المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياضة والمنشطات الرياضية - المقال الخامس والثلاثون



الصيدلاني راتب
29-01-2013, 09:17 AM
المسوحات المخبرية للكشف عن المتعاطين ( screening tests )

والهدف منها هو الكشف المبكر عن الرياضي المتعاطي لأي نوع من المنشطات الرياضية المحظورة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ومن الصعوبات التي تواحه المحلل في هذا المجال هو صعوبة التأكد من استخدام بعض المواد الممنوعة لدى الرياضي، والسبب في هذا هو أن بعض المواد تكون متشابهة الى حد بعيد مع المركبات الأصيلة في الجسم كالهرمونات الجنسية مثلا، لكن بفضل التقدم التقني في الأجهزة الحديثة والتقدم في الكشف والتمييز بين المركبات المصنعة والتي لها شبيه في جسم الانسان، أصبح الحال أسهل في التعرف على الشخص المتعاطي من غير المتعاطي. اضافة الى تشديد الرقابة على أخذ العينة والتأكد من أن العينة هي لشخص بعينه وليست عينة شخص آخر أو عينة متلاعب فيها، الا ان التحدي الأكبر في المستقبل هو القدرة على كشف الغش الجيني.
وتجرى الفحوصات المخبرية ضمن سلسلة من الاجراءات المشددة والتعليمات الصارمة منعا من التلاعب في العينة أو نتيجة الفحوصات نفسها وذلك عن طريق جمع العينات من مختلف أجزاء وسوائل الجسم وفحصها من خلال الأجهزة المتوفرة،

ومن أهم هذه العينات:

عينة البول :
تعتبر من العينات المفضلة لاجراء الفحوصات المسحية النوعية ( qualitative screening tests ) ، لسهولة جمعها ، والحصول عليها بكميات كافية ، ولوجود الدواء ومخلفاته في البول بتراكيز عالية نسبيا قد تصل لبعض الأدوية الى ( 100 ) ضعف تركيزه في الدم. تؤخذ عينة البول من الشخص المدمن أو المشتبه به حال وصوله المستشفى أو المختبر قبل أن يعطى أي دواء خوفا من إمكانية حدوث نتائج سلبية نتيجة التداخلات الدوائية المخبرية. تؤخذ العينة من الشخص المغمى عليه – اذا كانت عينة البول مهمة – عن طريق انبوب خاص يدخل مباشرة في المثانة ، وفي هذه الحالة يمكن حدوث تلوث العينة بمواد كيميائية يكون مصدرها المواد المخدرة الموضعية التي توضع على الانبوب منعا للألم ، وكذلك المواد المزلّقة ( مخففة للاحتكاك ) ( lubricants ) .
يؤخذ ما يقارب حجم ( 50 ) مل بول وهو حجم كافي لاجراء سلسلة من الاختبارات الشاملة ، يفضل حفظ جزء من العينة ( 20 ) مل في الثلاجة على درجة حرارة سالب 20 درجة مئوية كعينة مرجعية اذا لزم الأمر اجراء فحوصات اضافية ،مع ملاحظة عدم اضافة مواد حافظة للعينة تجنبا لظهور قراءات سلبية أو خاطئة .
هناك بعض العيوب التي يواجهها المختصون في هذا المجال تتلخص في أن الأدوية بصورة عامة تظهر في البول على شكل مخلفات ( metabolites ) للدواء الأصيل ، وأن تركيز الدواء الأصيل يكون بكميات قليلة، وأن البحث عن دواء محدد يلزمه أخذ عينة من سوائل أو أنسجة أخرى من الجسم للتثبت من وجود الدواء . كذلك اذا حصلت الوفاة مباشرة بعد تناول الدواء أو المخدر بجرعات عالية عن طريق الفم أو الاستنشاق أو بعد الحقن السريع لجرعات عالية ، ففي هذه الحالة لن يصل أي تركيز منها الى البول. لكن بغض النظر الى هذه العيوب تبقى عينة البول هي الاختيار المفضّل للكشف عن التسممات بالأدوية والمواد المخدرة.

