المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة التدخين - المقال السادس



الصيدلاني راتب
09-02-2013, 05:57 PM
الحركية الدوائية لمادة النيكوتين ( pharmacokinetics of nicotine )
1 – امتصاص مادة النيكوتين :
بالرغم من عدم وجود استخدام طبي لمادة النيكوتين ( الا في حالة استخدامه في برنامج وقف التدخين ) ، الا ان دراسة امتصاصه عن طريق الجسم ضرورية من الناحية السمية من حيث معرفة الطرق المهمة لامتصاص المادة ووضع الحلول المناسبة لتقليل سميتها ، حيث أشارت دراسات عديدة وجود تسمم غير مقصود عن طريق بلع التبغ وخصوصا عند الأطفال ، اضافة الى استخدام التبغ في بعض المناطق بشكل حقن شرجية لمعالجة حالات الامساك . يتوقع قلة في كمية النيكوتين الممتصة من الجهاز الهضمي الى الدورة الدموية ، وذلك اعتمادا على الخصائص الكيموفيزيائية والمعايير الحركية لمادة النيكوتين ، ومن أهمها درجة حموضة الوسط الذي تتواجد فيه مادة النيكوتين ، فمثلا يتواجد النيكوتين بشكل متأين في الجهاز الهضمي العلوي – من الفم الى المعدة – حيث يكون الامتصاص أقل ما يمكن بسبب حموضة هذه المنطقة من الجهاز الهضمي وكذلك تواجد النيكوتين في الدخان بصورته المتأينة لارتباطه بمركبات حامضية ( pH 5.3 ) ، ويزيد امتصاصه من الجهاز الهضمي السفلي وخصوصا الامعاء الدقيقة حيث المساحة الكبيرة المتوفرة لعملية الامتصاص وزيادة قاعديتها ( حيث أن مادة النيكوتين قاعدية التفاعل فان امتصاصها يزيد في الوسط القاعدي ) . هناك عامل آخر يحد من وصول النيكوتين الى الدورة الدموية العامة ، وهو الاستقلاب المبكر في الكبد ( Hepatic first – pass metabolism ) حيث يتم استقلاب جزء كبير من جرعة النيكوتين الممتصة عن طريق الجهاز الهضمي ، وعليه فقد تم تقدير ما نسبته ( 25 الى 35 ) بالمائة من كمية النيكوتين الممتصة تصل الى الدورة الدموية . ولذلك نجد أن امتصاص النيكوتين عبر الجهاز الهضمي في الظروف الفسيولوجية الطبيعية يكون قليلا . وهذا ما تؤكده الدراسات المحدودة ضمن هذا المجال ، والتي خلصت الى ما يلي :
1 - أهمية درجة الحموضة في مدى وسرعة امتصاص النيكوتين، فلقد وجد بأن الجرعة القاتلة لجرعة النيكوتين الفموية المعطاة لقطط درجة حموضة المعدة لديهم ( pH = 1.2 ) كانت ( 100 ) مرة أكثر منها في القطط عندما تم اعطاءها مادة النيكوتين وكانت درجة حموضة المعدة لديهم pH = 8.6 ) ) .
2 – لقد وجد بأن طرح النيكوتين غير المستقلب عن طريق الكلى يمكن الحصول عليه بنسبة ( 14 ) % عند جعل وسط البول أكثر حموضة ، لأن تأين النيكوتين في هذا الوسط يزداد والنتيجة هي قلة ذوبانه في الوسط الدهني وصعوبة اعادة امتصاصه ثانية الى الدم عبر أغشية الكلى .
3 – لوحظ بأن 70 % من حالات أخذ التبغ عن طريق الفم والتي أحضرت الى مراكز التسمم كانت بدون أعراض ( asympyomatic ) ، مما يشير الى قلة امتصاص النيكوتين من الجهاز الهضمي .
يمتص النيكوتين من منطقة الشرج بصورة افضل ، لأن اعطاء الأدوية عن طريق الشرج يتجاوز تأثير الاستقلاب المبكر عن طريق الكبد ، وبالتالي فان جزء كبير من النيكوتين يصل الدم مقارنة بامتصاصه من الجهاز الهضمي عند أخذه عن طريق الفم ، وهذا ينطبق على بقية الأدوية التي يتم استقلابها عن طريق الكبد قبل وصولها الدورة الدموية .
هناك بعض المدخنين ممن لا يقومون بادخال الدخان الى الرئتين أثناء عملية التدخين ، أو ممن يستخدموا علكة النيكوتين للاقلاع عن التدخين ، فتكون في هذه الحالة منطقة تجويف الفم هي المسؤولة عن امتصاص النيكوتين التي تعتمد بشكل كبير على درجة حموضة الوسط . ولهذا السبب فان العلكة المحتوية على النيكوتين يفضّل أن تكون مصنعة بحيث يتم ادخال مواد تعمل بشكل محلول دارئ ( buffer solution ) لكي تحافظ على درجة قاعدية ( pH= 8.5 ) لأغشية الفم حتى يتم امتصاص النيكوتين . كما أن هناك دراسات تحاول بيان امتصاص النيكوتين من منطقة تجويف الأنف ومقارنتها بتجويف الفم ومدى امكانية استخدام محلول النيكوتين عن طريق الأنف للتخلص من التدخين بدل استخدام العلكة ، لكن البوادر الأولية لم تجد فارقا كبيرا بين الحالتين .
