المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة التدخين - المقال الثاني



الصيدلاني راتب
04-02-2013, 10:50 AM
من أين نحصل على التبغ :
التبغ نبات ينتمي الىالعائلة الباذنجانية ( Solanaceae or Night shade family ) ، وهذه العائلة النباتية تضم ( 85 ) جنس تشمل على حوالي ( 2300 ) نوع ، وجميعها من الأعشاب ، ونادرا ما تكون شجرية أو شجيرية الا في المناطق المعتدلة أو الاستوائية ، وتجود زراعة التبغ في المناطق المعتدلة بصفة عامة ، وبصورة أدق فان المناطق التي تصلح لنمو وانتاج التبغ هي تلك المناطق الواقعة ما بين خطي عرض ( 55 ) درجة شمالا و ( 40 ) درجة جنوبا من خط الاستواء.
وبالرغم من اتساع مجال زراعة التبغ في مناطق عديدة من الكرة الأرضية ، حيث التقديرات تقول بأن الانتاج العالمي منه يزيد على خمسة ملايين من الأطنان سنويا ، الا أن التبغ من النباتات عالية الحساسية لعدة عوامل تتعلق بعوامل التربة والمناخ ، اعتمادا على نوع التبغ ، حيث أن أنواع التبغ تتفاوت فيما بينها فيما يتعلق باحتياجاتها البيئية من حيث الضوء والحرارة والرطوبة وكمية الأمطار ونوع التربة ، وغيرها من العوامل . وأن مثل هذه العوامل سواء كانت منفردة أو مجتمعة تؤثر على المعايير المستخدمة في تقييم الجودة من حيث حجم الأوراق وشكلها ولونها ومدى مرونتها وتقصفها وجودة احتراق الأوراق ونكهتها ، وباقي المقاييس المحددة لأسعار التبغ عالميا .
فمثلا ، نجد أن ارتفاع نسبة الرطوبة أثناء موسم النمو الخضري يؤدي الى انتاج أوراق أكثر مرونة وأقل تقصفا ، كذلك نلاحظ أن انخفاض درجة الحرارة أثناء الليل خلال فترة النمو الخضري تؤدي الى الاسراع من ظهور الازهار . أما النهار الطويل ( الفترة الضوئية الطويلة ) أثناء فترة النمو تؤدي الى زيادة محتوى الأوراق من المادة الرئيسية فيه وهي مادة ( قلويد ) النيكوتين ( nicotine ) . أضف الى ذلك أن العمليات الزراعية المختلفة كالتسمبد ونظام الري وطرق التجفيف ، وغيرها لها تأثيرات واضحة في عمليات تقييم جودة المحاصيل والتاثير في اسعاره وحتى في تسويقه .
ومن الناحية التشريحية لنبات التبغ ، تبين أن هناك نوعان منه ، أحدهما نيكوتيانه التبغية ( Nicotiana tabacum ) ، ويمثل هذا النوع الجزء الأعظم من التبغ المزروع في أنحاء العالم ، وأما النوع الثاني فهو نيكوتيانه ريستيكا ( N . rustica ) وهو أقل انتشارا ولا تتجاوز نسبة المزروع منه ( 7 ) % ، ) تزرع في الهند وتركيا ومناطق الاتحاد السوفيتي ( سابقا ) ، وبعض الأقطار الأوروبية . أما النوع الأكثر شيوعا فهو نوع النيكوتيانه التبغية ولذلك فان الحديث سوف يقتصر على النوع الأول . فنبات التبغ حولي شتوي قوي النمو يصل طوله الى مترين ، والأصناف الأمريكيه منه ذات سيقان سميكة ضخمة زغبية ، والأوراق عادة جالسة أو تبدو كذلك لقرب ساق النبات من الأرض ، والأوراق رمحية الشكل أو بيضوية ويختلف عددها على النبات من نوع لآخر ، ويمكن ملاحظة ذلك حتى في النوع الواحد تبعا للظروف البيئية السائدة . وقد تنمو نباتات التبغ في الظل ، معطية أوراقا ضخمة ورقيقة ناتج عن قلة معدل عملية النتح . والأزهار اما تكون صفراء أو بيضاء أو قرنفلية اللون ، تتواجد في نوارات عنقودية طرفية رحيقية تجذب اليها الحشرات . وينتج النبات الواحد ما يقارب من مليون بذرة ، وينمو نبات التبغ جيدا في بعض البلدان العربية مثل مصر ، الا ان هناك قوانين تحرّم وتحد من زراعته في أغلب الدول العربية .

الجمع – الحصاد – والمعالجة :
عندما تنضج الأوراق حيث يستدل على ذلك من تغير ألوانها الى الأصفر ، يقطع النبات بأكمله أو أن تجمع الأوراق فرادى كلما نضجت احداها ، وتسمى الطريقة الأخيرة بالتقليم ولا تستعمل الا في حالة النبات النامي تحت ظروف الظل . وتترك الأوراق أو النبات المقطوعة بعد جمعها مباشرة لتذبل وتجفف في غرف تجفيف خاصة للحصول على أوراق فاقدة لأكبر قدر من المحتوى المائي ، وأكثر صلابة ، ثم تلف وتسحق ، وتقطع بأشكال تبعا للقصد من الاستعمال في صناعة السجائر أو دخان الغليون وغيرها . وقد تفننت الصناعة في منح التبغ روائح عطرية مختلفة بمزجه مع بعض المواد الخاصة ، وقد يخلط في بعض البلدان بالحشيش أو الأفيون .

المصدر : الحنيطي، راتب : كتاب حقيقة التدخين