المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يغير الانسان بيئته



محمد طلال هديب
27-11-2008, 02:50 PM
كيف يغير الانسان بيئته
من يتجول في حديقة عامة فإن روحه ستحس بالأمان, ومثل هذا يمكن له أن يحدث كذلك في البرية وفي الصحراء, وفي الأماكن الهادئة عموما, من تلك البيئة الآمنة يمكن لنا أن نجد الإنسان العقلاني المتفكرن والمنسجم مع بيئته, المتوافق مع محيطه وكيانه النفسي ,قليل التوتر والاضطراب ,وان علاقة الإنسان بالبيئة لم تزل وإلى حد اليوم علاقة سرية وغامضة,ولقد أدركت الأمم المتقدمة أهمية العمل على تأمين بيئات حضارية متطورة في بلدانها, وراحت تصنع لشعوبها بيئات حضارية متطورة, تنسجم وميولها القومية, حتى أنها وسمت
التكنولوجيا بسماتها القومية, محققة بذلك استقرارا نسبيا.
الشعوب التي تعيش حول الفقر والجهل والتخلف والبلدان غير النامية ذات الاقتصاديات المختلطة التي تسبح بع** التيار بداهة حيث إن كل عملية نفخ للإحصائيات والأرقام لا تع** مطلقا أي نمو حقيقي, ولا يحتاج الملاحظ إلى جهد كبير ليتحقق من صحة هذه النتيجة, فالتضخم الفظيع وتهاوي القدرة الشرائية حيث تتساوى قيمة بعض الوحدات مع ألوف غيرها خلال عقود ماضية بحيث لا يستطيع أي خبير اقتصادي تعليل ذلك, وهذا ما يعنيه كونها تعمل على هامش البرامج التنموية المندمجة والمتكاملة دون الأخذ بالمقاييس الدولية واستيعاب التكنولوجيا والابتداء بنوبات صغيرة قابلة للحياة في الحاضنة المحلية دون الحاجة لوضعها في غرف للعناية المشددة لأن المطلوب منها فيما بعد أن تقود حركة المجتمع بأسره وهذا ما لم يحدث في معظم البلدان النامية.
الحياة في بلد متخلف حيث لا أمل في صلاحه, بلد لم تنشئه الصدفة فحسب, وهو ومنذ بداية تكوينه الأول لم يأخذ بعين الاعتبار أي من المعايير اللازمه للعمران المدني و ضرورات الاجتماع الإنساني, وترسخ الأمر الواقع, وأصبح الموروث هو ما يفرزه الواقع من لحظة الانطلاق الأولى.
من الحكمة القديمة نقرأ أن بإمكان أي مغفل إلقاء صخرة في بئر يعجز عن إخراجها عدة حكماء.
ومن الغريب حقا أن تنشأ حكومات الواقع بنفس الطريقة الموروثة عن واقعها, الأعور الذي يقود الأعمى, ولذلك يكون التعثر حالة مستديمة, فلو أن الأعور الناصح كما هو متوقع له أن يفعل, وأن يستعين بنصح ناصح, والاختيار العقلاني بين الثورة أو الإصلاح مع تجنب اللهو بالقيادة لمجرد القيادة والتقليد غير الهادف,
التقليد غير الملائم للمعطيات المحلية, فالخيمة العربية التقليدية أكثر لياقة من البناء المدفون وسط النفايات والركام ويحف به حي من الخرائب والدروب وسط الحارات القديمة أكثر أمنا من شوارع بلا أرصفه وعبور بركة موحلة أهون من عبور ساحة عامة, وهذا ما يمكن تسميته بإرهاب التخلف, فالإحساس بالخطر مستديم ويسيطر على المشاعر وللتخلف همجية تمنع من الحياة بسلام.
ومن الغريب حقا أن تقوم البلدان من هذا النوع ببناء منشآت سياحية, معزولة داخل أو خارج المدن وذلك وفقا للمقاييس الحديثة وتتباهى بإتقان نسيجها العمراني, في حين كان من واجبها عمل ذلك في كل أنحاء بلدها, ولا يفسر ابتعاد ها وإحجامها عن مثل هذا العمل إلا ضعف الدافعية الوطنية وعدم الإيمان بجدوى استثمار الإنسان المحلي الذي هو الرأسمال البشري المتغير الأهم في كل برنامج تنمية.