أدى معرفة امتصاص النيكوتين عن طريق الجلد الى التفكير باستعمال لاصقات جلدية تحتوي على النيكوتين تكون بمثابة طريقة أخرى مدعمة لعلاج التدخين ، ومقارنتها بالعلكة أو المحلول الأنفي ، الا ان الدراسات الأولية أشارت الى قلة امتصاص النيكوتين عن طريق الجلد مقارنة بتجويف الفم او الأنف . اضافة الى اعتماد الامتصاص على درجة الحموضة كما دلت عليه الدراسات التي أجريت على القطط .
تكون عملية الامتصاص لمادة النيكوتين أكبر ما يمكن عندما تصل الى الحويصلات الرئوية ، والتي بدورها تعتمد على عدة عوامل ، منها : حجم الدخان الداخل الى الرئتين، وعدد مرات التدخين ، وعمق عملية التنفس ، وحالة الرئة الصحية ، وغيرها من العوامل . يبدو أنه من الصعوبة تحديد جرعة النيكوتين التي يستهلكها المدخن من أصل كميته الموجودة في السيجارة أثناء عملية التدخين ، لاسباب تتعلق بضياع كمية منه في الهواء الخارجي الذي لا يدخل الرئتين ، وانحباس جزء من النيكوتين في مؤخرة ( عقب ) السيجارة . تكون حالة النيكوتبن بصورته غير المتأينة ( القاعدية ) عند تدخينه بواسطة السيجار أو البايب ( pH 8.3 ) ولهذا فان النيكوتين المطلوب يؤخذ عن طريق عملية امتصاصه من منطقة التجويف الفموي ( بدون استنشاقه عن طريق الرئتين ) لزيادة ذائبيته في تلك الأغشية البيولوجية ( عالي الذوبان في الوسط الدهني ) ، ولهذا فان مدخني السيجار والبايب أقل عرضة للموت بسبب سرطان الرئة ، مقارنة بمدخني السجارة العادية والتي لا يتم الحصول على النيكوتين الا من خلال استنشاقه عبر الرئتين لقلة امتصاصه عبر التجويف الفموي بسبب تواجد النيكوتين بصورته المتاينة مما يؤدي الى قلة ذوبانه في الوسط الدهني للأغشية البيولوجية الفموية ، ولذلك فان المدخنين من هذا الصنف معرضون للموت بسرطان الرئة بدرجة كبيرة .

انتشار النيكوتين في أنسجة الجسم ( Distribution ) .
ينتشر النيكوتين ويتوزع في أنسجة الجسم بشكل واسع وبحجم انتشاري يعادل وزن الجسم ، وهو قليل الارتباط في بروتينات الدم حيث تتراوح نسبة النيكوتين المرتبطة بما يعادل ( 4.5 – 20 % ) . يعبر النيكوتين المشيمة بسهولة ، وعند قياس كمية النيكوتين في دم الحبل السري للوليد ( umbilical vein ) لحظة الولادة وجد أنه يزيد عن تركيزه في دم الأم المدخنة ، اضافة الى زيادة تركيز النيكوتين في السائل المحيط بالجنين والمقاس في الفترة ما بين ( 16 – 24 ) اسبوعا من فترة الحمل الرحمي ( gestation ) عن تركيزه في دم الأم المدخنة .
بات من الواضح بان التبغ وسمومه تتنقل الى الجنين ، ويتأثر بها بشكل سلبي، والذي يدل على ذلك مايلي :
1 – أن الأمهات المدخنات يلدن أطفالا أقل وزنا من غير المدخنات بمقدار ( 200 ) غم .
2 – لقد وجد بأن أغلب الأطفال الذين تقل أوزانهم عن ( 2,5 ) كغم كانوا لأمهات مدخنات .
3 – لقد وجد بأن نسبة وفيات الأطفال في الأسبوع الأول من الولادة لأمهات مدخنات كانت ( 30 ) % أعلى منها في أطفال الأمهات غير المدخنات .
4 - للتدخين علاقة بالاجهاض التلقائي .
5 – قد تكون هناك تغيرات سلوكيةمستقبلية تظهر في الأجيال اللاحقة ذات علاقة بتعرض الجنين الى التدخين .
