المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حيرة الشعوب ... بين الصمت والكلام!!



HENoO
07-09-2012, 04:25 AM
حيرة الشعوب ... بين الصمت والكلام!!
لقد منح الله عز وجل الإنسان عقلاً مفكرا ومحللا, وميزه عن سائر المخلوقات بمعرفة الصواب من الخطأ, كما منحه غريزة حب العيش بحرية وسلام والتي لا تتحقق إلا بقول كلمة الحق والتعبير عن رأيه بأسلوب راق تصل أصداؤه إلى العالم اجمع, ولعلنا ندرك ثقل كلمة الحق عندما يقول الامام علي (عليه السلام) "من استحيا في قول الحق فهو الأحمق", فبها قامت السماوات السبع وعليها عمرت الأرض, فكل شيء في هذا الكون قائم على كلمة الحق, وبانعدامها ستكون الأرض في حالة فوضى ودمار, حتى اعتبر قائل هذه الكلمة كالمجاهد في سبيل الله , "وفي الوقت ذاته يقول( عليه السلام) : "إن كان في الكلام البلاغة ففي الصمت السلامة من العثار". وبين الحديث بأن الصمت يعود على الإنسان بمردود إيجابي فهو يربي الجانب الفكري فيه فيزداد معرفة وحكمة ويزداد قلبه نورا , كما يطهر القلب ويهذب النفس الامارة بالسوء , كما أن بانتهاج مبدأ الصمت قد نقي أنفسنا وأهلينا نار الفتن والحروب والنزاعات.
وقد يرى البعض منا ان الحديثين السابق ذكرهما متناقضين ولكن لو أمعنا تفكيرنا وقرأناهما بشيء من التحليل , لتوصلنا إلى أننا بحاجة أحيانا إلى قول الحق على قدر حاجتنا إلى السكوت عنه أحيانا أخرى لأن لكل منهما وقت وزمان معينين , فيستحسن لنا قول الحقيقة عندما تكون لدينا الأدلة الكافية أو يسمح التوقيت بقولها, ونحتاج أيضا للصمت في ظل ظروف تجبرنا على ذلك بسبب عدم ملاءمة التوقيت أو بسبب الخوف من وجود شبهة أو وقوع ظلم وانتشار الفتنة والطائفية في المجتمع.
وقد يتساءل البعض عن الأسباب التي جعلتني أتطرق إلى هذا الموضوع, وحتى أوضح الصورة أكثر أذكر مثالا على كلامي وهو ما تشهده دولنا العربية منذ بداية العام الحالي, حيث أُطلق عليه عام التغيرات الجذرية بسبب انفجار شعوب بعض الدول فيها وأصبحت تطالب بحقوقها فنراها هاجت على حكامها سواء كان ذلك برفض أمر قد ارتضاه شعبها لنفسه في الماضي أو بمطالبتها بحقوق إضافية, فأثر ذلك في الدول المستقرة جزئيا سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشر, فاختلطت الأمور على البعض منا فأصبح في حيرة من أمره لا يستطيع الفصل بين الصواب والخطأ أو اختيار الصمت أو الكلام عما يحدث, ما مكن معه أعداء الإسلام من استغلال الأوضاع وبدأ بالتفريق بين صفوف شعوب المسلمين وقامت باستخدام وسائلها المختلفة من أجل إخفاء حقائق معينة أو استغلال بعض الشخصيات الدينية والسياسية المأجورة لافتعال ونشر الفتن بين أفراد تلك المجتمعات فأصبح من يقول الحق يتعرض إلى ظلم أو غبن.
وبرأيي فإننا مطالبون جميعاً بهذا الوقت بتوخي الحيطة والحذر لإخفاق أهداف أعداء الإسلام وعدم السماح لهم باختراق الألفة والسلام اللذين كنا نتمتع بهما, فلا يفرق بيننا مذهبا أو ديناً, ولا قبيلة أو طائفة, فما أحوجنا جميعا في الوقت الحالي إلى تدبر حديث رسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) حين يقول "م¯ن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت", حتى لا تهدر الدماء وتسفك الأرواح إرضاء لأعداء الإسلام لا لإحقاق الحق.

mody sat
08-09-2012, 12:28 PM
سلمت انامللك غاليتي