%D 9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D8%AA% D9%83%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA _%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8 4%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8&action=edit)، فتتحطم و يدخل جميع بيوت مكة قطعة منها.
[تحرير (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%BA%D8%B2%D 9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1&action=edit&section=2)]
إستعداد قريش للخروج


بدأت قريش بتجهيز سلاحها و رجالها للقتال، وقالوا‏‏:‏‏ أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ، كلا والله ليعلمن غير ذلك‏‏.‏‏ و أتفقوا أن يخرج جميع رجالها و ساداتها الى محمد، فمن تخلف أرسل مكانه رجلا أخر، فلم يتخلف أحد من أشرافها عن الخروج‏‏ إلا أبو لهب (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%A8%D 9%88_%D9%84%D9%87%D8%A8&action=edit)، حيث أرسل العاصي بن هشام ابن المغيرة بدلا عنه، و ذلك لكون العاصي مدينا له بأربعة آلاف درهم، فاستأجره أبو لهب بها.
و حاول أمية بن خلف (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D 9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%AE %D9%84%D9%81&action=edit) التخلف، فقد كان شيخا ثقيلا ، فأتاه عقبة بن أبي معيط ، وهو جالس في المسجد، بمجمرة يحملها ، و وضعها بين يديه قائلا‏‏:‏‏ يا أبا علي ، استجمر ، فإنما أنت من النساء، فرد عليه أمية‏‏:‏‏ قبحك الله وقبح ما جئت به، ثم جهز سلاحه و فرسه وخرج مع الناس.‏‏
عند بدء التحرك تخوف البعض بسبب الحرب بين قريش و بين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة، إذ إعتقدوا ان يغدر بهم بنو بكر و هم منشغلون بملاقاة المسلمين. فقال سراقة بن مالك بن ‏جعشم المدلجي، و هو أحد أشراف بني كنانة‏‏:‏‏ أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشئ تكرهونه.
يؤمن الكثير من المسلمين بأن من أجار قريش من بني بكر لم يكن سراقة بل كان إبليس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%B3 )، الشيطان، و هم يعتقدون أنه تقمص شكل سراقة و قال ما قال لقريش.
[تحرير (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%BA%D8%B2%D 9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1&action=edit&section=3)]
حال المسلمين عند مغادرتهم المدينة


يُعتقدُ بأن المسلمين غادروا المدينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A %D9%86%D8%A9) يوم الأثنين الثامن من رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86 ). و قد قام محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) (ص) بالطلب من عمرو بن أم مكتوم (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D9%85%D 8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A3 %D9%85_%D9%85%D9%83%D8%AA%D9%8 8%D9%85&action=edit) بإمامة الصلاة، بعض المصادر تذكر أن إسمه هو عبدالله بن أم مكتوم، و وضع المدينة تحت إدارة أبا لبابة.‏‏
تذكر المصادر أن اللواء سُلّم إلى مصعب بن عمي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%B5%D 8%B9%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%85%D9%8A&action=edit)ر وكان أبيض ‏‏اللون، بينما تذكر مصادرأخرى أنه كان أمام محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) (ص) رايتان سوداوان ، واحدة مع علي بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%8 6_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B7%D8 %A7%D9%84%D8%A8) تسمى‏‏ العقاب، والأخرى مع الأنصار، و قيل أنها كانت مع سعد بن معاذ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A8%D9%8 6_%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B0).
إستعمل المسلمون سبعين بعيرا للسفر، و كانوا يتناوبون الركوب عليها، فمثلا كان محمد (ص) وعلي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد الغنوي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%B1%D 8%AB%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3 %D8%A8%D9%8A_%D9%85%D8%B1%D8%A B%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9% 86%D9%88%D9%8A&action=edit) يتناوبون على ركوب بعير ، و أيضا كان حمزة بن عبدالمطلب (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AD%D9%85%D 8%B2%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%85 %D8%B7%D9%84%D8%A8&action=edit) وزيد بن حارثة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%8 6_%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8% A9) ، وأبو كبشة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%A8%D 9%88_%D9%83%D8%A8%D8%B4%D8%A9&action=edit) وأنسة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%86%D 8%B3%D8%A9&action=edit) ، موليا الرسول محمد (ص) يتناوبون ركوب بعير، وأبو بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%8 3%D8%B1) ، وعمر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%8 6_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8% A7%D8%A8) ، وعبدالرحمن بن عوف (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A8%D 8%AF%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D 9%85%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%88%D9%81&action=edit) يتناوبون ركوب بعير أخر‏‏.‏‏
[تحرير (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%BA%D8%B2%D 9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1&action=edit&section=4)]
طريق المسلمين إلى بدر


