المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذين باهل بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفد نجران



abdulmohsin
02-04-2014, 06:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ، فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول له ، خلفه في بعض مغازيه ، وقال له علي : خلفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية :

( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) ، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 2 ) .

وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال :
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

( 2 ) صحيح مسلم 15 / 175 - 176 ( بيروت 1981 ) . ( * )

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ


لما أنزل الله هذه الآية : ( ندع أبناءنا وأبناءكم ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 1 ) .

ورواه الحاكم في المستدرك ، والبيهقي في سننه ( 2 ) .

وروى الزمخشري في الكشاف ، والفخر الرازي في التفسير الكبير ( في تفسير آية آل عمران : 61 ) ، والشبلنجي في نور الأبصار ( واللفظ له ) قال المفسرون : لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذه الآية على وفد نجران ، ودعاهم إلى

المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر في أمرنا ، ثم نأتيك غدا فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب - وكان كبيرهم وصاحب رأيهم - ما ترى يا عبد المسيح ؟ قال : لقد عرفتم يا معشر النصارى ، أن محمدا نبي مرسل ، ولئن فعلتم ذلك لنهلكن .


وفي رواية قال لهم : والله ما لاعن قوم قط نبيا ، إلا هلكوا عن آخرهم ، فإن أبيتم إلا الإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم ، فودعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد احتضن الحسين عليه

السلام ، وأخذ بيد الحسن عليه السلام ، وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه ، وعلي عليه السلام يمشي خلفهما ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم : إذا دعوت فآمنوا ، فلما رآهم أسقف نجران قال : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوها ، لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا ، فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم قد رأينا أن لا نباهلك ، وأن نتركك على دينك ، وتتركنا على ديننا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

فإن أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم ، فأبوا ذلك ، فقال : إني أنابذكم فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكنا نصالحك على أن

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) صحيح الترمذي 2 / 166 . ( 2 ) المستدرك للحاكم 3 / 150 ، سنن البيهقي 7 / 63 . ( * )

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

لا تغزونا ، ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا ، وأن نؤدي لك في كل سنة ، ألفي حلة ، ألف في صفر ، وألف في رجب . قال : وزاد في رواية : وثلاثا وثلاثين درعا عادية ، وثلاثا وثلاثين بعيرا ، وأربعا وثلاثين فرسا غازية ، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، على ذلك ، وقال : والذي نفسي بيده ، إن العذاب تدلى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله ، حتى الطير على الشجر ، وما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا - قال أخرجه الخازني ( 1 ) .


ويقول صاحب الكشاف : لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء ، وهم علي وفاطمة والحسنان . لأنهما لما نزلت دعاهم صلى الله عليه وآله وسلم ، فأحتضن الحسين ، وأخذ بيد الحسن ، ومشت فاطمة خلفه ، وعلي خلفهما ، فعلم أنهم المراد من الآية ، وأن أولاد فاطمة وذريتهم يسمون أبناءه ، وينسبون إليه نسبة صحيحه نافعة في الدنيا والآخرة ( 2 ) .


وأخرج الدارقطني : أن عليا يوم الشورى ، احتج على أهلها ، فقال لهم : أنشدكم بالله ، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في الرحم مني ، ومن جعله صلى الله عليه وآله وسلم ، نفسه ، وأبناءه أبناءه ، ونساءه نساءه ، غيري ، قالوا : اللهم لا ( 3 ) .


وفي السيرة الحلبية : فلما أصبح صلى الله عليه وآله وسلم ، أقبل ومعه حسن وحسين وفاطمة وعلي ، رضي الله عنهم ، وقال : اللهم هؤلاء أهلي .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) نور الأبصار ص 110 - 111 ، وانظر : تفسير الطبري 6 / 473 - 482 ، تفسير ابن كثير 1 / 555 ،
تفسير النسفي 1 / 161 ، تفسير القرطبي ص 1345 - 1347 ، أسباب النزول للواحدي : ص 67 - 68 ،
فضائل الخمسة 1 / 245 - 246 ، الصواعق المحرقة ص 238 ، صفوة التفاسير 1 / 206 .

( 2 ) تفسير الكشاف 1 / 147 - 148 . ( 3 ) الصواعق المحرقة ص 239 .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

وعند ذلك قال الأسقف لقومه : إني لأرى وجوها ، لو سألوا الله أن يزيل لهم جبلا لأزاله ، فلا تباهلوا فتهلكوا ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني - فقالوا : لا نباهلك ( 1 ) .


وروى السيوطي في تفسير آية المباهلة ( آل عمران : 61 ) قال : وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال : قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام فقالا : أسلمنا يا محمد ، قال :

كذبتما ، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام ، قالا : فهات ، قال : حب الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير، قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه إلى الغد ، فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ، عليهم السلام ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه ، وأقرا له ، فقال : والذي بعثني بالحق ، لو فعلا ، لأمطر عليهم الوادي نارا ، قال جابر : فيهم نزلت ( تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) الآية ، قال جابر :

أنفسنا وأنفسكم ، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلي عليه السلام ، وأبناءنا الحسن والحسين عليهما السلام ، ونساءنا فاطمة عليها السلام ( 2 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

( 1 ) السيرة الحلبية 3 / 236 .
( 2 ) الحافظ أبو نعيم : دلائل النبوة ص 297 - 298 ، فضائل الخمسة 1 / 249 .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(منقول)

abdulmohsin
20-11-2014, 09:52 PM
أين مشاركاتكم ياأخواني الكرام