المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواكبة نمط الادمان الحديث،وتحدي خداع الأجهزة المخبرية.



الصيدلاني راتب
16-09-2012, 11:16 AM
مواكبة نمط الادمان الحديث،وتحدي خداع الأجهزة المخبرية.


تغيّر نمط الادمان حديثا عما كان في السابق ، ففي الحين الذي كان المدمن سابقا يتميز بخصائص وعلامات واضحة ، كتردي علاقاته الاجتماعية ، وسوء المنظر مع فقده لوظيفته التي يعيش من خلالها ، والنظرة المحتقرة للمـدمن ، يواجهـنا الآن ما يسـمى المدمـن الحديـث غير التقليـدي ( non – stereotypical drug abuser ) ، فتراه حسن المظهر ، متقلدا وظائف مرموقة ، قادرا على إخفاء علامات الادمان بحيث تجد صعوبة في الحكم عليه فيما اذا كان من المدمنين أم لا، والغريب أنهم يملكون القدرة في كثير من الأحوال على تزييف الفحوصات للكشف عن ادمانهم من خلال خداعهم للاختبارات واجبار الأجهزة المخبرية اعطاء نتائج سلبية تفيد بخلو الشخص من المخدرات.
وكما أشرنا ، فان عينة البول تعتبر العينة المثالية والمفضلة لاجراء الفحوصات ، وهي من أكثر العينات التي يتلاعب بها المتعاطين والحرص على أن تكون النتائج سلبية ، ربما بسبب غياب الرقابة أثناء جمع العينة ، وهناك على الأقل ثلاثة أساليب للتلاعب بالعينة من أجل الحصول على نتائج سلبية ،هي :
1 – تبديل عينة البول بكاملها بعينة بول أخرى ، قد تكون من صديق أو عينة من العينات المحفوظة لأشخاص آخرين في الثلاجات. وللكشف عن هذا التلاعب تقاس درجة حرارة العينة فورا ودرجة الحموضة،حيث أن درجة حرارة البول بعد جمعها مباشرة تتراوح ما بين ( 32 ) الى ( 34 ) درجة مئوية، وقيمة درجة الحموضة ( pH ) من ( 4 ) الى ( 8.5 ) ، وفي بعض الحالات الجنائية يوضع الشخص تحت المراقبة المباشرة أثناء أخذ العينة .
2 – اضافة بعض المواد الكيميائية على العينة، كمواد التنظيف المنزلية والمطهرات والمعقمات وقد تضاف أدوية الى العينة، والتي قد تتدخل في تفاعل الاختبار وخصوصا الفحوصات المناعية ( immunoassay tests ) . لكن هناك شركات قامت بتصنيع منتوجات مخبرية قادرة على الكشف عن بعض الكيماويات التي قد يتم اضافتها على عينة البول قبل فحصها.
3 – الطريقة الثالثة من طرق التلاعب بعينة البول هي تخفيفها ، اما بتناول المزيد من المشروبات أو باستعمال مدرات البول ( diuretics ) قبل أخذ العينة بوقت قصير ، أو حتى اضافة الماء مباشرة على العينة بعد جمعها،والهدف من هذا التخفيف هو زيادة حجم البول على حساب تركيز المادة المخدرة الى الحد الذي لا يمكن للأجهزة الكشف عنه. فمثلا ، للكشف عن الحشيش ومخالفاته يجب أن يكون اقل تركيز لها في البول ( 150 ) نانوغرام في كل واحد مل بول ، ولقد وجد بأن هذا التركيز بعد عملية التخفيف يهبط الى حوالي ( 15 ) نانوغرام/مل ، وهذا التركيز لا يمكن للأجهزة الكشف عنه، فعملية التخفيف تجعل نتيجة الفحص سالبة بدل أن تكون ايجابية.
هناك عـدة طـرق للكشـف عـن هذا التـلاعب ، منـها قيـاس الثـقل الـنوعـي للبول ( specific gravity ) ، وهو تعبير عن كمية الدقائق ( solids ) المذابة فيه. فاذا كان الماء كثيرا فان قيمة الثقل النوعي للبول تهبط، وقد وجد بأن قيمة الثقل النوعي للبول تتراوح ما بين ( 1.003) الى ( 1.020 ) . الخبـراء في هذا المجال اعتبروا أن العينة مخففة اذا كانت قيمة الثقل النوعي أقل من ( 1.003 ) .
من الطرق الأخرى للكشف عـن تخفيف العيـنة ، هـو عـن طـريق قيـاس مـادة كرياتينين ( creatinine ) ، وهذه المادة عبارة عن ناتج أيضي جسمي طبيعي تطرح في البول وبكميات متقاربة يوميا، وتركيزها في البول يتراوح ما بين ( 40 – 200 ) ملغم/ 100 مل بول، وقد أعتبرت بأن العينة مخففة اذا كانت قيمتها أقل من ( 20 ) مل / 100 مل بول . اضافة الى قطع مصادر المياة من مكان جمع العينة خوفا من اضافة الماء بصورة مباشرة على العينة.
وهناك العديد من الأمور المتبعة والتي من خلالها يمكن منع أو الكشف عن التلاعب بالعينة ، وبشكل عام فان المختبرات تتبع سلسة خطوات صارمة في التعامل مع العينة ( chain of custody procedures ) والتي تتطلب استخدام تقنيات التغليف ونظام التوقيع من قبل العاملين والمحللين في كل خطوة ومكان تمر فيها العينة.

الصيدلاني راتب الحنيطي
المرجع : كتاب الادوية المولدة للادمان - اعداد الصيدلاني راتب الحنيطي