الإنسان الذي يعيش تحت تأثير إرهاب التخلف, الجاثم على صدره كالقدر, فالعالم يسير إلى الأمام وهو باق ليس مراوحا في مكانه فحسب بل يتراجع للوراء, وليس بمقدوره فعل أي شي,وهي حالة تبعث على اليأس.

في الخارج أمم وشعوب متحضرة تعيش وفقا لمتطلباتها المحلية, وحكومات (وطنية) تعمل على المنافسة الحرة لخدمتهم والسباق لنيل رضائهم, لتحقيق المزيد من الرفاهية لهم, وتحويل التجمعات المحلية إلى أطقم خدمة مشوهة ومستلبة, وبوحي من القيادات العليا , فيتحول الأجنبي إلى سيد محترم لأنه قادم من بلاد محترمه, وينبغي على الجميع تأمين نفس الشروط له , وهذا الموقف من حيث التصرف لا يخلو من النفاق الصريح, وخوفا عليه تشرع السلطات المحلية على حمايته من المجتمع المحلي بينما يصرح, القادة بخلاف ذلك, مرددين على أسماع ما يسمى(بالمواطنين
أنهم يكيلون لنا بمكيالين ...( أهلا) , إنهم يشتكون من الظلم الدولي بينما نحن نشتكي من الظلم المحلي ...فنحن أيضا نعاني من الكيل بمكيالين أو أكثر....!!
ويبقى السؤال المشروع هل المجتمع الدولي يتطلب كل هذا النفاق؟ والجواب حتما لا، الدليل على ذلك أن المجتمع الدولي نفسه شرع يتساءل , ما سر الانغلاق في البلدان التي عرفت بالسذاجة وقد تحولت إلى العنف وهو أمر غريب عن طبائعها....!
لقد ابتليت شعوبنا بالحكومات المتعالية بوقاحة تامة عن الواقع المحلي بدون أي تفسير منطقي لهذا الاستعلاء, الذي أصبح هو الآخر منطقا حكوميا غير مفهوم, غير ازدواجية ليس لها ما يبررها سوى الجوع للسلطة والاستمرار على هذا النهج صلف لا مبرر له، عقدة النقص فاضحة وواضحة لدى الحكومات (الوطنية) ومن هذه الازدواجيات الوطنية والدولية تجد الشعوب نفسها مضطرة لتحدي الواقع من الظلم المركب عليها وحدها ,وبعد عقود من الأريحية والصبر بدون جدوى.
الأسئلة كانت من نوع : لماذا نجتمع؟ لماذا اجتمعنا أصلا ؟ ولماذا يسير العالم ونحن متراجعون إلى الخلف؟ القول بأن مجتمعاتنا حاضنة طبيعية للإرهاب من أهون المسلمات, لقد شبعت شعوبنا من الوعود بالإصلاح ولم يعد هناك بد من مواجهة الحقيقة.
ولإفهام السيد المحترم والمواطن العالمي صاحب السيادة الحقيقية فيما يسمى (مواطن عالمي من الدرجة الأولى) والمعزول عن فهم مشكلاتنا الحقيقية فكان لا بد من عمل شيء.
الحواس الخمس غير كافية لمواطن العالم المتخلف بحسب الرأي السائد, إذ من الضروري له استخدام كافة الحواس, بل لابد من تآزر الحواس السبع.
الحواس السبع وفي آ ن واحد تعني فيما تعنيه العودة إلى الغريزة الحيوانية وتراجع الفكر وضمور المكونات الإنسانية.
عود على بدء, فالجنس البشري لم يتطور لو لم يخرج نفسه من بيئة الوحوش الضارية, فكيف تكون البيئة الاجتماعية وهو مطارد ومستهدف من الوحوش الضارية محليا أو دوليا.
إنني ادعي فلسفيا إن الإنسان الذي يعيش في بيئة متوترة, تتطلب منه اليقظة الغريزية وبكل حواسه, حتى يدرأ المخاطر عن نفسه لن يكون له مخ نامٍ بالصفة البشرية المتعارف عليها في علم الاجتماع البشري, لأن حواسه ستنبجس مندفعة نحو الخارج دون أن تتجمع حول دماغه , فهو إنسان مندفع نحو الخارج لا يمسك بداخله.
