المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد الرضاعة الطبيعية - المقال الرابع



الصيدلاني راتب
07-10-2012, 02:57 PM
وبشكل عام يمكن أن نجمل الحديث بأن أطفال الرضاعة الطبيعية هم الأقل عرضة بالإصابة بالأمراض و خصوصاً إذا كانت فترة الرضاعة قد زادت عن 4.5 شهراً و لقد وجد أيضاً أن الإصابة بموت الفجأه (Cot death) الموت المفاجيء غير معروف السبب هو أقل حدوثاً في أطفال الرضاعة الطبيعية (25).

و إذا أردنا أن نفسر دور الرضاعة الطبيعية في التقليل من الإصابه بالأمراض فإن ذلك يقودنا إلى الحديث عن الخصائص المناعية لحليب الثدي فحليب الأم يكسب الطفل حماية ضد أمراض عرفت لمئات السنين، ومع ذلك فإن الباحثين قد بدأوا حديثاً بالتعرف و تعيين مكونات حليب الأم الذي يجعله -بلا منازع- المادة المغذية للطفل، فمنذ الأزمنه القديمه كان ينظر لحليب الأم كنسيج حي ، و هذا صحيح بالتأكيد فهذا (الدم الأبيض) يحتوي على الهرمونات، أنزيمات ، و خلايا شبيه بالليكوسايت (leucocyte- like cells)، وهذه المكونات الأخيرة التي تسهم إسهاماً كبيراً في جعل حليب الأم فريداً في خاصيته كمانع للإنتانات (12) .

الحماية ضد الإنتانات التي يتميز بها حليب الأم راجعة بشكل كبير إلى طريقة الإنتقال المباشرة من الأم إلى الطفل مما يزيل و يقلل كثيراً من فرص تلوث الحليب، و مع ذلك فهو في الحقيقه لا يعتبر الحليب معقماً بدرجة كامله لأنه عادة يحتوي على بكتيريا و هالة الثدي جزء من الجلد، إلا أن وجود البكتيريا في منطقة الهالة (إضافة إلى الحلمه) قليل مقارنة بأجزاء الجلد الأخرى بسبب وجود غدد مورغاني (Montgomery's gland) التي تتميز إفرازاتها بخصائص مطهره إضافة إلى المساهمه في تلطيف و ترطيب منطقة الهالة و الحلمة (12) .

و مع هذا فإن الأكثر أهمية من العوامل الخارجيه هي العوامل المتعلقه بالحليب نفسه، حيث أن خصائص حليب الأم المقاومه للإنتانات ناتجه بشكل أساسي من مكوناته، إنها هي العوامل التي تقوي بعضها البعض في حماية الطفل من الإسهالات، و كثيرمن الإصابه بالإنتانات خلال فترة فترة الرضاعه و بعدها، و هذه المكونات أو العوامل هي:- (25,13,12,8,6,4 )

1- المكونات الخلوية (Cellular Components) : يحتوي حليب الأم و خصوصاً فترة اللبأ على خلايا (Leucocyto) و التي من بينها الخلايا الملتهمه (Macrophages) التي توجد بكثرة و هي عباره عن خلايا كبيره متحركه تشبه الأميبا تقوم ببلع المواد السامة و القضاء عليها وعلى البكتيريا الضارة عن طريق البلعمه (Phagocytic activity)، كما أن لها دوراً في إفراز الأنزيم المحطم (Lysozyme) و البروتين الناقل للحديد (Lactoferrin) .
كما أن وجود خلايا لمفاويه (Lymphocytes) بكثرة في الحليب له دور كبير في إنتاج الجلوبيولين المناعي الإفرازي من نوع (SIgA) و إنتاج مادة الانتروفيرون (Interferon) اللذين لهما أهمية واضحه في مقاومه الأنتانات، هناك مكونات خلويه لحليب الأم تجري أبحاث للتوصل على أهميتها و هي وجود خلايا المسماه (Neutrophils) ووجود خلايا ظهاريه (epithelial cells) .

إن المكونات الحيه لحليب الأم منفردة أو مجتمعة تعتبر من الوسائل المهمه في مقاومة الإنتانات لكل من الأطفال حديثي الولاده و الأطفال المتقدمين في العمر.

2- العوامل (المكونات) البروتينيه المناعيه لحليب الأم (Immunological components) . الأجسام المضادة عبارة عن جزيئات ينتجها جسم الأنسان عند وجود أجسام غريبه حيث يتفاعل الجسم المضاد مع الجسم الغريب و يقضي عليه و يمنعه من إحداث تأثيرات مرضيه للجسم .

