المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياضة والمنشطات الرياضية - الجزء الرابع



الصيدلاني راتب
12-09-2012, 08:33 AM
تعريف بأهم المصطلحات.
قبل الحديث عن أنواع المنشطات المستخدمة في الألعاب الرياضية ، أرى أن اقدّم للقارئ الكريم بعض المصطلحات المهمة التي تتعلق بموضوع تعاطي المنشطات الرياضية،وهي:

1 - المنشطات الرياضية (Doping)
يرجع مصطلح ( دوب ) الى اللغة العامية المتداولة بين قبائل جنوب شرق القارة الأفريقية منذ زمن بعيد , وكانت تدل على نوع من المشروبات الكحولية القوية المستعملة في حفلاتهم الدينية لمقاومة السهر والتعب والارهاق ، وكلمة دوب في الماضي كانت تعني أيضا نوع من خليط الأفيون ومواد مخدرة أخرى تعطى لخيول السباق وخصوصا في بريطانيا العظمى وكان ذلك في عام 1889م حيث ظهرت كلمة دوب لأول مرة في المعجم الانجليزي. وبعد مرور عدة سنوات على هذا التاريخ تم تعميم هذا الاصطلاح على جميع المواد المنبهة, والتي تم استخادمها تدريجيا في أول الامر مع الجياد والكلاب ثم بعد ذلك مع الإنسان.
وفي الفترة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية انتشر استخدام العقاقير المنشطة التي تعددت أنواعها بصورة واضحة, ولم يقتصر هذا الاستخدام على المجال الرياضي، وإنما تعدى هذا الحدود ليستخدم في المجال العسكري كالطيارين والجنود بهدف التنبيه والتنشيط أثناء عمليات الهجوم الليلي، وبهدف الحصول على التحمل ومقاومة التعب.
وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ اصطلاح المنشطات (doping) يرتبط برياضة المستوى العالي (رياضة البطولات) ارتباطاً وثيقاً. ومن خلال عملية الزيادة المستمرة في حالات الاستخدام مع هذه الفئة من الرياضيين في مختلف أنواع الرياضة، زادت أيضا حالات الوفاة التي ارتبطت بزيادة الجرعات المستخدمة.
وكلمة ( doping ) – لا تعني فقط أخذ العقاقير المنشطة والمخدرة بصورة غير قانونية من أجل الحصول على نشاط واداء اضافي غير مقبول وغير عادل في المنافسات الرياضية، بل يدخل في هذا المعنى أية وسيلة غير دوائية يستخدمها الرياضي من أجل رفع المستوى الرياضي عنده، كنقل الدم، واستخدام الأكسجين، وأخيرا المعالجة الجينية التي تقوم على مبدأ زراعة مورثات جينية مسؤولة عن انتاج عوامل أو هرمونات في جسم الانسان لها علاقة برفع سوية اللاعب.

2 - تعاطي المخدرات أو المنشطات الرياضية ( drug abuse ) .
ورد معنى التعاطي في الذكر الحكيم ودلّ على الشروع والاقدام على فعل شيء منهي عنه ، وهو النهي عن قتل ناقة سيدنا صالح عليه السلام جاء ذلك في سورة القمر آية ( 29 ) ( فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ) ونتيجة المخالفة هو العذاب الأليم من عند الله . وفي كتب التفسير جاء معنى التعاطي في هذه الاية الكريمة على أنه تناول بيده ، وجسر ( بفتح الجميع ) بمعنى أقدم ، والتعاطي الخوض في الشيء ، وتناول الشيء بتكلّف ، وقيل أن الشخص الذي أقدم على قتل ناقة صالح تعاطى الخمر ليصير أكثر جرأة في اتمام عملية القتل . وجاء في لسان العرب لابن منظور ( والتعاطي تناول ما لا يحق ولا يجوز تناوله ) . وبناء عليه نقول أخذ فلان الدواء ، ولكنه تعاطى المخدر . الا أن الكتّاب العرب يستخدموا عبارة ( سوء استخدام أو استعمال المخدرات ) وهي ترجمة حرفية للكلمة الانجليزية ( abuse ) . وهذا المصطلح يحمل بين طياته معنى يفيد التكرار في تناول المادة المخدّرة أو المادة النفسية لفترة زمنية طويلة وبجرعات عالية - وعادة تكون دون رقابة طبية - بحيث تؤدي آثارها الى الاضرار بمتعاطيها ( ادمان ) ، أو ينجم عن هذا التعاطي أضرار اجتماعية أو اقتصادية . ويجب أن نفرق بين هذا المعنى وبين مصطلح ( drug misuse ) الذي يعنى أخذ الأدوية بطريقة غير محددة وغير مقيدة ، تشمل الكافئين والكحول والتدخين .

