المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ



marj
05-02-2016, 02:26 PM
بسم اله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه

ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا

مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له

وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله ..

اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ

ومَنْ تَبعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً

.. أمْا بَعد ..











قال البخاري رحمه الله - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ
مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»
صحيح البخاري (6/ 192)بَابٌ: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ
- كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ


وجاء في رواية
" خياركم من تعلم القرآن وعلمه ".


سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 167)
" خيركم من تعلم القرآن وعلمه ".


سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 167)
من فقه الحديث :


حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما
كان من تعلم القرآن أو علمه أفضل الناس وخيرهم دل ذلك على ما
قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيرية والفضل من أجل القرآن، وكان له
فضل التعليم جاريًا ما دام كل من علمه تاليًا. .... ومما روى فى
فضل تعلم القرآن وحمله ما ذكره أبو عبيد من حديث عقبة بن عامر
قال: خرج علينا رسول الله ونحن فى الصفة، فقال: (أيكم يحب أن
يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين
فى غير إثم ولا قطيعة رحم. قلنا: كلنا يا رسول الله نحب ذلك قال:
فلأن بعد يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله
خير له من ناقتين ومن ثلاث ومن أعدادهن من الإبل. وذكر عن
كعب الأحبار أن فى التوراة أن الفتى إذا تعلم القرآن وهو حديث
السن وعمل به وحرص عليه وتابعه؛ خلطه الله بلحمه ودمه وكتبه
عنده من السفرة الكرام البررة، وإذا تعلم الرجل القرآن وقد دخل فى
السن وحرص عليه، وهو فى ذلك يتابعه وينفلت منه كتب له أجره
مرتين. وروى عن الأعمش قال: مر أعرابى بعبد الله بن مسعود
وهو يقرئ قومًا القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود:
يقتسمون ميراث محمد (صلى الله عليه وسلم) . وقال عبد الله بن
عمرو: عليكم بالقرآن، فتعلموه وعلموه أبنائكم، فإنكم عنه تسألون،
وبه تجزون، وكفى به واعظًا لمن عقل. وقال ابن مسعود: لا يسأل
أحد عن نفسه غير القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله
ورسوله، وعن أنس عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: (إن لله
أهلين من الناس. قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القرآن،
أهل الله وخاصته) .
شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 266,265)
قال الشيخ صالح بن العثيمين رحمه الله :
الخطاب للأمة عامة فخير الناس من جمع بين هذين الوصفين من
تعلم القرآن وعلم القرآن تعلمه من غيره وعلمه غيره والتعلم والتعليم
يشمل التعلم اللفظي والمعنوي فمن حفظ القرآن يعني صار يعلم
الناس التلاوة ويحفظهم إياه فهو داخل في التعليم وكذلك من تعلم
القرآن على هذا الوجه فهو داخل في التعلم وبه نعرف فضيلة الحلق
الموجودة الآن في كثير من البلاد ولله الحمد في المساجد حيث
يتعلم الصبيان فيها كلام الله عز وجل فمن ساهم فيها بشيء فله أجر
ومن أدخل أولاده فيها فله أجر ومن تبرع وعلم فيها فله أجر كلهم
داخلون في قوله خيركم من تعلم القرآن وعلمه والنوع الثاني تعليم
المعنى يعني تعليم التفسير أن الإنسان يجلس إلى الناس يعلمهم
تفسير كلام الله عز وجل كيف يفسر القرآن والقرآن كما نعلم متشابه
تجد في بعض الأحيان آيات تتكرر بلفظها مثل يا أيها النبي جاهد الكفار
والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير هذه تكررت
بلفظها في سورتين التوبة والتحريم وكذلك كثير من الآيات يتكرر فإذا
علم الإنسان غيره كيف يفسر القرآن وأعطاه القواعد في ذلك فهذا
من تعليم القرآن وليعلم أن القرآن الكريم ليس كغيره من الكتب من
حيث التفسير يعني أنه لا يجوز للإنسان أن يفسر القرآن بهواه ويحمل
الآيات على ما يريده هو كما يفعل أهل الإلحاد بآيات الله عز وجل من
أهل التعطيل وغيرهم يحملون الآية على غير ما أراد الله مثلا يقول
في قوله تعالى {وجاء ربك والملك صفا صفا} يقول وجاء أمر ربك هذا
حرام لا يجوز لأن الذي يفسر القرآن إنما يشهد على الله أنه أراد كذا
وهذه عظيمة وليست هينة لو كنت تفسر كلام عالم من العلماء لعد
ذلك جناية إذا فسرته بما يريد أنت فكيف بكلام رب العالمين ولهذا جاء
في الحديث من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار فالواجب
أن الإنسان يتحرز من أن يقول معنى الآية كذا وكذا وهو لا يدري لكن
إذا كان طالب علم وتكلم بمعنى الآية عند من هو أعلم منه على
أساس أنه سيرشده إذا أخطأ فلا بأس ومن ذلك ما يلقى في
الاختبارات مثل فسر الآية كذا وكذا ويكون الطالب ليس عنده في تلك
الساعة استحضار لمعناها فهل يفسرها بما عنده نقول نعم لأن هذا
يختبر وإذا أخطأ فعنده من سينبهه لكن يتحرى أخطاءه أما الإنسان
الذي يفسر ليس على هذا الوجه وهو ليس عنده علم فإنه لا يجوز له
أن يقدم على هذا لأن كلام الله ليس كغيره
شرح رياض الصالحين
الحمد لله وحزا الله خيرا من أعان وارشد