الحكومات التخلفية حتما ستكون إرهابية وقمعية, ومن الطبيعي لها أن تحيا حياة النجوم الخمس , بل النجوم السبع وتتواطأ مع الأجنبي على دفن النفايات النووية في إقطاعياتها (الثورية) من أجل حفنة قليلة من الدولارات بل وتؤمن على نفسها من خلال تحويل جزء من الثروة الوطنية نحو حسابات خاصة, وتطلب من الأجانب بشكل فهلوي تحمل كوم من الشعارات المرفوعة بحجة الاستهلاك المحلي, ليس إلا..., ماذا تريد الشعوب غير العدل والأمن والسلام ؟ ولكن التركيبة التخلفية المدعمة بالسلطة الطاغية تعيد الشعوب باستمرار إلى المستوى الأدنى من سلم الحضارة.
واليوم وقد تجمعت كل أشكال السيطرة, بل ووقعت كل السلطات في سلة الامبريالية الجديدة وذلك من السلطات المحلية فالإقليمية فالدولية, العسكرية والاقتصادية والمالية والفكرية (مع الأسى والأسف) وحلت ساعة الحساب فالمعلم الأوحد لهم لم يعد آمنا على حياته, ولم تعد الأنظمة التي تحكم بالوكالة قادرة على تفسير ما يحصل ..؟ هل كان الإرهاب على حق ..؟ وهل كان هو الأسلوب الوحيد.؟.
أسئلة شتى لا يحق لي أن أجيب عليها طالما ظلت بيئتنا إرهابية ولا مكان للحوار المعمق ولا مكان فيها للحوار المتمدن...؟. وقد جاء زمن, أقل ما يقال عنه الزمن الغريب, حيث لم تعد السماء آمنة, ومن منا يمكن له أن ينسى الصواريخ عابرة القارات التي أمر بإطلاقها الرئيس الأمريكي الظريف بل كلينتون, وباتجاه عدة دول
في آن واحد وراحت تهبط من السماء كالنيازك والشهب على بلدان ثالثية منهكة, دون إذن ولا دستور, بدون تشريع قانوني ولا رعاية دولية, في الزمن الغريب, زمن الحرب على ( الإرهاب العالمي وقوى الشر) وقانون التسامح صفر, المطلوبون للعدالة جملة, الأفراد والشعوب ..الحكومات والقوميات والأقاليم ..الطوائف والإثنيات, والسؤال الآن ما هو المطلوب منا نحن البشر ؟.. أين يمكن لنا أن نهرب من بيئتنا ؟ لقد صرنا بمثابة رهائن بين الهمجية المحلية وبين الطغيان العالمي؟ البحث المريع عن إبرة سامة وسط كوم من القش وهناك من يطلب حرق كوم القش.
إنني وعلى الرغم من اتجاهي العلمي أو العلماني , الوجودي أو الشيوعي, الإنساني أو الفلسفي فإنني سأدعو الله مالك هذه البيئة وراعيها أن يحمينا نحن سكان أرضه من الهلع والجزع, من الصدمة والترويع ...اللهم احفظ بيئتنا المحلية الساذجة وسط بيئة عالمية عادلة.

محمد طلال هديب
29-11-2008, 02:36 PM
مشكور وبارك الله فيك

محمد طلال هديب
31-01-2009, 04:18 PM
هذا من واجبي

laanani
08-05-2010, 05:14 PM
1

مــــــــشكــــــــور مــــــــشكــــــــور
مــــــــشكــــــــور مــــــــشكــــــــور
مــــــــشكــــــــور مــــــــشكــــــــور
مــــــــشكــــــــور مــــــــشكــــــــور
مــــــــشكــــــــور مــــــــشكــــــــور
مــــــــشكــــــــور مــــــــشكــــــــور
مــــــــشكــــــــور مــــــــشكــــــــور

000000000000000000000000000000 0000000000000000000000

المهندس55
07-05-2011, 03:29 PM
مشكوووووووور

ka79f
08-10-2011, 10:12 AM
مشكور على جهودك