إنطلق المسلمون من المدينة بإتجاه مكة، مرورا بنقب المدينة، ثم على العقيق، ثم على ذي الحليفة، ثم على أولات الجيش (و قيل أم إسمها ذات الجيش). ‏‏ثم مر على تُرْبان، ثم على ملل، ثم غَميس الحمام من مريين، ثم على صخيرات اليمام، ثم على السيَّالة، ثم على فج الروحاء، الى أن وصلو الى عرق الظبية.
هنالك وجد المسلمون أعرابيا، فسألوه عن قافلة قريش فلم يعرف، فطلبوا منه السلام على محمد (ص)، فسألهم إن كان من ضمنهم، فأجابوه بذلك، فسلم عليه ثم قال‏‏:‏‏ إن كنت رسول الله فأخبرني عما في بطن ناقتي هذه. رد عليه سلمة بن سلامة بن وقش (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B3%D9%84%D 9%85%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B3 %D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%A 8%D9%86_%D9%88%D9%82%D8%B4&action=edit) ‏‏بأن لا يسأل النبي محمد، بل يدعه هو يخبره ما في بطنها. فوافق الأعرابي. فإذا بسلمة يخبره بأنه (أي الأعرابي) قد واقع الناقة، و هي حبلى منه بسخلة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B3%D8%AE%D 9%84%D8%A9&action=edit) ، فقال محمد لسلمة: مه ، أفحشت على الرجل، ثم أعرض عنه‏‏.‏‏
ثم أكمل المسلمون طريقهم فمروا بسجسج، وهي بئر الروحاء، ثم وصلوا المنصرف، هنالك تركوا طريق مكة بيسار، و اتجهوا يمينا من خلال النازية بإتجاه بدر، الى أن وصلوا وادي‏‏ رُحْقان، و هو وادٍ بين النازية وبين مضيق الصفراء، ثم وصلوا الى المضيق، الى أن إقتربوا من قرية الصفراء.
هنا بعث محمد (ص) بسبس بن الجهني ،(من بني ساعدة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D9%86%D 9%8A_%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF% D8%A9&action=edit)) ، وعدي بن أبي الزغباء الجهني، (من بني النجار (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D9%86%D 9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC% D8%A7%D8%B1&action=edit))، بمهمة إستكشافية إلى بدر ليحضرا له أخبار قافل أبي سفيان بن حرب. لدى وصول المسلمون قرية الصفراء، وهي تقع بين جبلي ، سأل محد (ص) عن إسم الجبلين وعن أهل القرية، فأخبروه بأن الجبلين أحدما يطلق عليه إسم مسلح والآخر مخرىء، أما أهل القرية فهم بنو النار وبنو حراق، بطنان من بني غفار (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D9%86%D 9%8A_%D8%BA%D9%81%D8%A7%D8%B1&action=edit) ، فكره المرور بينهم‏‏.‏‏ ثم تركهم و إتجه نحو اليمين الى واد‏‏ ذَفِران.


عير أبي سفيان

قال ابن إسحاق . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموال لقريش وتجارة من تجاراتهم وفيها ثلاثون رجلا من قريش أو أربعون منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام .
ندب المسلمين للعير وحذر أبي سفيان


قال ابن هشام ويقال عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم . قال ابن إسحاق فحدثني محمد بن مسلم الزهري ، وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن عروة بن ال**ير وغيرهم من علمائنا عن ابن عباس كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر قالوا : لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها .
فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا ، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمر الناس . حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك . فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه . فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة .




وبدر اسم بئر حفرها رجل من غف غزوة بدار ثم من بني النار منهم ا غزوة بدر

سمه بدر وقد ذكرنا في هذا الكتاب قول من قال هو بدر بن قريش بن يخلد الذي سميت قريش به . وروى يونس عن ابن أبي زكريا عن الشعبي قال بدر اسم رجل كانت له بدر .




وذكر أبا سفيان وأنه حين دنا من الحجاز كان يتحسس الأخبار . التحسس بالحاء أن تتسمع الأخبار بنفسك ، والتجسس بالجيم هو أن تفحص عنها بغيرك ، وفي الحديث file:///C:/DOCUME~1/3B5D~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gifلا تجسسوا ، ولا تحسسوا file:///C:/DOCUME~1/3B5D~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif.
ذكر رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب


قال ابن إسحاق فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ويزيد بن رومان عن عروة بن ال**ير قالا : وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها . فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له يا أخي ، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني ، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به
فقال لها : وما رأيت ؟ قالت رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها : ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها . ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة قال العباس والله إن هذه لرؤيا ، وأنت فاكتميها ، ولا تذكريها لأحد .