إن جميع الأجسام المضادة (Antibodies) هي عبارة عن بروتينات تحتوي على كميات قليله من السكريات تكون مرتبطه بها، و مما يميز هذه الأجسام المضاده هو تميزها بالتخصص أي أن لكل جسم غريب جسم مضاد خاص به و لما كانت الأجسام الغريبه (Antigens) كثيرة العدد في الطبيعه فيتبع عن هذا وجود عدد كبير من الأجسام المضاده، تتشابه أساساً في تركيبها، و لكنها تختلف في الجزء الذي يتحد مع الجسم الغريب .

لقد لوحظ بأن الأجسام المضادة مقتصره فقط على بروتينات الجلوبيولين (g)(Globulines) و اطلق عليها جلوبيولينات المناعه (Immunoglobulines) و إختصارها (Ig) و هناك خمسة أنواع هي (IgA,IgM,IgG,IgD,IgE) .

و إن أربعة فقط لوحظ وجودها في حليب الأم و هي (IgA>IgM>IgG>IgD) و الإشاره ((>) تعني بدرجة أكبر). يعتبر الجسم المضاد (IgA) هو الأهم و الأساس الذي يفرز على مدار الرضاعه مع أن مستواه يقل خلال الأشهر الأولى من الرضاعه ليبقى ثابتاً لباقي فترة السنتين الأولى والثانية من فترة الرضاعة و هذه الأهمية ل (IgA) راجعه إلى ما يلي:-

1- يتم إفرازه في الثدي نفسه .

2- يكون تركيزه في اللبأ أعلى تركيزاً مقارنة بفترات الحليب الأخرى، و يعتبر اللبأ بمثابة جرعه مناعيه ضخمه من (IgA) يتم إعطائها للطفل.

3- ثبات (IgA) في الجهاز الهضمي للطفل، فقد تبين أن (IgA) شديد المقاومه للتحطم بواسطة الأنزيمات المحطمه للبروتينات و الموجوده في الجهاز الهضمي للطفل مثل الكيموتربسين والتربسين (Chymotrypsin, Trypsin)، و لهذا فقد لوحظ بأن كمية (IgA) في الجهاز الهضمي للطفل الذي يعتمد على الرضاعه من الأم أعلى بدرجه كبيرة جداً من تلك الكمية الموجوده في الجهاز الهضمي للأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على الإرضاع الصناعي. ذلك أن الطفل غير قادر على إنتاج (IgA) من تلقاء نفسه إلا بعد ستة أشهر من عمره (9) .

و لهذا فإن ال (IgA) الإفرازي (secertery IgA (sIgA)) من الأم هو بمثابة تبطين لخلايا الجهاز الهضمي الظهاريه (lntestinal epithelium) للطفل لتكون خطا دفاعياً ضد البكتيريا و الفيروسات الضاره و المتمثله في (staphylococci, streptococci, E-coli, pneumococci, polio virus, rota viruses) .

3- المكونات التي تمنع إستقلاب البكتريا الضارة (Inhibitors of Bacterial Metabolism) و أهمها هو البروتين الناقل لعنصر الحديد (Lactoferrin) أو مايسمى ببروتين الحليب الأحمر (Red Milk Protein) و لهذا البروتين خصائصه في وقف نمو البكتيريا و قتلها (bacteriostatic and bacteriocidal) بسبب قدرته على الأرتباط بأيونات الحديد (حيث أن كل جزيء واحد من هذا البروتين له القدره على الإرتباط بأيونين من الحديد) و بالتالي يمنع أو يحد من تواجد هذا العنصر المهم الذي يستفيد منه كثير من أنواع البكتيريا (مثل streptococcus mutans and Vibriocholera) كعامل أساسي في النمو و الإستقلاب، و يقضي على البكتيريا (E- coli) بالتعاون مع (IgA) .

و مما يزيد من فعالية (Lactoferrin) هو وجود (IgA) و البايكربونات (bicrbonate) و هذا الأخير موجود في حليب الأم و يعمل على المحافظة على درجة الحموضة للحليب. و يوجد (Lactoferrin) في حليب الأم بنسبة 0.1% و 0.6% ، و الجدير بالذكر أنه لا يتأثر بالأنزيمات المحطمة الموجودة في الجهاز الهضمي للطفل. و يجب أن ننبه إلى أخذ الإحتياط عند إعطاء الأم المرضع عنصر الحديد أو أي مركبات دوائية تحتوي على عنصر الحديد لتداخله مع فعالية البروتين الناقل للحديد مما يؤدي إلى إضعافها .

