المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة يا جارة الوادي لاحمد شوقي



ابو حاتم-
20-01-2012, 02:38 AM
شــــيعتُ أحـــــــــــلامي بقلـــــبٍ باكِ *****ولمحتُ من طرق الملاحِ شباكي
ورجــــــــــعتُ أَدراجَ الشــــباب ووِرْدَه *****أَمـــشي مكانَهما على الأَشواك
وبجــــــــــانبي واهٍ ، كأن خفـــــــــوقه*****لما تلفتَ جهشــــــــــة ُ المتباكي
شاكي السلاحِ إذا خلا بضلــــــــــوعه *****فإذا أهيبَ به فليــــــــــس بشاك
قد راعه أني طــــــويتُ حبــــــــــائلي *****من بعد طــــــــــــول تناولٍ وفكاك
ويح ابن جــــنبي ؟ كلُّ غــاية ِ لــــــذة ٍ *****بعد الشبـــــــــــاب عزيزة الإدراك
لم تبــــــق منا - يا فـــــؤادُ - بقيــــــة*****لفتوة ٍ ، أو فضــــــــــــــــــلة ٌ لعراك
كنا إذا صففـــتَ نســــــــــتبق الهوى*****ونشدُّ شــــــــــــــدَّ العصبة ِ الفتاك
واليـــوم تبعــــث فيَّ حيــــــن تهزني*****ما يبعث الناقــــــوسُ في النساك
يا جـــــــــارة َ الوادي، طَرِبْتُ وعادني*****ما يشبهُ الأَحــــــــــلامَ من ذكراك
مثلتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى*****والذكرياتُ صدى السنين الحاكي
ولقد مــــــررتُ على الرياض بــــرَبْوَة ٍ*****غَّناءَ كنتُ حِيالها ألقـــــــــــــــــاك
ضحـــــــــكتْ إليّ وجوهها وعيونهــــا*****ووجدْتُ في أَنفاســـــــــــها ريّاك
فذهبـــــتُ في الأيام أذكر رفرفـــــــاً*****بين الجداولِ والعيــــــــــونِ حَواك
أذكـــــــــرتِ هـرولة َ الصبابة ِ والهوى ***** لما خَطرتِ يُقبــــــــــــلان خُطاكِ؟
لم أَدر ما طِيـــــبُ العِناقِ على الهوى*****حتى ترفَّق ساعدي فطـــــــــواك
وتأوَّدت أعطــــــــــاف بانِـــك في يدي***** واحمرّ من خَفريهما خـــــــــــدّاك
ودخلتُ في ليلين : فرعِـك والدُّجــــى *****ولثمتُ كالصّبح المنوِّرِ فــــــــــاكِ
ووجــدْتُ في كُنْهِ الجوانحِ نَشْـــــــوَة ً *****من طيب فيك، ومن سُلاف لَمَاك
وتعطَّلَتْ لغة ُ الكلامِ وخــــــــــــاطبَتْ *****عَيْنَيَّ في لغة الهوى عيـــــــــناك
ومَحــــــــــــوتُ كلَّ لُبانة ٍ من خاطري *****ونسيتُ كلَّ تعاتُبٍ وتشــــــــاكي
لا أمـــــــــــسِ من عمرِ الزمان ولاغدٌ ***** جُمِع الزمانُ فكان يومَ رِضــــــاك
لُبنـــــــــــــانُ ، ردتني إليكَ من النوى*****أقدارُ ســـــــــــــــــيرٍ للحياة دَرَاك
جمعتْ نـــــزيلي ظهرِها من فُــــــرقة***** كُرَة ٌ وراءَ صَوالجِ الأَفــــــــــــــلاك
نمشــــــــــــــي عليها فوقَ كلِّ فجاءة ٍ *****كالطير فوقَ مَكامن الأشـــــراك
