المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التليفزيون المصرى يسقط أمام الفضائيات



حسام مشعل
29-09-2016, 11:40 PM
فى السنوات الأخيرة ظهر التليفزيون المصرى بوجه شاحب يغلب عليه المرض، وسط تطور كبير للفضائيات الخاصة التى استحوذت على كل شىء، سواء على المادة الإعلانية أو نجوم الفن أو برامج «التوك شو» الكبيرة.

أغلب الناس فى الوقت الحالى لا يعرفون شيئاً عن التليفزيون وبرامج عمله طوال العام، وذلك لسيطرة مجموعة من الفضائيات على نسبة المشاهدة من خلال استقطاب الوجوه التى يعرفها الجمهور سواء فى الفن أو السياسة أو فى مجالات أخرى، ولكن تجد التليفزيون المصرى مليئاً بالأخطاء الساذجة والغريبة سواء من مذيعين ليسوا مهنيين أو أخطاء تقنية توضح مدى الإهمال وعدم الاستعداد الجيد، فكيف يعود ماسبيرو من جديد؟ كيف يمكن إعادته لحلبة المنافسة مع الفضائيات؟

فى هذا التحقيق طرحنا هذه الأسئلة على مجموعة من الفنانين والنقاد وكانت آراؤهم كالآتى:

قالت الفنانة الكبيرة نيللى: التليفزيون المصرى افتقد للإمكانيات التى تؤهله لتطوير نفسه، خاصة فى ظل سنوات الاضطراب السياسى التى أثرت كثيرا على الإمكانيات المادية. وأضافت: التليفزيون يحتاج إلى إعادة هيكلة من جديد لكى يلفت انتباه الناس خاصة جيل الشباب لأن نشأتهم كانت فى فترة سيطرة الفضائيات ولذلك هم لا يعرفون شيئا عن التليفزيون، بالإضافة إلى انتشار الفضائيات بشكل كبير فى كل بيت ولم يعد أحد يفكر فى مشاهدة قنوات التليفزيون، فلابد من التفكير أولاً فى كيفية استقطاب الناس من جديد من خلال النظر للأخطاء الكارثية التى عرضت على الشاشة ومعاقبة المخطئين وتصعيد جيل جديد يعمل بفكر مختلف.

من جانبه أكد الفنان أحمد عبدالعزيز أن ماسبيرو يحتاج إلى ثورة تغيير، وقال: كيف يمكننا أن نتحدث فى ظل عدم وجود أى خطة عمل واضحة، فلا توجد أى مادة لكى يجلس المشاهد أمامها، على عكس الفضائيات التى تجدها متواجدة دائما فى أى حدث، وبمادة جيدة تعطى للمشاهد الشعور بالاكتفاء، والغريب أن كافة الإعلاميين الذين يحققون النجاح لهذه الفضائيات كانت بداياتهم من التليفزيون المصرى، ولكن فى ظل عدم إعطائهم حقوقهم التى تجعلهم قادرين على الاستمرار ذهبوا إلى الفضائيات، ولكن التليفزيون المفترض أن يكون قادرا على صناعة إعلاميين جدد وهو الآن فى حاجة إلى إعادة تطوير الأفكار التى تجذب الناس، لأن ضعف المادة المقدمة لم يبعد الجمهور فقط ولكن أبعد أيضا شركات الإعلانات، الذى يحتاج التليفزيون عودتها فى الوقت الحالى ونتمنى أن يدخل التليفزيون خلال المرحلة القادمة ضمن مشروعات التطوير والإصلاح العامة فى مصر، ولابد أن تكون البداية عملية «فلترة» للمهملين الذين يتسببون فى الأخطاء.

الناقد طارق الشناوى قال: خلال السنوات الماضية تعرض التليفزيون لمعاناة شديدة وافتقر كثيرا للقدرة على مواكبة الأحداث، نتيجة عدم وضع برنامج عمل، بالإضافة إلى تعرضه للكثير من الاضطرابات التى أضرت بالعمل، وهو الآن يحتاج إلى إعادة هيكلته من جديد فهناك كثيرون فى ماسبيرو لا يعملون، وبالتالى يؤثرون بشدة على سير حركة العمل، والأزمة أن كل هذه الأحداث حلت على ماسبيرو فى ظل انتشار غير مسبوق للفضائيات وتطوير عملها بشكل كبير، ولذلك نجحت فى لفت الانتباه بشدة إليها حتى سيطرت على الصورة بشكل كامل، وعندما يوجد حدث يذهب الجمهور بشكل تلقائى إليها، فالتلفزيون فى الوقت الحالى يحتاج إلى وجوه تتمتع بمصداقية وأفكار وبرامج عمل حتى يعود الناس إليه من جديد، وأيضا الإعلانات الغائبة بشدة.

الناقدة ماجدة موريس قالت: التليفزيون يفتقد إلى الإمكانيات التى تؤهله للمنافسة سواء إمكانيات مادية أو إمكانيات بشرية، فالأزمة هى عدم وجود الإمكانيات المادية التى تؤهله لمواكبة التطورات الهائلة التى تمتلكها الفضائيات، والسبب أن المرحلة الحالية التى نمر بها تحتاج إلى عمل كثير ولكن لابد على المسئولين عن التليفزيون أن يطوروا من أفكار العمل لأن السنوات الأخيرة ظهر خلالها التليفزيون بدون أى عوامل إبهار تجذب المشاهد إليه، فلابد أن يكون التفكير فى كيفية عودة المشاهد للتليفزيون المصرى من جديد.

الناقدة خيرية البشلاوى قالت: التليفزيون المصرى تأخر كثيرا خلال السنوات الماضية، ولا يمكن محاسبته فى ظل سنوات كان كل شىء يسوده الاضطراب والفوضى، ولكن فى الوقت الحالى لابد من التفكير فى كيفية العودة من جديد، لأن التليفزيون لا يلبى احتياجات المشاهد تماما، وهو ما يضطره للذهاب للفضائيات فى كل شىء، سواء متابعة أحداث سياسية، أو مشاهدة الدراما حتى مباريات كرة القدم، فهو فى حاجة إلى خطة عمل جديدة وكبيرة يسترد بها التليفزيون عافيته ويكون قادراً على مواكبة الفضائيات.