المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة التدخين - المقال الخامس



الصيدلاني راتب
07-02-2013, 08:55 AM
التأثير الدوائي لمادة النيكوتين على أجهزة الجسم المختلفة ( Pharmacological Actions )
تحدث تغيرات معقدة وأحيانا غير متوقعة بعد اعطاء الجسم مادة النيكوتين ليس فقط بسبب تأثيره على مواقع الجسم المتأثرة بالأعصاب ( neuroeffector ) و تلك التي تنتج انعكسات عصبية استجابة لزيادة بعض مركبات كيميائية في الدم ( chemosesnsitive ) لكن أيضا بسبب امتلاك النيكوتين حالتين من التنبيه والتثبيط . ولذلك فان الاستجابة النهائية لتاثير مادة النيكوتين على أي عضو في الجسم هي مجموع تأثيراته المختلفة والمتعاكسة . فمثلا ، يمكن لمادة النيكوتين زيادة ضربات القلب عن طريق تنشيط الجهاز العصبي الذاتي الودي ( Sympathetic division ) أو شل العقد العصبية القلبية لنظير الودي ( Parasympathetic cardiac ganglia ) ، وقد يبطئ ضربات القلب عن طريق شل الجهاز الودي أو تنشيط نظير الودي للعقد العصبية القلبية . اضافة الى تأثيرات مادة النيكوتين على المستقبلات الكيميائية ( Chemoreceptors ) التي تتحسس مثلا بتركيز ثاني أكسيد الكربون ومثل هذه المستقبلات موجودة في مناطق ( Carotid and aortic ) وعلى مراكز النخاع المستطيل ( Medullary centers ) وجميعها تاثر على نبض القلب . كما أن النيكوتين له تأثير على لب الغدة الكظرية – الغدة فوق الكلوية - ( adrenal gland ) حيث تعمل على تفريغ مادة الادرينالين ( adrenaline or epinephrine ) وهذا الهرمون بسرّع من نبض لبقلب مما يؤدي الى رفع ضغط الدم .
تأثير النيكوتين على الجهاز العصبي الطرفي ( Peripheral nervous system ) .
ان الفعل الواضح لمادة النيكوتين هو التنبيه اللحظي الذي يتبعه التثبيط الطويل لكل العقد الذاتية . الجرعات القليلة من النيكوتين تنبه خلايا العقد بشكل مباشر وتسهّل انتقال السيالات العصبية ، لكن عند اعطاء جرعات عالية فان حالة التنبيه القصيرة سرعان ما تتبعها توقف السيال العصبي . يمتلك النيكوتين أيضا تأثيرا ذو طورين على لب الغدة الكظرية ، ففي حين أن الجرعات القليلة تسبب تفريغ المركبات الأمينية مثل الأدرينالين ، فان الجرعات العالية تمنع مثل هذا التفريغ استجابة للتنبيه العصبي الاحشائي ( Splanchnic nerve stimulation ) .
لقد وجد بأن النيكوتين – كما هو الحال في مادة أستيل كولين – يحفّز العديد من المستقبلات الحسية ( Sensory receptors ) ، مثل المستقبلات الميكانيكية ( Mechanoreceptors )والتي تستجيب الى الشد أو الضغط المتعلق بالجلد ، والاحشاء ، واللسان والرئتين والمعدة ، وكذلك المستقبلات الكيميائية لمنطقة ( carotid body ) ، وكذلك المستقبلات الحرارية للجلد واللسان ومستقبلات الألم .
الجهاز العصبي المركزي ( Central nervous system ) .
يعمل النيكوتين وبشكل واضح على تنشيط الجهاز العصبي المركزي ، حيث تظهر في الجرعات العادية رعشات ( Tremors ) يتبعها تشنجات ( Convulsions ) في الجرعات العالية . يكون الغالب والواضح هو تحفيز الرئتين عن طريق فعل النيكوتين المباشر وبجرعات عالية على النخاع المستطيل ( Medulla oblongata ) ، وأن الجرعات القليلة تحفّز الرئتين عن طريق تهيج الانعكسات العصبية للمستقبلات الكيميائية على الشريان السباتي والأبهر . هذا التحفيز والتنبيه يتبعه تثبيط ، ويمكن حصول الوفاة بسبب قصور عمل الرئتين الناتج عن شل مركزي وتوقف طرفي لعضلات الرئتين .
يعمل النيكوتين على احداث القيء عن طريق مركزي وآخر طرفي ، حيث تؤدي مادة النيكوتين الى تحفيز منطقة احداث التقيوء ( Emetic chemoreceptor trigger zone ) في النخاع المستطيل ، كما أن النيكوتين يثير الأعصاب التي تشكل الاحساس الداخل في مسار الانعكاس العصبي الذي يعمل على الاقياء .
الجهاز القلبي الوعائي ( Cardiovascular system ) .
استجابات الجهاز القلبي الوعائي لمادة النيكوتين تأتي من تنبيه العقد العصبية للجهاز العصبي الودي ولب الغدة الكظرية ، كذلك تنبيه المستقبلات الكيميائية الموجودة في مناطق الشريان السباتي والأبهر الذي ينتج عنه انقباض الأوعية الدموية وسرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم .
الجهاز الهضمي ( Gastrointestinal tract ) .
تأثير النيكوتين على الجهاز الهضمي يكون بالدرجة الأولى على تنبيه الجهاز العصبي نظير الودي ، وأن تحفيز كل من العقد العصبية للنظير الودي والنهايات العصبية له تزيد من شد و ونشاط حركة الأمعاء . لقد لوحظ بعد امتصاص مادة النيكوتين ووصولها الى الدم حالة من الغثيان ( Nausea ) ، الاقياء ( Vomiting ) ، وأحيانا اسهال ( Diarrhea ) .
الغدد الافرازية ( Exocrine glands ) .
يعمل النيكوتين على تنبيه أولي للافرازات اللعابية وافرازات القصبيات الهوائية يلي ذلك تثبيط لهذه الافرازات . ان زيادة افراز اللعاب يأتي نتيجة الانعكسات العصبية الناتجة عن التأثير المخرّش للدخان ، أكثر منه من تاثير النكوتين عن طريق الدم .
المصدر: الحنيطي،راتب: كتاب حقيقة التدخين