نجيب ايوب
24-07-2012, 05:18 PM
((( عندما تغرد ثقافة الشعوب )))
تحدد ثقافة أي شعب أو أمة ، منظومة القيم التي تجسد ملامح وسمات شخصية الإنسان فيها وهويته ،
هذه المنظومة غير ثابتة في معانيها ، متغيرة في أحكامها ، وهي تتبدل من جيل إلى آخر . فما كان مأخذآ إجتماعيآ أو أخلاقيآ في زمن ما ، يتم التغاضي عنه الآن ويصبح
من المحاسن، والأمثلة كثيرة على ذلك .
الضيافة لمدة 3 أيام قبل السؤال عن المراد ، لم تعد تواكب العصر ، تم الإكتفاء حاليآ بدعوة غداء أو عشاء وربما الإقتصار على فنجان قهوة ،أصبح يفي بالغرض . وما حدث مؤخرآ على متن طائرة في رحلتها من جنوب أفريقيا إلى لندن يرسخ مفهوم الثابت والمتحول في منظومة القيم والأخلاقيات ، ففي مقاعد الدرجة السياحية جلست إمرأة بريطانية تبلغ من العمر اكثر من الخمسين عامآ بقليل ، وبالصدفة كان يجلس إلى جوارها رجل أسود البشرة .وقد أحس هذا الرجل ، أن المرأة تشعر بالضيق من مجاورته على
متن الرحلة الطويلة ، وتأكد من ذلك عندما إستدعت المرأة مضيفة الطائرة وقالت لها لقد أجلستموني بجانب رجل أسود وهو ما يسبب لي الضيق والقرف ، ولم أعد أحتمل ، لذا أرى أن توفروا لي مقعدآ بديلآ ، فأجابتها المضيفة ،بكياسـة ولباقة ، إهدأي سيدتي سأحاول البحث لكِ عن مقعد خالي في الطائرة ، وبعد عناء ، عادت المضيفة لتقول للسيدة البيضاء ، يا سيدتي لم أجد لكِ مقعدآ خاليآ في الدرجة السياحية ، لذلك أخبرت كابتن الطائرة فأبلغني بوجود مقعد واحد خالي في الدرجة الأولى ، أنفرجت أسارير السيدة البيضاء ، ولكن قبل أن تقول أي شيىء بادرتها المضيفة بالقول ليس من المعتاد في عرف شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية بالجلوس في الدرجة الأولى ، ولكن وفقآ للضروف الإستثنائية التي تحتل مكانة في عرفنا ، فإن كابتن الطائرة يشعر أنه من غير اللائق أن نرغم أحدآ أن يجلس بجانب شخص مقرف إلى هذا الحد ، وإلتفتت المضيفة نحو الرجل صاحب البشرة السوداء وقالت له ، سيدي هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدوية وتتبعني؟ فهناك مقعد ينتظرك في الدرجة الأولى .
وهو ما أصاب الركاب الذين كانوا يتابعون الموقف من بدايته بالمفاجئة ،
فصفقوا جميعآ لحنكة و ثقافة طاقم الطائرة .
مع تحياتي
نجيب ايوب
تحدد ثقافة أي شعب أو أمة ، منظومة القيم التي تجسد ملامح وسمات شخصية الإنسان فيها وهويته ،
هذه المنظومة غير ثابتة في معانيها ، متغيرة في أحكامها ، وهي تتبدل من جيل إلى آخر . فما كان مأخذآ إجتماعيآ أو أخلاقيآ في زمن ما ، يتم التغاضي عنه الآن ويصبح
من المحاسن، والأمثلة كثيرة على ذلك .
الضيافة لمدة 3 أيام قبل السؤال عن المراد ، لم تعد تواكب العصر ، تم الإكتفاء حاليآ بدعوة غداء أو عشاء وربما الإقتصار على فنجان قهوة ،أصبح يفي بالغرض . وما حدث مؤخرآ على متن طائرة في رحلتها من جنوب أفريقيا إلى لندن يرسخ مفهوم الثابت والمتحول في منظومة القيم والأخلاقيات ، ففي مقاعد الدرجة السياحية جلست إمرأة بريطانية تبلغ من العمر اكثر من الخمسين عامآ بقليل ، وبالصدفة كان يجلس إلى جوارها رجل أسود البشرة .وقد أحس هذا الرجل ، أن المرأة تشعر بالضيق من مجاورته على
متن الرحلة الطويلة ، وتأكد من ذلك عندما إستدعت المرأة مضيفة الطائرة وقالت لها لقد أجلستموني بجانب رجل أسود وهو ما يسبب لي الضيق والقرف ، ولم أعد أحتمل ، لذا أرى أن توفروا لي مقعدآ بديلآ ، فأجابتها المضيفة ،بكياسـة ولباقة ، إهدأي سيدتي سأحاول البحث لكِ عن مقعد خالي في الطائرة ، وبعد عناء ، عادت المضيفة لتقول للسيدة البيضاء ، يا سيدتي لم أجد لكِ مقعدآ خاليآ في الدرجة السياحية ، لذلك أخبرت كابتن الطائرة فأبلغني بوجود مقعد واحد خالي في الدرجة الأولى ، أنفرجت أسارير السيدة البيضاء ، ولكن قبل أن تقول أي شيىء بادرتها المضيفة بالقول ليس من المعتاد في عرف شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية بالجلوس في الدرجة الأولى ، ولكن وفقآ للضروف الإستثنائية التي تحتل مكانة في عرفنا ، فإن كابتن الطائرة يشعر أنه من غير اللائق أن نرغم أحدآ أن يجلس بجانب شخص مقرف إلى هذا الحد ، وإلتفتت المضيفة نحو الرجل صاحب البشرة السوداء وقالت له ، سيدي هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدوية وتتبعني؟ فهناك مقعد ينتظرك في الدرجة الأولى .
وهو ما أصاب الركاب الذين كانوا يتابعون الموقف من بدايته بالمفاجئة ،
فصفقوا جميعآ لحنكة و ثقافة طاقم الطائرة .
مع تحياتي
نجيب ايوب