عينـة من محتـويات المعـدة ( stomach contents ) :

وقـد تتضـمن بقايا اقياء الشخص ( vomite ) ، أو عن طريق شفط مكونات المعدة ( gastric aspiration ) ، أو بعض من غسول المعدة ( gastric lavage ) ، ويفضل أخذ العينة التي تمثل أول غسول ، لأن المرات المتعاقبة يكون قد قل تركيز المواد فيها وقد يصعب الكشف عنها.
تكون العينة ذات قيمة عالية اذا ما أخذت مباشرة بعد تناولها مباشرة ، بحيث يمكن التعرف على المادة من خلال الشكل الصيدلاني لها كأن تكون على شكل كبسولات أو أقراص لم تتحلل بعد، ولم يمض وقت على تحطم المادة الى مخلفات يصعب الكشف عنها.
يؤخذ على الأقل حجم ( 50 ) مل لاجراء اختبارات عديدة ، وكما هو الحال في عينة البول يجب عدم اضافة المواد الحافظة.

عينة الدم ( blood sample ) :

تعتبر عينة الدم من أفضل العينات للكشف عن الأدوية وعن تحليلها تحليلا كميا . كما أن عينة الدم تعتبر أيضا من أفضل العينات لتوضيح وتفسير التراكيز السامة للأدوية ومخلفاتها عند مقارنتها بتقارير سابقة في مجال تحديد التراكيز الفعالة ، والسامة ، والقاتلة لهذه الأدوية .
ان الجزء المستخدم من الدم كعينة لفحص الأدوية في الغالب هو البلازما أو المصل لاحتوائها على مواد قليلة جدا والتي قد تتدخل في نتائج الاختبار، ويقصد بالبلازما ذلك الجزء السائل من الدم الذي يحتوي على كريات معلّقة، أما المصل السائل الشفاف فهو عبارة عن بلازما منزوع منه الكريات المعلقة ومادة التجلط ( fibrin ) .
هناك خصوصية مهمة تتعلق بوجود الدواء في الدم ، وهي توزيع الدواء في الدم ومكوناته ومدى تأثيره على نتائج الاختبار، ذلك أن الدواء بوجه عام يتوزع بين بلازما الدم وكريات الدم الحمراء والذي يعتمد بدرجة عالية على الدواء نفسه. ولهذا السبب يجب فصل بلازما الدم عن كريات الدم الحمراء بشكل سريع بعد اضافة مواد مانعة التجلط على عينة الدم خوفا من عملية تكسّر الكريات ( haemodialysis ) وتحرر الدواء الى بلازما الدم وبالتالي تشويه النتائج المخبرية ، فمثلا دواء كلورثاليدون ( chlorthalidone ) ، وهو أحد الأدوية المدرة للبول والتي قد تعطى لخيول السباق بصورة غبر مشروعة، وجد بأن تركيزه في كريات الدم الحمراء ما يقارب ( 40 ) ضعفا عن تركيزه في البلازما، ولذلك فان تحطم وتكسر ما يعادل ( 1 % ) من كريات الدم سوف يزيد تركيز هذا الدواء في البلازما بمقدار ( 25 % ) .

تتأثر نسبة الدواء في البلازما وكريات الدم الحمراء كذلك بوجود مواد ملوثة ، وقد يكون مصدر التلوث من المواد البلاستكية الموجودة أصلا في أنابيب سحب العينة ، كما تتأثر هذه النسبة بعامل الوقت فيما يتعلق بوصول حالة اتزان تركيز الدواء في البلازما وكريات الدم الحمراء، فبعض الأدوية يحصل في وقت قصير وبعضها يلزمه وقت طويل، وهذا مهم في حالة استخدام عينات دم مرجعية محفوظة ثم تطلّب الأمر بعد فترة فصل البلازما وقياس الدواء أو المخدر فيها.