نجيب ايوب
21-11-2012, 11:48 PM
الشارع العربي
ما قيمة أن نحيا ونحن نعرف أن حياتنا أرخص من سعر الطلقة .
عندما ينتفض الشعب في الأزمات السياسية الكبرى
وعندما يحل الفلتان الأمني والسياسي والإجتماعي
محل الإستقرار ، تعجز مؤسسات الدولة على ضبط الشارع
فلا حسيب ولا رقيب في مثل هذه البيئة المنفلته ,
فأن أثرياء الأنتفاضة تحركهم أثرياء كبار هم في الأصل تركيبة إنتهازية أبتليت بالحروب والكوارث التي لا تدمر الأرض فقط بل تدمر روح الإنسان وذاكرته وكينونته البشرية .
فالناس العاديون مثلآ ليســوا ملائكة ولا أنبياء
منهم ضعيف النفس ومنهم عديم الثقافة ومنهم الجاهل والأمي والفقير
والمظلوم وهؤلاء في حالة الفلتان لن نتوقع منهم أن يكونوا
مثاليين في مدينة أفلاطون الفاضلة
في الشارع محبة ولقاء وغضب وسب ونكات بريئة وبذيئة
للمقاهي وللمتاحف وللملاهي وللأضواء شوارع
وفي الشارع رجال ونســاء وحلوين وأحلى من الحلوين
وفيها النحيلة والممتلئة وفيها الحكيمة والعاقلة والمجنونة وفيها الراكزة والرزينة وفيها الحمقاء المتهورة ذات الطيش .
يكبرون ويتعرفون إلى بعظهم بعضآ
اخوة وصداقة وعداوة في الشارع
في الشارع التنهدات والحسرات والألام والأحلام
على إمتداد القرى والمدن والأوطان والعالم .
قد يذهب أحدهم إلى حب شارع لأن روحه تسكن فيه وقد يذهب أحدهم إلى حب مدينة بأكملها لأن قلبه وعقله وروحه تسكن في تلك المدينة
قد يذهب إلى ذلك الشارع بالطائرة أو بالقطار أو بالسيارة
أو سيرآ على الأقدام ثم يبدأ بعد الدقائق شوقآ إلى طريقه ،
عندما يقترب . الشارع كله بنبض قلبه وناسه وحيواناته وكائناته و حتى شياطينه . والشارع الأجمل كل الشوارع والأقدر على التعبير وعلى كتابة الروايات والقصص والملاحم والممتلىء بالزحام والناس العقلاء والمجانين والباعة شارع حقيقي من لحم ودم وأعصاب وتضخ شراينه الدماء في قلوب أهله وتصل إلى الصدور فتزداد حرارة وإلى الرؤوس فتزداد توهجآ .
الشارع العربي حاضر في الذاكرة من تونس مرورآ بالقاهرة واليمن ودمشق وبيروت وليبيا والدار البيضاء والإحتكام إلى الشارع في حالة الإختلال السياسي .
في الشارع حياة وموت ومســتقبل تولد به أمه وتموت أمه في سبيل الحرية والكرامة والعدالة ، في الشارع حياة ويوم ومستقبل و وطن وجيل وأجيال
شوارع حملت أسماء تخليدآ لذكرى أبطال وأحرار وعمالقة
وشوارع حملت شهداء وشهيدات هم قناديل مضيئة في عالم النسيان.
دمتم بالعافية
نجيب ايوب
ما قيمة أن نحيا ونحن نعرف أن حياتنا أرخص من سعر الطلقة .
عندما ينتفض الشعب في الأزمات السياسية الكبرى
وعندما يحل الفلتان الأمني والسياسي والإجتماعي
محل الإستقرار ، تعجز مؤسسات الدولة على ضبط الشارع
فلا حسيب ولا رقيب في مثل هذه البيئة المنفلته ,
فأن أثرياء الأنتفاضة تحركهم أثرياء كبار هم في الأصل تركيبة إنتهازية أبتليت بالحروب والكوارث التي لا تدمر الأرض فقط بل تدمر روح الإنسان وذاكرته وكينونته البشرية .
فالناس العاديون مثلآ ليســوا ملائكة ولا أنبياء
منهم ضعيف النفس ومنهم عديم الثقافة ومنهم الجاهل والأمي والفقير
والمظلوم وهؤلاء في حالة الفلتان لن نتوقع منهم أن يكونوا
مثاليين في مدينة أفلاطون الفاضلة
في الشارع محبة ولقاء وغضب وسب ونكات بريئة وبذيئة
للمقاهي وللمتاحف وللملاهي وللأضواء شوارع
وفي الشارع رجال ونســاء وحلوين وأحلى من الحلوين
وفيها النحيلة والممتلئة وفيها الحكيمة والعاقلة والمجنونة وفيها الراكزة والرزينة وفيها الحمقاء المتهورة ذات الطيش .
يكبرون ويتعرفون إلى بعظهم بعضآ
اخوة وصداقة وعداوة في الشارع
في الشارع التنهدات والحسرات والألام والأحلام
على إمتداد القرى والمدن والأوطان والعالم .
قد يذهب أحدهم إلى حب شارع لأن روحه تسكن فيه وقد يذهب أحدهم إلى حب مدينة بأكملها لأن قلبه وعقله وروحه تسكن في تلك المدينة
قد يذهب إلى ذلك الشارع بالطائرة أو بالقطار أو بالسيارة
أو سيرآ على الأقدام ثم يبدأ بعد الدقائق شوقآ إلى طريقه ،
عندما يقترب . الشارع كله بنبض قلبه وناسه وحيواناته وكائناته و حتى شياطينه . والشارع الأجمل كل الشوارع والأقدر على التعبير وعلى كتابة الروايات والقصص والملاحم والممتلىء بالزحام والناس العقلاء والمجانين والباعة شارع حقيقي من لحم ودم وأعصاب وتضخ شراينه الدماء في قلوب أهله وتصل إلى الصدور فتزداد حرارة وإلى الرؤوس فتزداد توهجآ .
الشارع العربي حاضر في الذاكرة من تونس مرورآ بالقاهرة واليمن ودمشق وبيروت وليبيا والدار البيضاء والإحتكام إلى الشارع في حالة الإختلال السياسي .
في الشارع حياة وموت ومســتقبل تولد به أمه وتموت أمه في سبيل الحرية والكرامة والعدالة ، في الشارع حياة ويوم ومستقبل و وطن وجيل وأجيال
شوارع حملت أسماء تخليدآ لذكرى أبطال وأحرار وعمالقة
وشوارع حملت شهداء وشهيدات هم قناديل مضيئة في عالم النسيان.
دمتم بالعافية
نجيب ايوب