المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة التدخين - المقال السابع والعشرون



الصيدلاني راتب
06-03-2013, 11:25 AM
النظرة الاسلامية للتدخين
تتميز الأديان السماوية بوحدة الهدف وهو تذكرة الناس ودعوتهم إلى الإيمان بخالقهم ، بعد أن اعتراهم نوع من البعد عن تعاليم ربهم ، ولذلك نجد أن الله يرسل الرسل تباعا كلما ابتعد الناس عن خالقهم . ويرسل معهم الكتب التي تبين للناس الأمور التي يتبعونها والأمور التي يجتنبوها ، ووضع لذلك قانون العقوبة والمثوبة ، والإنسان الذي يستعمل عقله لا يجد أمامه إلا الاتباع ، لأن الذي رسم له الطريق هو الخالق الأعلم بما يصلح النفوس ويفسدها ، تماما - ولله المثل الأعلى - كالصانع الذي يصنع مثلا جهازا يرفق معه كتاب ( كتالوج ) يوضح فيه الأمور التي يجب أن تتبع عند استخدام هذا الجهاز حتى يبقى في أحسن حال ويخدم لمدة أطول ، ويوضح كذلك كيفية تصليحه في حال اعتراه الخراب . ولذلك لا نناقش الصانع إلا إذا كنا في نفس المرتبة من علمه أو أعلى منه ، وما دام الخالق أعلم منا وأعلم بما يضرنا وما ينفعنا فيجب علينا الاتباع ، أو مخالفته لنرى ماذا سيحدث لنا .
الجنس البشري هو أرقى الأجناس التي خلقها الله على هذه الأرض ، فضلا عن تكريمه " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " [1] (http://www.jo1sat.com/newthread.php?do=newthread&f=220#_ftn1). وهو الذي استخلفه في الأرض ، وعرض عليه حمل الأمانة فحملها ، لما وهبه الله من عقل يدرك ويميّز ويختار ، وحتى يهيئ الإنسان للخلافة فلا بد أن يكون الإنسان بكامل قواه العقلية والجسمية والنفسية ، ولذلك فان الحق سبحانه وتعالى حفظ وأمر الإنسان بأن يحافظ على ضرورات خمسة ، وأن الأمور التي تحافظ على هذه الضرورات فهي مصلحة ، وكل أمر يضر بهذه الضرورات فهو مفسدة ودفع المفسدة مصلحة أيضا . وهذه الضرورات الخمسة هي : الدين والنفس والعقل والنسل والمال . ولذلك فان المتتبع لآيات الله في كتابه العزيز يجد أن الحق سبحانه وتعالى في أكثر من موضع نهى عن الأشياء التي تضر بالإنسان من خلال هذه الضرورات ، فقال تعالى " …. ويحل لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث …. "[2] (http://www.jo1sat.com/newthread.php?do=newthread&f=220#_ftn2) ، وقوله " قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق "[3] (http://www.jo1sat.com/newthread.php?do=newthread&f=220#_ftn3) ، وغيرها من الآيات الكريمة ، والأمور التي تؤثر على هذه الضرورات هي من المفسدات التي نهى الله عنها ، ويقع التدخين المخدرات والخبائث الأخرى تحت هذه المفسدات لأنها تفسد على الإنسان عقله وماله ونفسه ودينه وأسرته.

لقد أدرك كثير من العلماء والباحثين أنه ليس هناك من مهذب لطبائع الشعوب كالدين ، الذي يحمي الإنسان ويحيطه بسياج من الوقاية ، يحميه من أن يقع في الخبائث والمفسدات ومنع الخطى في الطرق المؤدية إليها ، بعد أن يغرس في نفس الإنسان قواعد الحلال والحرام والتعرف على المباح والمحظور ، وبدون ذلك ستظل البشرية تتخبط في تجاربها بين نظام وآخر ، حتى تعود إلى الدين ، وهنا تتجلى عظمة الإسلام الذي جعل من أهم الضروريات أن يحافظ الإنسان على عقله ونفسه وماله ووقته ، وألا يلقي بنفسه إلى التهلكة وحذره من أن يقرب دائرة الحرام ، بل وأن يقترب من دائرة المشتبهات حتى يستبرئ لدينه وعرضه ، وصدق الله الكريم الخالق العارف بما يزكي النفوس ويصلحها ، إذ يقول :
" الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم ، فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون " ( الأعراف آية 157 ) .
أما عن التدخين، فالذي أختاره هو ما عليه جماهير العلماء من القول بتحريمه؛ لأنه من الخبائث ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - جاء ليحرم الخبائث .ولما فيه من المضار الصحية الثابتة بشهادة الأطباء كافة، المسلمين وغيرهم , وهو سبب رئيس في العديد من الأمراض الخطيرة ، والتي منها سرطان الرئة، ولما فيه من ضياع الأموال، والتأثير على عدد غير قليل من الشباب, وهو مدخل إلى تعاطي المخدرات، كما ثبت في العديد من الحالات، وهو درب يجر إلى الوقوع في انحرافات أخلاقية بسبب الإدمان وعدم توفر المال، والله المستعان.




[1] (http://www.jo1sat.com/newthread.php?do=newthread&f=220#_ftnref1) الإسراء آية 70 .


[2] (http://www.jo1sat.com/newthread.php?do=newthread&f=220#_ftnref2) سورة الأعراف آية 157

[3] (http://www.jo1sat.com/newthread.php?do=newthread&f=220#_ftnref3) الأعراف آية 33