نجيب ايوب
09-07-2012, 01:03 PM
فقراء صالحون للتصدير
لا يحتاج فقراء العالم إلى مناسبة كي يتظاهروا ويرفعون سنابل القمح الجافة تعبيرآ عن سنين عجاف حصدتهم وحصدت صحتهم ، هذا إذا كان عندهم جزء من الصحة ، نتجية ما أنجزته العولمـة من تعميم الشقاء وعدالة البؤس . الفقراء على إمتداد التاريخ وجدوا من ينصفهم وأحيانآ يعظهم ، بالإتحاد تكون القبضة تهز في وجه العالم أقوى من الأصابع المتباعدة لكنهم لم يتحدوا لأنهم من أجناس مختلفة . ربما إختلفت الشعارات ولكن الجوع يبقى واحدآ رغم تعدد أسمائه في مختلف اللغات . الفقير حسب تعريفاته هو الجوع ولكن بمعيار نسبي فقير الماضي لا يليق به هذا الزمان ،لأن الفقر هو الجوع الذي يتمثل
الثالوث : مسكن ،مأكل ، ملبس
كان في الماضي وألان هو من لم يملك سيارة وهاتفآ وكمبيوتر قد يعد فقيرآ بمقياس جديد ، إن هذا الوتر المشدود بين شمال العالم المترف بالنعيم والبذخ وجنوبه الجائع والمعسر لم يعد يقوى على إحتمال المعزوفات القديمة .
العالم يراوح منذو زمن بين الإنفراج والإنجاز فقد الكثير من إستقراره وأصبح في خطر ، فالفقر هو بيت الداء كما أنه الحاضنة النموذجية للعنف بمختلف أنماطه وتجلياته ، وإذا لم تردم الهوة السحيقة بين الأغنى والأفقر فأن العالم مقبل حتمآ على هاوية يتعذر إستدراك بلوغها حتى على من يرتدون مسوح القديسين
ولكنهم لا يتورعون عن التحالف مع الشياطين إذا قتضت مصالحهم العاجلة ذلك . وقد أثبتت التجارب ان العولمة في أشد أبعادها قسوة توشك أن تعكس الموعظة وتقول
لفقراء العالم أنتحروا وللعمال تبعثروا كي يسهل على رأس المال الإستقرار بكم واحدآ واحدآ .
وإن حل الأزمات المتفاقمة بالكلام العذب والمفردات المستعارة من المعجم الأخلاقي هو مجرد وهم . إن عالمنا ينتج الفقر بكميات وفيرة صالحة للتصدير إلى كواكب أخرى والمفارقة هي أن الأغنى هو من ينتج الأفقر وكما أن الأكثر تقدمآ هو الذي ينتج الأكثر تخلفآ . ومن راهنوا على أن الألفية الثالثة ستكون الفردوس الذي ينعم فيه فقراء العالم بجوار اغنيائه خسروا الرهان لأن فلسفة الأفقار والإضعاف قد تجرنا جميعآ إلى جحيم أرضي بدأنا نشم رائحة دخانه عن بعد.
دمتم بالعوافي
نجيب ايوب
لا يحتاج فقراء العالم إلى مناسبة كي يتظاهروا ويرفعون سنابل القمح الجافة تعبيرآ عن سنين عجاف حصدتهم وحصدت صحتهم ، هذا إذا كان عندهم جزء من الصحة ، نتجية ما أنجزته العولمـة من تعميم الشقاء وعدالة البؤس . الفقراء على إمتداد التاريخ وجدوا من ينصفهم وأحيانآ يعظهم ، بالإتحاد تكون القبضة تهز في وجه العالم أقوى من الأصابع المتباعدة لكنهم لم يتحدوا لأنهم من أجناس مختلفة . ربما إختلفت الشعارات ولكن الجوع يبقى واحدآ رغم تعدد أسمائه في مختلف اللغات . الفقير حسب تعريفاته هو الجوع ولكن بمعيار نسبي فقير الماضي لا يليق به هذا الزمان ،لأن الفقر هو الجوع الذي يتمثل
الثالوث : مسكن ،مأكل ، ملبس
كان في الماضي وألان هو من لم يملك سيارة وهاتفآ وكمبيوتر قد يعد فقيرآ بمقياس جديد ، إن هذا الوتر المشدود بين شمال العالم المترف بالنعيم والبذخ وجنوبه الجائع والمعسر لم يعد يقوى على إحتمال المعزوفات القديمة .
العالم يراوح منذو زمن بين الإنفراج والإنجاز فقد الكثير من إستقراره وأصبح في خطر ، فالفقر هو بيت الداء كما أنه الحاضنة النموذجية للعنف بمختلف أنماطه وتجلياته ، وإذا لم تردم الهوة السحيقة بين الأغنى والأفقر فأن العالم مقبل حتمآ على هاوية يتعذر إستدراك بلوغها حتى على من يرتدون مسوح القديسين
ولكنهم لا يتورعون عن التحالف مع الشياطين إذا قتضت مصالحهم العاجلة ذلك . وقد أثبتت التجارب ان العولمة في أشد أبعادها قسوة توشك أن تعكس الموعظة وتقول
لفقراء العالم أنتحروا وللعمال تبعثروا كي يسهل على رأس المال الإستقرار بكم واحدآ واحدآ .
وإن حل الأزمات المتفاقمة بالكلام العذب والمفردات المستعارة من المعجم الأخلاقي هو مجرد وهم . إن عالمنا ينتج الفقر بكميات وفيرة صالحة للتصدير إلى كواكب أخرى والمفارقة هي أن الأغنى هو من ينتج الأفقر وكما أن الأكثر تقدمآ هو الذي ينتج الأكثر تخلفآ . ومن راهنوا على أن الألفية الثالثة ستكون الفردوس الذي ينعم فيه فقراء العالم بجوار اغنيائه خسروا الرهان لأن فلسفة الأفقار والإضعاف قد تجرنا جميعآ إلى جحيم أرضي بدأنا نشم رائحة دخانه عن بعد.
دمتم بالعوافي
نجيب ايوب