المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة التدخين - المقال الاول



الصيدلاني راتب
03-02-2013, 11:23 AM
الناحية التاريخية :


عندما وصل المستكشفون الأوروبيون الى الأراضي الأمريكية ( عدا المناطق الشمالية حيث موطن الأسكيمو أو النهاية الجنوبية ) وجدوا المستوطنين هناك يستعملون التبغ بشتى الطرق ، فقد لاحظ رجال كولومبوس الذين وصلوا الى كوبا عام 1492 م أن الناس هناك من رجال ونساء يستنشقون الدخان من لفائف يصنعونها من أوراق التبغ على شكل مخروطي وكانوا يطلقون على هذه اللفائف اسم توباكوس ( tobacos ) وهي الشكل الابتدائي للسيجارة المعروفة حاليا . والنبات الذي تصنع منه هذه اللفائف هو نبات النيكوتيانه التبغية ( nicotiana tabacum )، في حين أن المستكشفون البريطانيون والفرنسيون والأسبان الذين غزوا الجزء الشرقي من أمريكا الشمالية وجدوا الأهالي هناك يدخنون التبغ بأداة الغليون - البايب ( pipe ) ، والنبات الذين يدخنونه هو نبات نيكوتيانه رستيكا ( nicotina rustica ) .
لفد لعب [/URL]التدخين (http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27722)عندهم دورا هاما في احتفالاتهم الدينينة والاجتماعية حيث كان يرمز الى السلام والصداقة ، ولقد جرّب التبغ أول مرة على سبيل حب الاستطلاع ليس من قبل البحارّة والمستكشفين فقط وانما من قبل رجال الدين على سبيل المجاملة ومحاولة جذب المستوطنين اليهم والى الدين الذي يبشرون به ، وتبع ذلك أن انتشر التدخين (http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27722)بين القسيسين والرهبان انتشارا واسعا ، حتى صدرت الأوامر من الكنيسة بمنعهم من التدخين (http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27722)أثناء الاحتفال بعيد القديس بطرس عام 1590 م .
لقد أقيمت في المستعمرات الاسبانية - كسان دومينيكو عام 1531 وكوبا عام 1580 مزارع كبيرة للتبغ وجذبت هذه المزارع الكثير من عمال المناجم الذين كانوا يعملون في مناجم الذهب والفضة ، مما دعا الملك الاسباني فيليب الثالث الى أن يصدر تشريعا يحد بموجبه زراعة التبغ ، ولكن هذا التشريع لم يدم طويلا اذ زاد الطلب على التبغ الى درجة أن عائدات التبغ النقدية زادت عن تلك التي تأتي بها المعادن الثقيلة . كما أنشأ الاسبان مزارع للتبغ في الفلبين عام 1575 ، حيث يعتقد أنها انتقلت من هناك الى الصين قبل نهاية القرن الرابع عشر .
وتعرّف عليها سفير فرنسا في البرتغال جان نيكوت ( Jean Nicot ) عام 1530 م وزرعها في حديقة منزله ، ثم استعمل أوراقها في معالجة داء الشقيقة ( migrain) ، ولما سمع عن اصابة ملكة فرنسا كاترين دو ميديسس ( Catherin de Medicis ) باصابتها بالصداع النصفي ، ارسل اليها على سبيل الهدية رزمة من أوراق التبغ ، فوجدت فيه علاجا مناسبا ، وبذلك دخل التبغ فرنسا لاول مرة ، واليه ينسب سبب تسمية النيكوتين بهذا الاسم . وكان في ذلك الحين يستعمل بشكل منقوع يؤخذ عن طريق الفم أو بشكل حقن شرجية ، وأدى هذا الاستعمال العجيب الى كثير من الوفيات لم يستطع أحد أن يفسرها في ذلك الحين .
