المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كذا فليجل الخطب وليفدح الامر لابو تمام



ابو حاتم-
23-11-2011, 12:44 AM
كَـذا فَـليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ فَـلَيسَ لِـعَينٍ لَـم يَفِض ماؤُها عُذرُ
تُـوُفِّـيَتِ الآمــالُ بَـعدَ iiمُـحَمَّدٍ وَأَصـبَحَ فـي شُغلٍ عَنِ السَفَرِ iiالسَفرُ
وَمـا كـانَ إِلّا مـالَ مَـن قَلَّ iiمالُهُ وَذُخـراً لِـمَن أَمسى وَلَيسَ لَهُ ذُخرُ
وَمـا كـانَ يَدري مُجتَدي جودِ iiكَفِّهِ إِذا مـا اِسـتَهَلَّت أَنَّـهُ خُلِقَ العُسرُ
أَلا فـي سَـبيلِ الـلَهِ مَن عُطِّلَت iiلَهُ فِـجاجُ سَـبيلِ الـلَهِ وَاِنـثَغَرَ iiالثَغرُ
فَـتىً كُـلَّما فـاضَت عُـيونُ iiقَبيلَةٍ دَمـاً ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ iiوَالذِكرُ
فَـتىً مـاتَ بَينَ الضَربِ وَالطَعنِ iiميتَةً تَـقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ iiالنَصرُوَنَفسٌ
وَمـا مـاتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ iiسَيفِهِ مِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا iiالسُمرُ
وَقَـد كـانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً iiفَرَدَّهُ إِلَـيهِ الـحِفاظُ الـمُرُّ وَالـخُلُقُ الوَعرُ
وَنَـفسٌ تَـعافُ الـعارَ حَـتّى iiكَأَنَّهُ هُـوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ iiالكُفرُ
فَـأَثبَتَ فـي مُـستَنقَعِ المَوتِ iiرِجلَهُ وَقـالَ لَـها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ iiالحَشرُ
غَـدا غَـدوَةً وَالـحَمدُ نَـسجُ رِدائِهِ فَـلَم يَـنصَرِف إِلّا وَأَكـفانُهُ iiالأَجرُ
تَـرَدّى ثِـيابَ الـمَوتِ حُمراً فَما أَتى لَـها اللَيلُ إِلّا وَهيَ مِن سُندُسٍ iiخُضرُ
كَــأَنَّ بَـني نَـبهانَ يَـومَ iiوَفـاتِهِ نُـجومُ سَـماءٍ خَـرَّ مِن بَينِها iiالبَدرُ
يُـعَزَّونَ عَـن ثـاوٍ تُـعَزّى بِهِ iiالعُلى وَيَـبكي عَـلَيهِ الجودُ وَالبَأسُ iiوَالشِعرُ
وَأَنّـى لَـهُم صَـبرٌ عَلَيهِ وَقَد مَضى إِلـى المَوتِ حَتّى اِستُشهِدا هُوَ iiوَالصَبرُ
فَتىً كانَ عَذبَ الروحِ لا مِن iiغَضاضَةٍ وَلَـكِنَّ كِـبراً أَن يُـقالَ بِـهِ كِـبرُ
فَـتىً سَـلَبَتهُ الـخَيلُ وَهوَ حِمىً لَها وَبَـزَّتهُ نـارُ الـحَربِ وَهوَ لَها iiجَمرُ
وَقَـد كـانَتِ البيضُ المَآثيرُ في iiالوَغى بَـواتِرَ فَـهيَ الآنَ مِـن بَـعدِهِ iiبُترُ
أَمِـن بَـعدِ طَـيِّ الـحادِثاتِ مُحَمَّداً يَـكونُ لِأَثـوابِ الـنَدى أَبَـداً نَشرُ
إِذا شَـجَراتُ الـعُرفِ جُذَّت iiأُصولُها فَـفي أَيِّ فَـرعٍ يوجَدُ الوَرَقُ iiالنَضرُ
لَـئِن أُبـغِضَ الـدَهرُ الخَؤونُ iiلِفَقدِهِ لَـعَهدي بِـهِ مِـمَّن يُحَبُّ لَهُ iiالدَهرُ
لَـئِن غَـدَرَت فـي الـرَوعِ أَيّامُهُ iiبِهِ لَـما زالَـتِ الأَيّـامُ شـيمَتُها iiالغَدرُ
لَـئِن أُلـبِسَت فـيهِ الـمُصيبَةَ iiطَيِّئٌ لَـما عُـرِّيَت مِـنها تَـميمٌ وَلا iiبَكرُ
كَـذَلِكَ مـا نَـنفَكُّ نَـفقِدُ iiهـالِكاً يُـشارِكُنا فـي فَـقدِهِ البَدوُ وَالحَضرُ
سَقى الغَيثُ غَيثاً وارَتِ الأَرضُ شَخصَهُ وَإِن لَـم يَـكُن فيهِ سَحابٌ وَلا iiقَطرُ
وَكَـيفَ اِحـتِمالي لِلسَحابِ iiصَنيعَةً بِـإِسقائِها قَـبراً وَفـي لَـحدِهِ البَحرُ
مَـضى طـاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌ غَـداةَ ثَـوى إِلّا اِشـتَهَت أَنَّـها iiقَبرُ
ثَوى في الثَرى مَن كانَ يَحيا بِهِ iiالثَرى وَيَـغمُرُ صَـرفَ الـدَهرِ نائِلُهُ iiالغَمرُ
عَـلَيكَ سَـلامُ الـلَهِ وَقـفاً iiفَـإِنَّني رَأَيـتُ الـكَريمَ الـحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