المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نسمة من منتديات الاردن اولا



RSS FEEDER
20-09-2013, 02:37 AM
إذا لم تعجبك أي جملة أو كلمة في هذا الموضوع فأغلقه ولا تكمله وإذا قرأته للنهاية أحكم على صحته أو سقمه . فأنا آخذ رأيك لأنك موجــود . ورأيك يهمني ..
(((( نسمة من منتديات الاردن اولا ))))

شمالآ ، جنوبآ ، شرقآ ، غربآ ، كمــا يميــل القلــب ......
وكمــا تميــل إلى جانب الطريق .......

تســبقني بسيارتها الأنيقـة ..... تجلس برزانة ولا تنظر إلى شيىء محدد، تلامس المقود بأطراف أصابعها وتحركها على هو فيروز .... أحاول مجاراتها فيما تســمع ، حيث تتحد الإذاعات جميعها على أغنيات فيروز كل صباح ، أبحث عن صوت يطابق صوت الأغنية الصادرة من سيارتها ،
وذلك الكوبليه الذي يمدني بالحيوية كلما سمعته

ســّـلملي عليه سـّـلم ... ألو إني بسّـلم عليه ...
تقدمت بمحاذاتها ورفعت الصوت ، التفتت إليا ونـّـدت منها

إبتسامة عفوية ، أصابتني برعشة جميلة بالقلب ، ومع نسمة هواء هبـّت من ناحيتها ، إلتقطت الهاتف وهزت رأسها بالنفي ..... عبّرت عن مشاعر حزن أراه غيـّر كثيرآ من رزانتهــا
رمت الهاتف جانبآ وضربت على المقود بقبضتها ..........

لمت شعرها المنسدل على وجهها وظلت ممسكه به أعلى رأسها ، تجمد الشارع من خلفها وضجت الأبواق
أطلقت شعرها وتنهدت .... أراهن على أنها غير مبالية
بما أحدثته من إزدحــام ، إســتغربت بما أصابهــا ، أسكتت الأغنية وغيرت الموجة فورآ ، يخرج صوت عنيف لا يتلائم مع نداوة الصباح ، يتقطع الصوت مع ضعف الإرســال وتداخل الموجات ، فتحت النافذة هبـّت نسمات باردة تداعب خصلات من شعرها .

جمود غريب يكتنفها وهي في حالة من اللاوعي ،
تنظر إلى المرأة ترفع حاجبيها وتنشف ســيلان الكحل

قبل أن يصل إلى خدهــا ، تحاول تضميد جراحها التي لم تبرأ بعد ، تســرع تســبق الجميع وتختفي
بضعت أيام مضت .... والشارع يشكو غيابها ...
إفتقدت روعة الإزدحام وهي بجانبي ... بقيت وحيدآ أستمع

إلى شدو فيروز وهي تغني عن لبنان هذه المرة
بحبك يا لبنان بحبك يا وطني ..........

مســـاء وعلى غير العادة رأيتها تضع وشاحآ بعلم فلسطين
وتعلق صليبآ ومسبحة على مرآتها الأمامية ....

رأتني وإبتسمت ....
كانت تدندن بأغنية وتمســك بالمقود كما عهدي بها ....

وشعرها الحر .... يتماوج على غير تنسيق ...
كان وجهها هادئآ رغم المكياج وأنفها مدببآ كأنف فيروز ....

توقفت بجانبها نظرت إليها طويلآ .....
فتحت النافذة وقالت .... بكرة أول يوم في الأسبوع يا ويلنا من الزحمــة لا أدري لماذا كلمتني أنا بالذات .... قد تكون إعتادت على رؤيتي .. لكنني أكاد أطير من الفرح ........

صحوت في اليوم التالي صباحآ أرتشف الشاي وأخرج على عجل قبل أن ينتهي الزحــام ....
حســنآ أضبط وقتها قبل أن تخوض في الإزدحام ...
كعادتها حذرة ... تريد الدخول إلى الشارع ... تتأمل وجهها بالمرآة تـكحل عينيها وتضع الحمرة وتمزجها بشفتيها ........ تحركت جميع السيارات ..... غادرت وتركتني مع زحمة الماكينات من حولي ....

لا أدري هل كانت طبيعية هذه المرة ...
أم أنها تهرب من أخبار ستحزنها ...

جميلة مهما كانت حالتها.... وتبعث التفاؤل في صدري
تغادر ســريعآ ، تتجاوز بخيالها كل مألوف وترحل ...

تتركني أنتظرها وحيدآ رغم السيارات المكتظة .....
الشارع من حولي ضجيج لا أسمعه ..

لا أسمع سوى الصوت المنبعث من سيارتها ... لا أرى أحدآ سواها إتحد روحيا مع انغام أغنية لفيروز أسمعها لأول مرة
يا ناطرين التلج ..... ما عاد بدكن ترجعوا
صّرخ عليهم يا الشتي بلكي بيسمعوا ......

ثبتـّت الحزام على صدرها وتعـّدل من جلستها
أسألها متى تستقرين ... لا تجيب .... تستمر في البحث بين الإذاعات عن أغنية تفتقدها .... أسألها لا تجيب .... وهي لا تدري متى تستقر .

أتمنى عودتها بأسرع وقت .....
أمنيات ترددت في خاطري بعد أن هبت نسماتها عبر نافذتي ... لأن نورها يوقد في قلبي شرارة لا تنطفىء حتى أنسج على نورها تفاصيل الحروف بالحب والشوق والحنين والمشاعر والأحاسيس والتناغم ،

ولا بد أن تندرج في أطوارها بين الإبداع الفكري والتألق .
دمتم بالعافية