المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملك وزوجته والصياد...!



HENoO
28-05-2012, 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




يُحكى أن الملك " خسرو بن برويز " ملك الفرس:

كان محبا لأكل السمك، وكانت زوجته " شيرين " الجميلة تتدخل دائما برأيها عندما يدير بعض أمور ملكه، و تكون جالسة بجانبه، ودخل عليه ذات يوم صياد بسيط، ولكنه يحمل سمكة غريبة كبيرة ولكنها جميلة نادرة تثير الإنتباه، فانبهر الملك بها، وكان الملك عطاءً، فأمر للصياد بأربعة آلاف درهم مكافأة على هديته للملك.

وكعادة " شيرين " فقد أخبرت الملك في أذنه:

أن هذه المكافأة ضخمة لمثل هذا الصياد البسيط، وكم سيعطي الملك بعد ذلك خواص خدمه وحاشيته، إذا أراد لهم المكافأة.

ولأنها تعرف أن كلام الملو ك لا يرد فقد قالت لزوجها الملك:

دعني أحتال لك في هذا الأمر.

ولحب الملك لها، فقد قال لها كما تشائين، وأمر برد الصياد عليه، والذي كان فطنا أريبا على الرغم من تواضع حاله، وسأله الملك بعد أن أشارت عليه الملكة بأن يسأل زوجها الصياد:

هل هذه السمكة ذكر أم أنثى ؟

فإن قال ذكرا، رد عليه الملك:

إنما كنت أريدها أنثى ...!

وإن قال أنثى، قال له:

إنما كنت أريدها ذكرا ...!

ولكن إجابة الصياد كانت مبهرة للملك وزوجته، فلقد قال الصياد:

أظن يا مولاي أن هذه السمكة النادرة خنثى، فلم ير صياد نظيرا لها.

ومن شدة إعجاب الملك بإجابته، فقد أمر له بأربعة آلاف درهم أخرى، ولقد وضعها رجال القصر للصياد في جراب شديد الإمتلاء، لعظم المبلغ.

وعندما هم الصياد بحمل الجراب سقط من جيب سترته العلوي درهما على الأرض، وانزلق على أرضية القصر يجري فجرى الصياد خلفه حتى أمسك به وأعاده إلى جيب عميق في سترته.

فلم تسكت الملكة، واستغلتها فرصة لتوغر صدر الملك على الصياد، فقالت للملك:

أنظر كيف يطارد هذا الرجل الجشع الدرهم الذي وقع على أرضية القصر ؟ وكأنه غير آبه ولا مهتم بمقامك العظيم ...! ، وأنت قد أعطيته من الدراهم ما يكفيه ويزيد عن حاجته وحاجة أسرته مدى الحياة ...!

فناداه الملك غاضبا وقال له:

يا جشع يا خسيس، تطارد درهما وقع على أرضية القصر، ولا تهابني، وقد أعطيتك ما يزيد عن حاجتك وحاجة أهلك مدى الحياة، لأنزلن بك أشد العقاب.

فسجد الصياد مرتاعا باكيا بين يدي الملك قائلا:

إنما دفعني إلى فعل ذلك يا مولاي أن على أحد وجهي هذا الدرهم صورتك، وعلى وجهه الآخر كلام عظمتك، ولذا فقد طاردت هذا الدرهم حين انزلق من جيبي خوفا من أن تطأه قدم أحد دون قصد عندما يكون منبهرا عند دخوله عليك من فرط عظمتك.

فازداد إعجاب الملك به، بعد أن نطق لسانه بهذا الرد البليغ، و أمر له الملك بأربعة آلاف درهم ثالثة من شدة إعجابه بقوله وحجته.

ولكن أراد الملك علاجا لتدخلات زوجته فيما يصدره من قرارات، بعد أن تناقل الخاصة والعامة خبر الملك وزوجته والصياد، فاختار حلا صعبا، ولكن لعله أن يكون مجديا مع الزوجات المتسلطات واللاتي يفتقدن الحكمة في اتخاذ القرارات، فأمر مناديه أن ينادي في الناس:

ألا يتدبر أحد برأي النساء، فإنه من تدبر برأيهن، وأتمر بأمرهن خسر دراهمه ...!


****************************

منقول من التراث الشعبي بتصرف.

h.abu ali
29-05-2012, 12:28 AM
قصة معبرة ورائعة
دهاء ومكر الصياد .. قوبل بـ كرم الملك
لكن ليس جميع النساء كبعضهن البعض .. يوجد نساء عقولهن بـ مائة رجل
مشكورة أختي هناء على جديدك