المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضياع الهوية في الفضائيات العربية



marj
04-01-2016, 03:27 PM
أصدر الدكتور عائض الردادي مؤخرا كتابا بعنوان( ضياع الهوية في الفضائيات العربية) من منشورات المجلة العربية،الرياض ، وذكرت صحيفة الرأي الأردنية في مراجعة حول الكتاب نشرتها في عددها امس الخميس، بأن الردادي يتحدث في كتابه عن الهدف الذي من أجله انشأت الفضائيات العربية ، ويتسآءل إذا ما كانت هذه الفضائيات قد حققت ذلك الهدف ، أو تجاوزته تقصيرا ، أو لامسته من بعيد.

وقد صنف المؤلف هذه الفضائيات إلى ثلاثة أنواع هي: فضائيات الفن الهابط ، و فضائيات الحوار الهادم، وفضائيات البرامج الهادفة أو القريبة منها.

يرى الردادي أن الفضائيات العربية هي فضائيات أجنبية ، فالمحتوى - حسب تعبيره – غربي، لا يحمل ثقافة عربية ، ولا حضارة ولا شيما اسلامية.. و يؤكد أنه لا يكفي أن يكون بث الفضائيات عربيا بلسان فيه عوج ، ولا أن تمول بمال عربي حتى تثبت عربيتها، بل انها تكون عربية إذا نطقت بلسان عربي مبين، وأبرزت وجها عربيا واضح القسمات، وعالجت هما عربيا، وحملت صورة وحضارة عربية.

وأشار الردادي إلى كتاب سعيد عقل (كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية) معتبرا أن عقل تبنى نشر "اللهجة اللبنانية العامية" مثلما فعل في ديوانه ( يارا)، وأضاف أن عددا من الفضائيات العربية نقلت هذا المشروع من النظرية إلى التطبيق، وكأنها وجدت لخدمته.

ويؤكد مؤلف كتاب (ضياع الهوية في الفضائيات العربية) أن " محاولة نشر العامية خارج النطاق الإقليمي لها ، هو اعتداء صارخ على اللغة العربية ، يجب أن يوقف في وجهه بكل حزم".

كما تطرق المؤلف إلى الفضائيات التي تتبنى الحوار الهادم ، والتي تعمل – حسب تعبيره- على إثارة الحزازات، وتفخيم النعرات بين العرب، وعلى محاولة إزالة الفجوة بينهم وبين أعدائهم ، باستضافتها بعض الرموز المعروفة بتوجهها العدائي للعرب وللمسلمين ، وفي اسهامها في توصيل ما يروجون له إلى العقل العربي. مكتفية بالتشكيك دون الوصول بالمشاهد إلى نتائج تنويرية في نهاية تلك الحوارات أو الندوات.

كما انتقد المؤلف ( اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات العربية) واعتبرها عديمة الفاعلية من ناحية التخطيط للأهداف العامة للأمة، ومنها الهوية العربية. ، وأكد أن وجود قنوات تفصل الارتباط بالدين والهوية عن المعاصرة، هو إشارة لانفصام في شخصية تلك الدول التي انشأتها، حين جعلت للهوية قنوات وللضياع قنوات. بينما الأصل في الانتاج التلفازي كما يرى الردادي ، هو أن يكون نابعا من ذات المجتمع، و معبرا عن ماضيه، و حاضره ومستقبله. و أن يقدم لثقافة واحدة مترابطة لا متباينة، لأن الثقافة التلفزيونية تسهم بشكل أساسي في صياغة الهوية وتنشئة الأحيال وتوجيهها ضمن خطاب منطوق ومرئي –(البوابة).