يفرز النيكوتين مباشرة في حليب الأم ، بسبب سهولة عبور المواد الكيميائية القاعدية مثل مادة النيكوتين من دم الأم الى حليبها من خلال الأغشية البيولوجية التي تغصل دم الأم عن الحليب لكون مثل هذه المواد تتواجد بنسب عالية في وسط الدم بصورتها غير المتأينة مما يزيدها ذوبانا أكثر قي الأوساط الدهنية والبروتينية . وهذا ما أكدته الدراسات التي أجريت لقياس نسبة تركيز النيكوتين في حليب الأم الى تركيزه في بلازما دمها ( milk / plasma , M / P ) ، حيث وصلت القيمة لهذه النسبة الى ( 2.92 ) بمعنى أن تركيز النيكوتين في حليب الأم قد يصل الى ثلاث أضعاف تركيزه في دم الأم . ويمكن ايجاز تأثير النيكوتين على حليب الأم وعلى الطفل الرضيع ، بالنقاط التالية :
1 - تتأثر كمية الحليب التي ينتجها الثدي لدرجة أن كمية الحليب التي يتغذى عليها الطفل لا تؤمن له الاحتياجات الكافية والمطلوبة من الطاقة .
2 - واستكمالا للنقطة الأولى ، فقد لوحظ بأن معدل نمو الطفل لأم مدخنة يقل عن معدل نمو طفل رضيع لأم غير مدخنة .
ويمكن تفسير ذلك بناء على دراسات أجريت على انثى الانسان وعلى بعض حيوانات التجارب ( الأرانب ) والتي كشفت تأثير النيكوتين السلبي على هرمون الحليب - البرولاكتين - ( prolactin ) ، حيث يتسبب النيكوتين في قلة انتاجه . كما لوحظ قلة أخذ الطفل لحلمة أمه كلما زادت الأم من التدخين .
استقلاب ( أيض ) النيكوتين ( metabolism ) .
يستقلب ما نسبته ( 80 – 90 % ) من النيكوتين بشكل أساسي في الكبد ويساهم كذلك كل من الكلى والرئتين في عملية الاستقلاب، كما أن جزء كبير منه يستقلب في الرئتين أثناء عملية التدخين . تبلغ فترة نصف عمر النيكوتين ( Half – life ) من ساعة الى أربع ساعات ، وذلك بعد تدخينه أو اعطائه بالحقن وهي عند المدخن المزمن أقصر ، ذلك أن التدخين المزمن يسرع معدل استقلاب النيكوتين في الجسم . ولقد تم التعرف على العديد من مخلفات استقلاب النيكوتين في الثديات والتي وصلت الى العشرين في الوقت الحاضر ، حيث تعتبر مادة كوتينين ( cotinine ) أحد أهم مخلفات النيكوتين والتي تكون بتراكيز تصل الى عشرة أضعاف النيكونين في دم المدخن، وفترة نصف العمر لهذه المادة في الجسم هي تقريبا ( 19 ) ساعة مما يجعلها مؤشرا مفيدا للكشف عن المدخن الحديث ومدى تعرض الشخص للتدخين . ويبدو أنها تخلو من أي تأثير دوائي ، كما أن دورها في عملية الرغبة في التدخين تكاد تكون معدومة أيضا .مخلفات أخرى لمادة النيكوتين والتي لم تدرس بعد لبيان مدى تأثيراتها الدوائية والتي قد تشارك في فعالية النيكوتين ، تضم ( nicotine – N – oxide , ismethylnicotinium ion , and nornicotine ) .
طرح النيكوتين ( excretion ) .
يعتمد طرح النيكوتين بصورته غير المستقلبة في البول على درجة حموضة وسط البول ، فقد لوحظ بطرح ما نسبته ( 23 % ) من جرعة النيكوتين في البول عند درجة حموضة وسط البول أقل من ( 5 ) ، بينما انخفضت هذه النسبة الى ( 2 % ) عندما كانت درجة حموضة البول أكثر من ( 7 ) ، وأن المواد الكيميائية التي تجعل وسط البول حامضيا تسرع من طرح النيكوتين من الدم وتشجع على استهلاك أكثر من التبغ . والتفسير العلمي لهذه الظاهرة هي أن مادة النيكوتين مادة قاعدية ، وعند وجودها في وسط البول الحامضي تتأين فيزداد ذوبانها في الوسط المائي ( البول ) ويقل ذوبانها في الوسط الدهني فيكون من الصعوبة اعادة امتصاصها من وسط البول الى الدم ثانية عبر الأغشية البيولوجية للكلى .
يزداد طرح النيكوتين بصورته الأصلية غير المستقلبة في بول غير المدخنين لقلة درجة معدل الاستقلاب الكبدي له مقارنة بالمدخنين .
المصدر : الحنيطي, راتب : كتاب حقيقة التدخين

mody sat
09-02-2013, 08:37 PM
سلم قلمك النابض

الصيدلاني راتب
10-02-2013, 09:12 AM
يديمك ويبارك فيك على اهتمامكم اخي الكربم،