المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجوم تبيع تاريخها فى برامج المقالب على الفضائيات



حسام مشعل
19-07-2013, 02:16 AM
عدد كبير من البرامج أصبح هدفها تحقيق الربح التجارى، والحصول علي أكبر عدد من الرعاة أو الإعلانات، حتى لو كان الثمن هو استفزاز الجماهير الموجودة أمام الشاشات.
صناع البرامج انتقلت إليهم عدوي صناع الدراما، وهو عمل أى شيء مقابل ترويج المنتج الذي يصنعه. في رمضان هذا العام فوجئنا بكم هائل من البرامج التي خلقت حالة من الاستفزاز لدى المشاهدين، والغريب أن أصحابها وصناعها يتعاملون معها علي أنها برامج كوميدية تتمتع بخفة الدم وتدخل البهجة علي القلوب. وهم لا يدركون أن البهجة ليست معناها تقديم مساحة من الرعب عند المشاهد أو حالة من الاشمئزاز وهو يشاهد برامج قائمة فقط علي استفزاز الضيوف، وبالتالى كل ضيف يظهر ما لديه من إمكانيات في عالم الردح، وقوة العضلات.
هناك برامج بعنوان: «رامز عنخ آمون» هذا البرنامج قائم علي استضافة أحد النجوم في منطقة أثرية بهدف عمل دعاية للترويج السياحى لمصر. وبالطبع كل ضيف يحصل علي مبلغ من المال مقابل هذا حتى لا يتصور المشاهد أنه جاء من أجل حب مصر، وإذا به يتعرض لمواقف غريبة أحياناً تبدو مرعبة بعد أن يجد نفسه في غرفة تحت الأرض تغلق عليه من كل الجوانب ويظهر ثعبان ثم يفتح له باب فيدخل حجرة أخرى ويغلق الباب فيجد نفسه أمام مومياء تتحرك أمامه. وفي النهاية تظهر علامات الرعب والفزع علي الضيف وبعضهم يصرخ وآخر يشتم وجميعهم قد يتعرض لأزمة قلبية وعصبية نتيجة هذه المواقف كما حدث مع خالد عجاج وأحمد بدير ونشوي مصطفى ومحمد هنيدى ووفاء عامر والبقية تأتي. وسط هذا تخرج بعض الألفاظ التي لا تليق.
كل هذه المواقف التي يعتبرها رامز وصناع البرنامج أنها نوع من الكوميديا أو خفة الدم. وهي ليست كذلك، فأي كوميديا التي تبني علي حالة من الرعب أو الهلع، وأي كوميديا أو ضحك وأنت تشاهد فناناً له هيبته يوضع أمام مشهديه في هذا الموقف.
الغريب أن مقدم البرنامج فرغ نفسه لمثل هذه النوعية من البرامج والمقربين منه يؤكدون أن ما يفعله علي الشاشة يفعله أيضاً مع أصدقائه وزملائه في الأعمال الفنية، لكن الفارق كبير بين خفة الدم بين الأصدقاء التي تتحول إلي «ثقل دم» علي الشاشة.
البرنامج الذي ينتمي لنفس الفئة مع الاختلاف في خفة الدم هو «من غير زعل» وهو حوار أقرب إلي الردح بين مقدم البرنامج سعد الصغير والذي يتعمد استفزاز الضيف إلي درجة تنتهي بمشاجرة أو خروج ألفاظ لا تليق مثل حلقة إبراهيم سعيد وماجد المصرى، وعبدالباسط حمودة وإن كان الأخير كان أكثرهم هدوءاً، وهناك ضيوف تعرضوا لما يشبه نوبة من البكاء أدت إلي سقوطهم مثل أيتن عامر، فأين خفة الدم هنا؟
وأتصور أن مقدم برنامج مثل ريهام سعيد التي تشارك في البرنامج كانت تستطيع أن تصنع برنامجا جادا تبكي وتضحك ضيفها بأسئلة ساخنة لكنها ذهبت إلي نوعية من البرامج المستهلكة منذ سنوات، لكن ربما لم يصل الأمر لحد التجريح حتي يتم استفزاز الضيف.
هناك برنامج آخر يحمل نفس الفكرة بعنوان: «فلفل وشطة» ضيفه غير معروف يتم إيهامه بأن هناك مسابقة في الطبخ ويتم استفزازه من خلال المنافس الآخر، وهو أحد أعضاء فريق البرنامج ثم ندخل في موجة من الردح.
وهناك أيضاً برنامج «إدوارد» بعنوان: «فى الهوا سوا» ويدخل ضيفه أيضاً في حالة من الرعب.
والغريب في الأمر هو قبول كبار النجوم في هذه البرامج وتعرضهم لمثل هذه المواقف وأغلبها يقلل من صورتهم أمام الجماهير وليس من المعقول أن يضع الفنان تاريخه في مقابل مبلغ يحصل عليه.