ذيوع الرؤيا وما أحدثت بين أبي جهل والعباس

ثم أخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان له صديقا ، فذكرها له واستكتمه إياها . فذكرها الوليد لأبيه عتبة ففشا الحديث بمكة حتى تحدثت به قريش في أنديتها .
قال العباس فغدوت لأطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا ، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم فقال لي أبو جهل يا بني عبد المطلب متى حدثت فيكم هذه النبية ؟ قال قلت : وما ذاك ؟ قال تلك الرؤيا التي رأت عاتكة قال فقلت : وما رأت ؟ قال يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال انفروا في ثلاث فسنتربص بكم هذه الثلاث فإن يك حقا ما تقول فسيكون وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت من العرب . قال العباس فوالله ما كان مني إليه كبير إلا أني جحدت ذلك وأنكرت أن تكون رأت شيئا : قال . ثم تفرقنا .
فلما أمسيت ، لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني ، فقالت أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ثم لم يكن عندك غير لشيء مما سمعت ، قال قلت : قد والله فعلت ، ما كان مني إليه من كبير . وايم الله لأتعرضن له فإن عاد لأكفينكنه .
قالت فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه . قال فدخلت المسجد فرأيته ، فوالله أني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال فأقع به وكان رجلا خفيفا ، حديد الوجه حديد اللسان حديد النظر . قال إذ خرج نحو باب المسجد يشتد . قال فقلت في نفسي : ما له لعنه الله أكل هذا فرق من أن أشاتمه قال وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا . أرى أن تدركوها ، الغوث الغوث . قال فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر .




رؤيا عاتكة

وذكر رؤيا عاتكة والصارخ الذي رأته يصرخ بأعلى صوته يا لغدر هكذا هو بضم الغين والدال جمع غدور ولا تصح رواية من رواه يا لغدر بفتح الدال مع كسر الراء ولا فتحها ، لأنه لا ينادي واحدا ، ولأن لام الاستغاثة لا تدخل على مثل هذا البناء في النداء وإنما يقول يا لغدر انفروا وتحريضا لهم أي إن تخلفتم فأنتم غدر لقومكم وفتحت لام الاستغاثة لأن المنادي قد وقع موقع الاسم المضمر ولذلك بنى ، فلما دخلت عليه لام الاستغاثة وهي لام جر فتحت كما تفتح لام الجر إذا دخلت على المضمرات هذا قول ابن السراج ولأبي سعيد السيرافي فيها تعليل غير هذا كرهنا الإطالة بذكره وهذا القول مبني في شرح يا لغدر إنما هو على رواية الشيخ وما وقع في أصله وأما أبو عبيدة فقال في المصنف تقول يا غدر أي يا غادر فإذا جمعت قلت : يا آل غدر وهكذا والله أعلم . كان الأصل في هذا الخبر والذي تقدم تغيير .
وقوله ثم مثل به بعيره على أبي قبيس سمي هذا الجبل أبا قبيس برجل هلك فيه من جرهم اسمه قبيس بن شالخ وقع ذكره في حديث عمرو بن مضاض كما سمي حنين الذي كانت فيه حنين بحنين بن قالية بن مهلايل أظنه كان من العماليق وقد ذكره البكري في كتاب معجم ما استعجم .
قريش تتجهز للخروج


فتجهز الناس سراعا ، وقالوا : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي كلا والله ليعلمن غير ذلك . فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلا . وأوعبت قريش فلم يتخلف من أشرافها أحد .
إلا أن أبا لهب بن عبد المطلب تخلف وبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة وكان قد لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه أفلس بها ، فاستأجره بها على أن يجزئ عنه بعثه فخرج عنه وتخلف أبو لهب .




معنى اللياط

وذكر حديث أبي لهب وبعثه العاصي بن هشام وكان لاط له بأربعة آلاف درهم . لاط له أي أربى له وكذلك جاء اللياط مفسرا في غريب الحديث للخطابي وهو قوله عليه السلام في الكتاب الذي كتبه لثقيف وما كان لهم من دين لا رهن فيه فهو لياط مبرأ من الله . وقال أبو عبيد وسمي الربا لياطا ، لأنه ملصق بالبيع وليس ببيع وقيل للربا لياطا لأنه لاصق بصاحبه لا يقضيه ولا يوضع عنه وأصل هذا اللفظ من اللصوق

ALTAYEB
17-02-2009, 10:45 PM
يعطيك العافية على جهودك الرائعه