ولو أنّ الشـــــــــــوق المزارُ وجدتني*****مُلقى الرحالِ على ثراك الذاكي
بنت البقـــــــــــــــــــــــاع وأمَّ بردُوِنيِّها***** طيبي كجلَّق ، واسكبي بَـرداك
ودِمَشْــــــــــقُ جَنَّاــــتُ النعيم، وإنما*****ألفيتُ سُـــــــــــــــدَّة َ عدنِهنَّ رُباك
قسـمــــــــــاً لو انتمت الجداولُ والرُّبا***** لتهلَّل الفردوسُ، ثمَّ نَمـــــــــــــاك
مَرْآكِ مَـــــــــــرْآه وَعَيْنُـــكِ عَيْنُــــــــــه***** لِمْ يا زُحَيلة ُ لا يكــــــــــــون أباكِ؟
تلك الكُــــــــــــــــــــروم بقية ٌ من بابلٍ ***** هَيْهَاتَ! نَسَّى البـــــابليَّ جَناك
تبدي كوشــــــــي الفُرس أفتّنَ صبغة*****للناظرين إلى أَلَذِّ حِيـــــــــــــــاكِ
خرزاتِ مِســـــــــــــكٍ أو عُقودَ الكهربا***** أُودِعْنَ كافوراً من الأَســــــــلاك
فكَّرْتُ في لَبَنِ الجِنــــــــــــانِ وخمرِها***** لمّا رأيتُ الماءَ مَسَّ طِـــــــــلاك
لم أنس من هبة ِ الزمانِ عشــــــــــيَّة ً***** سَلَفَتْ بظلِّكِ وانقضَتْ بِــــذَراك
كًنتِ العروسَ على منصة ِ جنحهـــــــــا***** لًبنانُ في الوشي الكريم جَلاكِ
يمشي إليكِ اللّحظُ في الديبـــــــاج أَو*****في العاج من أي الشِّعاب أتاك
ضَمَّتْ ذراعيْهــــــــــــــــــــا الطبيعة ُ رِقَّة ً ***** صِنِّينَ والحَرَمُونَ فاحتضــناك
والبدرُ في ثبج السمـــــــــــــــــاءِ مُنورٌ*****سالت حُلاه على الثرى وحُــلاكِ
والنيِّـــرات من السحــــــــــــــاب مُطِلَّة ٌ***** كالغيد من سترٍ ومن شُــــــباك
وكأَنَّ كلَّ ذُؤابة ٍ من شــــــــــــــــــاهِقٍ*****ر كنُ المجرة أو جدارُ سِمــــــــاك
ســـــــــــــــــكنتْ نواحي الليل ، إلا أنَّة ً***** في الأَيْكِ، أَو وَتَراً شَجِيَّ حَراك
شـــــــــــــرفاً ـ عروس الأرز ـ كلُّ خَريدة ***** تحتَ السماءِ من البلاد فِـــــداك
رَكَز البيـــــــــــــــــــــانُ على ذراك لواءَه *****ومشى ملوكُ الشعر في مَغناك
أُدباؤك الزُّهر الشمــــــــــوسُ ، ولا أرى***** أَرضاً تَمَخَّضُ بالشموس سِــواك
من كلّ أَرْوَعَ عــــــلْمُه في شعـــــــــــره*****ويراعه من خُــــــــــــــــلقه بملاك
جمع القـــــــــصائدَ من رُباكِ، وربّمـــــــــا*****سرق الشمائلَ من نسيم صَباك
موســــــــــــى ببابك في المكارم والعلا*****وعَصاهُ في سحر البيانِ عَصــاكِ
أَحْلَـــــــــــلْتِ شعري منكِ في عُليا الذُّرا *****وجمعته برواية الأمــــــــــــــلاك
إن تُكرمي يا زَحْلُ شعــــــــــــــــري إنني ***** أَنــــــــــكرْتُ كلَّ قَصيدَة ٍ إلاَّك
أَنتِ الخيالُ: بديعُـــــــــــــــــــــــهُ ، وغريبُه*****الله صـــــاغك، والزمــــانُ رَواك