بدأت زراعة التبغ في منطقة جيمس ( James Town ) في فرجينيا عام 1612 م من قبل جون رولف ( John Rolf ) ، اذ زرع بذور الأنواع المختلفة لنبات التبغ البرازيلي ، واستأجر عددا كبيرا من العبيد الأفارقة لغرض تسوية الأراضي واستصلاحها من أجل اقامة هذه المزارع ، وتم ارسال أول شحنة من التبغ الى بريطانيا عام 1613 م وتم بيعها في مدة قصيرة في الأسواق المتعطشة اليها مما شجع على انشاء المزيد من المزارع وارتفع مقدار التبغ الفرجيني الى بريطانيا من تسعة أطنان عام 1565م الى 230 طنا عام 1617م للأغراض الطبية فقط ، عدا التبغ الذي كان يباع بقصد التدخين (http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27722)وبيعه في الأسواق الخاصة به .
لقد كان الملك جيمس الأول هو المعارض الأول في بريطانيا اذ طبع منشورا عام 1604 م قال فيه : التدخين (http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27722)عادة قبيحة منفرة للعين ، ومزعجة للأنف ومؤذية للدماغ ، وخطرة على الرئتين ، وأن الدخان الأسود الكريه الرائحة يشبه برائحته زريبة الخنازير أو الدخان المتصاعد من محرقة المزابل التي لا فائدة منها . ولكن قرارت هذا الملك كانت مقيدة بقرارات البرلمان البريطاني ، وعلى ذلك لم يستطع الملك الا زيادة الضريبة على التبغ ، زيادة تتراوح بين بنسين وستة شلنات وعشرة بنسات لكل باوند من الوزن ، ورغم قلة هذه الضريبة لم يقنع بها من يريد الثراء على حساب الآخرين فاعترضوا ، وأيدهم بذلك المدخنون الذين يجلسون ساعات طويلة يدخنون صامتين كالتماثيل ، فأخذوا يحرضون بسطاء الناس على الاعتراض وكانت حجتهم في ذلك أن هذا الاجراء هو اجراء تعسفي وأن التبغ هو عقار طبي يستعمل بدرجة معقولة ويفيد الأبدان ويجدد القوى ، وأخذوا يهربون التبغ ويبيعونه في الأسواق السوداء لكي يغطوا على خسارتهم في دفع الضرائب المفروضة عليهم ، وهكذا اضطرت حكومتهم آنذاك الى التراجع عن قرارها وخفضت الضريبة الى شلن واحد لكل باوند من التبغ عام 1608 م . وكان أمر الملك جيمس الأول بمنع زراعة التبغ معتمدا على استشارته للجمعية الطبية الملكية البريطاني ، حيث كان رأيها أن التبغ يحتوي على أضرار كثيرة وخاصة التبغ البريطاني ، أما التبغ الأمريكي فهو أقل ضررا منه .
أما في اليابان فقد دخل التبغ الى هناك عام 1605 م ، وبعد أقل من عشر سنوات أي في نحو 1615م أمر الحاكم العسكري الياباني شو – كن ( Sho – kin ) بتحديد زراعة التبغ خوفا من مخاطر الحريق ، وكان قراره يقضي بأن يكون الموت هو العقوبة التي تقع على من يتاجر بالتبغ بصورة غير مشروعة . وقد أصدر الامبراطور الصيني ( مينغ ) العقوبة نفسها على تجار التبغ في بلاده . أما الامبراطور المغولي لهندستان فقد منع تدخين التبغ ليس خوفا من الحرائق وانما لما له من الأضرار على الصحة العامة ، وكانت عقوبة من يعصي أوامره هي قطع شفتيه ، أما أخوه امبراطور فارس فقد أمر بتعذيب المخالفين ثم قطع رؤوسهم .
وفي روسيا ، كان بيع وشراء التبغ محظورا عام 1634م ، وكان عقاب المخالفين هو قطع أنوفهم أولا فاذا استمر المدخن على عادته يحكم عليه بالموت ، وعلى الرغم من قسوة هذه الاحكام فانها لم تمنع الأفراد من الاستمرار على التدخين (http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27722)خفية في تلك المناطق .

الصيدلاني راتب الحنيطي
المرجع : الحنيطي، راتب :كتاب [URL="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27722"]حقيقة (http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27722)التدخين