هناك بروتين آخر له خاصية الإرتباط بفيتامين ب12 (vitamin B12 - binding protein) يعمل على وقف نمو البكتيريا ، و على العكس من (Lactoferrin) فإن هذا البروتين سهل التحطم عن طريق الأنزيمات المحطمه للبروتين في الجهاز الهضمي، لذلك فإن فعاليته مقتصره على الجهاز الهضمي العلوي فقط .

4- الأنزيمات التي تثبط نمو البكتيريا ( Enzymes that inhibit bacterial growth) :

أ- أنزيم اللايسوزايم (lysozyme): و هو أحد الأنزيمات المعروفه بفعاليته ضد الإنتانات و الموجوده في حليب الأم بتركيز يقدر بــِ 5.000 ضعف تركيزه في حليب البقر، له فعالية متخصصه ضد البكتيريا من نوع (micrococci) مثلما له فعاليه ضد (salmenella typhosa, e.coli). و لقد وجد له فعاليه ضد معظم الفيروسات، و يوجد في حليب الأم بنسبة تتراوح بين 30% و 40% و يعتبر ثابتاً في مقاومته للتحطم في الجهاز الهضمي للطفل و عند بعض الحضارات كان يستعمل حليب الأم الطازج بشكل نقط لمعالجة إلتهاب ملتحمة العين (Conjunctivitis) .

ب- أنزيم لاكتوبيروكسيد (Lactoperoxidase) : له فعاليه ضد
(E-coli, streptococci) و أنواع من (Salmonella) يوجد بتراكيز قليلة جداً في حليب الأم و بتراكيز عالية في حليب البقر .

5- العوامل المشجعه لنمو البكتيريا النافعه. البكتيريا الطبيعيه
(Normal Flora) لأمعاء الطفل يغلب عليها كثرة وجود (Lactobacillus bifidu) إن عوامل (bifidus) الموجودة في حليب الأم (عبارة عن عوامل نمو سكريه) تشجع نمو بكتيريا (L. bifidus) في أمعاء الطفل الذي يعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط والتي لها دور في منع نمو ووجود البكتيريا الضارة و مما يزيد في الفعاليه هو قله قيمة الأس الهيدروجيني (PH) ووجود أحماض عضويه تفرز عن طريق هذه البكتيريا بالإضافه إلى اللاكتوز كل ذلك يهيء وسطاً حامضياً لمنع تواجد البكتيريا و البروتوزا (protoza) - الأوليات - الضارة في أمعاء الطفل .
عوامل أخرى وقائيه (other Protective Factors):
- الانترفيرون (Interferon) الذي تنتجه خلايا ليمفاويه (Lymphocytes) والذي له فعاليه في وقاية الطفل من الإصابه الفيروسية (viral infection)، كما أن الحليب يحتوي على أجسام مضاده لمعادله فيروس شلل الأطفال .
- عوامل ضد البكتيريا (staphylococcal) تعطي مقاومه ضد الانتانات التي يسببها هذا الميكروب .
- عوامل مناعيه ضد الإصابه بانتانات الجهاز الهضمي الناخرة (nectorizing enterocolitis) والتي تعتبر قاتلة و يسببها ميكروبات تتبع إلى مجموعة (clostridia, klebsiela) و الذي وجد أن حليب الأم له القدره على تثبيط هذه الأنواع من الميكروبات .
- يعتبر اللبأ غنياً بإحتوائه على أجسام مضادة ضد فيروس (Respiratory Syncitial Virus (R.S.V.)) الذي يؤدي إلى إلتهاب شديد في الجهاز التنفسي السفلي و في بعض الأحيان يكون مميتاً .
- لقد اجريت عدة دراسات بينت تأثير تسخين الحليب على العوامل الوقائيه للحليب، فلقد لوحظ تحطم (IgA)، و اللاكتوفرين و الليمفوسايت وبعض الأجسام المضادة عن طريق غلي الحليب و ليس عن طريق بسترة الحليب، فالبستره على درجة 62 م لمدة 30 دقيقه تقلل من فعالية (IgA) بنسبة 20% ، و تحطم (IgM) و معظم اللاكتوفرين و لا تؤثر على اللايسوزايم، و بالطبع حليب الأم لا يحتاج إلى الغلي أو البستره وبالتالي يبقى محافظاً على خصائصه الوقائيه من الأمراض (25) .

المصدر : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية - ط1 1997م
اعداد الصيدلاني راتب الحنيطي

الصيدلاني راتب
07-10-2012, 03:23 PM
عفوا العنوات هو فوائد الرضاعة الطبيعية - المقال الرابع