3 - الرياضة الجينية :

ويقصد بهذا المفهوم هو ادخال أو تعديل جيني محدد في خلايا الانسان لتنشيط العضلات أو زيادة افراز مادة لها علاقة بزيادة الاداء الرياضي كهرمون النمو وهرمون اريثروبيوتين المسؤول عن زيادة انتاج كريات الدم الحمراء، أو تنشيط جين مسؤول عن بناء أنسجة وعضلات، وجاء هذا الحدث العظيم بعد أن نجح الإنسان في فك لغز الأحماض النووية، ومن بعد أن أتم رسم خريطة الجينوم البشري، أخذ العلماء يفكرون في استغلال هذا الكم الهائل من المعلومات عن تركيب الجسم البشري وطريقة عمله في علاج وتحسين البشر. وفكر العلماء باستبدال الجينات الموجودة في جسم الإنسان والمسؤولة عن ظهور عيوب بأخرى سليمة تشفي من الأمراض ، ومن هنا ظهرت تقنية العلاج الجيني التي أصبحت متوفرة بالفعل وتحقق النجاحات كل يوم، ويتوقع لها أن تتطور بشكل هائل خلال السنوات القليلة القادمة.
ومكنت خريطة الجينات البشرية العلماء من معرفة الجينات المسؤولة عن تحسين القدرات الرياضية عند الإنسان. ومع تطور تقنيات العلاج الجيني يخشى العلماء من أن تستخدم هذه التقنية من قبل الرياضيين لتحسين أدائهم الجسدي عن طريق استبدال جينات أفضل أو أحسن بالجينات المسؤولة عن الأداء؛ وهو ما يمهد الطريق لدخول عصر جديد يكون نموذجه هو الإنسان الخارق "السوبرمان" الأقوى والأسرع والأعلى من كل البشر والمقاوم للأمراض؛ وهو ما سيترتب عليه ثورة كاملة في كل حياة الانسان. الأمر الذي بدأ يقلق اللجان الرياضية كثيرا، بأن يتحول الرياضي الى شخص غير طبيعي يجعل من موازين وأخلاقيات الرياضة صعبة التطبيق في ظل الغش الجيني.

4 – الألعاب الأولمبية
تعتبر الألعاب الأولمبية من أشهر المسابقات الرياضية العالمية وأقدمها، وسميت بهذا الاسم نسبة الى اقامتها تاريخيا في سهل " أولمبيا " الذي يقع أسفل جبل ( كروفوس ) جنوبي اليونان ،.وهو موطن الآلهة لدى اليونانيين ، ويذكر التاريخ أن الألعاب الأولمبيــة بدأت في عـام(776 ق.م) كما تدل التواريخ المسجلة على جدران المعابد اليونانية، وكانت هذه الألعاب جزءاً من الاحتفالات الدينية، وكان المشاركون في منافسات الدورة الأولمبية يقيمون لمدة شهر كامل في أوليمبيا قبل بدء المنافسات، وذلك بهدف إعداد المشاركين بدنيًا وروحيًا، وكانت جوائز الفائزين عبارة عن أكاليل من أغصان الزيتون التي تزين بها رؤوسهم، كما يتم تخليد الأبطال الأولمبيين من خلال أعمال الأدباء والشعراء والنحاتين، ويعدُّ تمثال رامي القرص للنحات (ميرون) سنة (450) قبل الميلاد قطعة فنية نادرة تعبر عن هؤلاء الأبطال.
واستـمرت تلك الألعاب حتى عـام (392م) حين قـرر إمـبراطور رومـا المسيحي (تيوديوس الأول) منعها لأنها ألعاب وثـنـية.. وفي عام (1896م) فكر البارون الفرنسي ( بيـار دو كـورباتان ) بإعـادة إحـيـاء هـذه الألعاب بعدما نجح في تنظيم لقاءات رياضية يبن إنجلترا وفرنسا ساهمت في تخفيف العداء بين الشعبين، وعرض الفكرة أمام تجـمع عالـمي من( 15) دولـة في باريـس ، فوافقوا على أن تقام مرة كل أربـع سنـوات ، فأقـيمت أول دورة في أثـينا في 6 أبريل من عام 1896م، وافتتحها الملك جورج الأول ملك اليـونـان ولـم تتوقـف الألعاب من ذلك التاريخ حتى اليوم إلا خـلال الحـربـين العـالميتين في الأعـوام 1916 م و1940 م و1944 م.
أما الحلقات الخمس التي تمثل شعار الألعاب فهي تعـبر عن القارات الخمس : أفريقيا ، آسيا ، أمريكا ، استراليـا ، أوروبـا . في بـداية الألعـاب الأولمبية كـانت المرأة ممنوعة تماماً من المشاركـة في الألعاب أو مشاهدة أي مبـاراة، بينما يسمح للفتاة الصغـيرة فقط بمشاهدة الألعاب، أمـا لـو تجـرأت امرأة متزوجة على الحضور فكان يحكم عليها بالإعـدام، إلا أن هناك امرأة تحدت ذلك وارتدت زي الرجال بهدف مشاهدة ابنها "بيدروس" وهو يخوض منافسات الملاكمة، وقد كانت تخشى عليه من مزاولة هذه اللعبة العنيفة، ولكن فوز ابنها منحها الحياة بعد أن تم الحكم عليها بالإعدام، وبقيت المرأة ممنـــوعة من المشاركـة في سبـاق الماراثـون الأولـمبي حتى العام 1984م.