المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة الأشياء الضائعة: "لسه الدنيا بخير"



عصام اهل
12-09-2012, 05:14 PM
فرحة كبيرة تملكت الأربعيني نضال سعيد بعد أن كان وصل إلى حالة من اليأس والإحباط لضياع محفظته في أحد المحال التجارية، ليفاجأ بعد يومين وهو في طريقه إلى دوامه أثناء سماعه لأحد البرامج الإذاعية أن شخصا يبلغ عن عثوره على محفظته
لم يستطع نضال تمالك نفسه ووقف على جانب الطريق يشكر ربه على ذلك وتوجه مباشرة إلى الإذاعة. ويقول:"لم أعد لأتمالك نفسي فرحاً وسعادة ففقداني لمحفظتي كان سيورطني في كثير من المشاكل ويعطل أحوالي، ولا أعرف كيف أقضي الشهر فراتبي كله كان بها، ذلك عدا عن البطاقات والهوية والرخصة وكل الأمور المهمة الأخرى".
ويضيف نضال أنه لم يكن يعلم أن الدنيا ما تزال بخير، وأنه ما يزال هناك أشخاص أمينون مثل ذلك الذي وجد المحفظة، مبيناً أنه لم يكن يعرف الطريقة التي يكرّمه بها أو يشعره بامتنانه.
في حين أن العشريني جهاد، وهو سائق تاكسي، وجد في الكرسي الخلفي حقيبة للسيدة التي نزلت وهي مستعجلة لتترك حقيبتها خلفها، وبعد أن فتح الحقيبة وبدأ يفتش لها على عنوان، وجد داخل محفظتها أوراقها الثبوتية وثلاثة دنانير، ما أشعره بحزن شديد كونه أدرك أن المرأة لا تملك غيرها.
واستمر جهاد بالبحث عنها ومحاولة التوصل إليها عدة أيام، حتى عثر على عنوانها وتوجه لبيتها ليعطيها الحقيبة. ويقول:"بمجرد أن رأتني المرأة انهالت بالبكاء كونها لم تكن تملك في ذلك الوقت سوى هذا المبلغ للعودة من مشوارها، وهو الأمر الذي عرضها لعديد من المواقف المحرجة، عدا عن إعفاء زوجها الطبي الذي كان في محفظتها وهي المصيبة الأكبر بالنسبة لها".
وفي ذلك يرى الاختصاصي الاجتماعي د.حسين الخزاعي أن تلك من أهم السلوكيات التي يجب تعزيزها، وأن يستمر عليها كونها تذكر الناس بالقيم الأخلاقية والنبيلة في المجتمع. إلى جانب أنه شيء يبعث السرور في الناس خصوصاً إذا تم الاعلان عن ذلك على الاذاعة فان مجرد سماع المتلقي للأخبار يزيد الشعور بالسعادة والأمان لديه خصوصا في حال كانوا من فئة الشباب أو الأطفال، فإن ذلك يعزز لديهم التنشأة الاجتماعية في المستقبل لوجود نماذج اجتماعية عندها سلوكيات ايجابية في المجتمع.
ويضيف أن الأمانة تعتبر أمانة بغض النظر عن المبلغ وحجمه، لافتا إلى أن الشخص الذي لديه القيم والسلوك الايجابي فانه مهما كان محتاجا لما وجده فان القيم التي عنده سوف تردعه.
ويلفت إلى أنه على كل شخص أن يضع نفسه مكان الانسان الذي فقد الشيء، خصوصا اذا احتوى ما فقده على وثائق مهمة أكثر من الأموال، فإن هذا التصرف سيعزز القيم النبيلة عند الشخص ويجعل الناس يسلكون مثل هذا السلوك.
شعور الثلاثينية ريما محسن كان بغاية السعادة عندما عادت ابنتها 16 عاما من الخارج، حيث كانت برفقة الخادمة الى السوبرماركت ووجدت مبلغ 300 دينار أسفل الصراف الآلي، وبالرغم من محاولات الخادمة إقناعها بمقاسمتها المبلغ وعدم إخبار أحد إلا أنها رفضت ذلك وأصرت على ارجاعه.
وتضيف:"أخذت ابنتي وتوجهنا الى البنك المسؤول عن الصراف الآلي وأخبروهم أنهم سيقومون بمتابعة الحركات التي أجريت في ذلك الوقت وإرجاع المبلغ إلى الشخص المعني".
في حين يرى الاختصاصي التربوي د.فتحي طعامنة أن إعادة الأشياء الى أصحابها "نوع من الأمانة"، لأن الوفاء "جزء من الأمانة"، منوها إلى أن هذا السلوك "خلق عظيم"، مشددا على ضرورة تأدية الأمانة الى أصحابها بغض النظر عن قيمتها.
ويرى طعامنة أن صفة الأمانة لا يمكن أن تتواجد بين أفراد المجتمع الا اذا تمت تربية الأجيال عليها، فهناك مجموعة كبيرة من منظومة القيم التي ينشأ عليها الأبناء عليها وتكبر معهم، وتنتقل إلى الأجيال التي تليهم.
ويؤكد طعامنة أن تلك الصفات تكتسب من خلال التعليم والتدريب على هذه الممارسات كتعليم الأطفال في البيت مثلا على الأمانة، من خلال أشياء بسيطة جداً كترك الأب مبلغا صغيرا من المال على الطاولة وعدم أخذه دون استئذان، إلى جانب ضرورة أن يكون الأهل نموذجا وقدوة للأبناء ليترعرعوا على منظومة القيم التي تنعكس ايجابا على المجتمع.
من جانبه يرى الاختصاصي النفسي د. أحمد الشيخ أن ذلك يعزز قيما مجتمعية وفردية بنفس الوقت، خصوصا القيم المجتمعية التي تنتشر بالعدوى في المجتمع، كونه عندما يقوم شخص بتأدية سلوك الأمانة فإن الناس تعمل على محاكاة هذا السلوك خصوصا إذا ترك آثارا ايجابية.
وذلك السلوك يسبب تأكيد هذه القيم وتكريسها كذلك شعور الناس بالأمان اتجاه أشيائهم، حيث تصبح القيمة متناقلة لدى الناس وتترك آثارا ايجابية في نفوس كل الأطراف، كالرضا والسعادة للشخص الذي استردت له أشياؤه والفخر للشخص الذي استرد ما وجده، كذلك تعزيز الأمر في المجتمع والتأكيد عليه اعلاميا هو أمر محبذ وجيد.
انا نسيت اغراض في التكسي وعرف مكان البيت مع ذالك ما رجعها هل الدنيا بخير؟؟؟

mody sat
12-09-2012, 05:52 PM
لا استغرب جمال كل النصوص التى تمتعناابها

من صاحب القلم والاحساس الراقى

ودى ,,

عصام اهل
12-09-2012, 09:19 PM
حبيبي اخي سعيد

HENoO
12-09-2012, 10:08 PM
والله يا اخ عصام مو كل الناس اطباعهم واحد
انشالله تكون الدنيا بخير